yasmeen
02-09-2006, 03:54 PM
بقلم أحمد الجارالله
لا اعرف ان كانت هذه القصة التي رويت لي حقيقية, ام انها من نسج الخيال. تقول القصة ان خطيب احد المساجد في ابوظبي, وبعد ان فرغ من اداء خطبته , وناقش فيها الموضوع المطروح على اهتمام الساحة الاسلامية, وروى قصة عن الرسول صلى الله عليه وسلم او عن اصحابه, قام احد المصلين, وهو يرتجف ويصرخ, ليطالب المؤمنين من حوله بالذهاب الى العراق للجهاد فيه, وليقول لهم »اذهبوا الى العراق وجاهدوا فيه, فإنكم في الممات ستفوزون بالجنة, وستحف بكم الحور العين«.
ولا ندري هل في قتل المدنيين العراقيين الابرياء تكمن الطريق الى الجنة, ام الى جهنم وبئس المصير... المهم ان الرجل الصارخ لا تبلغ هذه المفاهيم مداركه, فظل يتحدث بملء شدقيه وبحنجرة مفتوحة ومرتفعة للآخر, عن منافع الموت في العراق, وانه الطريق المحتوم الى الجنة. وعند خروج هذا الموتور من المسجد وجد ان هناك من ينتظره, فاستسلم اليهم واقتادوه الى السجن للتحقيق معه.
رفع الامر الى ولي العهد الشيخ محمد بن زايد, فطلب احضار الرجل ليناقشه في مفاهيمه, ويقال, والعهدة على الراوي, ان سمو الشيخ محمد بن زايد سأل الرجل بعد احضاره: انت تطلب من الناس ان يذهبوا الى العراق للجهاد والموت, وذكرت ان وراء الموت هناك حسنات, وجنان, وحور عين وجنات نعيم, انا لا اريد ان احرمك مما طلبت, فاستعد لأنني سأبعث بك الى العراق, متحملا كامل مصاريف سفرك, وأدعو الله ان يجمعنا عند قيام الساعة, والساعة آتية لا ريب فيها. هنا اعترض الرجل الموتور وقال لسمو الشيخ محمد: انا لا استطيع الذهاب الى العراق, فلدي عائلة واولاد, فقال له سمو الشيخ محمد:
لا تخف انا سأتكفل بعائلتك واولادك. اذهب الآن الى العراق فالفرصة مواتية لك, وانت طلبتها ونلتها. فصرخ الرجل ثانية وقال: لدي اولاد وبيت, ولا استطيع الذهاب الى العراق للموت فيه. فقال له سمو ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد: الذين دعوتهم في المسجد للذهاب للعراق والجهاد فيه, ألا تعتقد ان لديهم اولادا وعائلات وارتباطات? انك على ما يبدو تفتي بما ليس لك به علم بدليل ان ما افتيت به لم تنفذه على نفسك, وما دعوت الناس إليه في المسجد بأن يتركوا اعمالهم واهلهم وذويهم, ويموتوا لأجل قضية عليها خلاف واختلاف, خالفته بنفسك, ثم ما هذا الجهاد الذي لم ينص عليه دينك ولم يأمر به?
وبعد ذلك اصر سمو الشيخ محمد على الرجل بان يستعد للرحيل الذي لا مهرب له منه. فخر الرجل باكيا, وادعى ثانية انه صاحب اولاد وعائلة. واحب العيش في مدينة ابوظبي الحلوة ولا يريد مغادرتها, خصوصا وانها تعيش ازدهارا اقتصاديا ساطعا, والفرص فيها موزعة على الناس بالتساوي, والمهم ان يتحرك كل ناشط وطموح للعمل لأن السماء لا تمطر ذهبا على احد... اخذ الرجل يبكي, والشيخ محمد بن زايد يصر عليه بان يذهب الى الجهاد في العراق حتى ينال الجنة التي تحدث عنها, بدون اذن في المسجد, وبدون ترتيب سابق, وبافتاء قاصر لا يعرف الا بانه ادعاء جرأة لابد وان يضعه على طريق الشهرة... الرجل ظل يبكي كما تقول الرواية ويطلب السماح, وسمو الشيخ محمد بن زايد, ومن دون ان يتخلى عن عطفه, ظل يصر ويطالب الرجل بالذهاب الى العراق, وكأنه اراد باصراره ان يلقن الرجل درسا لا ينساه, حتى لا يمارس ادعاءات لا يعرف معناها, ولا يتاجر بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذه قصة من قصص كثيرة تتحدث عن اولئك المتاجرين بدين الله الذين يظنون انهم عندما يحفظون جزءا او جزأين من القرآن, وحديثا او حديثين لرسول الله, يصبحون علماء ويصبح بمقدورهم الافتاء, وتكفير الناس, او توزيع صكوك الغفران عليهم.
قد تكون هذه القصة غير دقيقة لكنها حقيقية في معناها وصادقة كونها توحي بسلوك القادة تجاه الذين يحاولون العبث بالجبهات الداخلية, ويقولون ما لا يعلمون, ويتحدثون بما لا يفقهون.
.. القصص كثيرة والمعاني واحدة فالذين غرر بهم وذهبوا ضحايا لمن ارسلوهم الى العراق هم الذين خسروا الدنيا وخسروا الآخرة... فالذين زينوا لهم الموت وخدعوهم بالزواج من الحور العين قبل موتهم ظلوا احياء هم واولادهم وربحوا حياتهم على الاقل.
الآن قلت اعداد المغرر بهم, ويبدو انهم ادركوا ما ادركه سمو الشيخ محمد بن زايد, ان الداعي الى الجهاد والموت هو احب الناس للحياة وللعائلة والابناء, تماما مثل هذا الرجل الذي اخذ يبكي امام سمو ولي عهد ابوظبي, رافضا الذهاب الى العراق, مؤثرا الحياة والعيش وسط ابنائه, وتبين فيما بعد انه كذاب اشر, يدعو الى الفضيلة ولا يمارسها, ومنافق من اخوان الشياطين.
لا اعرف ان كانت هذه القصة التي رويت لي حقيقية, ام انها من نسج الخيال. تقول القصة ان خطيب احد المساجد في ابوظبي, وبعد ان فرغ من اداء خطبته , وناقش فيها الموضوع المطروح على اهتمام الساحة الاسلامية, وروى قصة عن الرسول صلى الله عليه وسلم او عن اصحابه, قام احد المصلين, وهو يرتجف ويصرخ, ليطالب المؤمنين من حوله بالذهاب الى العراق للجهاد فيه, وليقول لهم »اذهبوا الى العراق وجاهدوا فيه, فإنكم في الممات ستفوزون بالجنة, وستحف بكم الحور العين«.
ولا ندري هل في قتل المدنيين العراقيين الابرياء تكمن الطريق الى الجنة, ام الى جهنم وبئس المصير... المهم ان الرجل الصارخ لا تبلغ هذه المفاهيم مداركه, فظل يتحدث بملء شدقيه وبحنجرة مفتوحة ومرتفعة للآخر, عن منافع الموت في العراق, وانه الطريق المحتوم الى الجنة. وعند خروج هذا الموتور من المسجد وجد ان هناك من ينتظره, فاستسلم اليهم واقتادوه الى السجن للتحقيق معه.
رفع الامر الى ولي العهد الشيخ محمد بن زايد, فطلب احضار الرجل ليناقشه في مفاهيمه, ويقال, والعهدة على الراوي, ان سمو الشيخ محمد بن زايد سأل الرجل بعد احضاره: انت تطلب من الناس ان يذهبوا الى العراق للجهاد والموت, وذكرت ان وراء الموت هناك حسنات, وجنان, وحور عين وجنات نعيم, انا لا اريد ان احرمك مما طلبت, فاستعد لأنني سأبعث بك الى العراق, متحملا كامل مصاريف سفرك, وأدعو الله ان يجمعنا عند قيام الساعة, والساعة آتية لا ريب فيها. هنا اعترض الرجل الموتور وقال لسمو الشيخ محمد: انا لا استطيع الذهاب الى العراق, فلدي عائلة واولاد, فقال له سمو الشيخ محمد:
لا تخف انا سأتكفل بعائلتك واولادك. اذهب الآن الى العراق فالفرصة مواتية لك, وانت طلبتها ونلتها. فصرخ الرجل ثانية وقال: لدي اولاد وبيت, ولا استطيع الذهاب الى العراق للموت فيه. فقال له سمو ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد: الذين دعوتهم في المسجد للذهاب للعراق والجهاد فيه, ألا تعتقد ان لديهم اولادا وعائلات وارتباطات? انك على ما يبدو تفتي بما ليس لك به علم بدليل ان ما افتيت به لم تنفذه على نفسك, وما دعوت الناس إليه في المسجد بأن يتركوا اعمالهم واهلهم وذويهم, ويموتوا لأجل قضية عليها خلاف واختلاف, خالفته بنفسك, ثم ما هذا الجهاد الذي لم ينص عليه دينك ولم يأمر به?
وبعد ذلك اصر سمو الشيخ محمد على الرجل بان يستعد للرحيل الذي لا مهرب له منه. فخر الرجل باكيا, وادعى ثانية انه صاحب اولاد وعائلة. واحب العيش في مدينة ابوظبي الحلوة ولا يريد مغادرتها, خصوصا وانها تعيش ازدهارا اقتصاديا ساطعا, والفرص فيها موزعة على الناس بالتساوي, والمهم ان يتحرك كل ناشط وطموح للعمل لأن السماء لا تمطر ذهبا على احد... اخذ الرجل يبكي, والشيخ محمد بن زايد يصر عليه بان يذهب الى الجهاد في العراق حتى ينال الجنة التي تحدث عنها, بدون اذن في المسجد, وبدون ترتيب سابق, وبافتاء قاصر لا يعرف الا بانه ادعاء جرأة لابد وان يضعه على طريق الشهرة... الرجل ظل يبكي كما تقول الرواية ويطلب السماح, وسمو الشيخ محمد بن زايد, ومن دون ان يتخلى عن عطفه, ظل يصر ويطالب الرجل بالذهاب الى العراق, وكأنه اراد باصراره ان يلقن الرجل درسا لا ينساه, حتى لا يمارس ادعاءات لا يعرف معناها, ولا يتاجر بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذه قصة من قصص كثيرة تتحدث عن اولئك المتاجرين بدين الله الذين يظنون انهم عندما يحفظون جزءا او جزأين من القرآن, وحديثا او حديثين لرسول الله, يصبحون علماء ويصبح بمقدورهم الافتاء, وتكفير الناس, او توزيع صكوك الغفران عليهم.
قد تكون هذه القصة غير دقيقة لكنها حقيقية في معناها وصادقة كونها توحي بسلوك القادة تجاه الذين يحاولون العبث بالجبهات الداخلية, ويقولون ما لا يعلمون, ويتحدثون بما لا يفقهون.
.. القصص كثيرة والمعاني واحدة فالذين غرر بهم وذهبوا ضحايا لمن ارسلوهم الى العراق هم الذين خسروا الدنيا وخسروا الآخرة... فالذين زينوا لهم الموت وخدعوهم بالزواج من الحور العين قبل موتهم ظلوا احياء هم واولادهم وربحوا حياتهم على الاقل.
الآن قلت اعداد المغرر بهم, ويبدو انهم ادركوا ما ادركه سمو الشيخ محمد بن زايد, ان الداعي الى الجهاد والموت هو احب الناس للحياة وللعائلة والابناء, تماما مثل هذا الرجل الذي اخذ يبكي امام سمو ولي عهد ابوظبي, رافضا الذهاب الى العراق, مؤثرا الحياة والعيش وسط ابنائه, وتبين فيما بعد انه كذاب اشر, يدعو الى الفضيلة ولا يمارسها, ومنافق من اخوان الشياطين.