سلسبيل
02-09-2006, 03:23 PM
د. نجم عبد الكريم
وما هي نظرتهم إلى الإسلام؟! (1-3)
إن ما يثار الآن ليس سوى سقطةٌ قامت بها جريدةٌ ليست لها من قيمة إلا داخل محيطٍ ضيقٍ في الدانمارك.. لكن الذين جعلوا الأمر يأخذ أبعاداً تؤجج مشاعر المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة قد جنحوا إلى الغوغاء بدلاً من التعقّل والتفاهم...
فرسول الإنسانية الذي عصمه الله في محكم كتابه، لا يمكن أن ينال منه كائناً من كان، خاصةً وأن عظماء أوروبا وفلاسفتها قالوا فيه كلمتهم.. وسوف أُطلع قراء إيلاف على جزئيةٍ بسيطة مما قالوه في محمد العظيم..
* * *
• جاء في كتاب (الأبطال) لـ (توماس كارلايل) وصفٌ لرسول الله عليه السلام، بأنه راسخ المبدأ، صارم العزم، بعيد الهم، كريمُ، برٌ، رؤوفٌ، تقيٌ، فاضلٌ، حرٌ، جمّ البِشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، مشرق الابتسامة!!
ومما قاله شاعر فرنسا الكبير (لامارتين) وهو يصف رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث قال:
" إن محمداً أقل من إله.. وأعظم من إنسان، أي أنه نبي."
أما (غوستاف ليبون) فإنه يقول عن القرآن الكريم:
"حسب هذا الكتاب تقديساً وخلوداً أن القرون التي مرت عليه لم تستطع أن تجفف ولو قليلاً من أسلوبه الذي لا يزال نقياً، كأن الأمس هو عهده بالوجود."
أما (سنوك هرجر يانجه) وهو مستشرقٌ هولندي، فإنه كتب قائلاً عن الإسلام:
"إن الإسلام بفضل ترفّعه، قد وجد وسيلةً صعد بها إلى مكانةٍ رفيعة، رأى منها ما هو أبعد من آفاقه الخاصة، بمعنى: أنه اشتمل على خاصية دولية الدين."
• هذا قليل من كثير سأعرض له مما كتبه أولئك الذين نذروا أنفسهم لقول الحقيقة.
فـ كارل بروكلمان ـ يعدّ شيخ المستشرقين المحدثين ـ في كتابه (في تاريخ الأدب العربي) ويقع في جزأين وثلاثة ملاحق، ثم كتابه (تاريخ الشعوب الإسلامية) ويحتوي على ما يقرب من الألف صفحة، وهو رجل من ألمانيا، يبدي إعجاباً منقطع النظير بشخصية الرسول الأعظم؟!
يفرد (بروكلمان) فصلاً عن الأصنام في الكعبة قبل الإسلام، وكيف جاء (محمد) لينير الدرب لمن كانوا يسيرون في الظلام.. ويتحدث عن الإلهة (العزى) صاحبة القدرة، وعن (اللات) و (هبل) وكيف أن هذه الآلهة المتعددة لم تستطع أن تثنى العرب عن الإيمان بوجود الله.. يقول شيخ المستشرقين:
" إن الله عند العرب، رب العالمين، العظيم، يملك كل شيء، ولا يملك معه أحد أي شيء… لا مبدّل لكلماته، ولا رادّ لقضائه.. والبدوي يعتبر القضاءَ المحتوم إرادة الله الثابتة التي لا مبدّل لها.. والواقع أن هذا الاعتقاد بالقضاء، لم يكن ليُدخل في روع العربي الضعف والخور، ولكنه على العكس: كان يحفزه على بلوغ أهدافه من غير مساعدة علوية، ويحمله إلى جانب ذلك على التقليل من أهمية الجهود البشرية كلها."
… وعندما يتحدث (بروكلمان) عن شخصية الرسول الأعظم وعن استعداده المبكر للرسالة، فإن الحديث عندها يكون ذو شجون.. يقول (بروكلمان):
" بينما كان بعض معاصري النبي، كأمية بن الصلت، شاعر الطائف ـ وهي مصيف مكة ـ يعيشون رافضين عبادة الأصنام، متطلعين إلى وحدانيةٍ عامة، كان محمد يتعمق في تأملاته، وإذ أيقن بخلاصه الروحي من الأصنام، التمس خلاص مواطنيه من عقيدتهم الوثنية الفاسدة الفارغة…. وكم تساءل في أعماق نفسه، وضج من حوله السؤال: إلى متى يستمر فيهم الضلال؟!.. وكأن في أعماقه هاتفٌ يردد في سمعه دائماً.. إنه قريباً.. قريباً جداً.. ستكون أنت يا محمد مدعواً لأداء هذه الرسالة."
وقد سجل (كارل بروكلمان) بروحٍ علميةٍ بحتة، احتراماً واعترافاً بالسمو الروحي، والأسلوب السماوي للقرآن الذي نزل على نبي الإسلام من السماء، خاصةً في السنوات الأولى من وحي (جبريل) عليه السلام.
ويتحدث (بروكلمان) عن المسلمين الأوائل وإيمانهم برسالة الهدى، بروح علمية نزيهة، تدحض كل الشوائب التي حاولت روح البغضاء أن تدسها على هذا الدين القيم، ويفرد المستشرق الألماني فضلاً عن المعارك التي خاضها الرسول العظيم من أجل رسالة الإنسانية، حيث كتب قائلاً:
" قرر محمد أن يسبق أبا سفيان إلى بدر التي تقع على طريق القوافل، وبها عين يتزودون منها بالماء، وهناك.. بدلاً من أن يلق حامية القوافل قليلة وهزيلة، وجد نبي الإسلام جيشاً قوياً كامل السلاح يبلغ ثلاثة أضعاف عدد ما معه من المسلمين، وكان على النبي أن يحشد جميع قدراته الملهمة، لحمل رجاله على خوض معركةٍ لا تتكافأ فيها القوى.. وسرعان ما استطاعت روح الدين الجديد التي غرسها في أتباعه الوحي الهابط من السماء، أن تحرز النصر على التفوق العددى العسكري الذي كان لخصوم محمد المكيين."
... ويشيد (كارل بروكلمان) بلحظات الانتظار، يوم عاد المهاجر إلى وطنه، يوم عاد محمد إلى مدينته مكة بعد أن اضطره جبروت أهلها إلى الهجرة منها، ويرجع هذا المستشرق إلى أن السماحة المحمدية التي لم يألفها التاريخ الحديث أو القديم من معذَّبٍ انتصر على معذِّبه، ويرجع كل ذلك إلى إيمان (محمد) بأن الله لطيفٌ رحيم.. مدللاً على ذلك بآياتٍ من سورة النساء:
" إن الله كان بكم رحيماً.. وكان ذلك على الله يسيرا.. وندخلكم مدخلاً كريماً.. لوجدوا الله تواباً رحيماً."
• هكذا يتكلم (كارل بروكلمان) عن رسالة الإسلام، وعن نبي الإسلام عليه السلام.
وقد جاء في كتاب (ألف شخصية عظيمة) الذي أعده (بلانتاجيت سومرست فراى) ما يؤكد أن أبناء أوروبا من المنصفين لا يقبلون بالباطل حيث ورد فيه دفاع يتصدى به المؤلف لكل من يحاول النيل من شخصية رسول الإنسانية حيث قال: " حاول الكثيرون من المغرضين طمس معالم شخصية نبي الإسلام، حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، إنه شخصية كبرى في تاريخ العالم، فضلاً عن أنه نبي مرسل."
وفي الصفحة 146 من مجموعة المخطوطات السريانية المعاد طبعها في مدينة (ليبزج) بألمانيا عام 1908 جاءت أول إشارة إلى ذكر رسول الإنسانية عليه السلام، وردت في المؤلفات الأجنبية حيث يرجع تاريخ هذه المخطوطة السريانية إلى القرن السابع الميلادي وهو القرن الذي شهد انبعاث الرسالة المحمدية.
وما هي نظرتهم إلى الإسلام؟! (1-3)
إن ما يثار الآن ليس سوى سقطةٌ قامت بها جريدةٌ ليست لها من قيمة إلا داخل محيطٍ ضيقٍ في الدانمارك.. لكن الذين جعلوا الأمر يأخذ أبعاداً تؤجج مشاعر المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة قد جنحوا إلى الغوغاء بدلاً من التعقّل والتفاهم...
فرسول الإنسانية الذي عصمه الله في محكم كتابه، لا يمكن أن ينال منه كائناً من كان، خاصةً وأن عظماء أوروبا وفلاسفتها قالوا فيه كلمتهم.. وسوف أُطلع قراء إيلاف على جزئيةٍ بسيطة مما قالوه في محمد العظيم..
* * *
• جاء في كتاب (الأبطال) لـ (توماس كارلايل) وصفٌ لرسول الله عليه السلام، بأنه راسخ المبدأ، صارم العزم، بعيد الهم، كريمُ، برٌ، رؤوفٌ، تقيٌ، فاضلٌ، حرٌ، جمّ البِشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، مشرق الابتسامة!!
ومما قاله شاعر فرنسا الكبير (لامارتين) وهو يصف رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث قال:
" إن محمداً أقل من إله.. وأعظم من إنسان، أي أنه نبي."
أما (غوستاف ليبون) فإنه يقول عن القرآن الكريم:
"حسب هذا الكتاب تقديساً وخلوداً أن القرون التي مرت عليه لم تستطع أن تجفف ولو قليلاً من أسلوبه الذي لا يزال نقياً، كأن الأمس هو عهده بالوجود."
أما (سنوك هرجر يانجه) وهو مستشرقٌ هولندي، فإنه كتب قائلاً عن الإسلام:
"إن الإسلام بفضل ترفّعه، قد وجد وسيلةً صعد بها إلى مكانةٍ رفيعة، رأى منها ما هو أبعد من آفاقه الخاصة، بمعنى: أنه اشتمل على خاصية دولية الدين."
• هذا قليل من كثير سأعرض له مما كتبه أولئك الذين نذروا أنفسهم لقول الحقيقة.
فـ كارل بروكلمان ـ يعدّ شيخ المستشرقين المحدثين ـ في كتابه (في تاريخ الأدب العربي) ويقع في جزأين وثلاثة ملاحق، ثم كتابه (تاريخ الشعوب الإسلامية) ويحتوي على ما يقرب من الألف صفحة، وهو رجل من ألمانيا، يبدي إعجاباً منقطع النظير بشخصية الرسول الأعظم؟!
يفرد (بروكلمان) فصلاً عن الأصنام في الكعبة قبل الإسلام، وكيف جاء (محمد) لينير الدرب لمن كانوا يسيرون في الظلام.. ويتحدث عن الإلهة (العزى) صاحبة القدرة، وعن (اللات) و (هبل) وكيف أن هذه الآلهة المتعددة لم تستطع أن تثنى العرب عن الإيمان بوجود الله.. يقول شيخ المستشرقين:
" إن الله عند العرب، رب العالمين، العظيم، يملك كل شيء، ولا يملك معه أحد أي شيء… لا مبدّل لكلماته، ولا رادّ لقضائه.. والبدوي يعتبر القضاءَ المحتوم إرادة الله الثابتة التي لا مبدّل لها.. والواقع أن هذا الاعتقاد بالقضاء، لم يكن ليُدخل في روع العربي الضعف والخور، ولكنه على العكس: كان يحفزه على بلوغ أهدافه من غير مساعدة علوية، ويحمله إلى جانب ذلك على التقليل من أهمية الجهود البشرية كلها."
… وعندما يتحدث (بروكلمان) عن شخصية الرسول الأعظم وعن استعداده المبكر للرسالة، فإن الحديث عندها يكون ذو شجون.. يقول (بروكلمان):
" بينما كان بعض معاصري النبي، كأمية بن الصلت، شاعر الطائف ـ وهي مصيف مكة ـ يعيشون رافضين عبادة الأصنام، متطلعين إلى وحدانيةٍ عامة، كان محمد يتعمق في تأملاته، وإذ أيقن بخلاصه الروحي من الأصنام، التمس خلاص مواطنيه من عقيدتهم الوثنية الفاسدة الفارغة…. وكم تساءل في أعماق نفسه، وضج من حوله السؤال: إلى متى يستمر فيهم الضلال؟!.. وكأن في أعماقه هاتفٌ يردد في سمعه دائماً.. إنه قريباً.. قريباً جداً.. ستكون أنت يا محمد مدعواً لأداء هذه الرسالة."
وقد سجل (كارل بروكلمان) بروحٍ علميةٍ بحتة، احتراماً واعترافاً بالسمو الروحي، والأسلوب السماوي للقرآن الذي نزل على نبي الإسلام من السماء، خاصةً في السنوات الأولى من وحي (جبريل) عليه السلام.
ويتحدث (بروكلمان) عن المسلمين الأوائل وإيمانهم برسالة الهدى، بروح علمية نزيهة، تدحض كل الشوائب التي حاولت روح البغضاء أن تدسها على هذا الدين القيم، ويفرد المستشرق الألماني فضلاً عن المعارك التي خاضها الرسول العظيم من أجل رسالة الإنسانية، حيث كتب قائلاً:
" قرر محمد أن يسبق أبا سفيان إلى بدر التي تقع على طريق القوافل، وبها عين يتزودون منها بالماء، وهناك.. بدلاً من أن يلق حامية القوافل قليلة وهزيلة، وجد نبي الإسلام جيشاً قوياً كامل السلاح يبلغ ثلاثة أضعاف عدد ما معه من المسلمين، وكان على النبي أن يحشد جميع قدراته الملهمة، لحمل رجاله على خوض معركةٍ لا تتكافأ فيها القوى.. وسرعان ما استطاعت روح الدين الجديد التي غرسها في أتباعه الوحي الهابط من السماء، أن تحرز النصر على التفوق العددى العسكري الذي كان لخصوم محمد المكيين."
... ويشيد (كارل بروكلمان) بلحظات الانتظار، يوم عاد المهاجر إلى وطنه، يوم عاد محمد إلى مدينته مكة بعد أن اضطره جبروت أهلها إلى الهجرة منها، ويرجع هذا المستشرق إلى أن السماحة المحمدية التي لم يألفها التاريخ الحديث أو القديم من معذَّبٍ انتصر على معذِّبه، ويرجع كل ذلك إلى إيمان (محمد) بأن الله لطيفٌ رحيم.. مدللاً على ذلك بآياتٍ من سورة النساء:
" إن الله كان بكم رحيماً.. وكان ذلك على الله يسيرا.. وندخلكم مدخلاً كريماً.. لوجدوا الله تواباً رحيماً."
• هكذا يتكلم (كارل بروكلمان) عن رسالة الإسلام، وعن نبي الإسلام عليه السلام.
وقد جاء في كتاب (ألف شخصية عظيمة) الذي أعده (بلانتاجيت سومرست فراى) ما يؤكد أن أبناء أوروبا من المنصفين لا يقبلون بالباطل حيث ورد فيه دفاع يتصدى به المؤلف لكل من يحاول النيل من شخصية رسول الإنسانية حيث قال: " حاول الكثيرون من المغرضين طمس معالم شخصية نبي الإسلام، حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، إنه شخصية كبرى في تاريخ العالم، فضلاً عن أنه نبي مرسل."
وفي الصفحة 146 من مجموعة المخطوطات السريانية المعاد طبعها في مدينة (ليبزج) بألمانيا عام 1908 جاءت أول إشارة إلى ذكر رسول الإنسانية عليه السلام، وردت في المؤلفات الأجنبية حيث يرجع تاريخ هذه المخطوطة السريانية إلى القرن السابع الميلادي وهو القرن الذي شهد انبعاث الرسالة المحمدية.