المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجموعات «ابو الوليد» وصلت العراق قبل شهرين



مجاهدون
09-03-2003, 07:46 AM
القبس
بغداد - مكتب القبس جمال حسين:

عندما بدأت العمليات ضد القوات الاميركية بعد اسابيع قليلة من سقوط بغداد في غرب العراق، كانت من نوع الاعمال العسكرية التقليدية على شكل رشقات بالرشاشات وضربات نارية بقاذفات صواريخ خفيفة مضادة للدبابات، وهاونات خفيفة او متوسطة، وتخريب أنابيب النفط وخطوط الكهرباء، ثم زرع عبوات ناسفة على طرق الدبابات وارتال السيارات، وكل هذا ضمن الهجمات العسكرية المحدودة النطاق والمستوى والتي لا تحتاج الى خبرة عالية او عمل فني مميز.

وقد أصبح في حكم المؤكد ان من يقومون بهذه العمليات هم في معظمهم عسكريون او حزبيون من النظام السابق، ينفذون العمليات في اطار منظم.

لكن تفجيرات السفارة الاردنية في 7 اغسطس الفائت في بغداد، ثم مقر الامم المتحدة، وأخيرا الاعتداء في النجف على آية الله السيد محمد باقر الحكيم أتت لتكشف ان هناك تحولا نوعيا وتطورا فنيا في العمليات العسكرية، وان بصمات جديدة قد دخلت عليها.. وتبدو واضحة فيها الخبرة.. فالعمليات الارهابية الثلاث الآنفة هي اكثر من ناجحة من وجهة النظر الفنية البحتة، اضافة الى ان استهدافاتها السياسية المتنوعة (سفارة وأمم متحدة، ومرجعية) تعكس فهماً جيداً للأوضاع العراقية الحالية، وتدل على ان وراءها جهة تفكر، وتخطط، وتنفذ باحتراف إرهابي رفيع المستوى.

فكيف ظهرت هذه الخبرة فجأة في العراق؟ واذا كانت اعلى مما هو متوفر لدى الرقباء او حتى العقداء والعمداء وبقية الرتب من فلول الجيش النظامي التي اهينت او تضررت بسقوط النظام السابق، فإلى من تقود البصمات التي تطبع العمليات الارهابية الكبيرة في بغداد والنجف؟

الانطباع الاول، الذي يتعزز من عملية الى اخرى، ان فيها جميعا خبرة المستويات العليا في اجهزة المخابرات العراقية التي سبق لها أن نفذت عدة عمليات ارهابية خارج العراق، ناهيك عن عمليات الاغتيال التي لا تحصى في الداخل، خاصة في عدد من الدول العربية استهدفت معارضين لنظام صدام حسين، أو دولاً ومنظمات كانت على خلاف مع النظام السابق، مما يشير الى نية في التصعيد، ودفع الأمور نحو مزيد من الفوضى. كما ان في العمليات جميعا خبرة الجبال الافغانية والشيشانية،. مما جعل خبراء يؤكدون ان العمليات الارهابية الثلاث الأخيرة دليل جدي على تعاون بقايا تلك الاجهزة مع عناصر «القاعدة».

وفي هذا الصدد يمكن الكشف، وللمرة الاولى واستنادا الى مصادر موثوق بها، تحدثت الى «القبس» شرط عدم الافصاح عن هويتها، انه قبل شهرين او اكثر قليلا وصلت الى العراق مجموعات ابو الوليد، (عبدالعزيز الغامدي)، وهو احد المتطرفين العتاة الذي كان يساعد القائد الشيشاني العربي الاصل خطَّاب، واستلم منه قيادة المقاتلين العرب في الشيشان بعد مصرعه في مارس العام الماضي برسالة مسممة. ومنذ وصولها بدأت السمات الشيشانية للعمليات الارهابية في العراق تتزايد فلو راجعناها واحدة تلو الاخرى وقارناها بعملياتها في القوقاز لوجدناها متطابقة 100%، وهؤلاء هم الافغان العرب الذين انسحبوا الى الشيشان بعد سقوط طالبان، ولأنهم كثروا في وادي بانكيس الجورجي، فلماذا لا يرسلون خبراء «المجاهدين» الى العراق؟.. حيث هناك جهة تطلبهم، ومن مصلحتها أن توظفهم في عملياتها. وهذا ما حصل.

ويبقى السؤال: إذا كان من مصلحة صدام وأعوانه نشر الفوضى وافتعال الارباكات، واثارة النزاعات والصراعات الفئوية، فهل لعناصر القاعدة مصلحة في مقتل الحكيم وتفجير مبنى الامم المتحدة ومهاجمة السفارات والمصالح الاجنبية والشخصيات في العراق؟ نعم. فإلى جانب آرائهم التي تسمح لهم بتكفير الآخرين، فهم في حرب معلنة مع الاميركان، وقالوها اكثر من مرة إنهم «سيقاتلون الكفار اينما ثقفوهم». وقد تقاطعت المصالح، حيث ان الفوضى هي «مصلحة مشتركة» يستفيد منها صدام، وتسمح لهم بالتسلل والاختفاء والعمل في العراق. ويبقى الغريب في الامر، ان الاميركان الذين فقدوا حتى الآن من العناصر اكثر مما فقدوه طوال الحرب، يعالجون المشكلة بالاسلوب نفسه الذي اثبت، حتى بعد 11 سبتمبر، حاجته إلى التغيير والتطوير.