فاتن
02-06-2006, 08:18 AM
محمد قاسم من بغداد
منذ سنتين ونصف اخذت محلات الحلاقة في معظم احياء بغداد تغلق ابوابها خوفا من القتل بعد تلقي اصحابها تهديدات بترك المهنة التي يراها مابات يسمون بالتكفيريين مهنة مخالفة للاسلام. لانها تحرض على حلاقة اللحية ونتف الوجنتين بالخيط.
وبات الحلاقون الذين لايحسن معظمهم مهنة غير الحلاقة متخفين في بيوتهم نهارا خائفين من وشاية متطرفة بان هذا الحلاق او سواه تجرأ وحلق لحية الزبون قبل عام او حلق شعر رأس اخر ليلا بالخفاء.
محلات الحلاقة تندر اليوم في بغداد خاصة في المناطق الساخنة حيثما كثر متطرفون تكفيريون الذين اصبح منظرهم مألوفا في تلك الاحياء بشعرهم الطويل لحية وراسا.
محلات حلاقة وتجميل النساء سلمت من فتاوى التكفير بعد لجوء صاحبات تلك المحلات بتعليق صور محجبات على الواجهة وتغيير اسماء المحلات الى اسماء مثل (البركة) و(الايمان) و(السعادة) و(الكوثر).
اما الطريف في الامر وشر البلية ان بعض الحلاقين يتواعدون ليلاً مع زبائنهم ويلتقون في احد البيوت وبشكل دوري ويتوافدون واحداً واحداً ثم ياتي صاحبنا الحلاق متنكراًو حاملاً معه ادوات الحلاقة ليحلق لحية هذا ويأخذ خيطا لذاك وكأنهم سياسيون يتآمرون ويجتمعون لقلب نظام الحكم.. ومن يخشى من الزبائن مداهمة التكفيريين لهم يضطر للذهاب الى صوب الرصافة في مدينة الصدر مثلا التي عاودت محلات الحلاقة فيها فتح ابوابها منذ توقف المعارك فيها قبل اكثر من عام.
احد هؤلاء الزبائن الذي يبدو ان شعر راسه حديث الحلاقة قال لايلاف: من كان يظن ان مهنة الحلاقة تلك المهنة النظيفة التي لايعتريها غش ولا نقص في الميزان تتحول الى هدف للارهابيين؟ ويلوثوها ببقع الدم المسفوك بالحرام. * لا نحلق اللحية ولا ناخذ الخيط ويدلل ابو الاوبل!
* لو اعرف ماذا فعل لهم الخيط حتى يستهدفوا الحلاقين لانهم يستخدمون الخيط... عجيب هو خيط ليس الا؟
لن يجانب المتحدث الحقيقة لو جزم بعدم وجود محل حلاقة في المناطق الساخنة (التي تشهد هجمات ضد الشرطة والجيش والاميركان).. فلو جازف حلاق وفتح محله سيدخل مجموعة شباب دفعة واحدة فتكون فرحة صاحب المحل كبيرة حيث ان الزبائن كثيرون والوارد اكثر...لكن ما هي الا ثواني حتى يخرج هؤلاء الشباب من المحل بعد ان حلقوا لصاحب المحل بأكمله ويقومون بالتلويح به امام واجهة المحل ليكون عبرة لغيره من الحلاقين والزبائن.
او يأتي احدهم ليفجر نفسه داخل احد محلات الحلاقة فيقتل من فيه ظناَ منه.
وهم يفعلون ذلك لا لشيء سوى اعتقادهم بانه (اي الحلاق) يفعل الحرام بممارسته لهذه المهنه التي يعتاش منها هذا المسكين. ففي مدينة الحرية وحدها وهي مدينة صغيرة تقع في جهة الكرخ من بغداد ويسكنها شيعة وسنة قتل حوالي (5) حلاقين في غضون شهر تقريباً مما حدى ببعض اصحاب محلات الحلاقة الى تعليق قطعة بيضاء في واجهة المحل مكتوب عليها العبارة التالية:( نعتذر عن اخذ الخيط وحلاقة اللحية) لكي يسلم على حياته.
اما البعض الاخر من الحلاقين فقد ترك المهنة كلياً وذهب يبحث عن عمل اخر اقل خطرا واكثر اماناً.
ايلاف سألت احد أصحاب محلات الحلاقة ويدعى علي عن هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع العراقي فقال: انهم يتصرفون بدوافع شخصية وبدون عقل ولو كانوا اصحاب عقل او دين فهذه محلات بيع الخمور في بغداد ولم يتعرض لها احد الا ماندر وقال: لو اعرف ماذا فعل لهم الخيط حتى يستهدفوا الحلاقين لانهم يستخدمون الخيط... عجيب هو خيط ليس الا؟
وقال انه شاهد احد محلات الحلاقة وقد علق لوحة مكتوب عليها لا نحلق اللحية ولا ناخذ الخيط ويدلل ابو الاوبل!
ويقصد اصحاب سيارات الاوبل التي تستخدم في عمليات الاغتيال.
وقال الاخر: انهم يستهدفون الحلاقين في مدن الحرية والكرادة والشعب وبغداد الجديدة فقط في هذه المناطق وليس في غيرها.
اما محمد الحلاق فقد كان له موقف آخر حيث دخل عليه احد القتلة ذات يوم وتصفح وجوه الموجودين داخل محل الحلاقة ولما وقع نظره على احدهم اخرج مسدسة واطلق علية 3 رصاصات بالحال وولى هارباً ولم يتعرض للحلاق بشيء ويقول محمد الحلاق كادت تكون مسالة عشائرية لولا انه تصرف بحكمة وان المنطقة يعرفونه ويعرفون اخلاقه.
اما ابو عبد الله وهو حلاق ايضا فيقول: باختصار ان مسألة قتل الحلاقين باتت مسألة حظ فمن سوء حظ هذا الحلاق ان يقتل ومن حسن حظ ذاك الحلاق ان لا يقتل.
منذ سنتين ونصف اخذت محلات الحلاقة في معظم احياء بغداد تغلق ابوابها خوفا من القتل بعد تلقي اصحابها تهديدات بترك المهنة التي يراها مابات يسمون بالتكفيريين مهنة مخالفة للاسلام. لانها تحرض على حلاقة اللحية ونتف الوجنتين بالخيط.
وبات الحلاقون الذين لايحسن معظمهم مهنة غير الحلاقة متخفين في بيوتهم نهارا خائفين من وشاية متطرفة بان هذا الحلاق او سواه تجرأ وحلق لحية الزبون قبل عام او حلق شعر رأس اخر ليلا بالخفاء.
محلات الحلاقة تندر اليوم في بغداد خاصة في المناطق الساخنة حيثما كثر متطرفون تكفيريون الذين اصبح منظرهم مألوفا في تلك الاحياء بشعرهم الطويل لحية وراسا.
محلات حلاقة وتجميل النساء سلمت من فتاوى التكفير بعد لجوء صاحبات تلك المحلات بتعليق صور محجبات على الواجهة وتغيير اسماء المحلات الى اسماء مثل (البركة) و(الايمان) و(السعادة) و(الكوثر).
اما الطريف في الامر وشر البلية ان بعض الحلاقين يتواعدون ليلاً مع زبائنهم ويلتقون في احد البيوت وبشكل دوري ويتوافدون واحداً واحداً ثم ياتي صاحبنا الحلاق متنكراًو حاملاً معه ادوات الحلاقة ليحلق لحية هذا ويأخذ خيطا لذاك وكأنهم سياسيون يتآمرون ويجتمعون لقلب نظام الحكم.. ومن يخشى من الزبائن مداهمة التكفيريين لهم يضطر للذهاب الى صوب الرصافة في مدينة الصدر مثلا التي عاودت محلات الحلاقة فيها فتح ابوابها منذ توقف المعارك فيها قبل اكثر من عام.
احد هؤلاء الزبائن الذي يبدو ان شعر راسه حديث الحلاقة قال لايلاف: من كان يظن ان مهنة الحلاقة تلك المهنة النظيفة التي لايعتريها غش ولا نقص في الميزان تتحول الى هدف للارهابيين؟ ويلوثوها ببقع الدم المسفوك بالحرام. * لا نحلق اللحية ولا ناخذ الخيط ويدلل ابو الاوبل!
* لو اعرف ماذا فعل لهم الخيط حتى يستهدفوا الحلاقين لانهم يستخدمون الخيط... عجيب هو خيط ليس الا؟
لن يجانب المتحدث الحقيقة لو جزم بعدم وجود محل حلاقة في المناطق الساخنة (التي تشهد هجمات ضد الشرطة والجيش والاميركان).. فلو جازف حلاق وفتح محله سيدخل مجموعة شباب دفعة واحدة فتكون فرحة صاحب المحل كبيرة حيث ان الزبائن كثيرون والوارد اكثر...لكن ما هي الا ثواني حتى يخرج هؤلاء الشباب من المحل بعد ان حلقوا لصاحب المحل بأكمله ويقومون بالتلويح به امام واجهة المحل ليكون عبرة لغيره من الحلاقين والزبائن.
او يأتي احدهم ليفجر نفسه داخل احد محلات الحلاقة فيقتل من فيه ظناَ منه.
وهم يفعلون ذلك لا لشيء سوى اعتقادهم بانه (اي الحلاق) يفعل الحرام بممارسته لهذه المهنه التي يعتاش منها هذا المسكين. ففي مدينة الحرية وحدها وهي مدينة صغيرة تقع في جهة الكرخ من بغداد ويسكنها شيعة وسنة قتل حوالي (5) حلاقين في غضون شهر تقريباً مما حدى ببعض اصحاب محلات الحلاقة الى تعليق قطعة بيضاء في واجهة المحل مكتوب عليها العبارة التالية:( نعتذر عن اخذ الخيط وحلاقة اللحية) لكي يسلم على حياته.
اما البعض الاخر من الحلاقين فقد ترك المهنة كلياً وذهب يبحث عن عمل اخر اقل خطرا واكثر اماناً.
ايلاف سألت احد أصحاب محلات الحلاقة ويدعى علي عن هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع العراقي فقال: انهم يتصرفون بدوافع شخصية وبدون عقل ولو كانوا اصحاب عقل او دين فهذه محلات بيع الخمور في بغداد ولم يتعرض لها احد الا ماندر وقال: لو اعرف ماذا فعل لهم الخيط حتى يستهدفوا الحلاقين لانهم يستخدمون الخيط... عجيب هو خيط ليس الا؟
وقال انه شاهد احد محلات الحلاقة وقد علق لوحة مكتوب عليها لا نحلق اللحية ولا ناخذ الخيط ويدلل ابو الاوبل!
ويقصد اصحاب سيارات الاوبل التي تستخدم في عمليات الاغتيال.
وقال الاخر: انهم يستهدفون الحلاقين في مدن الحرية والكرادة والشعب وبغداد الجديدة فقط في هذه المناطق وليس في غيرها.
اما محمد الحلاق فقد كان له موقف آخر حيث دخل عليه احد القتلة ذات يوم وتصفح وجوه الموجودين داخل محل الحلاقة ولما وقع نظره على احدهم اخرج مسدسة واطلق علية 3 رصاصات بالحال وولى هارباً ولم يتعرض للحلاق بشيء ويقول محمد الحلاق كادت تكون مسالة عشائرية لولا انه تصرف بحكمة وان المنطقة يعرفونه ويعرفون اخلاقه.
اما ابو عبد الله وهو حلاق ايضا فيقول: باختصار ان مسألة قتل الحلاقين باتت مسألة حظ فمن سوء حظ هذا الحلاق ان يقتل ومن حسن حظ ذاك الحلاق ان لا يقتل.