المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنظيم القاعدة يشهد موسم الهجرة من العراق إلى لبنان



فاتن
02-06-2006, 08:08 AM
حديث عن "بيئة صالحة لنمو الشبكات الأصولية"


حالة الأفغان العرب تتكرر ..


http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2006/02/06/0150451.jpg
لبنانيون ذوو ملامح أصولية ظهروا في أعمال شغب اندلعت ضد الدنمرك في لبنان- الفرنسية

دبي- حيان نيوف

تعيش الأوساط اللبنانية هذه الأيام على وقع أنباء تشير إلى نشاط تنظيم القاعدة على الاراضي اللبنانية من خلال بعض الممارسات التي تحمل بصماته. والرافد الأساسي نشاط تنظيم القاعدة في لبنان يأتي حسب المراقبين مما يسمى بـ"العائدين من العراق" الذين تسللوا إلى هذا البلد للمشاركة فيما يسمونه "الجهاد" على نمط ما كان يسمى بـ"الجهاد الأفغاني". وفيما ظهر لبنانيون أصحاب ملامح أصولية في أعمال الشغب التي اندلعت الأحد 5-2-2006م احتجاجا على نشر الصحف الدنمركية لرسوم مسيئة، فقد حذر أكثر من مراقب لبناني أن موسم هجرة القاعدة إلى لبنان بدأ، فيما يبدو، متوجسين من تدهور آخر في الحياة الأمنية اللبنانية.

في وقت سابق حذّر مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي من خطورة "العائدين من العراق"، وأنهم سيحلون مكان الأفغان العرب،وذكر في تقرير خاص أن العراق بات "أرضا للتدريب ومنطقة للتجنيد وفرصة لتحسين الخبرات التكنيكية".

وفي الساعات القليلة الماضية تحدثت تقارير صحفية عن عودة عدد من الاصوليين المتطرفين، اللبنانيين والفلسطينيين، ممن غادروا قبل اشهر منطقة صيدا في لبنان ، عودتهم من العراق بعدما وثقوا علاقاتهم مع قيادات رئيسية في "القاعدة". ونقلت صحيفة "الشرق ألأوسط" اللندنية عن مصادرها في بيروت أن هؤلاء ربما كانوا تلقوا اوامر بالعودة الى لبنان لممارسة "العمل الجهادي" ولتشكيل قاعدة اساسية لـ"القاعدة" تكون اساسا لعمل "القاعدة في بلاد الشام".

وتؤكد المصادر ذاتها أن ثمة اتجاها لإعلان ما يسمى "ولاية لبنان" في تنظيم "القاعدة"، وسيكون معظم المنتمين اليها من الاصوليين الذين انخرطوا في منظمات متطرفة وتحت تسميات متعددة. وما يعزز فرضية تنامي نشاط "القاعدة" هو ما أعلنت عنه القوى الأمنية اللبنانية قبل فترة عن كشف شبكة لتنظيم تضم 13 عضوا من جنسيات عربية مختلفة بينهم لبنانيون.

حالة الأفغان العرب تتكرر ..

إلا أن أحد المراقبين للجماعات الأصولية في لبنان يستبعد وجود تنظيم للقاعدة في لبنان بالمعنى التقليدي، شارحا أن القاعدة هي طريقة بالتفكير وبالعمل ولم تعد تنظيما و"التساؤل عن وجود القاعدة في لبنان من عدمه لم يعد مجديا، فهناك من يوجد في لبنان من الناس الذين يفكرون مثل القاعدة ويعملون كما تعمل تماما".

ويوضح الصحافي اللبناني حازم الأمين أن حالة الأفغان العرب تتكرر في العراق، وحيث بدت بوضوح الآن ظاهرة "العائدين من العراق " من اللبنانيين والفلسطينيين. وقال لـ"العربية.نت":"من ذهبوا إلى أفغانستان كانوا متطوعين لا علاقة لهم بتظيم القاعدة ورجعوا متحولين إلى خلايا تستعملها تنظيمات مثل القاعدة وهذا الأمر ينطبق على العراق حيث يوجد شبان أصوليون قبل ذهابهم لم يرتبطوا بأية تنظيمات.. لكن ماذا حصل في العراق علينا أن نبحث عن ذلك، والذين عادوا منهم هل عادوا بمهام ومن كلفهم بمهام .. أسئلة بحاجة إلى البحث عن أجوبة عليها".

يشير الأمين إلى أن أكثر من 100 شخص من البقاع والشمال والمخيمات، وأبرزهم من عصبة الأنصار، كانوا قد توجهوا إلى العراق بسبب عوامل عديدة دفعتهم لذلك منها الفقر وما يحملونه من أفكار، وبعض هؤلاء لقي مصرعه هناك وبعضهم الآخر عاد إلى لبنان.
ورغم الإشارة الدائمة إلى ارتباط تنظيم عصبة الأنصار بالقاعدة، ترفض مصادر حركة فتح فكرة وجود تنظيم القاعدة مخيم عين الحلوة، كما ترى أن "عصبة الأنصار" ليست تنظيماً سلفياً، وأما مؤسسها هشام شريدي فقد تأثر بأفكار حزب التحرير الإسلامي.

بيئة صالح للشبكات الأصولية

وأما "ملامح عمل القاعدة" في لبنان كما يتحدث عنها الأمين فيبرزها العائدون من العراق، فضلا عن "البيئة المستقبلة" لأفكارهم، و"لبنان فيه بيئة صالحة لنمو شبكات قاعدية لها مواصفات تتطابق مع مواصفات القاعدة".

وكانت حكاية اللبنانيين المهاجرين إلى العراق للقتال هناك بدأت تتكشف عندما تحدث أهالي سكان من بلدة القرعون في البقاع الغربي اللبناني ان الشاب عمر درويش, وهو من ابناء البلدة, قتل في مدينة سامراء العراقية اثناء مواجهته مع مجموعة من المقاتلين العرب الهجوم الأمريكي والعراقي الأخير على هذه المدينة .وأشار هؤلاء السكان الى ان درويش وهو شاب سلفي كان توجه الى العراق قبل شهور قليلة مع مجموعة من أبناء قريته.
مؤخرا تصاعدت الإشارات الرسمية التي تتحدث عن نشاط القاعدة على الأراضي اللبنانية :

- الحكومة اللبنانية تكشف خلية لتنظيم القاعدة ، وتم الإعلان عن اعتقال 13 موقوفاً ينتمون الى جنسيات عربية سعودية ويمنية وسودانية، وتمت إحالتهم الى المحقق العسكري.

- تنظيم القاعدة في العراق يعلن مسؤوليته عن اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل من جنوب لبنان، في بيان نشر على الانترنت .

- ذكر بيان لتنظيم القاعدة " انطلقت ثلة من ليوث التوحيد ابناء تنظيم القاعدة.. وبعد فترة من التخطيط والاستطلاع، بغزوة جديدة على دولة اليهود حيث قام اسد باطلاق 10 صواريخ من طراز غراد من ارض المسلمين في لبنان على اهداف في شمال دولة اليهود".
- قالت مصادر أمنية لبنانية إن التحقيقات المتواصلة مع الموقوفين الـ13 من عناصر تنظيم "القاعدة " في لبنان، أفضت إلى الكشف عن محاولة جدية لإنشاء بنى تحتية مادية وعسكرية وبشرية هي الأولى من نوعها لهذا التنظيم في لبنان، وهي على ارتباط مباشر بأبي مصعب الزرقاوي في العراق.

وقد تحتاج مسألة تعقب وصول تنظيم القاعدة إلى لبنان إلى التمييز ما بين وصول التنظيم أو وصول أفراد على علاقة به بعد أن قضوا فترة في العراق كما يوضح المحلل السياسي اللبناني جورج علم.

ويقول جورج علم، في حديثه لـ"العربية.نت"، إنه فيما إذا صدقت المعلومات حول العائدين من العراق بعد تسللهم إلى العراق والقيام بعمليات هناك كما أشار الإعلام الأمريكي فهذا يعني أن "حلقات هذا المسلسل بدأت تترابط شيئا فشيئا خاصة بعد ظهور مؤشرات مؤخرا تحمل تواقيع جماعة تنتمي للقاعدة حيث قيل أنها وراء إطلاق الصواريخ على اسرائيل".

وحول الحديث الدائم عن وجود العائدين من العراق في صيدا والمخيمات، يجيب جورج علم أن "كل من يقوم بأعمال مخلة للأمن في لبنان أو يتوارى عن الأنظار من الممكن أن يلجأ لهذا المخيم أو ذاك ولا تستطيع القوى الأمنية الشرعية دخولها فتقبى عرضة لتحمل الكثير من الشائعات حول هذا الموضوع، و يمكن أن تكون ملجأ لبعض هذه العناصر المخلة بالأمن، ولكن لا معطيات جدية حول ذلك حتى الآن. .. الموضوع حساس للغاية وآمل أن تتمكن الحكومة أن تضبط الوضع الأمني".

وتبقى الإشارة إلى أن مجرد الحديث عن هجرة تنظيم القاعدة من العراق إلى لبنان يعتبر أمرا مقلقا للغاية لعموم اللبنانيين، فبعضهم ذهب إلى حد اعتبار أن المقاتلين الذين قرروا العودة من العراق يجدون في الساحة اللبنانية الجبهة الأمثل لإطلاق مواجهات جديدة تحت عنوان "الجهاد اللبناني" بعد "الجهادين العراقي والإفغاني"، وهذا من شأنه أن يزيد الوضع الأمني تعقيدا في لبنان بعد موجة الاغتيالات طوال العام الماضي.