فاطمي
02-05-2006, 08:16 AM
أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا وأقلها وضوحا لدى الأطباء
الرياض: د. عبير مبارك
القولون العصبي هو عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه خلل في وظيفة القولون من دون وجود خلل عضوي واضح، ويصنف كحالة مرضية مزمنة تشخص سريريا بعد استبعاد الأسباب العضوية الأخرى للأعراض، التي عادة ما تكون آلاما في البطن واضطراب وظيفة القولون مع انتفاخ البطن واحتباس الغازات.
ان القولون العصبي هو أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا والأقل وضوحا لدى الأطباء، فحتى وقت قريب كان الاعتقاد بأنه أحد أعراض التوتر النفسي وليس مرضا قائما بذاته، ويعد القولون العصبي ثاني أشهر أسباب التغيب عن العمل بعد الزكام، كما أن حوالي 20% من البشر حول العالم يعانون من أعراض القولون العصبي، لكن 15% منهم فقط يلجأون الى العناية الطبية.
* اسباب ونظريات
* لم يعرف حتى الآن أسباب فعلية للمرض، برغم طرح العديد من النظريات في الأعوام الأخيرة التي تحاول تفسير أسباب ظهور المرض.
أولا: تتحدث النظرية الأولى عن حدوث اضطرابات حسية وحركية للقولون، فتحدث انقباضات غير طبيعيه في القولون والأمعاء، وبالتالي تسبب آلاما وتقلصات في البطن.
ثانيا: يصاب بعض المرضى بالقولون العصبي بعد شفائهم من عدوى الأمعاء البكتيرية (كالإصابة ببكتيريا السالمونيلا أو الكومبايلوبكتر، التي تسبب التهابات النزلة المعوية). ولقد تأكدت هذه النظرية بعد مراقبة المرضى لسنوات عديدة وليس من المفهوم آلية تأثير الالتهاب على حدوث المرض حتى الآن.
ثالثا: الاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والضغوط النفسية تؤثر على الخلايا العصبية المغذية للأمعاء، فتحدث اضطرابا وهياجا للقولون.
رابعا: تعتمد النظرية الرابعة (التي لم تثبت أو تحقق حتى الآن)، على التحسس الغذائي أو حساسية الغذاء، وما زالت الأبحاث مستمرة لتحقيق هذه النظرية.
وهنالك بعض من أنواع الطعام التي قد تثير القولون، لكن لا تعتبر سببا للمرض حتى الآن، كمنتجات الألبان والبقوليات وأنواع الملفوف.
خامسا: حدوث اضطرابات وظيفية في الخلايا الحسية العصبية المركزية، التي تصبح في غاية الحساسية لأي مؤثر خارجي ولو بسيط.
* الاصابة والأعراض
* يصيب القولون العصبي صغار السن ويبدأ عادة قبل عمر الخامسة والأربعين ولا يمنع هذا أن هناك عددا كبيرا من كبار السن مصابون بالمرض أيضا، وللنساء النصيب الأكبر من المرض فتصل مدى إصابتهم بالمرض الى ضعف ما يصيب الرجال.
ـ آلام البطن: تقلصات وتشنجات قد تأتي على شكل نوبات تختلف في حدتها من بسيطة الى شديدة، وتحدث في الجهة اليسرى السفلى من البطن في أغلب الأوقات، وممكن أن تحدث في أي جهة من البطن، وتختلف شدة الألم من شخص الى آخر، وقد يزداد الألم عند تناول بعض أنواع الأطعمة أو عند التعرض الى ضغط نفسي ويخف عند البعض بعد التبرز وتحرير الغازات. ومن الملاحظ أن هناك ارتباطا بين الدورة الشهرية وحدوث نوبة المرض لدى بعض النساء.
ـ اضطرابات وظيفة القولون: وتشكل العرض الأكثر حدوثا للمرض، ويحدث الاضطراب على شكل تناوب الإمساك مع الإسهال مع غلبة أحدهما على الآخر، وعندما يغلب الإمساك يستمر الى فترة طويلة قد تصل الى اشهر قبل أن يحدث الإسهال والعكس صحيح.
ـ الغازات: يشكو مرضى القولون العصبي كثيرا من انتفاخ البطن واحتباس الغازات، ويولد التخلص منها راحة كبيره للمريض.
ـ أعراض الجهاز الهضمي الأخرى: حوالي 25% الى 50% من المرضى يصابون بحرقة المعدة وعسر الهضم، والغثيان وأحيانا القيء، وتحدث هذه الأعراض نتيجة لوجود اضطرابات مصاحبة للأمعاء الدقيقة، وعادة ما تحدث هذه الأعراض خلال اليقظة ولا تحدث أثناء النوم.
ـ أعراض مصاحبة: كالتبول المتكرر وزيادة آلام الدورة الشهرية، اضطراب الأداء الجنسي، والصداع خاصة مع الإمساك.
* التشخيص والعلاج
* يتم تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي بدقة ليتم معرفة الأعراض ونوع الألم وطبيعته وشدته وفترات حصوله والمؤثرات التي تزيده والأمور التي تخفف حدته ونوع وشكل الإسهال أو الإمساك، وكل ذلك مهم جدا للتفريق بين أمراض الجهاز الهضمي، التي عادة ما تكون متشابهه في الأعراض، ولعدم وجود فحص طبي خاص بتشخيص القولون العصبي.
ويتبع ذلك الفحص السريري، والذي يجب أن يأتي صحيحا لتأكيد الإصابة بالقولون العصبي.
تختلف طرق العلاج من شخص الى آخر، وهنالك أنواع كثيرة من العلاجات المتوفرة للقولون العصبي، وعادة ما يعتمد العلاج الطويل الأمد، لذا من المهم جدا التواصل مع الطبيب المعالج وعدم الانقطاع عن أخذ العلاج لأي سبب كان.
تعتمد أولى خطوات العلاج السليم على المريض في مراقبة الأعراض التي تصيبه، والعادات الغذائية التي يعتمدها، الأمور اليوميه التي يقوم بها، ومن كل ذلك يمكن تحديد المؤثرات السلبية والإيجابية على المرض.
ـ التغذية: لا توجد حمية غذائية موحدة لمرض القولون العصبي، فكل مريض ينزعج أو يتأثر بأنواع مختلفة من الأطعمة، لذا على المريض تجنب تلك الأطعمة التي يكتشفها بعد التعرف عليها عن طريق المراقبة لنفسه.
ـ الملينات: الإكثار من تناول الألياف واعتمادها في الوجبات يساعد كثيرا في التخلص من الإمساك وآلام البطن المصاحبة، كما أنها مفيدة أيضا في حالات الإسهال حيث تحسن من طبيعة تكون البراز.
ومن الممكن تناول الأدوية الملينة والمصنوعة من الألياف أيضا كالميتاموسيل والميثيل سيلولوز، للتخلص من الإمساك المزمن.
ـ مضادات التقلصات: تستخدم هذه الأدوية للتخلص من التقلصات والتشنجات التي تحدث للقولون، وقد يعرف المريض حال تعرضه الى أحد المثيرات للمرض بقرب حدوث الألم فيفضل تناول العلاج حينها لتفادي الألم قبل حدوثه، ويفضل عادة تناولها قبل الطعام بنصف ساعة لذات السبب، ومن هذه الأدوية دايسيكلومين وهيوسايمين، التي من أعراضها الجانبية جفاف الحلق والعين.
ـ مضادات الإسهال: يستخدم اللوماتيل واللوبراميد، التي تعمل على إبطاء عملية الخروج حال حدوث إسهال شديد، ولا ينصح باستخدامها لفترات طويلة، بل عند اللزوم فقط.
ـ مضادات الغازات: ظهر علاج زيلماك الذي أراح الكثير من النساء، وبعد الكثير من الأبحاث وموافقة إدارة الغذاء والدواء منذ فترة ليكون أول علاج خاص بالنساء المصابات بالقولون العصبي وعرض الإمساك والغازات، حيث يعمل على تحفيز الأمعاء لإفراز مادة الهستامين، التي تعمل على تسريع حركتها فتخفف من الإمساك والغازات.
ـ مضادات الاكتئاب: تستخدم مضادات الاكتئاب لما هو معروف عن تأثيرها الجيد في تخفيف آلام البطن، وتعطى بجرعات قليلة ولفترة لا تقل عن شهرين، حيث أن مفعولها يبدأ بعد تناول العلاج بثلاثة الى أربعة أسابيع.
ولا يزال الباحثون حتى هذه اللحظة منهمكين في إجراء الأبحاث على بعض أنواع الأعشاب والنباتات وزيوتها لاستخراج العلاجات المفيدة لعلاج القولون العصبي.
الرياض: د. عبير مبارك
القولون العصبي هو عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه خلل في وظيفة القولون من دون وجود خلل عضوي واضح، ويصنف كحالة مرضية مزمنة تشخص سريريا بعد استبعاد الأسباب العضوية الأخرى للأعراض، التي عادة ما تكون آلاما في البطن واضطراب وظيفة القولون مع انتفاخ البطن واحتباس الغازات.
ان القولون العصبي هو أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا والأقل وضوحا لدى الأطباء، فحتى وقت قريب كان الاعتقاد بأنه أحد أعراض التوتر النفسي وليس مرضا قائما بذاته، ويعد القولون العصبي ثاني أشهر أسباب التغيب عن العمل بعد الزكام، كما أن حوالي 20% من البشر حول العالم يعانون من أعراض القولون العصبي، لكن 15% منهم فقط يلجأون الى العناية الطبية.
* اسباب ونظريات
* لم يعرف حتى الآن أسباب فعلية للمرض، برغم طرح العديد من النظريات في الأعوام الأخيرة التي تحاول تفسير أسباب ظهور المرض.
أولا: تتحدث النظرية الأولى عن حدوث اضطرابات حسية وحركية للقولون، فتحدث انقباضات غير طبيعيه في القولون والأمعاء، وبالتالي تسبب آلاما وتقلصات في البطن.
ثانيا: يصاب بعض المرضى بالقولون العصبي بعد شفائهم من عدوى الأمعاء البكتيرية (كالإصابة ببكتيريا السالمونيلا أو الكومبايلوبكتر، التي تسبب التهابات النزلة المعوية). ولقد تأكدت هذه النظرية بعد مراقبة المرضى لسنوات عديدة وليس من المفهوم آلية تأثير الالتهاب على حدوث المرض حتى الآن.
ثالثا: الاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والضغوط النفسية تؤثر على الخلايا العصبية المغذية للأمعاء، فتحدث اضطرابا وهياجا للقولون.
رابعا: تعتمد النظرية الرابعة (التي لم تثبت أو تحقق حتى الآن)، على التحسس الغذائي أو حساسية الغذاء، وما زالت الأبحاث مستمرة لتحقيق هذه النظرية.
وهنالك بعض من أنواع الطعام التي قد تثير القولون، لكن لا تعتبر سببا للمرض حتى الآن، كمنتجات الألبان والبقوليات وأنواع الملفوف.
خامسا: حدوث اضطرابات وظيفية في الخلايا الحسية العصبية المركزية، التي تصبح في غاية الحساسية لأي مؤثر خارجي ولو بسيط.
* الاصابة والأعراض
* يصيب القولون العصبي صغار السن ويبدأ عادة قبل عمر الخامسة والأربعين ولا يمنع هذا أن هناك عددا كبيرا من كبار السن مصابون بالمرض أيضا، وللنساء النصيب الأكبر من المرض فتصل مدى إصابتهم بالمرض الى ضعف ما يصيب الرجال.
ـ آلام البطن: تقلصات وتشنجات قد تأتي على شكل نوبات تختلف في حدتها من بسيطة الى شديدة، وتحدث في الجهة اليسرى السفلى من البطن في أغلب الأوقات، وممكن أن تحدث في أي جهة من البطن، وتختلف شدة الألم من شخص الى آخر، وقد يزداد الألم عند تناول بعض أنواع الأطعمة أو عند التعرض الى ضغط نفسي ويخف عند البعض بعد التبرز وتحرير الغازات. ومن الملاحظ أن هناك ارتباطا بين الدورة الشهرية وحدوث نوبة المرض لدى بعض النساء.
ـ اضطرابات وظيفة القولون: وتشكل العرض الأكثر حدوثا للمرض، ويحدث الاضطراب على شكل تناوب الإمساك مع الإسهال مع غلبة أحدهما على الآخر، وعندما يغلب الإمساك يستمر الى فترة طويلة قد تصل الى اشهر قبل أن يحدث الإسهال والعكس صحيح.
ـ الغازات: يشكو مرضى القولون العصبي كثيرا من انتفاخ البطن واحتباس الغازات، ويولد التخلص منها راحة كبيره للمريض.
ـ أعراض الجهاز الهضمي الأخرى: حوالي 25% الى 50% من المرضى يصابون بحرقة المعدة وعسر الهضم، والغثيان وأحيانا القيء، وتحدث هذه الأعراض نتيجة لوجود اضطرابات مصاحبة للأمعاء الدقيقة، وعادة ما تحدث هذه الأعراض خلال اليقظة ولا تحدث أثناء النوم.
ـ أعراض مصاحبة: كالتبول المتكرر وزيادة آلام الدورة الشهرية، اضطراب الأداء الجنسي، والصداع خاصة مع الإمساك.
* التشخيص والعلاج
* يتم تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي بدقة ليتم معرفة الأعراض ونوع الألم وطبيعته وشدته وفترات حصوله والمؤثرات التي تزيده والأمور التي تخفف حدته ونوع وشكل الإسهال أو الإمساك، وكل ذلك مهم جدا للتفريق بين أمراض الجهاز الهضمي، التي عادة ما تكون متشابهه في الأعراض، ولعدم وجود فحص طبي خاص بتشخيص القولون العصبي.
ويتبع ذلك الفحص السريري، والذي يجب أن يأتي صحيحا لتأكيد الإصابة بالقولون العصبي.
تختلف طرق العلاج من شخص الى آخر، وهنالك أنواع كثيرة من العلاجات المتوفرة للقولون العصبي، وعادة ما يعتمد العلاج الطويل الأمد، لذا من المهم جدا التواصل مع الطبيب المعالج وعدم الانقطاع عن أخذ العلاج لأي سبب كان.
تعتمد أولى خطوات العلاج السليم على المريض في مراقبة الأعراض التي تصيبه، والعادات الغذائية التي يعتمدها، الأمور اليوميه التي يقوم بها، ومن كل ذلك يمكن تحديد المؤثرات السلبية والإيجابية على المرض.
ـ التغذية: لا توجد حمية غذائية موحدة لمرض القولون العصبي، فكل مريض ينزعج أو يتأثر بأنواع مختلفة من الأطعمة، لذا على المريض تجنب تلك الأطعمة التي يكتشفها بعد التعرف عليها عن طريق المراقبة لنفسه.
ـ الملينات: الإكثار من تناول الألياف واعتمادها في الوجبات يساعد كثيرا في التخلص من الإمساك وآلام البطن المصاحبة، كما أنها مفيدة أيضا في حالات الإسهال حيث تحسن من طبيعة تكون البراز.
ومن الممكن تناول الأدوية الملينة والمصنوعة من الألياف أيضا كالميتاموسيل والميثيل سيلولوز، للتخلص من الإمساك المزمن.
ـ مضادات التقلصات: تستخدم هذه الأدوية للتخلص من التقلصات والتشنجات التي تحدث للقولون، وقد يعرف المريض حال تعرضه الى أحد المثيرات للمرض بقرب حدوث الألم فيفضل تناول العلاج حينها لتفادي الألم قبل حدوثه، ويفضل عادة تناولها قبل الطعام بنصف ساعة لذات السبب، ومن هذه الأدوية دايسيكلومين وهيوسايمين، التي من أعراضها الجانبية جفاف الحلق والعين.
ـ مضادات الإسهال: يستخدم اللوماتيل واللوبراميد، التي تعمل على إبطاء عملية الخروج حال حدوث إسهال شديد، ولا ينصح باستخدامها لفترات طويلة، بل عند اللزوم فقط.
ـ مضادات الغازات: ظهر علاج زيلماك الذي أراح الكثير من النساء، وبعد الكثير من الأبحاث وموافقة إدارة الغذاء والدواء منذ فترة ليكون أول علاج خاص بالنساء المصابات بالقولون العصبي وعرض الإمساك والغازات، حيث يعمل على تحفيز الأمعاء لإفراز مادة الهستامين، التي تعمل على تسريع حركتها فتخفف من الإمساك والغازات.
ـ مضادات الاكتئاب: تستخدم مضادات الاكتئاب لما هو معروف عن تأثيرها الجيد في تخفيف آلام البطن، وتعطى بجرعات قليلة ولفترة لا تقل عن شهرين، حيث أن مفعولها يبدأ بعد تناول العلاج بثلاثة الى أربعة أسابيع.
ولا يزال الباحثون حتى هذه اللحظة منهمكين في إجراء الأبحاث على بعض أنواع الأعشاب والنباتات وزيوتها لاستخراج العلاجات المفيدة لعلاج القولون العصبي.