المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اصرار كبير على إماطة اللثام عن جيش قمبيز



سلسبيل
02-04-2006, 01:14 AM
اختفى في عام 400 قبل الميلاد.. وهشام نسيم وفريقه المصري عازمون على معرفة السر


منذ بضع سنوات اجتمع بعض المهتمين برحلات الصحراء تلبية لدعوة المهندس هشام نسيم التي نادى من خلالها بتكوين نواة لفريق خاص جدًا ذي مؤهلات خاصة, على أن تكون أهم أهداف الفريق استكشاف المناطق التي لم يتم استطلاعها بشكل كاف في الصحراء المصرية الغربية.. يضم الفريق العديد من الشخصيات والخبرات التي تفتخر بها مصر من جيولوجيين وأساتذة في علوم المعادن, وبعض الفنانين المتخصصين في التصوير لتسجيل اللحظات الحاسمة لأي اكتشاف..

وكانت باكورة بعثات الفريق المصري تنبثق من فكرة كشف غموض أحد أعقد ألغاز الصحراء الغربية المصرية وهو اختفاء جيش قمبيز الكبير سنة 400ق.م, وكان هذا من خلال رحلات سنوية عدة قام بها الفريق المصري, وكان هذا البحث بناء على نظرية جديدة وضعها المهندس هشام نسيم كأساس علمي للسعي وراء كشف هذا اللغز.

وضع المهندس هشام نسيم مؤسس الفريق المصري للمغامرات والاستكشافات نصب عينيه هدفًا واضحًا وهو الترويج السياحي الهائل وتشجيع روح المغامرة والبحث العلمي في الصحراوات المصرية إذا ما أسفر هذا البحث عن نتائج ناجحة.

إن البحث عن جيش قمبيز في صحراء شاسعة وعرة مثل صحراء مصر الغربية يتطلب استعدادًا لوجيستيًا خاصًا من سيارات عالمية وتجهيزها بتجهيزات خاصة جدًا تمكنها من عبور أصعب المناطق الممكن تخيلها والسير لمسافات طويلة وأحمال كبيرة, وكذلك أكفأ معدات الملاحة الصحراوية, إضافة إلى خبرة الفريق في التعامل السلس مع البيئة الصحراوية وتحويل هذه الرحلات من رحلات شاقة ومرهقة إلى رحلات شيقة وممتعة وآمنة.

وقد نجح هذا الفريق أيضًا مع تقديم الدعم اللوجيستي لبعثات جامعة بوردو الفرنسية لعلماء مصريين وفرنسيين في اكتشاف أكبر حديقة نيازك في العالم سنة 2004.

وقال المهندس هشام نسيم بأن الفريق المصري قد قام ببعض الاكتشافات التي سيعلن عنها في حينه, حيث توجد أماكن كثيرة بها نقوشات ورسومات للإنسان المصري من عصور ما قبل التاريخ, حيث كان هناك الكثير من الإرهاصات لحضارات كثيرة قبل الحضارة الفرعونية بآلاف السنين..

الفريق المصري مدعوم من وزارة السياحة ومحافظة الوادي الجديد لمجموعة شركات أكواصن وكذلك شركة سيارات لاند روفر العالمية, حيث اختار المهندس هشام نسيم سيارات اللاند روفر والمعدلة خصيصًا لهذه الرحلات كسيارة التحدي المعتمدة لهذه المغامرات الخاصة جدًا, حيث أراد هذا الفريق أن يضع حدًا لعدم اشتراك المصريين في اكتشاف حضارتهم وماضيهم حيث أن معظم تاريخ وثروات مصر العلمية والتاريخية تم اكتشافها على يد مستكشفين وخبراء أجانب..

وقد طرق الفريق باب الصحراء الغربية كمنطقة لرحلاته الاستكشافية حيث أن مساحتها حوالي 600 ألف كم مربع أي تقابل مساحة فرنسا بالكامل, هذه المساحات الشاسعة المليئة بالمناطق التي لم يخترقها أحد من قبل لأنها من أكثر المناطق وعورة في العالم.

اختفاء قمبيز

وقمبيز هو قائد فارسي مجرد ذكر اسمه كان كفيلاً بإثارة الرعب والقلق لأي دولة أو مكان قرر غزوه.. دفعه غروره لغز مصر في وقت لم تكن فيه مصر في حالة تسمح بمقاومة أي غزو أو اعتداء خارجي, لم يتوقع أن يقاومه أحد مع جيشه الجرار وعتاده القوي, وقد قرر قمبيز من خلال غزو مصر أن يدمر واحة سيوة وهيكل أمون وكهنته, حيث علم قمبيز بنبوءة هؤلاء الكهنة التي تقول بأنه إذا ما بدأ قمبيز في غزو مصر فإنه سيفنى ويندثر هو وجيشه الجرار مما دفع قمبيز للثأر من كهنة أمون إرضاء لغزوه, وإثباتًا لقوته التي لا تقهر..

وحسب روايات هيرودوت فقد خرج قمبيز غازيًا مصر على رأس جيش قوامه 50 ألف مقاتل بكامل عدتهم وعتادهم, وقد كان عدد هذا الجيش عددًا خرافيًا مقارنة بجيوش هذا العصر, وقد تحرك جيش قمبير من واحة الداخلة متجهًا إلى سيوة, لكن الجيش لم يصل أبدًا بل لم يظهر له أي أثر ولم ينج حتى أحد ليروي ما حدث لهذا الجيش القوي.. وقد أصبحت هذه القصة لغزًا كبيرًا من ألغاز الصحراء الغربية على مر العصور.

ومنذ اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون هذا الاكتشاف التاريخي الذي انعكست نتائجه إيجابيًا على مصر سياحيًا وعلميًا لم يتم اكتشاف أي شيء ذي قيمة تاريخية, ولكن إذا تم اكتشاف سبب ومكان اختفاء قمبيز وجيشه سيكون حقًا اكتشاف هذا القرن.

داعب هذا اللغز المحير رؤوس الكثير من العلماء والمفكرين والمهتمين بمثل هذه الاكتشافات في كل ما يخص صحراء مصر الغربية قديمًا, حتى استطاع هشام نسيم أن يبلور نظريته الخاصة في حل هذا اللغز العتيق وعلى أساسها يسعى الفريق المصري بروح المثابرة ليكون ثاني فريق مصري للمغامرات والاستكشافات بعد البرنس كمال الدين حسين أول المستكشفين والمغامرين المصريين وهو من تخلى عن عرش مصر في سبيل ارتياد الصحراء وتأسيس روح المغامرة والاستكشاف لدى المصريين, وهو أيضًا من اكتشف هضبة الجلف الكبير بين مصر وليبيا.

إن كل النظريات التي وضعت لمحاولة اقتفاء أثر هذا الجيش المفقود وحل الغموض المحيط باختفائه تقول بأن الجيش إما أنه قد ضل طريقه في صحراء مصر الغربية حتى فني واندثر, أو أن عاصفة رملية عاتية ابتلعته تحت رمال الصحراء القاسية بعد أن نفدت مؤنه, وأخرى تقول بأن علماء وملاحي جيش قمبيز قد ارتكبوا خطأ ملاحيًا حيث تصوروا أن مصر مستطيلة جغرافيًا في هذا الوقت بينما هي في الواقع مربعة جغرافيًا, وبذلك حدث خطأ في حساب الاتجاهات بمقدار نصف الزاوية وغاص الجيش في بحر الرمال حتى فني عن آخره..

أما فرضية الفريق المصري للمغامرات والاستكشافات فهي مختلفة تمامًا عن كل ما سبق, فهي لا تفترض خطأ في الملاحة مما لا يليق بقائد محنك مثل قمبيز أو جهل بالطريق إلى سيوة, وإلا ما قرر غزوها وتعريض نفسه وجيشه للهلاك, حيث افترض جميع المؤرخين أن من قام بهزيمة قمبيز هي الطبيعة الصحراوية المصرية.. أما فرضية المهندس هشام فتقول أنه لم تكن الطبيعة وحدها من هزم قمبيز بل دهاء وعلم كهنة أمون أيضًا.