المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ فاضل المالكي: تبعيتنا للغرب وهواننا على أنفسنا شجع البعض على الاستخفاف بالإسلام



سلسبيل
02-04-2006, 12:46 AM
طالب باتخاذ مواقف رادعة بمستوى الحدث وعلى قدر المسؤولية




كتب- سامح شمس الدين


تحت عنوان »دفاعا عن الرسول والرسالة« خصص سماحة الشيخ الدكتور فاضل المالكي محاضرته في حسينية الشامية للدفاع عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم بسبب الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه واله وسلم والتي نشرت في احدى الصحف الدنماركية.

وحذر المالكي من التبعية لاعداء الرسول والرسالة في الوقت الذي اكد فيه ان الاسلام دين يتسع للآخر ولكن قبول الآخر شيء كانسان يحمل عقيدة مغايرة لعقيدتنا وقبول فكره شيء آخر وقبول هجومه على معتقداتنا شيء ثالث ايضا فقبول الآخر الذي تتشدق به بعض وسائل الاعلام ليس المقصود منه الغاء العقيدة في مقابل فكر الآخر وقبول الآخر يعني الاعتراف به كانسان عاش في جو معين جعله يحمل عقيدة معينة. ولو عشنا ذلك الجو لكنا مثله ولو عاش هو في اجوائنا لكان مثلنا بلا فرق فنحن اصبحنا مسلمين نشرف بدين محمد صلى الله عليه واله وذاك اصبح على نهج آخر كذلك في اختلاف العقيدة الفكرية بين ابناء الفريق الواحد فلكل جوه المعين الذي جعله على مسلك خاص.

واضاف: ان الانسان لو خالفنا في الفكر وغايرنا بالمعتقد دون ان يكون عنده عناد عن الحق وعداء لنا ومسالم فالدين يدعونا الى قبوله كانسان كما هو عليه لكن قبوله كانسان على حاله شيء وقبول شبهاته واباطيله شيء آخر فعندما يتعدى الحدود المرسومة انسانيا قبل ان تقرر دينيا فان تعداها يجب ايقافه عند حده او لسنا نقرأ في لائحة حقوق الانسان التي اقرتها الاديان قبل فرنسا ان من حقوق الانسان حقه في اعتناق الدين الذي يرتضيه المعتقد يعني ان يعتنقه وان يمارس شعائره وان يصان معتقده ولا يهتك ولا يساء اليه هذا الحق قررته الاديان والعقل والعقلاء قبل ان تقرره فرنسا وغيرها فكما يقرر حق الحياة والعلم للانسان يقرر له حقه في الدين, في المحطات التي ذكرناها في الفكر والممارسة والصيانة فإذا تم التجاوز عليه فهذا يعني انه تجاوز على حق من حقوق الانسانية.

يعني قبل ان يكون تجاوز علينا كمسلمين يكون تجاوز علينا كبشر.

وتساءل المالكي كيف تنتهك حقوق الدين ويعتدى عليها دون اي رادع واوضح مفهوم قبول الآخر وقال ان القصد منه انه لا اكراه في الدين اي عدم حمل احد على قبول العقيدة بالقوة وليس يعني ان المقصود بالسماح له ان يتعدى على الآخرين بالمساس بمقدساتهم ويسيئ الى قيمهم, ثم اوضح ان الرسالة عبارة عن ثقلين الثقل الاول منظومة من القيم والثقل الثاني رموز مقدسة مثل النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فحين تتم الاساءة لرمز مقدس فهذا اساءة للرسالة وللانسانية.

واشار المالكي الى انه لا يوجد دين يتنكر للآخر لكن بعض اتباع الاديان يتنكرون للآخر وقال ان جنس الدين يصدق بعضه بعضا فعيسى عليه السلام جاء مصدقا ومبشرا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم واله كما هو مبين بالكتب السماوية غير المحرفة وبين الدكتور المالكي ان امة المصطفى صلى الله عليه وسلم تمتاز بأنها الامة الوحيدة اليوم من بين الامم التي تعترف بجميع الرسالات والانبياء الذين ارسلهم الله تعالى ولا تتنكر لاحد منهم وهي الامة الوحيدة التي تجسد قوله تعالى »لا نفرق بين احد من رسله« على ارض الواقع.

واضاف ان الاسلام يوصينا بالعدل والانصاف والحسنى مع الآخر وبالبر والقسط ايضا اذا ما اعتدى عليك لكن اذا اعتدى علينا فانه بذلك اعتدى على الانسانية ويجب ايقافه عند حده.
والدين يحذرنا من ان نتولى وننصاع ونتبع من يخالفنا بالعقيدة ليتخذ ديننا هزوا فالجسارة على الرسول صلى الله عليه وسلم تعني الجسارة على الاسلام وقيمه وهذه الجسارة والتي تعني انهم اتخذوا ديننا هزوا ولعبا تقتضي ان نأخذ منهم موقفا رادعا ويجب ان يكون للامة الاسلامية من المناعة ما تقوى به على مقاومة الهجمات الشرسة التي تستهدف الاسلام.

وتساءل المالكي عما نشرته بعض الصحف من اساءة لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كانت اول قارورة كسرت في الاسلام, لقد سبقتها قوارير وقال لو فتحنا صفحات الانترنت نجد مواقع متخصصة في شتم النبي صلى الله عليه وسلم ولو استمعنا الى بعض الفضائيات نجدها تكرس للنيل من الاسلام ونبي الاسلام وقيم الاسلام وهناك كتب تصدر خصيصا للاساءة للرسول والرسالة وهناك صحف ومجلات ومقالات وقال اين المسلمون من كل هذه الاعتداءات المتكررة والمتواترة على قيمهم وعلى رسولهم ورسالتهم لماذا كل هذه الهجمة اليس لاننا فتحنا ابوابنا من غير حصون وسدود فتمادوا وبلغت الجسارة ما بلغت فالمسألة هي انهم استخفوا بنا بسبب تبعية الكثير لهم مما جعلهم يستهينون بكل شيء ويستخفون به, اضف الى ذلك سوء معاملة المسلمين انفسهم لدينهم حيث كثير من حدود الله تهتك ولا من يغضب فالذين باعوا الاسلام للشرق والغرب اساءوا لرسول الله اليست الموبقات والفواحش التي يعصى الله بها جهرا عنادا لكتاب الله وسنة نبيه يوميا اليس هذا دليل استخفاف بعض المسلمين انفسهم بدينهم يدعو عدونا للجرأة علينا ويغريه بنا? اليست بعض كتبا التي تصدر تسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم ويوجد بها ما دعا سلمان رشدي ليستغلها كمادة دسمة في كتابه آيات شيطانية?

وختم المالكي حديثه بمطالبته بوجوب وجود مواقف رادعة تكون على مستوى الحدث وبمستوى المسؤولية وطالب ولاة الامر والشعوب والنخب الثقافية بالوقوف الموقف المناسب حيث لا تكفي مقاطعة المنتجات وحدها ما لم تتوافر روادع اخرى يعرفها اولو الخبرة والمختصون في هذا الشأن.