المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقنية جديدة للتحدث بعدة لغات حالاً



سلسبيل
02-02-2006, 02:59 AM
طلال سلامة من روما


بعد بضعة سنوات، سيمكنكم التحدث باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، في الوقت نفسه ودون أي صعوبة لغوية!

هذا ما يسعى إليه العلماء في جامعتي "كارنجي ميلون يونيفرستي" الأميركية و"كارلسروه" الألمانية، يخططون الدمج الأجهزة والبرمجيات معا لتخليق تقنية تسمح للناس، الذين يتحدثون لغات مختلفة، بفَهْم بعضهم بعضاً بسهولة مذهلة. وحالياً، تتوفر برمجة مسماة (Lecture Translation) أو ترجمة المحاضرة، تترجم الحديث من لغة إلى أخرى، بسرعةٍ فائقةٍ وبدون قيود. ونموذجياً، تُقيٌد تقنيات الترجمة الحالية المتكلمين إلى بعض المواضيع أو عدد محدود من المفردات، وتتطلب منهم التدرٌب جيداً على استعمالها.

وتقنية المترجم الآني الجديدة غير مزعجة، فالمستعمل قادر على تحويل الترجمة الشفهية إلى ترجمة نصٌية، بواسطة وضع نظارات متقدمة، مسماة (Translation Glasses)، مصممة لنقل الترجمة من شكلها الشفهي الى كلام مطبوع يبدو على شاشة عرض السائل البوري (LCD) الصغيرة جداً، للنظارات. علاوة على ذلك، سيطوٌر العلماء جهاز لترجمة حركات عضلات الفم، مسمى (Muscle Translator)، وهو عبارة عن أقطاب كهربائية تلتقط الإشارات الكهربائية لحركات عضلات الوجه الطبيعية، عند نطق الكلمات. هكذا، تُترجم الإشارات الملتقطة الى كلام واضح ومفهوم، في اللغة الأم للمستعمل. وافتراضياً، يمكن القيام بالمكالمات الهاتفية، في قاعة السينما مثلاً، بدون إحداث أي صوت أو غمغمة. ومستقبلاً، من المعقول أن تحل رقائق اللاسلكي المزروعة في وجه الشخص محل الأقطاب الكهربائية الحالية.

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Reports/2006/2/Thumbnails/T_b389456c-c5a6-4b5d-b727-312aeb38fa63.jpg

وعادة، تُثبٌت الأقطاب الكهربائية على الخدود ويكفي ثلاثة أو أربعة منها للحصول على كل المعلومات التي يريد المتحدث الإفصاح عنها. وفي السنوات الأخيرة، باتت طلبات السوق والتقدم التكنولوجي مفعمة بحيوية امتلاك الحاسبات للإبحار بمرونة أكثر في غابة اللغات. على سبيل المثال، طورت شركة (Language Weaver) برمجية يمكن أن تترجم من الإنجليزية الى بضعة لغات منتقاة (مثل الصيني والعربي) والعكس بالعكس، بصورة آنية. جدير ذكره أن اللغتين الصينية والعربية ذات أهمية خاصة بالنسبة لمحللي الاستخبارات.

وتقف فكرة العلماء الجامعيين وراء مد الجسور بين أنشطة التبادل والحوار الثقافي، التي أضحت أكثر شيوعاً في العالم. هذا وسيستطيع سائقي السيارات الأجانب في ألمانيا، من طريق جهاز الترجمة التلقائية، الاستماع الى التحذيرات حول حركة السير، التي تُبث باللغة الألمانية على الراديو. كما أصبحت قيد الاستعمال أجهزة الكف الشخصية الرقمية، أو (PDA)، التي تترجم بين التايلاندي والإنجليزي أو الإنجليزي والعربي.

ويعود جزء كبير من الفضل في تقدم الترجمة الإلكترونية إلى تغيير فلسفي جذري في الحقل اللغوي. وفي الماضي، حاول الباحثون تصميم البرمجيات التي تؤهل الكمبيوتر على فهم اللغة من خلال دراسة خاصة لعلم معاني الكلمات ودلالات الألفاظ وتطورها. لكن المنطق المعلوماتي والإستثناءات العديدة كانت شديدة التعقيد. وفي السنوات القليلة الماضية، لجأ الباحثون الى استعمال التحليل الإحصائي، لإنجاز العمل، عبر الربط بين كلمة وأخرى إضافة الى تجسيد خريطة الكلمات، وساهمت الزيادة في سرعة الكمبيوتر وقوته عدا عن قواعد البيانات في فوز تلك النظرة، مما دفع العلماء الى التخلي بالكامل عن دراسة معاني الكلمات (Semantics).

وعلى مستوى الترجمة التلقائية، يتوقع الخبراء تقدّماً كبيراً، في السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة. ويمكن رؤية نجاح نظرة التحليل الإحصائي (Statistics) في النصر الأخير الذي حققته شركة جوجل في مسابقة الترجمة الآلية، التي رعاها المعهد الوطني الأميركي للعلم والتقنية. لكن التحليل الإحصائي مليء بالتقييدات بسبب التشابهات المشتركة بين بعض اللغات. فالنموذج الجامعي للمترجم الآلي يعمل جيدا في الترجمة العكسية بين الإنجليزية والإسبانية ويعاني من بعض الثغرات في الترجمة ما بين الإنجليزية والألمانية.

صورة واقعية عن المترجم الجامعي الجديد

الأقطاب الكهربائية الموجودة على وجه الطالب الجامعي تلتقط الإشارات الكهربائية للعضلات الملتوية، أثناء نطق الكلمات. بعد ذلك، يُنقل الكلام الشفهي الى حروف لغة معينة(الإنجليزية مثلا) ثم يتم ترجمتها بالتالي الى لغات أجنبية أخرى.

تحوٌل نظارات الترجمة الحديث من شكله الشفهي الى كلام مطبوع يبدو على شاشة (LCD). مبدئياً، يترجم كمبيوتر النظارات الصغير الحديث بسرعة فائقة ويحوله الى شكل نصيٌ، في اللغة الأم لمستعمل النظارة.

نظارات (Translation Glasses) أثناء عملها. يمكن لكل من يضعها سماع صوت المتحدث أو المتحدثة بلغته أو لغتها الأصلية. أما الشكل النصي للترجمة، في لغة المستعمل الأم، فيأتي فوريا على شاشة السائل البلوري للنظارات.