هاشم
01-31-2006, 10:51 AM
http://www.alraialaam.com/31-01-2006/ie5/int3.jpg
ذكرت مصادر رسمية عراقية، امس، ان اجراءات امنية مشددة تشمل نشر 16 الفا من عناصر الامن اتخذت في مدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين المقدستين، لمناسبة ذكرى عاشوراء التي تبدأ اليوم.
وقال اسعد ابو كلل محافظ النجف، ان «المحافظة اتخذت اجراءات امنية محكمة استعدادا لاستقبال زوارها في شهر محرم», واضاف ان «الاجراءات تتضمن اغلاق كل الثغرات التي يمكن ان تستغل لتسلل الارهابيين» وذلك «بالاعتماد على تعاون اهالي محافظتنا بالدرجة الاولى وخلال خطة وزعت خلالها المهام بشكل دقيق».
وقال المقدم نجاح ياسر، قائد قوات مغاوير الشرطة في النجف: «قمنا بنشر 16 الفا من عناصر قوات الامن وقوات الحدود والجيش العراقي بهدف فرض طوق امني حول المدينة».
ويريد شيعة العراق أن يكون الاحتفال بأيام عاشوراء هذا العام مختلفا عن السنوات التي سبقته سواء إبان حكم صدام حسين، او في السنتين الماضيتين, فبعد فوز قائمة «الائتلاف العراقي الموحد» التي تضم أسماء أبرز قادة الأحزاب الشيعية المدعومة من آية الله العظمى السيد علي السيستاني، في انتخابات ديسمبر الماضي، يأتي الاحتفال بالذكرى الأليمة هذا العام ممزوجا بنشوة الفرح بالفوز بغالبية مقاعد الجمعية الوطنية,
وفي مدينة كربلاء التي شهدت واقعة الطف في العام 61 هجرية 680 للميلاد، تجري الاستعدادات لإحياء فاجعة كربلاء على قدم وساق، اذ انتهى الكربلائيون من حفر خندق حول المدينة من جهة الغرب في اتجاه بحيرة الرزازة لمنع تسلل الإرهابيين والسيارات المفخخة خلال محرم الحرام إلى داخل المدينة بغية عدم السماح للعناصر الإرهابية بإفساد هذه المناسبة الأليمة، بينما بدأ مسؤولو المواكب الحسينية بوضع اللمسات الأخيرة على «التشابيه» التي تمكنهم من محاكاة المأساة درامياً.
وأعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي، انه «سيتم اتخاذ اجراءات امنية مشددة في كربلاء لاغلاق الباب امام الارهابيين وتجنب خشية قيامهم باعمال ضد المدنيين», واضاف ان هذه الاجراءات تشمل «فتح خطوط هواتف ساخنة والسيطرة على الاطعمة وتوزيعها خشية لجوء عناصر ارهابية للقيام الى اي اسلوب يتعرض للمدنيين»,
واشار الى «انتشار واسع لمفارز الشرطة وفرض حراسه مشدده على محطات مياه الشرب في كربلاء وتوزيع سيارات اسعاف في المدينة لاغلاق الباب بوجه الارهابيين»، داعيا اهل المدينة الى التعاون مع الاجهزة الامنية لتطبيق خطة امنية محكمة.
ومنذ انتهاء زيارة الغدير التي اقيمت يوم الثامن عشر من ذي الحجة، بدأ الشباب في مدن الوسط والجنوب وحتى في بعض مناطق بغداد بالانخراط في مجاميع التدريب التي نظمها التيار الصدري ورؤساء المواكب الحسينية لتعليمهم طريقة التفاعل مع (الرادود) واستخدام الضرب بالجنازير الحديدية او حتى بالقامات, ويفسر الشيخ عبد الحميد الدروكي، رئيس اشهر المواكب الحسينية في النجف، الامر «بان جيلين من الشباب لم يعايشوا هذه الطقوس والشعائر التي تمثل فاجعة كربلاء، لاسيما الضرب بالزناجيل والتطبير بل وحتى طريقة المشي واللطم على ايقاع الردة الحسينية التي تختلف باختلاف المدينة والرادود»,
ورغم ان مواكب العزاء تبدأ في اليوم الخامس من محرم الحرام، الا انها ومنذ اليوم السابع المخصص للإمام العباس والثامن للإمام القاسم والتاسع لـ «عبد الله الطفل» عبد الله بن الحسين نجل الإمام الشهيد تكتسب طعماً خاصاً، وتبلغ الاحتفالات ذروتها في اليوم العاشر المعروف محليا بالـ «طَبك»,
ولعل أهم ما يميز احتفالات شيعة العراق بيوم الطَبُك «التشابيه» وهي إعادة تمثيل لمشاهد استشهاد آل رسول الله (صلى الله عليه وسلم), وتقام التشابيه عادة قرب أضرحة الأئمة في بغداد والنجف وكربلاء, وترافق التشابيه مواكب العزاء التي يديرها مقرئون وقارعو طبول، ويتخللها اللطم ويضرب بعض المشاركين ظهورهم بالـ «زنجيل» وهو عصا في آخرها سلاسل حديدية قصيرة,
وهناك ايضاً «القرايات» وهي جلسات عزاء تقام للرجال في المساجد والحسينيات ومثلها للنساء في البيوت, ويدير قرايات الرجال راو يحكي قصة استشهاد الحسين على شكل تراتيل حزينة وتختتم باللطم بقوة على الصدور والرأس مع وعد بإقامة قراية ثانية للحسين في العام المقبل,
ولا تختلف قرايات النساء كثيرا عن تلك التي يقيمها الرجال، وتدير جلسة عزاء النساء راوية يطلق عليها «الملاية» ، تقوم بسرد قصة استشهاد الحسين والمعاناة التي واجهتها نساء بيت النبوة إبان وبعد الموقعة، بل ان بعض مجالس العزاء النسوية تقوم الملاية بتجسيد (العباس) او (عروس القاسم) سكينة بنت الامام الحسين التي عقد الشهيد قرانها على ابن اخيه الحسن وسط قعقعة السلاح في كربلاء، كما في مجلس «بيت بحر العلوم» في شارع الطوسي في النجف الذي يشهد ليلة العاشر من المحرم قدوم فرس سوداء عارية تدور حولها النساء وهي تلطم الصدور والوجوه بقوة,
وليس اللطم والتشابيه سواء تلك التي تقام في عزاءات النساء او الرجال هي ما يميز طقوس عاشوراء في العراق، اذ ان هناك اكلات خاصة تطبخ كل واحدة منها لمناسبة معينة, فطبق «زردة وحليب» وهو حلوى تصنع من الأرز يقدم في يوم استشهاد العباس أو كنذر تجلبه معهن الضيفات اللائي يحضرن «قراية النسوان» ممن تحقق «مرادهن» من قراية العام الماضي, الطبق الآخر هو (الآش) أو شوربة الإمام زين العابدين (ع) وتقدم يوم وفاة الإمام أو بيوم الطبق ويرمز إلى أن الإمام لم يقاتل بسبب مرضه,
أما أكثر الأكلات شعبية فهي «التمن والقيمة» وهي مرقة تصنع من لحم الذبائح التي تنحر في عاشوراء مع الحمص وتؤكل مع الأرز, أما الطبق الذي لا يقل شهرة عن القيمة والتمن في العراق فهو «الهريسة»، وتطبخ من لحم الذبائح والحنطة، وتوزع في العادة صباحا, وتعمل الأسر التي تنذر طهي الهريسة طوال الليل نظرا للعناء الذي يتطلبه طبخها.
ومن المعتقدات الطريفة التي تمارس في بعض القرايات والتي جزمت أم محمد بتحققها، «عروس القاسم», وعروس القاسم هي فتاة بكر فاتها قطار الزواج، تنذر أن ترتدي حلة خضراء وتحضر القراية لتكون رمزا لعروس الإمام القاسم الذي استشهد يوم زفافه, وتعتقد النسوة أن الفتاة التي تختار أن تكون عروسا للقاسم تتزوج بالتأكيد خلال العام، بإذن الله.
ذكرت مصادر رسمية عراقية، امس، ان اجراءات امنية مشددة تشمل نشر 16 الفا من عناصر الامن اتخذت في مدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين المقدستين، لمناسبة ذكرى عاشوراء التي تبدأ اليوم.
وقال اسعد ابو كلل محافظ النجف، ان «المحافظة اتخذت اجراءات امنية محكمة استعدادا لاستقبال زوارها في شهر محرم», واضاف ان «الاجراءات تتضمن اغلاق كل الثغرات التي يمكن ان تستغل لتسلل الارهابيين» وذلك «بالاعتماد على تعاون اهالي محافظتنا بالدرجة الاولى وخلال خطة وزعت خلالها المهام بشكل دقيق».
وقال المقدم نجاح ياسر، قائد قوات مغاوير الشرطة في النجف: «قمنا بنشر 16 الفا من عناصر قوات الامن وقوات الحدود والجيش العراقي بهدف فرض طوق امني حول المدينة».
ويريد شيعة العراق أن يكون الاحتفال بأيام عاشوراء هذا العام مختلفا عن السنوات التي سبقته سواء إبان حكم صدام حسين، او في السنتين الماضيتين, فبعد فوز قائمة «الائتلاف العراقي الموحد» التي تضم أسماء أبرز قادة الأحزاب الشيعية المدعومة من آية الله العظمى السيد علي السيستاني، في انتخابات ديسمبر الماضي، يأتي الاحتفال بالذكرى الأليمة هذا العام ممزوجا بنشوة الفرح بالفوز بغالبية مقاعد الجمعية الوطنية,
وفي مدينة كربلاء التي شهدت واقعة الطف في العام 61 هجرية 680 للميلاد، تجري الاستعدادات لإحياء فاجعة كربلاء على قدم وساق، اذ انتهى الكربلائيون من حفر خندق حول المدينة من جهة الغرب في اتجاه بحيرة الرزازة لمنع تسلل الإرهابيين والسيارات المفخخة خلال محرم الحرام إلى داخل المدينة بغية عدم السماح للعناصر الإرهابية بإفساد هذه المناسبة الأليمة، بينما بدأ مسؤولو المواكب الحسينية بوضع اللمسات الأخيرة على «التشابيه» التي تمكنهم من محاكاة المأساة درامياً.
وأعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي، انه «سيتم اتخاذ اجراءات امنية مشددة في كربلاء لاغلاق الباب امام الارهابيين وتجنب خشية قيامهم باعمال ضد المدنيين», واضاف ان هذه الاجراءات تشمل «فتح خطوط هواتف ساخنة والسيطرة على الاطعمة وتوزيعها خشية لجوء عناصر ارهابية للقيام الى اي اسلوب يتعرض للمدنيين»,
واشار الى «انتشار واسع لمفارز الشرطة وفرض حراسه مشدده على محطات مياه الشرب في كربلاء وتوزيع سيارات اسعاف في المدينة لاغلاق الباب بوجه الارهابيين»، داعيا اهل المدينة الى التعاون مع الاجهزة الامنية لتطبيق خطة امنية محكمة.
ومنذ انتهاء زيارة الغدير التي اقيمت يوم الثامن عشر من ذي الحجة، بدأ الشباب في مدن الوسط والجنوب وحتى في بعض مناطق بغداد بالانخراط في مجاميع التدريب التي نظمها التيار الصدري ورؤساء المواكب الحسينية لتعليمهم طريقة التفاعل مع (الرادود) واستخدام الضرب بالجنازير الحديدية او حتى بالقامات, ويفسر الشيخ عبد الحميد الدروكي، رئيس اشهر المواكب الحسينية في النجف، الامر «بان جيلين من الشباب لم يعايشوا هذه الطقوس والشعائر التي تمثل فاجعة كربلاء، لاسيما الضرب بالزناجيل والتطبير بل وحتى طريقة المشي واللطم على ايقاع الردة الحسينية التي تختلف باختلاف المدينة والرادود»,
ورغم ان مواكب العزاء تبدأ في اليوم الخامس من محرم الحرام، الا انها ومنذ اليوم السابع المخصص للإمام العباس والثامن للإمام القاسم والتاسع لـ «عبد الله الطفل» عبد الله بن الحسين نجل الإمام الشهيد تكتسب طعماً خاصاً، وتبلغ الاحتفالات ذروتها في اليوم العاشر المعروف محليا بالـ «طَبك»,
ولعل أهم ما يميز احتفالات شيعة العراق بيوم الطَبُك «التشابيه» وهي إعادة تمثيل لمشاهد استشهاد آل رسول الله (صلى الله عليه وسلم), وتقام التشابيه عادة قرب أضرحة الأئمة في بغداد والنجف وكربلاء, وترافق التشابيه مواكب العزاء التي يديرها مقرئون وقارعو طبول، ويتخللها اللطم ويضرب بعض المشاركين ظهورهم بالـ «زنجيل» وهو عصا في آخرها سلاسل حديدية قصيرة,
وهناك ايضاً «القرايات» وهي جلسات عزاء تقام للرجال في المساجد والحسينيات ومثلها للنساء في البيوت, ويدير قرايات الرجال راو يحكي قصة استشهاد الحسين على شكل تراتيل حزينة وتختتم باللطم بقوة على الصدور والرأس مع وعد بإقامة قراية ثانية للحسين في العام المقبل,
ولا تختلف قرايات النساء كثيرا عن تلك التي يقيمها الرجال، وتدير جلسة عزاء النساء راوية يطلق عليها «الملاية» ، تقوم بسرد قصة استشهاد الحسين والمعاناة التي واجهتها نساء بيت النبوة إبان وبعد الموقعة، بل ان بعض مجالس العزاء النسوية تقوم الملاية بتجسيد (العباس) او (عروس القاسم) سكينة بنت الامام الحسين التي عقد الشهيد قرانها على ابن اخيه الحسن وسط قعقعة السلاح في كربلاء، كما في مجلس «بيت بحر العلوم» في شارع الطوسي في النجف الذي يشهد ليلة العاشر من المحرم قدوم فرس سوداء عارية تدور حولها النساء وهي تلطم الصدور والوجوه بقوة,
وليس اللطم والتشابيه سواء تلك التي تقام في عزاءات النساء او الرجال هي ما يميز طقوس عاشوراء في العراق، اذ ان هناك اكلات خاصة تطبخ كل واحدة منها لمناسبة معينة, فطبق «زردة وحليب» وهو حلوى تصنع من الأرز يقدم في يوم استشهاد العباس أو كنذر تجلبه معهن الضيفات اللائي يحضرن «قراية النسوان» ممن تحقق «مرادهن» من قراية العام الماضي, الطبق الآخر هو (الآش) أو شوربة الإمام زين العابدين (ع) وتقدم يوم وفاة الإمام أو بيوم الطبق ويرمز إلى أن الإمام لم يقاتل بسبب مرضه,
أما أكثر الأكلات شعبية فهي «التمن والقيمة» وهي مرقة تصنع من لحم الذبائح التي تنحر في عاشوراء مع الحمص وتؤكل مع الأرز, أما الطبق الذي لا يقل شهرة عن القيمة والتمن في العراق فهو «الهريسة»، وتطبخ من لحم الذبائح والحنطة، وتوزع في العادة صباحا, وتعمل الأسر التي تنذر طهي الهريسة طوال الليل نظرا للعناء الذي يتطلبه طبخها.
ومن المعتقدات الطريفة التي تمارس في بعض القرايات والتي جزمت أم محمد بتحققها، «عروس القاسم», وعروس القاسم هي فتاة بكر فاتها قطار الزواج، تنذر أن ترتدي حلة خضراء وتحضر القراية لتكون رمزا لعروس الإمام القاسم الذي استشهد يوم زفافه, وتعتقد النسوة أن الفتاة التي تختار أن تكون عروسا للقاسم تتزوج بالتأكيد خلال العام، بإذن الله.