المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنوب أفريقيا ملتقى المحيطين الأطلسي والهندي معالم سياحية نادرة وأحياء إسلامية راقية



فاطمي
01-30-2006, 08:04 AM
http://www.asharqalawsat.com/2006/01/25/images/travel.344865.jpg

كيب تاون: سهير جرادات


تقع جمهورية جنوب أفريقيا في أقصى الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا وتحدها ناميبيا من الشمال الغربي وبتسوانيا وزمبابوي من الشمال وموزنبيق من الشمال الشرقي وباقي حدودها على المحيطين الأطلسي والهندي وتبلغ مساحتها 1.3 مليون كيلومتر مربع.
وتحتوي جمهورية جنوب أفريقيا على 66 منجما للألماس تشكل 24 بالمائة من الاحتياطي العالمي علاوة على مناجم الفحم والذهب التي تشكل 40 بالمائة من الاحتياط العالمي وتعد سابع مصدر للإنتاج الزراعي في العالم علاوة على أنها دولة سياحية بالدرجة الأولى.

ألا أنه يوجد العديد من الاماكن السياحية التاريخية الفريدة التي تمتاز بها عن غيرها من الدول الاخرى الفريدة بجمالها واهميتها.

وهناك العديد من المعالم السياحية، خاصة في مدينة كيب تاون العاصمة التشريعية لجمهورية جنوب أفريقيا ذات الأهمية التاريخية التي تستقطب ملايين السياح والزوار لهذه الدولة.

جبل الطاولة جبل على شكل طاولة يرتدي حلة ضبابية عند ملتقى المحيطين الأطلسي والهندي يطل رأس الرجاء الصالح بتاريخه العريق والذي غير خريطة الطرق التجارية البحرية ليشرف على طاولة عظيمة في الشكل والمساحة نحتت من الصخر بطريقة ربانية وبفعل عوامل الطبيعة لتبهر الناظر إليها وتدل السفن بأنها وصلت إلى كيب تاون.

وتبلغ مساحة الطاولة ثلاثة كيلومترات وقمته مسطحة في حين ترتفع 1085 مترا ينبت عليه 1470 نوعا من النباتات المتعددة الأنواع والأعداد وتعيش به بعض الحيوانات التي لا تستطيع العيش في أي مكان آخر من العالم.

ويتم الصعود إلى قمة الجبل بواسطة «التلفريك» الضخم الحجم الذي يتسع لـ 65 راكبا يصعد 765 مترا ويدور حول نفسه ليمنح الراكب فرصة مشاهدة الجهات الأربع للجبل. ولكون جبل الطاولة عالي الارتفاع.. يغطيه الضباب ولبرودته الشديدة فان من انسب الأوقات للصعود إليه هو وقت الظهيرة ألا أنه على جميع الأحوال لا يتمكن السائح من مشاهدة إلا نفسه فوق الجبل بسبب كثافة الضباب. جزيرة الحرية التي سجن فيها مانديلا تحولت إلى احد معالم السياحة المهمة. من خلال رحلة بحرية بقارب سريع تستغرق 40 دقيقة تتمتع خلالها بمشاهدة فيلم وثائقي أعد بطريقة مشوقة عن «جزيرة روبن» التي سميت نسبة الى سمك الروبن وهو نوع من السمك المشهورة به تلك المنطقة وتعرف ايضا باسم «جزيرة الحرية» لما مر عليها من أحداث تاريخية غيرت مجرى حياة جنوب أفريقيا.

وما أن تصل الى الجزيرة التي تقدر مساحتها بـ «12 كيلومترا» تواجهك أسوار عالية وبوابة كبيرة تشير بأنك على أبواب سجن الحرية الذي ضم عددا من المناضلين ضد التمييز العنصري الذي كانت تعاني منه جنوب افريقيا. من ابرز المساجين نيلسون مانديلا «86 عاما» الرمز الرافض لسياسة التمييز العنصري الذي أصبح أول رئيس اسود لجمهورية جنوب أفريقيا معارضا لسياسة نظام الحكم في بلاده الذي مارسه المستعمر البريطاني الأبيض الذي أنكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء التي تبلغ 75 بالمائة ووضعها بيد الأقلية البيضاء التي تبلغ نسبتها 25 بالمائة يتقاسمونها مع الملونين ـ هم خليط نتج عن تزاوج بين الافارقة السود والآسيويين ـ إلى جانب الهنود الذين قدموا مع قوات الاحتلال البريطانية.

وبعد سجن دام 26 عاما قضاها مدافعا عن مبادئه تولى مانديلا منصب أول رئيس أسود لجنوب افريقيا في الفترة من 1990-1999 التي شهدت فتره انتقال الحكم من الاقلية الى حكم الاغلبية الى أن أعلن تقاعده من الحياة السياسة والحياة العامة عام 2004 لاسباب تتعلق بصحته، حيث بلغ 86 عاما من العمر. منديلا يوعز بتعيين مرافقيه السجناء السياسيين مرشدين سياحيين وقام منديلا بعد إطلاق سراحه بزيارة الجزيرة 14 مرة واصدر أمرا بتعيين بعض من زملائه السجناء الى مرشدين سياحيين بعد أن تم تحويل الجزيرة الى معلم سياحي ليتمكن الزوار من مشاهدة السجن الذي قضى به عدد كبير من المناهضين للعنصرية من بيض وسود اياما طويلة وبعضهم دخل الجزيرة ولم يغادرها أبدا بحيث يستطيع الزائر مشاهدة القبور الموجودة في الجزيرة التي تحتوي على قبور لـ « 2000 سجين».

وهناك تستطيع أن تقابل الماليزي ياسين محمد السجين السابق الذي أصبح فيما بعد دليلا سياحيا في الجزيرة زامل منديلا في السجن خلال سنوات النضال الطويلة وتستمتع بوصفه لكيفية قضاء المساجين الموجودين في 32 زنزانة لساعات النهار الطويلة التي كانوا يقضوها في وضع القرفصاء وأيديهم فوق رؤوسهم تحت أشعة الشمس المرتفعة وهم يتحدثون عن أحلامهم التي تحققت بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري الذي عانت منه جنوب افريقيا وعانوا منها لسنوات طويلة الى أن نجحوا في نبذها والقضاء عليها. رأس الرجاء الصالح: ما أن تلتقي مياه المحيط الأطلسي الصاخبة الثائرة او ما كان يعرف باسم بحر الظلمات مع مياه المحيط الهندي لتتصالح مياههما وتهدأ بعد اختلاطها مع مياه خليج فالس في مدينة كيب تاون الافريقية لترسم بذلك اجمل لوحة جمالية طبيعية تشاهدها. وكانت تمثل نقطة التقاء مياه المحيطين أكثر مناطق الملاحة خطورة حيث ابتلعت مياهها ما لا يحصى من السفن وكانت تعرف باسم / رأس الموت / الذي كان يخيف البحارة. تختلف الروايات حول أسم مكتشف رأس الرجاء الصالح بين العربي المقريزي والبرتغالي فاسكو دي غاما الذي نصب تمثال له عند مدخل رأس الرجاء الصالح لتذكير الناس بالمكتشف الذي غير استراتيجيات الدول. تشير الروايات إلى أن البرتغاليين أرسلوا من سرق معلومات عن الملاحة وخرائط البحار التي كان يمتلكها العرب المسلمون بعد القضاء على الدولة الاندلسية ليصل فاسكو دي غاما الى اكتشاف رأس الرجاء الصالح 1497 ميلادية بعد ان التقى في مدينة كيلوا في سلطنة زنجبار بالرحالة العربي المسلم شهاب الدين احمد بن ماجد الذي أرشده على طريق الهند، وما هو معروف بطريق التوابل لينتصر بعدها البرتغاليون على المماليك في معركة ديو البحرية. مسجد على شكل قبة الصخرة المشرفة: على بعد عشرة آلاف كيلو متر من مدينة القدس المحتلة يستطيع الزائر إلى كيب تاون أن يسمع آذان الصلوات الخمس الذي يرفع من مسجد القدس الذي بني على شكل مسجد قبة الصخرة المشرفة .

ولاعتبار القضية الفلسطينية مهوى أفئدة المسلمين في العالم فقد عملت المنظمة الإسلامية لمسلمي كيب تاون على بناء مسجد عام 2003 على شكل مسجد قبة الصخرة وافتتحه وقتها المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري. وزين المسجد بالأعلام الفلسطينية التي نكست كون القدس ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني. ويلقي خطبة صلاة الجمعة باللغة العربية الفصحى شيخ من جامعة الأزهر استقدم للمساعدة في أمور الفقه، وتترجم الخطبة للغة الرسمية في الجمهورية وهي الإنجليزية.

بيوت ملونة بلا مفاتيح: وفي المدينة التي تعج بالصخب والحركة الدؤوبة مع ما يرافقها من مشكلات وقضايا يجد الزائر أحياء هادئة تنعم بالأمن والاستقرار وبيوتا مزركشة بألوان قوس قزح حتى أن الكثير من سكانها لا يملكون مفاتيح لمنازلهم لشعورهم بالأمان.

فحي «كيب ماليز» يمتاز بتعدد ألوان بيوته لشغف الافريقيين بالألوان الزاهية حيث يحمل كل بيت لونا خاصا ينفرد به عن بيوت جيرانه ومن يدخلها لا بد وان يشعر بالطمأنينة بخلاف الأحياء التي تجاورها. أول مصحف مخطوط في جنوب أفريقيا: كما يوجد في كيب تاون أول مصحف مخطوط في جنوب أفريقيا خطه الشيخ يوسف الرفاعي الاندونيسي الأصل الذي هاجر إلى جنوب أفريقيا إبان الاحتلال الهولندي لبلاده منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي عام 1794 ميلادية. ووضع المصحف في خزانة زجاجية مقفلة في مسجد مالية الذي تعلو أشجار النخيل الخمس مدخله كرمز للصلوات الخمس، ويبلغ عدد المسلمين ما يقرب من مليوني نسمة وصلوا قبل 300 عام ابان السيطرة الهولندية على جنوب افريقيا وفي نفس الوقت ماليزيا واندونيسيا ويبلغ مجموع السكان 40 مليون نسمة.

مخيمات خاصة لمصابي مرض الايدز : من الأمور التي تشد انتباه الزائر إلى جمهورية جنوب افريقيا المخيمات التي أقيمت خصيصا لتؤوي المصابين بمرض الايدز حيث تعتبر من أكثر دول العالم من حيث الإصابة بهذا المرض المميت، حيث أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن خمسة ملايين من بين سكانها البالغ عددهم أربعين مليونا مصابون بهذا المرض وتعزى هذه النسبة الكبيرة إلى انتشار الجريمة على أنواعها في هذه الدولة وفي مقدمتها الاغتصاب، بالإضافة إلى انتشار تعاطي المخدرات وكثرة الحوادث والإصابات مما يؤدي خلال نقل الدم إلى زيادة انتشار المرض.