الدكتور عادل رضا
01-29-2006, 01:48 PM
أن التنفيس عن الغضب المكبوت , هو أحد الركائز التي تعمل عليها أجهزة الاعلام الاستكبارية , و لكن بشكل دقيق و مدروس , من حيث التنفيس الغير خالق لأي حركة , و الذي يخدم الافكار المراد وضعها في اللاوعي الانساني.
يتم في هذا التنفيس خلط الحقائق بالافكار المطلوب بثها في اللاوعي , و أيضا العمل علي أزالة الاحتقان النفسي الموجود لدي الشعوب , للعمل علي التقليل من أي فرصة للأنفجار الشعبي الذي قد يتطور الي حركة تغييرية.
أن الاستكبار الاعلامي يتحرك في مجال أزالة الاحتقانات من هنا و هناك , من اجل تهدئة الوضع , و هذا المبدأ الذي يعمل عليه الغرب هو بأختصار:
قل ما تريد و سنفعل ما نشاء.
بعيدا عن اي حركة أعلامية صانعة للوعي و الايمان , أو حركة في صناعة المستقبل التغييري, الخادم لأهداف الامة, في السعادة الفردية, و الحضارة المجتمعية.
هذه المقدمة كانت مطلوبة , لبداية الاجابة علي سؤال مهم , و هو ما هو العمل لصناعة المستقبل في العراق الجريح ؟
لكي نثبت ما ندعيه و نزعمه من أخلاص للمحرومين و للمستضعفين الحقيقيين , في هذا البلد المنكوب من جهة , ومن جهة أخري , لكي نتحرك في خط صناعة التغيير الحقيقي , في خط مضاد لما هو أستكباري, يريد صناعة التنفيس البعيد عن الوعي و الايمان المطلوبان لصناعة الحركة التغييرية.
ما هو الحل في العراق الجريح؟
أن القول بوجود مشروع سياسي في العراق الجريح , هو أمر غير صحيح , و من يصدق هذه العبارة السابقة, هو أما جاهل فاقد للوعي المطلوب للمرحلة , أو هو متأمر يتحرك بالكذب علي نفسه , و يكرر هذا الكذبة مرارا و تكرارا , الي أن يصدقها , و يعيد تقديمها الي الاخرين علي أنها حقيقة.
نعود فنقول:
ليس هناك سلطة لأدارة البلد في أيدي العراقيين , و فن الادارة هي التعريف العلمي لمصطلح السياسة , و السلطة الحقيقية هي بيد من كان يحكم العراق بصورة غير مباشرة منذ 1963 و 1968 الي الان , و هم الاجانب , الذين يحكمون الان بصورة مباشرة , بعد التاسع من أبريل , من خلال واجهة دعائية تحت مسمي حكومة و برلمان , و هما الحكومة و البرلمان الفاقدان لأي قرار أو سلطة .
و لا فرق بمن يفوز بالانتخابات , تحت أي ألية للأنتخابات يتم أقامتها علي أرض السواد , من يفوز من أي تجمع أو قائمة أو دين أو مذهب , لا فرق بينهم عند الاجنبي , لأن سلطة الادارة و القرار بيد الاجنبي المحتل.
و النقاش و الحوار حول من يشكل حكومة, و من يدخل فيها, هو حوار بين الواجهات الاعلامية لصاحب السلطة المباشرة الحقيقية , و هو الاحتلال الاجنبي, هذا من ناحية.
و هو حوار لخلق الاستحمار بين السذج و الجهلاء من ناحية أخري.
في صراع و حوار أستحماري, يتم تقديمه و أثارته , لمن يعيش السذاجة في التحليل , و العاطفة في الموقف , و الاندفاع في خطط الاخر القادم للسيطرة المباشرة , بعد أن كان يسيطر من وراء ستار النظام السابق.
و من دخلوا و يدخلون في لعبة أستحمارية أستكبارية مثل هذا النوع, ممن قبلوا و وافقوا أن يتعاملوا مع المحتلين القدامي الجدد للعراق الجريح , أن هؤلاء يحرقون كروتهم أمام الناس , و يتجاوزون الخطوط الحمراء لأي فكر و اي مبدا أنساني أو شرعي شريف و محترم.
و في كل الحالات هذه خدمة للأجنبي , لأن من تم أحراق كروتهم يحتاجون الي الاجنبي بقوة أكثر , لكي يستطيعون الاستمرار في مواقع وجودهم علي الواجهة , تلك الواجهة التي تخدم رغبات الصدامييون الجدد , المنحرفين عن الخط الشرعي, و عن الخط الانساني السليم , و الغارقيين في أتمام صفقات لأستخلاص العمولات من هنا , و المناصب الوهمية الاستحمارية من هناك , و المصالح الملياراتية في السرقات التي بلغت حد الخيال في الارقام , التي تم نهبها من ثروات العراقيين , و هم أغني بلد في العالم في كل شي , و لكن لا يُسمحَ لهم بأخذ أي شيْ من تلك الثروات.
و أيضا يتم بذلك الدخول في مثل هذه الحوارات و السجالات الرامية الي تشكيل واجهة جديدة للاحتلال الاجنبي , العمل علي نشر المزيد من الاحباط و اليأس في صفوف الناس المحرومين و المستضعفين الحقيقيين علي أرض السواد , و هم الوقود البشري الذي يتم أحراقه و أستغلاله لتطبيق لما يريده الغرب الاستكباري أولا و أخيرا.
أن حتي عبارة الدخول الي المشروع السياسي في العراق الجديد , عبارة غير صحيحة , من الناحية العلمية , لأن عبارة السياسة تعني فن الادارة , فتعريف المشروع السياسي , هو أن هناك عمليات للوصول الي أمكانية أدارة الدولة و النظام ضمن صراع حضاري من وسائل أعلامية (صحف , و مجلات و فضائيات) و أليات حزبية تنظيمية تتحرك لأستقطاب الناس , و من ثم من خلال ألية الانتخابات , أكثر طرف ينجح في عملية الاستقطاب الاعلامي و الحزبي و الشخصي للمجتمع , يكون هو من يحصل علي أكبر عدد من الاصوات , التي تمكنه من أدارة الدولة و مؤسسات السلطة التنفيذية( أي الحكومة) , و بعد ذلك و علي فترة أربع سنوات تكون هناك معارضة تراقب الاداء الحكومي مع وسائل أعلام تنتقد ذلك الأداء, و علي جهة المقابلة تكون هناك وسائل أعلام موالية للحكومة الفائزة , تبرر اداء الحكومة باخفاء السلبيات و تضخيم الايجابيات , لكي تحقق بذلك أستمرارية للأستقطاب البشري , الذي يُمكن الحكومة من أعادة أنتخابها مرة أخري في الانتخابات القادمة , أو أن تتمكن القوي في المعارضة خارج السلطة من توجيه الاستقطاب البشري اليها , لتتمكن من الحصول علي أغلبية الاصوات , و بالتالي كحالة أتوماتيكية تلقائية , الي الحصول علي حق أدارة أجهزة و سلطات الحكومة أو السلطة التنفيذية في تبادل للسلطة و تبديل لحق الادارة من طرف الي طرف أخر.
أن السؤال الذي يعرف أجابته الجميع , و هو هل هناك حق موجود لأدارة السلطة التنفيذية في ايدي من أشتركوا في المشروع الاجنبي؟
فاز من فاز في الانتخابات , هل لدي من يفوز, السلطة الادارية علي أجهزة الدولة؟
أم أن السلطة الحقيقية موجودة في أيدي أخري؟
ما العمل لخلاص العراق الجريح , نسأل السؤال مرة أخري؟
هل اللامبالاة و الانعزال عن اية حركة مجتمعية, هي الحل حتي تنصلح الامور بحالها مع مرور الزمن؟
هل علي العراقيين أن يتحركوا في ظل مبدأ ( و أنا أشعليه) و مبدأ ( يا معود خلي الارض تحترق بكل الناس و المهم أنا اظل سالم).
أم أن علي العراقيين القبول بما سيأتي به الاجنبي و الصداميين الجدد؟
تحت عنوان (يا معودين بس خلصونا , أنريد نرتاح).
أم أن هناك طريق أخر , و هو ما سيطرحه كاتب هذه السطور في السياق القادم؟
أقول هنا:
لا زال العراق محكوم بصدام حسين , و لكن تحت واجهة جديدة , و أيضا طريق النضال لأسقاط الديكتاتورية لم ينتهي , و ننطلق من هذا الكلام لكي نشدد علي أن الابتعاد السلبي عن ساحة النضال و الحركة المجتمعية , لن يخدم العراق و العراقيين , و حتي الحالة الانانية و الفردية للشخص الغير مبالي.
لن يكون هناك أمان و أمن لأي فرد عراقي في العراق الجريح , أن كل العراقيين محكوم عليهم بالقتل من قبل أجهزة الاستكبار العالمي , و التنظيمات الطائفية المزروعة , و أجهزة الاستخبارات من مختلف دول العالم التي تمرح بلا رقيب و لا حسيب , مع عمليات التصفيات الداخلية بين الصداميين الجدد بعضهم بين بعض , و عمليات العقاب الجماعي لكل من يقول "لا" للمشروع الاجنبي و "لا" للصداميين الجدد , مع القتل الغير المباشر بتسميم أجزاء من الحصة التموينية, و رداءة الخدمات الصحية و الصرف الصحي و الكثير من مسببات القتل المباشرة و الغير مباشرة الاخري , مع كل هذا و أكثر لن يكون هناك أي أمان للعراقيين, بغض النظر أن كانوا في ساحة النضال و في خط الحركة , أم كانوا في خط اللامبالاة و خط الابتعاد عن أية مسئولية أجتماعية.
أن كل من يعيش علي أرض السواد مستهدف بالقتل من كل الجهات , و هو القتل من أجل القتل.
فحتي من يتحرك علي خط اللامبالاة و تحت مبدأ ( يا معود أنا أشعليه ) سيجد نفسه أما مقتولا أو مصابا عاجلا أم أجلا.
و دونالد رامسفيلد يقول:
أن العراقيين يستطيعون المواصلة بسبعة ملايين نسمة بدلا من أثنان و عشرين مليونا!!!!!! مما يؤكد التخطيط لقتل وابادة العراقيين, و هذا ما يحدث علي أرض الواقع العراقي.
فهذا المبدأ الانعزالي في التخلي عن أية مسئولية لن يفيد أي أحد يتبعه من الناحية العملية , ناهيك علي انه مبدأ غير شرعي و و مبدا غير أنساني.
فأذن من الناحية العملية و الشرعية و الانسانية هذا الطريق غير صالح للحركة.
اذن هل علي العراقيين القبول بكل ما يقدمه المحتل الأجنبي , من باب التعب و الارهاق و الرغبة في الراحة , وأيضا اليأس من أي تطور علي كل مستويات الحياة العراقية؟
أن المشروع الأجنبي الذي يقدمه المحتليين القدامي الجدد مع واجهاتهم من الصداميين الجدد , مشكلته هو أنه ليس هناك أي مشروع في الاساس و منذ البدأ , و هو أستحمار في أستحمار(اذا صح التعبير) , و قد فصلنا في تلك المسألة و لا حاجة الأعادة هنا.
ما هو الطريق الثالث؟
أن الطريق الثالث , هو حلم أبناء بيت كربلاء و الشهيد الصدر الاول, هذا الحلم العراقي, الذي تم تحقيقه علي ارض أيران , مع أن أرض العراق كانت الاكثر قبولا من الناحية الموضوعية , لأقامة مثل ذلك الكيان الاسلامي الثوري في تلك الفترة ,عندما أبتدأ الحلم و بدأت الحركة لتطبيق الحلم علي أرض الواقع العراقي.
أن علي العراقيين الاستمرار في العمل علي أقامة النظام الاسلامي علي أرض السواد , أن علي المحتل (القديم الجديد) الرحيل , و علي العراقيين العمل علي تحقيق حلم الشهيد محمد باقر الصدر و أبناء بيت كربلاء.
أن العمل علي الحرية من الاحتلال و أقامة النظام الاسلامي الثوري هو الحل.
أن الاولوية الاولي و الاولوية الاهم , المطلوبة من كل العراقيين الحقيقيين , الذين ينوون البقاء في العراق , هي أزالة الاحتلال الاجنبي المباشر و الغير مباشر قبل كل شيء , و عليهم كذلك أن يتوقفوا عن قتل بعضهم البعض.
أن علي كل عراقي و عراقية من مختلف الاديان و المذاهب الحركة , كلا منهم من موقع قوته الموجودة لديه الي هذه الاهداف , التي بتحقيقها ستخلق لهم الراحة المنشودة و السعادة الفردية و الحضارة المجتمعية.
و هذا هو ما يجب علي العراقيين عمله في هذه المرحلة وفي كل مرحلة , و أي كلام عن عدم واقعية مثل هذا الطرح الذي نطرحه , و السيل من التبريرات , هي كلها تكرار لنفس الكلام الذي كان يقال للامام روح الله الخميني أثناء الثورة الاسلامية علي أرض أيران , و لقد نجحت الثورة هناك في تحقيق الحلم العراقي الاصيل في أقامة النظام الاسلامي, علي الرغم من كل التحركات المضادة و الدعايات المحبطة , فالان هناك مؤسسات ثورية و جيش عقائدي و سلطات نظامية دستورية , ضمن دولة متأسسة علي أساس فكري ملتحم بدماء الشهداء.
مع أن أرض أيران كانت أرض غير موضوعية لأقامة النظام الاسلامي الثوري, و كان العراق مهيأ بصورة افضل لأقامة مثل ذلك النظام , و هذه نقطة مهمة نكررها هنا, و نضع عليها أكثر من خط.
أن حظوظ العراقيين في النجاح من التخلص من طوق العبودية الاسرة لهم , تكمن بأستمرار ألتزامهم بخط الحرية الحقيقية و الاستقلال الحقيقي مع الهدف النهائي بأقامة النظام الاسلامي الثوري.
فلنتحدث من منطلق غير ديني و منطلق خارج التكليف الشرعي , لأقامة الحجة علي الجميع في مسألة الحرية و الاستقلال و النظام الاسلامي الثوري:
أن من يريد الجلوس في منزله و نبذ الحركة الثورية الانقلابية , لن يفيد نفسه و لا عائلته شيئا , لأن يد القتل ستطاله اجلا أم عاجلا , من باب أنه عراقي و يجب علي الاستكبار قتله لأنه عراقي بكل بساطة , تنفيذا للأحلام الخرافية لليمين المسيحي المتطرف و نبيهم بوش الصغير , تلك الاحلام الخزعبلاتية التي تنص علي أن عودة المسيح من جديد , لن تتم ألا بقتل الملايين من البشر علي أرض الرافدين , و هذا ما يتم تطبيقه علي أرض العراق الجريح بكثرة و استمرارية لا تنتهي و لا تتوقف منذ ثلاث سنوات ألي الان.
هل يستطيع أحد أن يقول "لا" , لتلك الفقرة الاخيرة؟
أليس هذا ما يجري علي أرض العراق؟
و من يريد المضي قدما في المشروع الأجنبي( و لا مشروع هناك في الحقيقة) , نقول :
أن من يريد المضي في المشروع اللأجنبي و من مضي منهم بالفعل , لم يقدم شيئا , و لن يقدم شيئا , و هذا الواقع يتكلم و ما يجري علي الارض يحكي( اذا صح التعبير) و لقد فصلنا في تلك المسألة أيضا , و لا حاجة للأعادة أيضا.
أذن الافضل للعراقيين...كل العراقيين, من الناحية العملية البحتة( و لسنا نتكلم هنا من ناحية شرعية مطلقا) , أن الافضل للعراقيين رفض ذلك المشروع الاستحماري و العمل علي أنهائه , لأنه سيأتي بالقتل لهم و لأطفالهم و هذا ما يحدث بالفعل.
من يستطيع أن يقول أن ما قلناه في العبارة السابقة غير صحيح؟
من يفعل ذلك يكذب علي نفسه , و لن يصدقه أحد من العراقيين , لأن الواقع المعاش يؤيد ما ذهبنا اليه.
و من يقولون أن المشاكل المعيشية الصعبة تعيقهم عن العملية النضالية , نقول لهم :
ان ذلك ليس بالعذر المقبول لا شرعا , و لا حتي علي المستوي الغير شرعي( أذا صح التعبير).
أن لدي كل أنسان و فرد مواقع للقوة يستطيع توظيفها لخدمة الاهداف العليا التي يريد تحقيقها , مهما يكون في مواضع للضعف , و أستغلال مواقع القوة لدي الافراد في خط أداء التكليف الشرعي الالهي , هو ما سيفتح مواقع قوة لأفراد أخرين, و سيهيأ الارضيات لمراحل متقدمة أخري من النضال والحركة, من أجل أقامة نظام العدل الالهي و كم أجل تحقيق الحرية و الاستقلال الحقيقيين.
علي سبيل المثال التأريخي نقول:
أن الشهيد محمد باقر الصدر , علي الرغم من الاوضاع المعيشية الصعبة جدا جدا, التي كان يعيشها , لم يتخل عن حلمه الاسلامي الثوري الي اللحظة الاخيرة من استشهاده , و يكفي أن نقول انه لم يكن يتناول الا وجبة واحدة كل يوم و نصف اليوم, و هي بالاساس وجبة متواضعة , و يكفي أنه كان عاجزا عن شراء جهاز تكييف لوالدته, ليبعد عنها شبح نوبات الربو المتكرر من الرطوبة.
أن الاستمرارية النضالية للشهيد محمد باقر الصدر في مختلف جوانب النضال علي المستوي الاجتماعي و السياسي و الفكري , كل هذه الاستمرارية كانت متواصلة, رغم الالم الكبير الموجود من تأمر المراجع و المعممين الصفويون , و الاذي الذي كان يصيبه من أجهزة الامن البعثية , مضافا أليه الحالة المعيشية الشخصية الصعبة التي كان يعيشها.
أن واحدة من أبسط المضايقات , التي كان يقوم بها البعثيون ضد الشهيد محمد باقر الصدر, هو ما كان يقوم به مدير أمن النجف و أبنه, من ملاحقة الشهيد في الازقة و الحواري و التسلسل بخفية من الخلف , و قذفه من من وراء ظهره بالبيض الفاسد , مستهدفين العباءة التي يلبسها , بقصد أحراجه و منعه من مواصلة عمله لأضطراره للعودة الي مكان ما جاء منه , و ذلك قبل دخوله الي الحسينية أو المجالس أو البيوت التي كان يرتادها الشهيد الصدر , و هذه كانت من أبسط المضايقات التي كان يتعرض لها , نذكر تلك القصة المؤلمة ليعرف العراقيين مقدار العذاب الذي كان يتعرض له , من كان يعيش من أجلهم و من أجل الاسلام المحمدي الاصيل.
أن كل هذا لم يثنيه عن الحلم و عن الحركة في خط التطبيق , فلذلك فليصمت من يأتي الان و يقول:
أن لديه صعوبة في الحركة النضالية من باب الحالة المعيشية , أو الوضع ألامني , نقول في هذه المسألة:
أن الشهيد محمد باقرالصدر, هو الحجة عليكم في يوم القيامة.
و من يقول بعدم الواقعية , نقول له هذه أرض أيران فيها نظام أسلامي ثوري و هو نظام ثبت نجاحه , و حقق الاكتفاء الذاتي و الاستقلال و يتحرك في خط الاصلاح الحقيقي الان مع أبن الثورة( و لسنا نقول أبن النظام) الدكتور أحمدي نجاد , و هو نظام ناجح رغم السلبيات التي ذكرناها في مقالنا ( لكي لا يسقط النظام).
و من لديه بديل أخر عما يجري من قتل منظم للأنسان العراقي؟
الافضل للعراقيين أن يقتلوا في خط أداء التكليف الشرعي الالهي , بدلا من أن يقتلوا في بيوتهم أو في الاسواق أو في الجنائز بدون أي فائدة تذكر , و هو دم مسفوك هدرا للآسف الشديد.
أن أداء التكليف الشرعي هو أفضل للدنيا و الاخرة , و هو أداء يتحرك في خط بناء المستقبل و تدمير ما يتم تطبيقه من خطط للقضاء علي الحاضر العراقي.
لتكن حركة العراقيين أنطلاقا من مواقع قوتهم و أرتباطا بمعشوق أوحد و هو الخالق , و ليربطوا حركتهم الفردية و الاجتماعية و السياسية بهذا المعشوق , فعند ذلك فسينهدم بيت العنكبوت , و هذا وعد الله للذين أستضعفوا في الارض.
الدكتور عادل رضا
يتم في هذا التنفيس خلط الحقائق بالافكار المطلوب بثها في اللاوعي , و أيضا العمل علي أزالة الاحتقان النفسي الموجود لدي الشعوب , للعمل علي التقليل من أي فرصة للأنفجار الشعبي الذي قد يتطور الي حركة تغييرية.
أن الاستكبار الاعلامي يتحرك في مجال أزالة الاحتقانات من هنا و هناك , من اجل تهدئة الوضع , و هذا المبدأ الذي يعمل عليه الغرب هو بأختصار:
قل ما تريد و سنفعل ما نشاء.
بعيدا عن اي حركة أعلامية صانعة للوعي و الايمان , أو حركة في صناعة المستقبل التغييري, الخادم لأهداف الامة, في السعادة الفردية, و الحضارة المجتمعية.
هذه المقدمة كانت مطلوبة , لبداية الاجابة علي سؤال مهم , و هو ما هو العمل لصناعة المستقبل في العراق الجريح ؟
لكي نثبت ما ندعيه و نزعمه من أخلاص للمحرومين و للمستضعفين الحقيقيين , في هذا البلد المنكوب من جهة , ومن جهة أخري , لكي نتحرك في خط صناعة التغيير الحقيقي , في خط مضاد لما هو أستكباري, يريد صناعة التنفيس البعيد عن الوعي و الايمان المطلوبان لصناعة الحركة التغييرية.
ما هو الحل في العراق الجريح؟
أن القول بوجود مشروع سياسي في العراق الجريح , هو أمر غير صحيح , و من يصدق هذه العبارة السابقة, هو أما جاهل فاقد للوعي المطلوب للمرحلة , أو هو متأمر يتحرك بالكذب علي نفسه , و يكرر هذا الكذبة مرارا و تكرارا , الي أن يصدقها , و يعيد تقديمها الي الاخرين علي أنها حقيقة.
نعود فنقول:
ليس هناك سلطة لأدارة البلد في أيدي العراقيين , و فن الادارة هي التعريف العلمي لمصطلح السياسة , و السلطة الحقيقية هي بيد من كان يحكم العراق بصورة غير مباشرة منذ 1963 و 1968 الي الان , و هم الاجانب , الذين يحكمون الان بصورة مباشرة , بعد التاسع من أبريل , من خلال واجهة دعائية تحت مسمي حكومة و برلمان , و هما الحكومة و البرلمان الفاقدان لأي قرار أو سلطة .
و لا فرق بمن يفوز بالانتخابات , تحت أي ألية للأنتخابات يتم أقامتها علي أرض السواد , من يفوز من أي تجمع أو قائمة أو دين أو مذهب , لا فرق بينهم عند الاجنبي , لأن سلطة الادارة و القرار بيد الاجنبي المحتل.
و النقاش و الحوار حول من يشكل حكومة, و من يدخل فيها, هو حوار بين الواجهات الاعلامية لصاحب السلطة المباشرة الحقيقية , و هو الاحتلال الاجنبي, هذا من ناحية.
و هو حوار لخلق الاستحمار بين السذج و الجهلاء من ناحية أخري.
في صراع و حوار أستحماري, يتم تقديمه و أثارته , لمن يعيش السذاجة في التحليل , و العاطفة في الموقف , و الاندفاع في خطط الاخر القادم للسيطرة المباشرة , بعد أن كان يسيطر من وراء ستار النظام السابق.
و من دخلوا و يدخلون في لعبة أستحمارية أستكبارية مثل هذا النوع, ممن قبلوا و وافقوا أن يتعاملوا مع المحتلين القدامي الجدد للعراق الجريح , أن هؤلاء يحرقون كروتهم أمام الناس , و يتجاوزون الخطوط الحمراء لأي فكر و اي مبدا أنساني أو شرعي شريف و محترم.
و في كل الحالات هذه خدمة للأجنبي , لأن من تم أحراق كروتهم يحتاجون الي الاجنبي بقوة أكثر , لكي يستطيعون الاستمرار في مواقع وجودهم علي الواجهة , تلك الواجهة التي تخدم رغبات الصدامييون الجدد , المنحرفين عن الخط الشرعي, و عن الخط الانساني السليم , و الغارقيين في أتمام صفقات لأستخلاص العمولات من هنا , و المناصب الوهمية الاستحمارية من هناك , و المصالح الملياراتية في السرقات التي بلغت حد الخيال في الارقام , التي تم نهبها من ثروات العراقيين , و هم أغني بلد في العالم في كل شي , و لكن لا يُسمحَ لهم بأخذ أي شيْ من تلك الثروات.
و أيضا يتم بذلك الدخول في مثل هذه الحوارات و السجالات الرامية الي تشكيل واجهة جديدة للاحتلال الاجنبي , العمل علي نشر المزيد من الاحباط و اليأس في صفوف الناس المحرومين و المستضعفين الحقيقيين علي أرض السواد , و هم الوقود البشري الذي يتم أحراقه و أستغلاله لتطبيق لما يريده الغرب الاستكباري أولا و أخيرا.
أن حتي عبارة الدخول الي المشروع السياسي في العراق الجديد , عبارة غير صحيحة , من الناحية العلمية , لأن عبارة السياسة تعني فن الادارة , فتعريف المشروع السياسي , هو أن هناك عمليات للوصول الي أمكانية أدارة الدولة و النظام ضمن صراع حضاري من وسائل أعلامية (صحف , و مجلات و فضائيات) و أليات حزبية تنظيمية تتحرك لأستقطاب الناس , و من ثم من خلال ألية الانتخابات , أكثر طرف ينجح في عملية الاستقطاب الاعلامي و الحزبي و الشخصي للمجتمع , يكون هو من يحصل علي أكبر عدد من الاصوات , التي تمكنه من أدارة الدولة و مؤسسات السلطة التنفيذية( أي الحكومة) , و بعد ذلك و علي فترة أربع سنوات تكون هناك معارضة تراقب الاداء الحكومي مع وسائل أعلام تنتقد ذلك الأداء, و علي جهة المقابلة تكون هناك وسائل أعلام موالية للحكومة الفائزة , تبرر اداء الحكومة باخفاء السلبيات و تضخيم الايجابيات , لكي تحقق بذلك أستمرارية للأستقطاب البشري , الذي يُمكن الحكومة من أعادة أنتخابها مرة أخري في الانتخابات القادمة , أو أن تتمكن القوي في المعارضة خارج السلطة من توجيه الاستقطاب البشري اليها , لتتمكن من الحصول علي أغلبية الاصوات , و بالتالي كحالة أتوماتيكية تلقائية , الي الحصول علي حق أدارة أجهزة و سلطات الحكومة أو السلطة التنفيذية في تبادل للسلطة و تبديل لحق الادارة من طرف الي طرف أخر.
أن السؤال الذي يعرف أجابته الجميع , و هو هل هناك حق موجود لأدارة السلطة التنفيذية في ايدي من أشتركوا في المشروع الاجنبي؟
فاز من فاز في الانتخابات , هل لدي من يفوز, السلطة الادارية علي أجهزة الدولة؟
أم أن السلطة الحقيقية موجودة في أيدي أخري؟
ما العمل لخلاص العراق الجريح , نسأل السؤال مرة أخري؟
هل اللامبالاة و الانعزال عن اية حركة مجتمعية, هي الحل حتي تنصلح الامور بحالها مع مرور الزمن؟
هل علي العراقيين أن يتحركوا في ظل مبدأ ( و أنا أشعليه) و مبدأ ( يا معود خلي الارض تحترق بكل الناس و المهم أنا اظل سالم).
أم أن علي العراقيين القبول بما سيأتي به الاجنبي و الصداميين الجدد؟
تحت عنوان (يا معودين بس خلصونا , أنريد نرتاح).
أم أن هناك طريق أخر , و هو ما سيطرحه كاتب هذه السطور في السياق القادم؟
أقول هنا:
لا زال العراق محكوم بصدام حسين , و لكن تحت واجهة جديدة , و أيضا طريق النضال لأسقاط الديكتاتورية لم ينتهي , و ننطلق من هذا الكلام لكي نشدد علي أن الابتعاد السلبي عن ساحة النضال و الحركة المجتمعية , لن يخدم العراق و العراقيين , و حتي الحالة الانانية و الفردية للشخص الغير مبالي.
لن يكون هناك أمان و أمن لأي فرد عراقي في العراق الجريح , أن كل العراقيين محكوم عليهم بالقتل من قبل أجهزة الاستكبار العالمي , و التنظيمات الطائفية المزروعة , و أجهزة الاستخبارات من مختلف دول العالم التي تمرح بلا رقيب و لا حسيب , مع عمليات التصفيات الداخلية بين الصداميين الجدد بعضهم بين بعض , و عمليات العقاب الجماعي لكل من يقول "لا" للمشروع الاجنبي و "لا" للصداميين الجدد , مع القتل الغير المباشر بتسميم أجزاء من الحصة التموينية, و رداءة الخدمات الصحية و الصرف الصحي و الكثير من مسببات القتل المباشرة و الغير مباشرة الاخري , مع كل هذا و أكثر لن يكون هناك أي أمان للعراقيين, بغض النظر أن كانوا في ساحة النضال و في خط الحركة , أم كانوا في خط اللامبالاة و خط الابتعاد عن أية مسئولية أجتماعية.
أن كل من يعيش علي أرض السواد مستهدف بالقتل من كل الجهات , و هو القتل من أجل القتل.
فحتي من يتحرك علي خط اللامبالاة و تحت مبدأ ( يا معود أنا أشعليه ) سيجد نفسه أما مقتولا أو مصابا عاجلا أم أجلا.
و دونالد رامسفيلد يقول:
أن العراقيين يستطيعون المواصلة بسبعة ملايين نسمة بدلا من أثنان و عشرين مليونا!!!!!! مما يؤكد التخطيط لقتل وابادة العراقيين, و هذا ما يحدث علي أرض الواقع العراقي.
فهذا المبدأ الانعزالي في التخلي عن أية مسئولية لن يفيد أي أحد يتبعه من الناحية العملية , ناهيك علي انه مبدأ غير شرعي و و مبدا غير أنساني.
فأذن من الناحية العملية و الشرعية و الانسانية هذا الطريق غير صالح للحركة.
اذن هل علي العراقيين القبول بكل ما يقدمه المحتل الأجنبي , من باب التعب و الارهاق و الرغبة في الراحة , وأيضا اليأس من أي تطور علي كل مستويات الحياة العراقية؟
أن المشروع الأجنبي الذي يقدمه المحتليين القدامي الجدد مع واجهاتهم من الصداميين الجدد , مشكلته هو أنه ليس هناك أي مشروع في الاساس و منذ البدأ , و هو أستحمار في أستحمار(اذا صح التعبير) , و قد فصلنا في تلك المسألة و لا حاجة الأعادة هنا.
ما هو الطريق الثالث؟
أن الطريق الثالث , هو حلم أبناء بيت كربلاء و الشهيد الصدر الاول, هذا الحلم العراقي, الذي تم تحقيقه علي ارض أيران , مع أن أرض العراق كانت الاكثر قبولا من الناحية الموضوعية , لأقامة مثل ذلك الكيان الاسلامي الثوري في تلك الفترة ,عندما أبتدأ الحلم و بدأت الحركة لتطبيق الحلم علي أرض الواقع العراقي.
أن علي العراقيين الاستمرار في العمل علي أقامة النظام الاسلامي علي أرض السواد , أن علي المحتل (القديم الجديد) الرحيل , و علي العراقيين العمل علي تحقيق حلم الشهيد محمد باقر الصدر و أبناء بيت كربلاء.
أن العمل علي الحرية من الاحتلال و أقامة النظام الاسلامي الثوري هو الحل.
أن الاولوية الاولي و الاولوية الاهم , المطلوبة من كل العراقيين الحقيقيين , الذين ينوون البقاء في العراق , هي أزالة الاحتلال الاجنبي المباشر و الغير مباشر قبل كل شيء , و عليهم كذلك أن يتوقفوا عن قتل بعضهم البعض.
أن علي كل عراقي و عراقية من مختلف الاديان و المذاهب الحركة , كلا منهم من موقع قوته الموجودة لديه الي هذه الاهداف , التي بتحقيقها ستخلق لهم الراحة المنشودة و السعادة الفردية و الحضارة المجتمعية.
و هذا هو ما يجب علي العراقيين عمله في هذه المرحلة وفي كل مرحلة , و أي كلام عن عدم واقعية مثل هذا الطرح الذي نطرحه , و السيل من التبريرات , هي كلها تكرار لنفس الكلام الذي كان يقال للامام روح الله الخميني أثناء الثورة الاسلامية علي أرض أيران , و لقد نجحت الثورة هناك في تحقيق الحلم العراقي الاصيل في أقامة النظام الاسلامي, علي الرغم من كل التحركات المضادة و الدعايات المحبطة , فالان هناك مؤسسات ثورية و جيش عقائدي و سلطات نظامية دستورية , ضمن دولة متأسسة علي أساس فكري ملتحم بدماء الشهداء.
مع أن أرض أيران كانت أرض غير موضوعية لأقامة النظام الاسلامي الثوري, و كان العراق مهيأ بصورة افضل لأقامة مثل ذلك النظام , و هذه نقطة مهمة نكررها هنا, و نضع عليها أكثر من خط.
أن حظوظ العراقيين في النجاح من التخلص من طوق العبودية الاسرة لهم , تكمن بأستمرار ألتزامهم بخط الحرية الحقيقية و الاستقلال الحقيقي مع الهدف النهائي بأقامة النظام الاسلامي الثوري.
فلنتحدث من منطلق غير ديني و منطلق خارج التكليف الشرعي , لأقامة الحجة علي الجميع في مسألة الحرية و الاستقلال و النظام الاسلامي الثوري:
أن من يريد الجلوس في منزله و نبذ الحركة الثورية الانقلابية , لن يفيد نفسه و لا عائلته شيئا , لأن يد القتل ستطاله اجلا أم عاجلا , من باب أنه عراقي و يجب علي الاستكبار قتله لأنه عراقي بكل بساطة , تنفيذا للأحلام الخرافية لليمين المسيحي المتطرف و نبيهم بوش الصغير , تلك الاحلام الخزعبلاتية التي تنص علي أن عودة المسيح من جديد , لن تتم ألا بقتل الملايين من البشر علي أرض الرافدين , و هذا ما يتم تطبيقه علي أرض العراق الجريح بكثرة و استمرارية لا تنتهي و لا تتوقف منذ ثلاث سنوات ألي الان.
هل يستطيع أحد أن يقول "لا" , لتلك الفقرة الاخيرة؟
أليس هذا ما يجري علي أرض العراق؟
و من يريد المضي قدما في المشروع الأجنبي( و لا مشروع هناك في الحقيقة) , نقول :
أن من يريد المضي في المشروع اللأجنبي و من مضي منهم بالفعل , لم يقدم شيئا , و لن يقدم شيئا , و هذا الواقع يتكلم و ما يجري علي الارض يحكي( اذا صح التعبير) و لقد فصلنا في تلك المسألة أيضا , و لا حاجة للأعادة أيضا.
أذن الافضل للعراقيين...كل العراقيين, من الناحية العملية البحتة( و لسنا نتكلم هنا من ناحية شرعية مطلقا) , أن الافضل للعراقيين رفض ذلك المشروع الاستحماري و العمل علي أنهائه , لأنه سيأتي بالقتل لهم و لأطفالهم و هذا ما يحدث بالفعل.
من يستطيع أن يقول أن ما قلناه في العبارة السابقة غير صحيح؟
من يفعل ذلك يكذب علي نفسه , و لن يصدقه أحد من العراقيين , لأن الواقع المعاش يؤيد ما ذهبنا اليه.
و من يقولون أن المشاكل المعيشية الصعبة تعيقهم عن العملية النضالية , نقول لهم :
ان ذلك ليس بالعذر المقبول لا شرعا , و لا حتي علي المستوي الغير شرعي( أذا صح التعبير).
أن لدي كل أنسان و فرد مواقع للقوة يستطيع توظيفها لخدمة الاهداف العليا التي يريد تحقيقها , مهما يكون في مواضع للضعف , و أستغلال مواقع القوة لدي الافراد في خط أداء التكليف الشرعي الالهي , هو ما سيفتح مواقع قوة لأفراد أخرين, و سيهيأ الارضيات لمراحل متقدمة أخري من النضال والحركة, من أجل أقامة نظام العدل الالهي و كم أجل تحقيق الحرية و الاستقلال الحقيقيين.
علي سبيل المثال التأريخي نقول:
أن الشهيد محمد باقر الصدر , علي الرغم من الاوضاع المعيشية الصعبة جدا جدا, التي كان يعيشها , لم يتخل عن حلمه الاسلامي الثوري الي اللحظة الاخيرة من استشهاده , و يكفي أن نقول انه لم يكن يتناول الا وجبة واحدة كل يوم و نصف اليوم, و هي بالاساس وجبة متواضعة , و يكفي أنه كان عاجزا عن شراء جهاز تكييف لوالدته, ليبعد عنها شبح نوبات الربو المتكرر من الرطوبة.
أن الاستمرارية النضالية للشهيد محمد باقر الصدر في مختلف جوانب النضال علي المستوي الاجتماعي و السياسي و الفكري , كل هذه الاستمرارية كانت متواصلة, رغم الالم الكبير الموجود من تأمر المراجع و المعممين الصفويون , و الاذي الذي كان يصيبه من أجهزة الامن البعثية , مضافا أليه الحالة المعيشية الشخصية الصعبة التي كان يعيشها.
أن واحدة من أبسط المضايقات , التي كان يقوم بها البعثيون ضد الشهيد محمد باقر الصدر, هو ما كان يقوم به مدير أمن النجف و أبنه, من ملاحقة الشهيد في الازقة و الحواري و التسلسل بخفية من الخلف , و قذفه من من وراء ظهره بالبيض الفاسد , مستهدفين العباءة التي يلبسها , بقصد أحراجه و منعه من مواصلة عمله لأضطراره للعودة الي مكان ما جاء منه , و ذلك قبل دخوله الي الحسينية أو المجالس أو البيوت التي كان يرتادها الشهيد الصدر , و هذه كانت من أبسط المضايقات التي كان يتعرض لها , نذكر تلك القصة المؤلمة ليعرف العراقيين مقدار العذاب الذي كان يتعرض له , من كان يعيش من أجلهم و من أجل الاسلام المحمدي الاصيل.
أن كل هذا لم يثنيه عن الحلم و عن الحركة في خط التطبيق , فلذلك فليصمت من يأتي الان و يقول:
أن لديه صعوبة في الحركة النضالية من باب الحالة المعيشية , أو الوضع ألامني , نقول في هذه المسألة:
أن الشهيد محمد باقرالصدر, هو الحجة عليكم في يوم القيامة.
و من يقول بعدم الواقعية , نقول له هذه أرض أيران فيها نظام أسلامي ثوري و هو نظام ثبت نجاحه , و حقق الاكتفاء الذاتي و الاستقلال و يتحرك في خط الاصلاح الحقيقي الان مع أبن الثورة( و لسنا نقول أبن النظام) الدكتور أحمدي نجاد , و هو نظام ناجح رغم السلبيات التي ذكرناها في مقالنا ( لكي لا يسقط النظام).
و من لديه بديل أخر عما يجري من قتل منظم للأنسان العراقي؟
الافضل للعراقيين أن يقتلوا في خط أداء التكليف الشرعي الالهي , بدلا من أن يقتلوا في بيوتهم أو في الاسواق أو في الجنائز بدون أي فائدة تذكر , و هو دم مسفوك هدرا للآسف الشديد.
أن أداء التكليف الشرعي هو أفضل للدنيا و الاخرة , و هو أداء يتحرك في خط بناء المستقبل و تدمير ما يتم تطبيقه من خطط للقضاء علي الحاضر العراقي.
لتكن حركة العراقيين أنطلاقا من مواقع قوتهم و أرتباطا بمعشوق أوحد و هو الخالق , و ليربطوا حركتهم الفردية و الاجتماعية و السياسية بهذا المعشوق , فعند ذلك فسينهدم بيت العنكبوت , و هذا وعد الله للذين أستضعفوا في الارض.
الدكتور عادل رضا