المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة لسماحة الشيخ عادل الشواف(حفظه الله)



صبر الاحقاقي
01-28-2006, 05:02 AM
http://www.awhadi.com/media/pics/1138380295.jpg

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

{وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ* هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ}(الفجر:1-5)

أيها الإخوة المؤمنون الكرام الأعزاء.. تُقبل علينا ذكرى واقعة كربلاء الأليمة وشهادة المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مع جملة من أهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) . وقد جاء في الخبر عن الإمام الرّضا (عليه السلام) قال: كان أبي صلوات الله عليه إذ دخل شهر المحرّم لم ير ضاحكاً وكانت كآبته تغلب عليه؛ حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان اليوم العاشِر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحُزنه وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) "



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدُ للهِ الذي أَعطى كُلَ شيءٍ خلقه, وآتى كُلَ ذِي حَقٍ حَقَه, وكُلَ مَخلُوقٍ رِزْقَه, وكان اللهُ سميعاً بصيراً, ولا يظلمون نقيراً. وصلى اللهُ على مَن استخلَصَهُ في القِدَمِ على سَائِر الأُمم, وَجَعَلَهُ شَاهِداً ومُبَشِرَاً وَنَذيراً، وَداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيراً, وَعَلى آله الذين عَلاهُم بتَعْلِيَتِه, فجَعَلَهُم بِمَنْزِلَتِه؛ [و] مَواضِعَ رسالتِه, وَمَساكِنَ وِلايَتِه, وَأَذهبَ عَنهُم كُلَ رِّجْسٍ وَدَنَسٍ وَطَهَّرهُم تَطْهِيرًا.(الرسالة التطهيرية للميرزا محمد باقر الأسكوئي قدس سره)


قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم العزيز المنزل على نبيه المرسل أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ


{وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ* هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ}(الفجر:1-5)


أيها الإخوة المؤمنون الكرام الأعزاء.. تُقبل علينا ذكرى واقعة كربلاء الأليمة وشهادة المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مع جملة من أهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) . وقد جاء في الخبر عن الإمام الرّضا (عليه السلام) قال: كان أبي صلوات الله عليه إذ دخل شهر المحرّم لم ير ضاحكاً وكانت كآبته تغلب عليه؛ حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان اليوم العاشِر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحُزنه وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) "


1- وروى العلامة المجلسي (رحمة الله عليه) في كتابه بحار الأنوار: روى محمد بن العباس بإسناده عن الحسن بن محبوب بإسناده عن صندل، عن دارم بن فرقد قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) : اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة الحسين بن علي (عليهما السلام) ، وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى، فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس: وكيف صارت هذه السورة للحسين (عليه السلام) خاصة؟ فقال: ألا تسمع إلى قوله تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الآية إنما يعني الحسين بن علي (عليهما السلام) فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية، وأصحابه من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هم الراضون عن الله يوم القيامة، وهو راض عنهم. وهذه السورة في الحسين بن علي (عليهما السلام) وشيعته وشيعة آل محمد خاصة، من أدمن قراءة {وَالْفَجْرِ} كان مع الحسين بن علي (عليهما السلام) في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم"(بحار الأنوار- مج40)


2- ولمناسبة المقام ننقل هنا كلاماً مباركاً من كتاب أسرار الشهادة لمولانا المقدس السيد الأجل السيد كاظم الحسيني الرشتي (قدس سره) ، من مقطع شريف يشير فيه إلى الأسرار التي حوته الآيات الخمس في بداية سورة البقرة، وفي هذه الآيات الكثير من الارتباط بيوم كربلاء واستشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأصحابه البررة، يقول(قدس سره) :


((}الم ذَلِكَ الْكِتَابُ{ والحروف المقطعة إشارة إلى أصحاب الحسين المستشهدين بين يديه في يوم عاشوراء فإنهم التائبون عن ولاية الأول والثاني بالذكر والعمل والخيال، العابدون لله تعالى بولاية الأئمة (عليهم السلام) والشهادة بين يدي الحسين (عليه السلام) وروحي له الفداء، الحامدون لله تعالى حيث جعلهم الله تعالى أنصاره وممن هدى الخلق وأنقذهم من النار ومن الهلاك بشهادتهم وقتلهم وجعل لهم الجنة وحرم عليهم النار وامتحن قلوبهم للإيمان وهم الذين يقولون {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء}، السائحون الصائمون الذين كفوا أنفسهم عن كل ما يخالف محبة الله، أو أنهم ساحوا مع الحسين (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة، الراكعون الساجدون المواظبون على الصلوات الخمس بحدود ولاية آل محمد صلى الله عليهم، فركعوا حيث تركوا الأوطان وبعدوا عن الأهالي والبلدان، وسجدوا حيث فدوا أنفسهم ووقعوا موتى على الأرض جزاهم الله عن الإسلام وأهله خيرا، الآمرون بالمعروف هو الحسين (عليه السلام) هو المعروف عند الله وعند رسوله وعند أوليائه بالخير والسيادة والبركة والشهادة، والناهون عن المنكر أي عن ولاية الثاني ..... لتطابق عدد اسمه مع المنكر، والحافظون لحدود الله وحدود الله هم الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام) بشهادة لفظ الحد عليه، لأنهم حدود التوحيد وأركان العرش المجيد، وحظوا بكل المعالي بشهادة الحسين (عليه السلام) ولا يسعني الآن تفصيل تلك المعاني إلا أن ذلك الجناب يعرف الإشارة غير مقتصر على العبارة.[الذي يقصده السيد (قدس سره) بذلك الجناب هو الحاج عبد الوهاب القزويني الذي طلب منه كتابة أسرار في واقعة الطف]


3- وأشار سبحانه إلى عددهم بقوله الحق } الم { فالألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون وذلك واحد وسبعون، فيكون معه (عليه السلام) اثنين وسبعين وهو عدد الاسم الأعظم الذي عند الأئمة (عليهم السلام) ، [المشار له هنا عن طريق حساب الأبجد المعروف] وكل واحد من هؤلاء الأكابر يحكون اسماً من تلك الأسماء، والحسين (عليه السلام) هو أعظم الأسماء ولذا عبر عنه بالبسملة وقد قال الرضا (عليه السلام) ((إن البسملة أقرب إلى الاسم الأعظم من سواد العين إلى بياضه)) فافهم .


4- }ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ{ وهو كتاب العهد الذي كتبه قلم الاختراع على لوح الابتداع فإنه لا ريب فيه ولا شك يعتريه نازل من عند الله سبحانه مكتوب بقضائه وقدره. }هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{ لولاية الأول والثاني لعنهما الله، لأن بتلك الإشارة نُشِرَت أعلام الهداية كما ذكرنا فراجع ونذكر إن شاء الله تعالى فترقب، [إشارة إلى قول متقدم له (قدس سره) . ننقله للاستزادة، يقول ((ولماَ أن الله جعل للباطل دولة كما جعل للحق دولة إتماما لحجته عليهم وقطعاً لمعاذيرهم حتى لا يقولوا لو جعلت لنا دولة ومَكَنَةً لكُنّا أطعناك، وحتى يُخرج أضغان المنافقين الذين أظهروا الإيمان والإسلام وأبطنوا النفاق والكفر، فلولا أن يكون لهم دولة ما أُخرجت تلك الضغون، وبقيت مكنونة إلى أن يموتوا فيوم القيامة لا يصح أن يُدخلهم الله الجنة لفساد عقائدهم وخبث سرائرهم وضمائرهم ولا أن يدخلهم الله النار لإيمان ظاهرهم وعدم إظهار ما يحتج الله به عليهم، ومراد الله الحق سبحانه من بعث الأنبياء والرسل إنما هو تمييز الخبيث من الطيب في الظاهر والصورة وإلا فالله سبحانه مطلع على ضمائر خلقه وسرائرهم }أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{ فوجب أن يجعل للباطل دولة متقدمةً لتكون فانيةً زائلة مجتثة)) وعوداً لماتقدم يقول (قدس سره)], وإنما خص المتقين لأنه ما يزيد الذين كفروا إلا طغيانا كبيرا وهو قوله عزوجل {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم - أي اللذين كفروا - مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا }.


5- }الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ{ وهو غيبة القائم المهدي عجل الله فرجه ويترقبون ظهوره لأخذ ثار الحسين (عليه السلام) كما قال عزوجل {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} ووليه ابنه الطاهر صاحب الزمان، والنهي بمعنى النفي، يعني لا يسرف في القتل وإن قتل أهل الأرض كلهم؛ إذ لا يساوي ذلك شعرة من الحسين (عليه السلام) وروحي له الفداء. }وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ{ في حال الغيبة وفي كل حال يتمسكون بولاية أهل البيت (عليهم السلام) لأن الصلاة ولايتهم كما أن الزكاة البراءة من أعدائهم كما دلت عليه الأخبار وشهد عليه صحيح الاعتبار. }وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {أي مما علمناهم من فضائل آل محمد صلى الله عليهم ولزوم وقوع المصائب عليم وبيعهم أنفسهم لله عزوجل ليربطوا بذلك على قلوب ضعفاء الشيعة ويكفلوا به أيتام آل محمد صلى الله عليهم لئلا يتسلط عليهم أعدائهم في زمان الغيبة ووقت الهدنة.


6- }والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ {في علي وأولاده ووقوع محنة كربلاء وشهادة سيد الشهداء بأنها واردة نازلة ولا بد من ذلك لحفظ الشيعة وضبط رقاب الرعية ونضج العالم وخضوعه عند الله ليبلغ بذلك أقصى الغايات وأسنى النهايات }وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ{ على الأنبياء من كيفية شهادة الحسين (عليه السلام) ووقعها لا محالة }وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {وهي رجعة الحسين (عليه السلام) واستيلاؤه على الأرض ورجوعه مع أصحابه في اثني عشر ألف صديق يسكن داراً في كربلاء المشرفة فيها سرير من ياقوتة حمراء وعلى السرير قبة من ياقوتة حمراء كذلك، وحولها تسعون ألف قبة من زمردة خضراء يأتون إليه فيها زواره فيزورونه فيها والله سبحانه يخاطبهم ويقول لهم سلوا عني حوائجكم في الدنيا والدين والآخرة فإنها مقضية. اللهم إني أشهدك أني مؤمن بالرجعة له (عليه السلام) فأرني ذلك اليوم ووفقني لزيارته في تلك الدار إنك على كل شيء قدير، وتطول دولته وتدوم سلطنته إلى خمسين ألف عام أو أربعين ألف على اختلاف الروايات }أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ ومعناه ظاهر))(أسرار الشهادة للسيد الأمجد كاظم الرشتي قدس سره) نكتفي بهذا القدر ونسأله سبحانه كما سأله وطلبه مولانا السيد الأمجد (قدس سره) (اللهم إنَّا نشهدك أنَّا مؤمنون بالرجعة للمولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فأرنا ذلك اليوم ووفقنا لزيارته في تلك الدار إنك على كل شيء قدير)، "اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ" نفعنا الله بالعلم النافع وجعلنا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}

7- ( وسبحانَ ربِكَ ربِّ العزةِ عمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلى المرسلينَ والحمَّدُ للهِ ربِّ العَالمينَ ) وجزى الله علماءَنا خيرَ جزاءِ المحسنين، رحم الله الماضين منهم وأيَّدَ الباقين وسدَّدهم بتسديده وحفظهم بحفظه , لاسيَّمَا مولانا الحكيمَ الإلهي والفقيهَ الرباني مرجعَنا في المسيرة الأوحدية بعينه التي لاتنام وأعزه بعزته وأطالَ عمرَه الشريف بالصحة والعافية، ونسأله "جلَّ وعلا" أن يوفقَنا جميعاً لمايحبُه ويرضاه أنه سميع مجيب.. وصلى الله وسلَّم على ساداتنا وموالينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.



--------------------------------------------------------------------------------

ـ خطبة (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ـ يوم الجمعة الموافق 27/12/1426هـ ـ مسجد أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسَّلام" ـ فضيلة الشيخ/ عادل الشوَّاف

المصدر: http://www.awhadi.com/
__________________

سلطان
01-28-2006, 11:48 PM
وهل أمر الحسين باحتضان بوش ورامسفيلد وتشيني ومعاونة قواتهم عندما غزت بلد من بلدان المسلمين وهو العراق والعمل في خدمتهم كجنود لقتل المسلمين...؟

معاذ التميمي
01-29-2006, 12:00 AM
والله ياسلطان ماادري ليش راز روحك في كل شي وش اللي تريده روح عند موقع الملاحم والفتن هناك ربعك