خديجة
01-26-2006, 03:54 PM
عبد الرحمن الراشد
لم نسمع احدا يؤول الكيفية التي انتهت اليها الأمور في الحكم في الكويت. لم يقل أحد إن الامريكيين هم جاءوا بفلان او منعوا آخر. لم يقل أحد ان ضغوطا من قوى داخل الكويت فرضت التغيير تعسفا. لم يشع أيضا ان الجيش او الحرس الوطني أو الأمن كان صاحب يد في الانتقال والتغيير. لم تظهر أقاويل، على عادة الأزمات، لسبب بسيط لأن الخلاف والحل كان يحدث علانية أمام الجميع بتفاصيله الدقيقة. وفوق هذا بدا واضحا ان الجميع قبلوا بالنتيجة بدليل انه لم يعترض عضو واحد في مجلس الأمة، المشهور باختلاف اعضائه، على الانتقال. صوتوا جميعا في واحدة من حالات الإجماع النادرة في تاريخ المجلس نفسه.
الحقيقة أن الانفتاح الكويتي في كل فترة ايام الأزمة اضاف مصداقية على النتيجة حيث تابع الحدث الجميع على شاشات التلفزيون بلحظاته المثيرة والمتغيرة. وهذا ما قتل الشائعات التي تصاحب الاحداث السياسية الكبيرة. الجميع سمع باقتراح نقل الحكم، والأسباب، وتفاصيل الخلاف، وكيفية الاحتكام سواء الى الدستور او المشرعين، أي مجلس الأمة. الجميع علموا ان محاولة نقل السلطة لها مسوغاتها القانونية ولم تكن انقلابا أبيضَ. الجميع تابعوا اداء الطرفين في الخلاف وكيفية الاحتكام سواء الى مجلس الأسرة او الى البرلمان. وفي البرلمان الذي عقد جلسته، مغلقا ابوابه، بلغ الجميع ان الاحتكام استند الى القانون والتقارير الطبية الرسمية.
وبالتالي فإن الاشاعات قُتلت في مهدها. الشفافية صاحبت أزمة الايام العشرة منذ وفاة الامير وحتى اعلان الأمير الجديد. الشفافية وثقت الحدث تاريخيا ليرجع الناس اليها بعيدا عن الاشاعات. وخطورة الاشاعات انها ليست فقط مجالا خصبا لحديث الناس في ديوانياتهم، بل ايضا تثبت الاكاذيب وتصبح مرجعا يؤذي النظام ويسيء لرموزه، وهي عادة مجموعة اكاذيب وتخرصات تولد في الظلمة عندما لا توجد مصارحة ومكاشفة بعكس ما رأينا في الحدث الكويتي.
في البداية الاسئلة تطرح علينا مستغربة كيف تسمح الكويت بهذه الخصوصية العائلية تخرج من بيتها وهي حساسة وخطيرة ؟ قلنا لأنها حساسة وخطيرة كان مفيدا ومهما ان تخرج الى العلن، حتى لا يفترى عليها وعلى تاريخ الكويت ورجالاته. فالشيخ صباح لم يقد انقلابا على الشيخ سعد، ولم يلجأ مع أحد الشيخ سعد الى القوة في ساعة الهزيمة، بل كان عملا دستوريا سليما بمعنى الكلمة. وهكذا ظهرت امام العالم بعيدا عن الاشاعات، اما الذي يريد التكتم فغالبا هو الذي يشعر بان هناك خطأ او مخالفة لا يريدها ان تعرف. لم يكن خلافا عائليا بل كان مصير حكم البلاد برمته تحت الحسم الذي يهم كل مواطن. ولو لم يسمح الكويتيون لوسائل الاعلام بالتغطية الكاملة لما شاهد العالم كيف عالج المختلفون قضيتهم من اعتماد القانون، واحترام مؤسساته، واحترام بعضهم البعض حتى في ذروة الاختلاف.
alrashed@asharqalawsat.com
لم نسمع احدا يؤول الكيفية التي انتهت اليها الأمور في الحكم في الكويت. لم يقل أحد إن الامريكيين هم جاءوا بفلان او منعوا آخر. لم يقل أحد ان ضغوطا من قوى داخل الكويت فرضت التغيير تعسفا. لم يشع أيضا ان الجيش او الحرس الوطني أو الأمن كان صاحب يد في الانتقال والتغيير. لم تظهر أقاويل، على عادة الأزمات، لسبب بسيط لأن الخلاف والحل كان يحدث علانية أمام الجميع بتفاصيله الدقيقة. وفوق هذا بدا واضحا ان الجميع قبلوا بالنتيجة بدليل انه لم يعترض عضو واحد في مجلس الأمة، المشهور باختلاف اعضائه، على الانتقال. صوتوا جميعا في واحدة من حالات الإجماع النادرة في تاريخ المجلس نفسه.
الحقيقة أن الانفتاح الكويتي في كل فترة ايام الأزمة اضاف مصداقية على النتيجة حيث تابع الحدث الجميع على شاشات التلفزيون بلحظاته المثيرة والمتغيرة. وهذا ما قتل الشائعات التي تصاحب الاحداث السياسية الكبيرة. الجميع سمع باقتراح نقل الحكم، والأسباب، وتفاصيل الخلاف، وكيفية الاحتكام سواء الى الدستور او المشرعين، أي مجلس الأمة. الجميع علموا ان محاولة نقل السلطة لها مسوغاتها القانونية ولم تكن انقلابا أبيضَ. الجميع تابعوا اداء الطرفين في الخلاف وكيفية الاحتكام سواء الى مجلس الأسرة او الى البرلمان. وفي البرلمان الذي عقد جلسته، مغلقا ابوابه، بلغ الجميع ان الاحتكام استند الى القانون والتقارير الطبية الرسمية.
وبالتالي فإن الاشاعات قُتلت في مهدها. الشفافية صاحبت أزمة الايام العشرة منذ وفاة الامير وحتى اعلان الأمير الجديد. الشفافية وثقت الحدث تاريخيا ليرجع الناس اليها بعيدا عن الاشاعات. وخطورة الاشاعات انها ليست فقط مجالا خصبا لحديث الناس في ديوانياتهم، بل ايضا تثبت الاكاذيب وتصبح مرجعا يؤذي النظام ويسيء لرموزه، وهي عادة مجموعة اكاذيب وتخرصات تولد في الظلمة عندما لا توجد مصارحة ومكاشفة بعكس ما رأينا في الحدث الكويتي.
في البداية الاسئلة تطرح علينا مستغربة كيف تسمح الكويت بهذه الخصوصية العائلية تخرج من بيتها وهي حساسة وخطيرة ؟ قلنا لأنها حساسة وخطيرة كان مفيدا ومهما ان تخرج الى العلن، حتى لا يفترى عليها وعلى تاريخ الكويت ورجالاته. فالشيخ صباح لم يقد انقلابا على الشيخ سعد، ولم يلجأ مع أحد الشيخ سعد الى القوة في ساعة الهزيمة، بل كان عملا دستوريا سليما بمعنى الكلمة. وهكذا ظهرت امام العالم بعيدا عن الاشاعات، اما الذي يريد التكتم فغالبا هو الذي يشعر بان هناك خطأ او مخالفة لا يريدها ان تعرف. لم يكن خلافا عائليا بل كان مصير حكم البلاد برمته تحت الحسم الذي يهم كل مواطن. ولو لم يسمح الكويتيون لوسائل الاعلام بالتغطية الكاملة لما شاهد العالم كيف عالج المختلفون قضيتهم من اعتماد القانون، واحترام مؤسساته، واحترام بعضهم البعض حتى في ذروة الاختلاف.
alrashed@asharqalawsat.com