المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتعاش ثقافة التواصل بين التيارات السعودية



زوربا
01-24-2006, 11:54 AM
علي ال غراش من الدمام


ندوة في القطيف دعت لعدم الاهتمام بما يفرق


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2006/1/thumbnails/T_7d063e4b-27bc-4430-b397-3d6a92e92bb1.jpg


بدأت المنتديات السعودية تساهم بفاعلية في ترسيخ مفهوم الوطنية لدى المواطن السعودي وخلق ثقافة التنوع والتعايش مع الآراء بجميع أطيافها ومذاهبها، والتواصل بين ابناء جميع التيارات الموجودة على ارض الوطن، بعدما فرضت لقاءات الحوار الوطني اجواءها الجديدة من الانفتاح على الاخر من ابناء الوطن وخارجه. ففي مدينة القطيف شارك كل من الشيخ عدنان بن جمعان الزهراني إمام وخطيب جامع الروضة بجدة، و الاستاذ زيد الفضيل الباحث والمؤلف من المذهب الزيدي، و الاستاذ واصف الكابلي رجل الأعمال من الاتجاه الصوفي بمكة المكرمة في ندوة بمجلس الشيخ حسن الصفار بمدينة القطيف (شرق السعودية) بحضور عدد كبير من المواطنين من السنة والشيعة من علماء الدين والمثقفين والاكاديميين ورجال الاعمال.

واكد الشيخ الزهراني خلال الندوة على أهمية الأخوة الإيمانية، و التواصل بين جميع أبناء هذا الوطن، مشيرا الى الفرصة الآن مواتية في هذا الاتجاه، خصوصًا بعد أجواء الحوار الوطني وقرارات بلاغ مكة الأخير التي تشكل دافعًا كبيرًا للسير في هذا الاتجاه.

وقال الشيخ الزهراني انه هناك في المنطقة المقابلة من وطننا الحبيب يعيش إخوة لنا يحملون هم التواصل والحوار مع الآخر والاستماع إلى الرأي والرأي المقابل، ويجمع بعضهم منتدى الروضة الثقافي الاجتماعي، هذا المنتدى الذي تأسس بهدف خلق ثقافة التنوع والتعايش مع الآراء بجميع أطيافها ومذاهبها، فهو كما يضم الحنبلي السلفي يضم الصوفي والزيدي ويستمع إلى الإسماعيلي والاثنا عشري.

واضاف الشيخ الزهراني أن ما يدفعه إلى التأكيد على أهمية التواصل، هو أن جميع أبناء هذا الوطن تجمعهم رابطة الإخوة الإيمانية، فالتواصل بين المسلمين هو مطلب ديني قبل أن يكون ضرورة عصرية تفرضها الظروف الدولية والمحلية فالإسلام ـ من خلال النصوص الشرعية ـ يركز على أهمية الإخوة الإيمانية، لدرجة يمكننا اعتبارها تأتي في الدرجة الثانية بعد الإيمان بالله سبحانه.

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2006/1/thumbnails/T_82694f11-04bc-4359-ba36-b09bcf1c9e75.jpg

وأشارا الى "أن المجتمع المسلم ينتصر بأمرين، الإيمان بالله تعالى وبالأخوة الإيمانية الجامعة،كما أن الرسول (ص) عند وصل المدينة المنورة كان أول ما عمله المؤاخاة بين المسلمين، ولو تمعّن كل منّا في الهدف الذي بعث من أجله الرسول (ص) لوجدناه يصب في هذا الاتجاه، فالرسول (ص) بعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، من الغي إلى الرشد، من الضلال إلى الحق، أي ليخرجهم من حال التفرقة والتباغض والكره لبعضهم البعض إلى أن يوحدهم على المبدأ الذي يوحدهم ويؤلف بين قلوبهم".

كما تحدث الشيخ الزهراني حول مسألة الدعوات التي قد تظهر من بعض المسلمين وتدعو لتكفير فريق أو تبديعه أو تضليله وهدر دمه، مشيرا الى ان الاسباب تعود الى:

1/ اتباع الهوى: فالمسلم الذي يقرأ النصوص الشرعية الصريحة التي تدعوه إلى حرمة المسلم على المسلم في دمه وعرضه وماله، ومع ذلك يستبيح لنفسه الدعوة إلى هتك حرمة أخيه المسلم بداعي البدعة أو الضلال هو متبع لهواه العصبي والمذهبي والطائفي في قبال النص الشرعي الصريح والواضح سندًا ودلالة،موضحا بان هذا النوع من الدعاة لا يعيش حالة من الإخلاص لله تعالى فيما يدعو.

2/ عدم النضج الفكري لدى الداعي: فمن واقع الاحتكاك والتجربة تعرفت على أطياف كثيرة تعمل في المجال الدعوي لا يملكون النضج الفكري، أو على الأقل في كثير من الأحيان قد يدعون إلى فكرة من دون أن يستوعبوها تفكيرًا وتحقيقًا علميًا. وفي مسألة الاعتداء على الإنسان المسلم أو كرامته يجب أن يكون الداعي متحققًا ومتثبتًا فيما يدعو إليه، لأنه بهذه الدعوة ينقض ما صحّ عن رسول الله (ص) من تحريم المسلم على المسلم في دمه وعرضه وماله،خصوصًا إذا أدركنا أن حركة الدعوة تجربة يعيشها جيل معين سينقلها للأجيال اللاحقة، وعلينا أن نترك لأجيالنا القادمة تراثًا صحيحًا ومُتأكَّدًا منه ومثبتًا بالأدلة والبراهين الشرعية الصحيحة.

3/ الاولويات المنكوسة: أن من أسباب تفرقتنا أننا نهتم دائمًا بما يفرقنا، ولا نبحث عمّا يجمعنا، وهذا بسبب ترتيبنا الخاطئ للأولويات، فمن المفترض أن تكون الأخوة الإيمانية في قمة أولوياتنا، وفي هذه الثقافة الإقصائية دائمًا ما تكون آخر ما نذكره ونتحدث حوله. موضحا أن بعضهم يتعامل مع المسلمين من خلال حديث الفرقة الناجية، وهو حديث لو رجعنا إليه من حيث الإسناد لوجدناه يفتقد للصحة وفقًا لقواعد الإسناد، ويمكن الجزم بعدم صحته، ومع ذلك ينتشر هذا الحديث، وتغيب تلك الأحاديث المعتمدة والصحيحة التي تتحدث عن أهمية الوحدة والإخوة بين المسملين. ومن المفترض أن لا ننساق وراء أي دعوة تدعو لنبذ بعضنا البعض، بل نطالب كل من يتبنى هذه الدعوات بالدليل والبرهان على ما يدعي.

وذكر الشيخ الزهراني أن من الأسباب تفرقة الامة أن بعضهم يعيش ضِيقًا في الفكر والأفق، فعندما يواجه موقفًا فكريًّا أو اجتماعيًّا أو شرعيًّا إما أن يكون تجاهه إيجابيًّا أو سلبيًا، فيضع نفسه بين الإيجاب والسلب من دون أن يتصوّر أن هناك برزخًا بينهما، وهو التوقف والتروّي.بينما أساس الموقف المسؤول أن لا يتخذ الإنسان موقفًا سلبيًّا أو إيجبابيًّا إلا على أساس البينة والدليل والبرهان، وإذا لم يحصل له الدليل عليه أن يتوقف دون أن يعطي رأيا. كما قال في ذلك الأديب المصري مصطفى الرافعي: «قل ما يجب كما يجب لا ما يمكن كما يمكن»، وفي هذه النقطة بالذات يرشدنا الرسول (ص) بقوله: «بئس مطية الرجل: زعموا».


واشار الشيخ الزهراني الى وجود توجه لتغيير المناهج التعليمية وحذف ما قد يكون عقبة أمام الوحدة والتواصل بين جميع أطياف هذا البلد. وقال ان هناك الكثير ممن دخلوا سلك التعليم بعقلية متفتحة ولديهم مثل هذه الهموم. واوضح الزهراني أن فكرة إقصاء الآخر ليست منحصرة في الاتجاه السلفي المتشدد، بقدر ما هي تربية تربينا عليها داخل أجواء الأسرة، فما يقوله الأب يقصي رأي الأم وجميع الأبناء، وهكذا تعاملنا مع بعضنا البعض, مؤكدا أن الفرصة مواتية الآن للتواصل مع بعضنا البعض وأن علينا ان نشجع جميع المبادرات التي تصب في عنوان التواصل، لنكون وطنًا متماسكًا بوجود انتماء حقيقي وأخوة حقيقية تجمعنا وليست مصطنعة أو تابعة لوجود قوة سلطوية جامعة لها، بحيث لو ضعفت سلطة الدولة لا سمح الله أقدم بعضنا على محاربة الآخر.

بعد ذلك تحدث السيد زيد الفضيل (باحث ومؤلف من المذهب الزيدي) عن اسباب التباعد والقطيعة بين المسلمين,وقال ان ذلك يعود الى سببين اولهما الجهل لأن الناس أعداء ما جهلوا، ولأننا نجهل مقالة بعضنا البعض ينبذ بعضنا الآخر، وثانيهما عدم التواصل المثمر، حيث أن للتواصل المثمر شروط، منها مراعاة آداب وأخلاق التعامل مع الآخرين، وهذا كان حال الرسول (ص) في تواصله مع الجميع، وحال أهل بيته (ع) وأصحابه (رض). الصدق في الحديث.الوعي، بأن نعي مقالة بعضنا البعض، ولا يتأتى ذلك إلا بأن يصغي بعضنا للآخر.

كما تحدث الشيخ حسن الصفّار بكلمة شكر فيها الضيوف من منتدى الروضة، وأشاد بمشروعهم، مذكرا بأهمية نقطتين أشار إليهما الشيخ عدنان، هما1 أهمية التركيز على رابطة الوحدة بين المسلمين جميعًا وعدم إغفال مسألة تكافؤ الفرص في طرح الآراء والأفكار لجميع الأطياف والتيارات. وذكر أن هذه اللقاءات يجب أن تعمّر في النفس الأمل، وهذه فرصة لنعرف أن هناك أصواتًا كثيرة من المعتدلين والعقلاء في هذا الوطن، كما أن هناك حالات تشدد في جميع المذاهب، ولكن على العقلاء دائمًا أن يتعاونوا حتى تتسع هذه الرقعة.