المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفـاصـيل لقـاء البـدع الذي أنهى الأزمـة لحظة بلحظة



كانون
01-24-2006, 07:32 AM
صباح الأحمد أميرنا
* الشـيخ سـعـد يتنازل اليـوم في بيـان إلى الأمــة
كتب خضير العنزي وعبدالمحسن جمعة وابراهيم السعيدي:
في تمام الحادية عشرة ليلا، تنفست الكويت الصعداء، وتبادل الكويتيون عبارة «مبروك» وعادت البسمة الى الوجوه، فالازمة انفرجت، بلقاء سمو الشيخ صباح الاحمد وسمو الشيخ سالم العلي.

الاتفاق الذي كانت الكويت تنتظره بفارغ الصبر، قضى بأن يتنحى سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وبالمناداة بالشيخ صباح الاحمد اميرا، ليكون الحاكم الـ15 للكويت.

فبعد اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثفة مع القطبين الكبيرين، بما فيها لقاء لاقطاب الاسرة في دار سلوى، وآخر لمجلس الوزراء فيها ايضا زار الشيخ فهد السالم عند الساعة التاسعة ليلا وصعد اليه في الطابق العلوي، وابلغه بأن «والدي يبي يشوفك او يجيك»، فرد الشيخ صباح «أنا اروح له».

وهذا ما تم بالفعل حيث ذهب سموه الى قصر سمو الشيخ سالم في البدع عند العاشرة، واستمر اللقاء بينهما حوالي نصف ساعة زف على اثره الشيخ سالم للكويتيين عبر «القبس» نبأ الاتفاق وقال لهم «الشيخ صباح أميرنا».

وقال الشيخ سالم في تصريحه: «لقد التقيت اخي الشيخ صباح الاحمد وتباحثنا في مجمل الاوضاع وما آلت اليه، واتفقنا ان لا تنقطع شعرة التراحم والتوادد والمحبة في عائلة آل صباح».

وقال سموه «ان توافقا تاما بيننا في احترام مكانة وتاريخ سمو الامير سعد العبدالله الصباح الحافل بمحبة الكويت وأهلها، وتقديراً كبيراً لما قدمه لهذا البلد وشعبه واحتراماً لأعراف الأسرة وعادات أهل الكويت واحتراماً لمشاعرهم تم الاتفاق على ما سيسعد البلاد وما يؤدي إلى استقرارها».

وأشار سموه في تصريحه الخاص لـ «القبس» إلى أن أخاه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح سيتوجه في معيته لأخيه أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله الصباح صباح اليوم الثلاثاء في قصر الشعب وسنقبل رأسه وسنحقق رغباته وسنتفق حسبما يرغب بالصيغة المقبولة من سمو الأمير للتنازل والاعتذار عن مسند الإمارة، وان سمو الأمير سيعبر عن تقديره لطلب عميدها الشيخ سالم العلي الصباح الذي اطلعه على موقف الوفود الشعبية والسياسية التي جاءت منذ يوم أمس الأول وحتى مساء أمس، وأن سموه سيتنازل لأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح».

وقال سمو الشيخ سالم العلي «إن سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله يرغب بأن يرتاح، وكله ثقة بأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد وأن سمو الأمير قد أبلغني أنه قدم ما تمليه عليه مسؤوليات الوطن هو وأخيه المرحوم بإذن الله تعالى الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وانهما قدما ما عليهما تجاه الوطن، وحان الوقت ليحمل الراية رمز آخر من أسرة الصباح». واضاف الشيخ سالم العلي «ان التعثر الذي اعترى المرحلة الماضية جاء حرصاً لا أكثر على حماية الأسرة الحاكمة وكرامة سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح، ولم أكن في يوم من الأيام طامعاً بشيء لنفسي، وما يهمنا هو مصلحة الكويت وشعبها واستقرارها،وانه استجابة لأهل الكويت ولائتلاف وتعاضد ووحدة أسرة الصباح سيصدر بيان صباح غد (اليوم) يعبر عن انفراج الأزمة ودخول مرحلة جديدة من العمل لخدمة الكويت وأهلها». وقد اجتمع الشيخ صباح مع رئيس مجلس الأمة ليلا وأطلعه على فحوى الاتفاق.

وكانت الكويت قد وضعت يدها على قلبها من يوم الثلاثاء الموافق 24 يناير، وهي تنتظر جلسة مجلس الامة عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، المخصصة للنظر في تنحية سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله، حسبما تقتضيه المادة الثالثة من قانون احكام توارث الامارة.



كتاب الحكومة

وكان سمو رئيس مجلس الوزراء ارسل كتاباً بهذا الخصوص الى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي في ما يلي نصه:

سعادة الأخ الفاضل رئيس مجلس الأمة الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

قرر مجلس الوزراء أن يبلغكم انطلاقا من ممارسته لاختصاصاته الدستورية ووفقا لأحكام الدستور وقانون توارث الإمارة رقم 4 لسنة 1964 بأنه قد ثبت لديه فقد حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح أمير البلاد قدرته الصحية على ممارسة اختصاصاته الدستورية.

وبناء عليه، قرر مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي رقم 5/2006 المنعقد بتاريخ 22/1/2006 عرض الامر على مجلسكم الموقر لتحديد جلسة سرية خاصة لنظر الموضوع، وفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة رقم 4 لسنة 1964، وذلك في الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 24 ذي الحجة 1426 هـ الموافق 24 يناير 2006م، وفق ما تنص عليه المادة 72 من اللائحة الداخلية لمجلس الامة.

وفقكم الله لما فيه الخير والسـداد
رئيس مجلس الوزراء
صباح الاحمد الجابر الصباح



وكشفت مصادر الحكومة عن تجهيز خطاب يلقيه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد خلال الجلسة (التي الغيت الآن عمليا)، يوضح فيه الاسباب التي دعت الحكومة الى تفعيل المواد الدستورية في هذا الصدد، بالاضافة الى حضور اطباء وخبراء دستوريين لشرح الوضع. واوضح رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان الجلسة ستحدد مصير جلسة القسم المسائية، التي كان طلبها سمو أمير البلاد الشيخ سعد لأداء اليمين لانها ستكون جلسة حسم الوضع الدستوري.

واوضح الخرافي في مؤتمر صحفي امس، ان القرار الذي سيتم التوصل اليه في جلسة مجلس الامة سيحدد ما اذا ستكون هناك حاجة لجلسة مسائية لاداء سمو امير البلاد اليمين الدستورية، مشيرا الى امكان عقد جلسات اخرى.

واوضح ان الدستور يمنح مجلس الوزراء «صلاحيات اميرية» في ظل الوضع الراهن والحكومة تحظى بصلاحيات تفوق صلاحياتها قبل رحيل الامير الراحل، المغفور له الشيخ جابر الاحمد.

وتنص المادة الثالثة من قانون توارث الامارة على انه «يشترط لممارسة الامير صلاحياته الدستورية الا يفقد شرطا من الشروط الواجب توافرها في ولي العهد، فان فقد احد هذه الشروط او فقد القدرة الصحية على ممارسة صلاحياته، فعلى مجلس الوزراء - بعد التثبت من ذلك - عرض الامر على مجلس الامة في الحال لنظره في جلسة سرية خاصة».

وكان مجلس الامة قد تلقى طلبا من مجلس الوزراء لـ«عرض الامر على مجلس الامة لتحديد جلسة سرية خاصة للنظر في الموضوع، وفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة رقم 4 لسنة 1964 وذلك الساعة العاشرة صباحا الموافق 24 يناير الجاري».

واوضح ان من واجباته كرئيس للمجلس ان يقوم بكل «جهد للوصول الى نتائج مرضية لكل الاطراف». مؤكدا ان المجلس «سيتحمل مسؤولياته» ايا كانت النتائج.

وكشف الخرافي عن تلقيه رسالة جديدة امس من سمو امير البلاد تضمنت «طلبا بتغيير موعد عقد جلسة اداء اليمين الدستورية الى مساء الاثنين، بدلا من الثلاثاء»، الا ان الرئيس الخرافي اعتذر عن قبولها «نتيجة لضيق الوقت وعدم التمكن من تحقيق رغبة سموه».

وقالت مصادر برلمانية ان الرئيس الخرافي طلب من الشيخ فهد السعد نجل سمو امير البلاد تحديد موعد لمقابلة سمو الامير، الا ان السعد ابلغه ان سموه سيكون في مجلس الامة عند الساعة السادسة مساء، مما اضطر الرئىس الخرافي الى الاستعانة بسمو الشيخ سالم العلي لتجنب اي تطورات يمكن ان تزيد من تفاقم الاوضاع، حيث وعد سموه ان يحل هذه الاشكالية، لكنه طلب في الوقت نفسه ان يحدد الخرافي موعدا مع الشيخ مبارك عبدالله الاحمد لمحاولة حل الازمة.

كما زارت وفود عديدة الشيخ صباح والشيخ سالم للدعوة إلى حل توافقي داخل الأسرة (تفاصيل في مكان آخر).



نصف ساعة .. ثم عناق وتصفيق

استغرق اللقاء بين سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الأحمد نحو نصف ساعة تقريبا، ثم خرجا ليعانقا بعضهما بعضا، ثم بدأ الحاضرون بالتصفيق والدعاء لهما.


مـصلحـة الكويـت

قال سمو الشيخ سالم العلي انه تم التوصل الى هذا الاتفاق لان مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، ونريد ان يفهم شبان الاسرة انه يجب الا يشطوا عن كبارهم، لان الكبار يسيرون على طريق الاجداد، واكد ان مكانة الكويت واهلها عزيزة علينا.


دون شروط

علمت «القبس» ان الشيخ سالم العلي لم يحدد اي شروط لتنحي الامير الشيخ سعد العبدالله، ومن المقرر ان يزور الشيخ صباح قصر الشعب صباح اليوم حيث سيأخذ صورا مع الشيخ سعد والشيخ سالم العلي قبل ان يتلو بيان التنحي.

حضرا اللقاء

حضر لقاء سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الاحمد الشيخ احمد الفهد والشيخ علي سالم العلي.

اجراءات تعيين أمير الكويت

بعد اعلان تنازل سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يتسلم مجلس الوزراء مسؤولية الدولة ويتعين على مجلس الوزراء خلال 8 أيام ترشيح أمير البلاد لمجلس الامة.


نقاط خطاب التنحي

تولى نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلسي الأمة والوزراء محمد ضيف الله شرار مع خبير دستوري ليل أمس مهمة صياغة نقاط خطاب التنحي الذي سيصدر من قصر الشعب اليوم.


الصقر: عدم الـحل يدخلنا في نفق مظلم

رأى النائـــب محمد الصقر في تصريح ادلى به صباحا انه «اذا لم تنجح الاسرة الحاكمة بحل الخلاف بينهم.. فإن العبء الكبير على مجلس الامة، واذا فــشل المجلـس في حل هذه القضية فسوف تدخـــل الكويت في نفق مظلم».


الـحركة الدستورية: نؤيد طلب الـحكومة تفعيل المادة الثالثة


دعت الحركة الدستورية الاسلامية الى تقديم مبادرة كريمة يتنازل فيها سمو الامير عن الامارة، وذلك نظرا للظروف الصحية التي اثقلت كاهل سموه في السنوات الاخيرة.

واشارت الحركة في بيان صدر مساء امس الى انها ستتعامل بايجابية وبأعلى درجات المسؤولية في حال انعقاد جلسة اليوم مع طلب الحكومة القاضي بتفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة.


آراء

تداول عدد من النواب اقتراحات للتسوية بينها:

< ان يقوم النواب بالتوسط بين فرعي الاسرة الحاكمة للمساعدة في حل الأزمة.

< ان يلجأ النواب لمقاطعة جلستي اليوم ما لم يتم التوصل الى اتفاق.

< حل وسط بأن يسمح للأمير بأداء القسم ثم يتنحى لصالح الشيخ صباح.




لقاء سالم العلي وشخصيات كويتية


التقى أمس وفد من وجهاء الكويت ضم كلاً من: جاسم الصقر، ويوسف إبراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف سمو الشيخ سالم العلي في إطار الجهود المبذولة للتوفيق بين جناحي الأسرة، وبعد حديث مطوّل عن أهمية الوطن، وواجب الأسرة تجاه الكويت، وما ينتظره منها الكويتيون، تحدث الشيخ سالم أولاً عن الأوضاع القائمة وتساءل عن السبب الذي يدفع لتنحية سمو الأمير، وطرح فكرة أن يبقى في منصبه على أن يتولى سمو الشيخ صباح عملياً الأمور كافة. منتقداً «من هم حول الشيخ صباح».

وتحدث أعضاء الوفد جميعاً، حيث أكدوا أن المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة واضحة «فإذا فقد الأمير الأهلية يجب أن يتغير».

وأبلغوا الشيخ سالم «التركيز عليك الآن. فأنت يمكن أن تنقذ العائلة من الشقاف أو تجمعها وكل الكويتيين أنظارهم عليك.. ومن واجبك القيام بعمل بمستوى الطموح والمسؤولية».

وجرى التذكير بأن لقاء مماثلاً قد عقد قبل 3 سنوات «وقلنا لكم يجب أن ترتبوا البيت، وكنت أنت متحمساً، وما نمر به اليوم هو نتيجة تأخركم عن ذلك».

ووجه الحاضرون إلى الشيخ سالم عدة أسئلة تناولت قضايا خلافية.

وأبدى الشيخ سالم العلي تفهمه لما قاله الوفد حول صحة الشيخ سعد وضرورة تولي الشيخ صباح منصب الامارة، نافيا ان يكون قد طلب منصبا محددا.

وبشأن طلبه شيئا مكتوبا من اقطاب الاسرة الذين زاروه الاحد في ما يخص رغبته في ان تكون لديه ضمانة وتعهد، اقترح الوفد ان يتصل بالشيخ مبارك عبدالله الاحمد للتفاهم حول تنازل الشيخ سعد مقابل المطالب التي تحدث عنها لان من مصلحة الاسرة ان يتفق الكبار، لكي لا يتركوا مجالا للتصعيد الذي يقوم به البعض.

ووعد الشيخ سالم بالسعي في هذا الاتجاه وجدد معارضته لفكرة اعادة دمج ولاية العهد برئاسة مجلس الوزراء.


التقوا سالم العلي

التقى سمو الشيخ سالم العلي امس العديد من الوفود بينها وفد من وجهاء الكويت ضم كلا من جاسم الصقر، ويوسف ابراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف، كما استقبل نائب رئيس مجلس الامة مشاري العنجري النائب احمد السعدون ووفدا من الجمعيات الاسلامية ضم رئيس الهيئة العالمية الاسلامية يوسف الحجي، ورئيس جمعية الاصلاح عبدالله العلي المطوع، والشيخ احمد بزيع الياسين، ووفودا من عدة عائلات كويتية.

كانون
01-24-2006, 07:36 AM
جريدة الوطن

http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200601/fr1-012406.pc.jpg
لم يخيب كبار اقطاب اسرة آل الصباح الكريمة حسن الظنون بهم وزفوا الى شعب الكويت مساء امس «البشارة» بالاتفاق والتصافي الكاملين بين ابناء الاسرة واقطابها بعد لقاء هام جمع القطبين سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ سالم العلي الصباح في العاشرة من مساء امس.
وسيشهد صباح اليوم اجتماعا تشاوريا جديدا يجمع سمو الشيخ صباح وسمو الشيخ سالم العلي في قصر الشعب.
ويتوقع بعد هذا اللقاء ان تطلب الحكومة من مجلس الأمة عبر كتاب رسمي الغاء جلستي اليوم المقررتين للنظر في تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة ولأداء سمو أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله القسم أمام مجلس الأمة.
كما انه من المتوقع ان يشهد اليوم اجتماعا في السادسة والنصف مساء يجمع كبار أبناء الأسرة الحاكمة يسلم فيه سمو أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح إلى سمو الشيخ صباح الأحمد كتابا بالتنحي عن إمارة الكويت لأخيه الشيخ صباح، وذلك بحضور سمو الشيخ سالم العلي والأقطاب.
وكانت «البشارة» التي تلقفها بكل سعادة وفرح اهل الكويت في وقت متأخر من مساء أمس قد بدأت بلقاء جمع سمو الشيخ صباح بالشيخ فهد سالم العلي الذي أعلن للشيخ صباح عن رغبة سمو الشيخ سالم العلي في لقاء الشيخ صباح، وعندها كان رد الشيخ صباح كريما ورائعا اذ قال: «أبو علي له الكرامة.. وآنه اللي أمره»
وبالفعل انتقل سمو الشيخ سالم العلي من ديوانه في منطقة قرطبة الى منزله في البدع، وانتقل سمو الشيخ صباح الاحمد من منزله في دار سلوى الى منزل اخيه الشيخ سالم العلي ليلتئم القطبان في لقاء اخوي حميم ذابت معه كل توترات المرحلة الصعبة الماضية منذ وفاة الراحل الكبير المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
ويأتي تنازل سمو الشيخ سعد العبدالله عن الإمارة بسبب ظروف سموه الصحية التي لا تكفل لسموه اداء مهامه واعبائه الجسام.
ومعروف ان الشيخ صباح الاحمد كان حامل العبءالحقيقي في ادارة دفة البلاد منذ عدة سنوات إثر الوعكات الصحية التي اصابت الامير الراحل الشيخ جابر الصباح وسمو الشيخ سعد العبدالله.

كانون
01-24-2006, 07:41 AM
جريدة الرأي العام

صباح الخير يا أميـر
كتب خالد المطيري وداهم القحطاني وطلال العنزي ومخلد السلمان وعايض البرازي ومطيران الشامان وريم الميع وفرحان سالم وسالم الشطي:
على طريقة «اشتدي أزمة تنفرجي»، انتهت مساء أمس الأزمة السياسية التي شغلت الكويت منذ وفاة سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد، اذ يعلن رسمياً صباح اليوم تنحي سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله وتنازله عن منصبه لسمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الذي سينادي سموه به أميراً.
وتوصل رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي وسمو رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماعهما مساء أمس في قصر الشيخ سالم في البدع، بحضور وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد والشيخ علي سالم العلي، الى اتفاق على هذه الصيغة، وتم ابلاغ أقطاب الأسرة بنتيجة اجتماعهما, ويتوقع أن يوقع سمو الأمير في التاسعة من صباح اليوم كتاب تنحيه، قبل ساعة من موعد الجلسة المقررة لبحث تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الامارة التي طلبتها الحكومة, وكان الشيخ صباح استقبل قبل اجتماعه مع سالم العلي الشيخ فهد سالم العلي في دار سلوى.
ماذا في النهار الكويتي الطويل؟
ذكرت الحكومة في رسالتها الى مجلس الامة انه «ثبت» ان الشيخ سعد «فقد قدرته الصحية على ممارسة صلاحياته الدستورية», وجاء في الرسالة انه «ثبت لدى مجلس الوزراء ان حضرة صاحب السمو امير البلاد فقد قدرته الصحية على ممارسة صلاحياته الدستورية», واوضح المجلس انه وجه رسالته هذه «من منطلق ممارسة مجلس الوزراء اختصاصاته الدستورية ووفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة».
وقال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أمس بعد الاجتماع الطارئ لمكتب المجلس الذي حضره عدد كبير من النواب ان المجلس سيعقد اليوم جلستين احداهما في العاشرة صباحا بطلب من الحكومة لتفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الامارة في شأن تنحية سمو الأمير لأسباب صحية، وستكون سرية، والأخرى في السادسة مساء لأداء سمو الأمير اليمين الدستورية.
وبعيد الظهر، حضر الى المجلس الشيخ حمد جابر العلي، مدير مكتب رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي، وسلم الخرافي «أمراً أميرياً» بتقديم جلسة اداء اليمين لتعقد مساء أمس, وما لبث النائب محمد الصقر أن خرج ليعلن للصحافيين ان الخرافي رفض «الامر الاميري», ثم أعلن الخرافي نفسه انه أبلغ الى سمو الأمير في رسالة وجهها اليه أن تقديم موعد جلسة القسم لن يكون ممكناً «لضيق الوقت».
ومع تثبيت موعد لجلسة التنحية قبل جلسة القسم المسائية، راحت تظهر تباعاً صورة تأييد نيابي عارم يصل الى 44 صوتاً لطلب تنحية الأمير، في حال اضطر المجلس الى التصويت عليهو وشرع النواب والقوى السياسية في دعوة سموه الى التنحي من تلقائه.
وحض النائب الدكتور وليد الطبطبائي سمو الأميرالشيخ سعد العبدالله على «التنحي من منصبه من أجل مصلحة الكويت قبل الدخول في جلسة العزل», وقال الطبطبائي لـ «الرأي العام»: «نتمنى أن يسوى الخلاف قبل الدخول إلى جلسة العزل وأن يطلب الشيخ سعد بمبادرة منه إعفاءه من منصبه وأن ينصب الشيخ صباح الأحمد أميراً للبلاد»، معرباً عن أمله أن يجد أبناء الأسرة المخرج المناسب من هذه الأزمة.
وأوضح الطبطبائي انه سيكون «من ضمن النواب الحاضرين إلى جلسة اليوم في حال عدم التوصل إلى حل للأزمة» مشيراً إلى ان «السلطة التشريعية ستجد نفسها مضطرة لممارسة دورها الدستوري في حال عدم الوصول إلى حسم الأمور», وقال الطبطبائي «نحن نريد حلاً يحفظ كرامة الشيخ سعد العبدالله ويحقق مصلحة البلاد والكل يعرف مكانة الشيخ سعد في نفوس الكويتيين ونحن نريد مخرجا قبل جلسة العزل», واعتبر أن «الشيخ صباح الأحمد قادر على تولي المسؤولية كما تحملها في السابق».
وقال النائب حسين القلاف انه لم يكن يتمنى وصول الاوضاع «الى حد مناقشة عزل سمو الأمير، فهذا أمر صعب وثقيل على النواب كافة»، اذ ان «الشيخ سعد شخصية محبوبة من كل الكويتيين، ولا يمكن ان ننسى مواقف سموه من أجل البلد», وأضاف «كنا نتمنى على ابناء الاسرة حسم الأمور بينهم لئلا نصل الى هذه المرحلة»، وتابع «لم أكن اتمنى ان يأتي يوم أقف فيه وأقول ان سمو الأمير غير مؤهل لإدارة البلد», وأضاف: «إننا على علم ان الشيخ سعد غير قادر، والقضية ليست مجرد ادائه القسم، بل نحن نتحدث عن ادارة بلد، وللأسف هناك من يخفي رأسه ويجامل», وقال القلاف: «واضح ان لا يد للشيخ سعد في أي صراع، وهو مغيب عن هذا الأمر، وأتمنى ان ننأى بالتجريح للشيخ سعد»، معربا عن اعتقاده ان «سمو الشيخ صباح الأحمد هو أمير البلاد», وقال ان «سمو الشيخ صباح هو من يدير البلاد فعليا خلال الأعوام الماضية، لكن للأسف هناك من يزايد ويتمصلح».
وجاء في بيان أصدرته الحركة الدستورية الاسلامية مساء: «تقديراً وإكراما لمكانة سمو أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ومحبته في قلوب الكويتيين جميعا، وتثمينا للدور التاريخي الذي تشكل عبر سنوات طويلة عاشها متحملا للمسؤوليات الجسام (,,,) لا سيما تلك المواقف البطولية التي أدارها بحكمة واقتدار في أشد الأزمات صعوبة على البلاد أثناء الاحتلال العراقي الغاشم، ونظرا للظروف الصحية التي أثقلت كاهل سموه في السنوات الأخيرة، وادراكا من الحركة بكل ذلك وتقديرا لمصلحة الكويت العليا، فإننا ندعو الى تقديم مبادرة كريمة يتنازل فيها سمو الأمير عن الامارة انسجاما مع ما عرف عن سموه من تقديم تضحيات كبيرة وثمينة للكويت، وخصوصا في مثل هذه الظروف الحرجة، ونأيا بهذا الرمز الكبير عن كل ما قد يمس بمكانته ودوره التاريخي», وأضاف البيان «ان الحركة الدستورية وفي حال انعقاد جلسة مجلس الأمة المذكورة آنفا والتزاما منها بأحكام الدستور ومبادئه فإنها سوف تتعامل ايجابيا وبأعلى درجات المسؤولية وبما يحقق مصلحة الوطن واستقراره مع طلب الحكومة القاضي بتفعيل المادة الثالثة من قانون أحكام توارث الامارة».
وأعلن المنسق العام لكتلة النواب المستقلين النائب طلال العيار مباركة الكتلة «الخطوات التي اتخذها مجلس الوزراء في شأن طلب جلسة سرية خاصة لتفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة» اليوم، مؤكداً ان «اعضاء الكتلة سيحضرون الجلسة وسيمارسون دورهم الوطني المسؤول الذي تقتضيه المصلحة العليا للبلاد».
واعرب العيار في تصريح لـ «الرأي العام» عن ثقته الكاملة «بحكمة وحنكة رجل المرحلة المقبلة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد في وضع الأمور في نصابها الصحيح وقيادة البلاد الى مافيه خير الشعب الكويتي»، مستذكراً في الوقت ذاته «الدور التاريخي والمفصلي الذي لعبه سمو الشيخ سعد العبدالله في مراحل مهمة في تاريخ الكويت لاسيما دوره الكبير في تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي الغادر»، ومتمنياً لسموه «موفور الصحة والعافية ولسمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد التوفيق والسداد ولوطننا الغالي الرفعة والازدهار», ودعا العيار الى «تعزيز التلاحم والوحدة الوطنية في سبيل مصلحة الوطن الغالي».
ودعا التحالف الوطني الديموقراطي «سمو أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الى التضحية مرة اخرى من أجل الكويت ومن أجل تجنيبها هذه الأزمة السياسية فقد خدمها في مواقع كثيرة طيلة السنوات التي خلت وقد شاءت الإرادة الإلهية ألا يكمل المسيرة من خلال هذا المنصب بسبب اعتلال صحته».
واكتملت الصورة مساء باعلان أقطاب الأسرة وبينهم بعض كبار أقطاب فرع السالم، كنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق الشيخ سالم الصباح، نجل أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم، تأييدهم خطوات مجلس الوزراء في شأن تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الامارة.
وأصدر ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد مساء بياناً أفاد فيه بان «أقطاب أسرة آل الصباح الكرام اجتمعوا مساء أمس في دار سلوى، حيث أطلع الشيخ صباح الحضور على آخر الاتصالات والتطورات المتعلقة بالوضع الراهن», وأضاف البيان «استذكر سمو الشيخ صباح الأحمد والحضور بالتقدير والعرفان دور حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حفظه الله ورعاه واسهاماته الكبيرة في جميع الميادين في وطننا العزيز ودوره التاريخي والبطولي والمشهود إبان فترة الاحتلال الغاشم ومعركة التحرير، والذي سيظل خالداً في سجل تاريخ وطننا الغالي».
وعبر الحضور، وفق البيان، «عن أسفهم لما آلت إليه الأوضاع وعدم تمكن كبار رجالات الأسرة الكريمة من الوصول إلى حل القضايا العالقة من دون اللجوء للنصوص الدستورية لا سيما المواد الخاصة في القانون 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة حفاظاً على الوحدة الوطنية, وقد باركوا الخطوات التي اتخذها مجلس الوزراء في شأن طلب عقد جلسة سرية خاصة في مجلس الأمة صباح غد (اليوم)، آملين من المولى عز وجل أن تسود الحكمة والعقل لايجاد حل يجنب تفعيل نصوص القانون المشار إليه».
وبعد اجتماع أقطاب الأسرة، عقد مجلس الوزراء مساء، في اطار اجتماعه المفتوح، جلسة اعتمد خلالها، وفق مصادر حكومية، البيان الذي سيلقيه خلال الجلسة اليوم والمتضمن شرحاً تفصيلياً للحالة الصحية لسمو أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ «الرأي العام» ان البيان الذي كان يفترض أن يلقيه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد سيخصص جزء كبير منه «للاشادة بالدور الذي قام به الشيخ سعد العبدالله وجهوده في تنمية وتطوير البلاد، لا سيما دوره في عملية تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم عام 1990».
وأضافت المصادر ان «مجلس الوزراء عرض خلال اجتماعه أمس لقائمة تضم اسماء النواب الذين أعلنوا تأييدهم ومبايعتهم»، مشيرة الى ان «هذه القائمة تضم جميع الكتل النيابية باستثناء كتلة العمل الشعبي التي لم تبادر الى إعلان أي موقف من مبايعة الشيخ صباح الأحمد».
وأشارت المصادر الى ان مجلس الوزراء عرض ايضا لنتائج الجهود الشعبية التي بذلت من أجل تقريب وجهات النظر وللوصول الى حل وسط.
وكان الخرافي أشار صباحاً الى «جهد يبذل من النواب وعدد من رجالات الكويت»، آملاً في «نتائج ايجابية لهذه المساعي»,كذلك كشف النائب ناصر الصانع عن وفود شعبية وبرلمانية «تسعى للوساطة بين طرفي الخلاف»، وأبدى تفاؤله «بإمكان ايجاد حل للخلاف».
أما النائب حسين القلاف فزف في تصريحه في مجلس الأمة بعد الظهر ان «الطرف الثاني بدأ يتفاعل (,,,) والآن الازمة الى انفراج», وأضاف «ان مجموعة من وجهاء البلد التقوا الشيخ سالم العلي الذي ابدى نوعا من المرونة والاستعداد لحل المشكلة».
وفي هذا الاطار، استقبل سمو الشيخ سالم العلي وفداً ضم عبدالعزيز الشايع ويوسف النصف وجاسم الصقر ويوسف ابراهيم الغانم الذين حضوا سموه على ان يلعب «دوراً في تهدئة الأمور وعدم تصعيدها».
وبعد الاجتماع، اتصل الخرافي بالشيخ سالم العلي وأكد له «اهمية دوره في هذه المرحلة», وابلغ الشيخ سالم الى الخرافي انه سيجتمع مع الشيخ مبارك عبدالله الأحمد مساء.
كذلك اجتمع وفد من قادة العمل الخيري ضم رئيس الهيذئة الخيرية الاسلامية العالمية يوسف جاسم الحجي ورئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي عبدالله العلي المطوع وأحمد بزيع الياسين وخالد عيسى الصالح وأحمد سعد الجاسر، كلاً من الشيخ صباح الأحمد والشيخ سالم العلي, ونقل عن أعضاء الوفد أنهم «لمسوا من الرجلين مواقف إيجابية» توقعوا «أن تظهر آثارها الطيبة» اليوم.

--------------------------------------------------------------------------------
الخرافي كسب رهان التفاؤل
لاحظ مواطنون ومراقبون أن رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي كسب رهانه على التفاؤل الذي أصر عليه طوال الأيام الأخيرة وحتى تصريحه بعد ظهر أمس, ورأى هؤلاء أن الخرافي لعب دوراً كبيراً في تحقيق هذا التفاؤل وتحويله واقعاً فعلياً من خلال تمسكه بالدستور والتوافق.

--------------------------------------------------------------------------------
لا جلسة بعد إجراءات التنحي
ذكرت مصادر مطلعة لـ «الرأي العام» ان قصر الشعب سيشهد في التاسعة من صباح اليوم اجتماعاً لعدد من اقطاب الأسرة بينهم سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ورئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي لإتمام اجراءات تنحي سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله عن منصبه بسبب ظروفه الصحية.
وأوضحت المصادر ان اجراءات التنحي اذا تمت حسب ما هو متفق عليها فإن الجلسة التي طلبتها الحكومة من المجلس لتفعيل قانون توارث الإمارة اصبحت غير ذات جدوى وليس بالضرورة ان تعقد.

--------------------------------------------------------------------------------
مسيرات فرح
ما ان انتشر خبر التوصل الى اتفاق بين الشيخ سالم العلي والشيخ صباح الاحمد، حتى أقيمت مسيرات فرح في عدد من المناطق، بينها الجهراء، وأطلقت السيارات «الهرنات» ترحيباً بحل الأزمة.

المهدى
01-24-2006, 08:04 AM
»محروسة ياكويت«..
كانت هذه كلمة الكويتيين مساء أمس فور علمهم بأنها »فرجت بعدما ضاقت حلقاتها, وقد ظنوا أنها لا تفرج«, ولدى سماعهم نبأ التوصل الى اتفاق بين قطبي الأسرة سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الأحمد يقضي بأن يبايع أبناء الصباح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد, ليتسلم الراية من سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله السالم, من دون اللجوء الى إجراءات دستورية لتنحية »بطل التحرير وحبيب الكويتيين جميعا«.
وعلمت »السياسة« أن اللقاء بين قطبي الأسرة الحاكمة تم في ساعة متأخرة من ليل أمس في منزل سمو الشيخ سالم العلي في البدع, حيث أوفد سموه نجله الشيخ فهد السالم الى دار سلوى برسالة محددة: سمو الشيخ سالم يرغب في لقاء عاجل بسموكم, وعلى الفور استقل سمو رئيس مجلس الوزراء سيارته واصطحب معه الشيخ فهد وتوجه للقاء أخيه الشيخ سالم العلي, حيث تم خلال اللقاء الذي حضر جانبا منه الشيخ فهد سعد العبدالله المباركة والمبايعة والتراضي بين أبناء الأسرة, كما جرى توقيع وثيقة بذلك سيذاع مضمونها في بيان يبثه التلفزيون الكويتي في التاسعة من صباح اليوم, يتوجه بعدها جميع أبناء الأسرة الى دار سلوى صباحا لتقديم »المبايعة الكبرى« للشيخ صباح الأحمد.
مصادر مطلعة كشفت ل¯ »السياسة« ان سمو الشيخ صباح الأحمد توجه فور خروجه من منزل الشيخ سالم العلي الى منزل رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي للإعداد للترتيبات التالية, مؤكدة ان الجلسة البرلمانية التي كان مقررا عقدها في العاشرة من صباح اليوم لتفعيل قانون الإمارة ستلغى بناء على طلب بذلك يقدمه مجلس الوزراء صباح اليوم, وهي الجلسة التي سبق أن طلبها مجلس الوزراء في كتاب وجهه اول من امس الى مجلس الأمة يؤكد فيه انه »قد ثبت لديه فقد حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله الصباح أمير البلاد قدرته الصحية على ممارسة اختصاصاته الدستورية«, مطالبا بأن تكون الجلسة »سرية خاصة لنظر الموضوع وفقا لأحكام الدستور وقانون توارث الإمارة رقم 4 لسنة 1964«.
وكان مجلس الامة ومعه السلطة التنفيذية يحاولان امس بكل السبل تجنيب حرج اتخاذ اجراءات دستورية لعزل رجل »سيظل دوره التاريخي والبطولي المشهود إبان فترة الاحتلال الغاشم ومعركة التحرير خالداً في سجل تاريخ وطننا الغالي«, كما وصفه بذلك سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد, خلال لقائه امس عدداً من اقطاب اسرة آل صباح في دار سلوى.
الشيخ صباح واثناء لقائه اقطاب الاسرة الذين كان من بينهم عدد ممن لم يحضروا ما عرف باسم »لقاء البيعة« يوم الجمعة الماضي, مثل الشيوخ خالد الاحمد وسالم الصباح ومشعل الاحمد ود. محمد الصباح واحمد الحمود اطلعهم على آخر الاتصالات والتطورات المتعلقة بالوضع الراهن, وكذلك على ما انتهى اليه مجلس الوزراء في جلساته الاستثنائية التي عقدت خلال الايام الثلاثة الماضية.
وكان لافتاً في لقاء دار سلوى امس حضور ابني الشيخ جابر العلي: علي جابر العلي وشقيقه دعيج جابر العلي.
وبالرغم من ان المساعي الحميدة التي واصل بذلها امس عدد كبير من النواب ووجهاء الكويت للتوصل الى توافق بين ابناء الاسرة ينهي الاحتقان السائد في البلد قد انتهت الى »لا شيء« وذهب الجميع الى بيوتهم بانتظار ان يقول الدستور كلمته في جلستي اليوم الصباحية والمسائية او في اولاهما فقط اذا ما اسفرت عن موافقة البرلمان على تنحية امير البلاد, فان بعض المصادر ظلت لا تستبعد تطوراً دراماتيكياً قد يفاجئ الجميع في الساعات الاخيرة يشكل نهاية سارة و»ناعمة« للازمة.
يذكر ان من ابرز المساعي التي بذلت امس الاجتماع الذي عقده عدد من وجهاء البلاد مع سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي, حيث ابلغوه »خطورة الوضع« وقالوا لسموه: »لقد اتينا اليك ساعين لانقاذ البلد, حتى لا تدخل في نفق مظلم«, كما كشفوا له ان الاغلبية من النواب تؤيد قرار مجلس الوزراء بطلب تفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الامارة.
مصادر مقربة من حضور اللقاء ذكرت ل¯»السياسة« ان سمو الشيخ سالم العلي »وعدهم خيراً« لكنها لم تكشف عن طبيعة هذا »الخير« وان اكدت انها لم تفقد الامل في ان »عميد أسرة آل الصباح لن يرد اليد الممدودة له من الكويت وشعبها, من اجل خير هذا البلد حاضراً ومستقبلاً« موضحة انها ستظل تترقب حتى آخر لحظة ان ينجز ما وعد به وجهاء الكويت.
وذكرت ان من ضمن الخيارات التي عرضت على الشيخ سالم العلي ووافق عليها سمو رئيس مجلس الوزراء ان يقوم الشيخ سالم بترشيح ثلاثة اسماء لمنصب ولي العهد يزكي البرلمان واحداً منها.
وكان رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي قد اعلن امس انه تلقى طلباً جديداً من سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله بتقديم موعد جلسة اداء القسم الدستوري لتعقد مساء امس الاثنين بدلاً من اليوم الثلاثاء, مشيراً الى انه ابلغ سموه بصعوبة تغيير الموعد نظراً لضيق الوقت.
واستبعد الخرافي الخيار الذي طرحه بعض النواب بمقاطعة جلستي المجلس, مؤكداً انه »لا مبرر لعدم حضور الجلستين« وانه »اذا تحتم علينا ممارسة صلاحياتنا الدستورية فسنتحملها, برغم حرصنا على استمرار الجهود الرامية للوصول الى توافق بين ابناء الاسرة«.
واوضح انه اذا حازت الحكومة موافقة المجلس على تنحية الامير فستطلب جلستين اخريين احداهما للترشيح لمنصب امير البلاد الجديد والاخرى لادائه القسم الدستوري, لافتاً الى ان الجلستين قد تدمجان معاً.
من جهته قال النائب محمد الصقر ان مسؤولية مجلس الامة باتت كبيرة الان, مؤكداً اننا »نواجه اكبر معضلة في تاريخ الكويت«, واضاف: »ليس سهلاً على نفوسنا عزل سعد العبدالله بطل التحرير«.
اما النائب حسين القلاف فرأى انه لا يد لسمو الشيخ سعد العبدالله في هذا الصراع, مطالباً بأن »ننأى بسموه عن التجريح«.
وقال ان »صباح الاحمد هو امير البلاد الفعلي, لكن هناك من يزايد ويتمصلح ولو على حساب مصلحة البلد«.
بدوره قال النائب د. وليد الطبطبائي ان الجهود التي بذلها اعضاء مجلس الامة جرت في اطار دستوري, لافتاً الى انه »حتى لو كانت هناك بعض الاستثناءات فان ذلك مقبول من اجل مصلحة الكويت«.