كانون
01-24-2006, 07:32 AM
صباح الأحمد أميرنا
* الشـيخ سـعـد يتنازل اليـوم في بيـان إلى الأمــة
كتب خضير العنزي وعبدالمحسن جمعة وابراهيم السعيدي:
في تمام الحادية عشرة ليلا، تنفست الكويت الصعداء، وتبادل الكويتيون عبارة «مبروك» وعادت البسمة الى الوجوه، فالازمة انفرجت، بلقاء سمو الشيخ صباح الاحمد وسمو الشيخ سالم العلي.
الاتفاق الذي كانت الكويت تنتظره بفارغ الصبر، قضى بأن يتنحى سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وبالمناداة بالشيخ صباح الاحمد اميرا، ليكون الحاكم الـ15 للكويت.
فبعد اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثفة مع القطبين الكبيرين، بما فيها لقاء لاقطاب الاسرة في دار سلوى، وآخر لمجلس الوزراء فيها ايضا زار الشيخ فهد السالم عند الساعة التاسعة ليلا وصعد اليه في الطابق العلوي، وابلغه بأن «والدي يبي يشوفك او يجيك»، فرد الشيخ صباح «أنا اروح له».
وهذا ما تم بالفعل حيث ذهب سموه الى قصر سمو الشيخ سالم في البدع عند العاشرة، واستمر اللقاء بينهما حوالي نصف ساعة زف على اثره الشيخ سالم للكويتيين عبر «القبس» نبأ الاتفاق وقال لهم «الشيخ صباح أميرنا».
وقال الشيخ سالم في تصريحه: «لقد التقيت اخي الشيخ صباح الاحمد وتباحثنا في مجمل الاوضاع وما آلت اليه، واتفقنا ان لا تنقطع شعرة التراحم والتوادد والمحبة في عائلة آل صباح».
وقال سموه «ان توافقا تاما بيننا في احترام مكانة وتاريخ سمو الامير سعد العبدالله الصباح الحافل بمحبة الكويت وأهلها، وتقديراً كبيراً لما قدمه لهذا البلد وشعبه واحتراماً لأعراف الأسرة وعادات أهل الكويت واحتراماً لمشاعرهم تم الاتفاق على ما سيسعد البلاد وما يؤدي إلى استقرارها».
وأشار سموه في تصريحه الخاص لـ «القبس» إلى أن أخاه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح سيتوجه في معيته لأخيه أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله الصباح صباح اليوم الثلاثاء في قصر الشعب وسنقبل رأسه وسنحقق رغباته وسنتفق حسبما يرغب بالصيغة المقبولة من سمو الأمير للتنازل والاعتذار عن مسند الإمارة، وان سمو الأمير سيعبر عن تقديره لطلب عميدها الشيخ سالم العلي الصباح الذي اطلعه على موقف الوفود الشعبية والسياسية التي جاءت منذ يوم أمس الأول وحتى مساء أمس، وأن سموه سيتنازل لأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح».
وقال سمو الشيخ سالم العلي «إن سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله يرغب بأن يرتاح، وكله ثقة بأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد وأن سمو الأمير قد أبلغني أنه قدم ما تمليه عليه مسؤوليات الوطن هو وأخيه المرحوم بإذن الله تعالى الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وانهما قدما ما عليهما تجاه الوطن، وحان الوقت ليحمل الراية رمز آخر من أسرة الصباح». واضاف الشيخ سالم العلي «ان التعثر الذي اعترى المرحلة الماضية جاء حرصاً لا أكثر على حماية الأسرة الحاكمة وكرامة سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح، ولم أكن في يوم من الأيام طامعاً بشيء لنفسي، وما يهمنا هو مصلحة الكويت وشعبها واستقرارها،وانه استجابة لأهل الكويت ولائتلاف وتعاضد ووحدة أسرة الصباح سيصدر بيان صباح غد (اليوم) يعبر عن انفراج الأزمة ودخول مرحلة جديدة من العمل لخدمة الكويت وأهلها». وقد اجتمع الشيخ صباح مع رئيس مجلس الأمة ليلا وأطلعه على فحوى الاتفاق.
وكانت الكويت قد وضعت يدها على قلبها من يوم الثلاثاء الموافق 24 يناير، وهي تنتظر جلسة مجلس الامة عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، المخصصة للنظر في تنحية سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله، حسبما تقتضيه المادة الثالثة من قانون احكام توارث الامارة.
كتاب الحكومة
وكان سمو رئيس مجلس الوزراء ارسل كتاباً بهذا الخصوص الى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي في ما يلي نصه:
سعادة الأخ الفاضل رئيس مجلس الأمة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قرر مجلس الوزراء أن يبلغكم انطلاقا من ممارسته لاختصاصاته الدستورية ووفقا لأحكام الدستور وقانون توارث الإمارة رقم 4 لسنة 1964 بأنه قد ثبت لديه فقد حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح أمير البلاد قدرته الصحية على ممارسة اختصاصاته الدستورية.
وبناء عليه، قرر مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي رقم 5/2006 المنعقد بتاريخ 22/1/2006 عرض الامر على مجلسكم الموقر لتحديد جلسة سرية خاصة لنظر الموضوع، وفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة رقم 4 لسنة 1964، وذلك في الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 24 ذي الحجة 1426 هـ الموافق 24 يناير 2006م، وفق ما تنص عليه المادة 72 من اللائحة الداخلية لمجلس الامة.
وفقكم الله لما فيه الخير والسـداد
رئيس مجلس الوزراء
صباح الاحمد الجابر الصباح
وكشفت مصادر الحكومة عن تجهيز خطاب يلقيه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد خلال الجلسة (التي الغيت الآن عمليا)، يوضح فيه الاسباب التي دعت الحكومة الى تفعيل المواد الدستورية في هذا الصدد، بالاضافة الى حضور اطباء وخبراء دستوريين لشرح الوضع. واوضح رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان الجلسة ستحدد مصير جلسة القسم المسائية، التي كان طلبها سمو أمير البلاد الشيخ سعد لأداء اليمين لانها ستكون جلسة حسم الوضع الدستوري.
واوضح الخرافي في مؤتمر صحفي امس، ان القرار الذي سيتم التوصل اليه في جلسة مجلس الامة سيحدد ما اذا ستكون هناك حاجة لجلسة مسائية لاداء سمو امير البلاد اليمين الدستورية، مشيرا الى امكان عقد جلسات اخرى.
واوضح ان الدستور يمنح مجلس الوزراء «صلاحيات اميرية» في ظل الوضع الراهن والحكومة تحظى بصلاحيات تفوق صلاحياتها قبل رحيل الامير الراحل، المغفور له الشيخ جابر الاحمد.
وتنص المادة الثالثة من قانون توارث الامارة على انه «يشترط لممارسة الامير صلاحياته الدستورية الا يفقد شرطا من الشروط الواجب توافرها في ولي العهد، فان فقد احد هذه الشروط او فقد القدرة الصحية على ممارسة صلاحياته، فعلى مجلس الوزراء - بعد التثبت من ذلك - عرض الامر على مجلس الامة في الحال لنظره في جلسة سرية خاصة».
وكان مجلس الامة قد تلقى طلبا من مجلس الوزراء لـ«عرض الامر على مجلس الامة لتحديد جلسة سرية خاصة للنظر في الموضوع، وفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة رقم 4 لسنة 1964 وذلك الساعة العاشرة صباحا الموافق 24 يناير الجاري».
واوضح ان من واجباته كرئيس للمجلس ان يقوم بكل «جهد للوصول الى نتائج مرضية لكل الاطراف». مؤكدا ان المجلس «سيتحمل مسؤولياته» ايا كانت النتائج.
وكشف الخرافي عن تلقيه رسالة جديدة امس من سمو امير البلاد تضمنت «طلبا بتغيير موعد عقد جلسة اداء اليمين الدستورية الى مساء الاثنين، بدلا من الثلاثاء»، الا ان الرئيس الخرافي اعتذر عن قبولها «نتيجة لضيق الوقت وعدم التمكن من تحقيق رغبة سموه».
وقالت مصادر برلمانية ان الرئيس الخرافي طلب من الشيخ فهد السعد نجل سمو امير البلاد تحديد موعد لمقابلة سمو الامير، الا ان السعد ابلغه ان سموه سيكون في مجلس الامة عند الساعة السادسة مساء، مما اضطر الرئىس الخرافي الى الاستعانة بسمو الشيخ سالم العلي لتجنب اي تطورات يمكن ان تزيد من تفاقم الاوضاع، حيث وعد سموه ان يحل هذه الاشكالية، لكنه طلب في الوقت نفسه ان يحدد الخرافي موعدا مع الشيخ مبارك عبدالله الاحمد لمحاولة حل الازمة.
كما زارت وفود عديدة الشيخ صباح والشيخ سالم للدعوة إلى حل توافقي داخل الأسرة (تفاصيل في مكان آخر).
نصف ساعة .. ثم عناق وتصفيق
استغرق اللقاء بين سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الأحمد نحو نصف ساعة تقريبا، ثم خرجا ليعانقا بعضهما بعضا، ثم بدأ الحاضرون بالتصفيق والدعاء لهما.
مـصلحـة الكويـت
قال سمو الشيخ سالم العلي انه تم التوصل الى هذا الاتفاق لان مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، ونريد ان يفهم شبان الاسرة انه يجب الا يشطوا عن كبارهم، لان الكبار يسيرون على طريق الاجداد، واكد ان مكانة الكويت واهلها عزيزة علينا.
دون شروط
علمت «القبس» ان الشيخ سالم العلي لم يحدد اي شروط لتنحي الامير الشيخ سعد العبدالله، ومن المقرر ان يزور الشيخ صباح قصر الشعب صباح اليوم حيث سيأخذ صورا مع الشيخ سعد والشيخ سالم العلي قبل ان يتلو بيان التنحي.
حضرا اللقاء
حضر لقاء سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الاحمد الشيخ احمد الفهد والشيخ علي سالم العلي.
اجراءات تعيين أمير الكويت
بعد اعلان تنازل سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يتسلم مجلس الوزراء مسؤولية الدولة ويتعين على مجلس الوزراء خلال 8 أيام ترشيح أمير البلاد لمجلس الامة.
نقاط خطاب التنحي
تولى نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلسي الأمة والوزراء محمد ضيف الله شرار مع خبير دستوري ليل أمس مهمة صياغة نقاط خطاب التنحي الذي سيصدر من قصر الشعب اليوم.
الصقر: عدم الـحل يدخلنا في نفق مظلم
رأى النائـــب محمد الصقر في تصريح ادلى به صباحا انه «اذا لم تنجح الاسرة الحاكمة بحل الخلاف بينهم.. فإن العبء الكبير على مجلس الامة، واذا فــشل المجلـس في حل هذه القضية فسوف تدخـــل الكويت في نفق مظلم».
الـحركة الدستورية: نؤيد طلب الـحكومة تفعيل المادة الثالثة
دعت الحركة الدستورية الاسلامية الى تقديم مبادرة كريمة يتنازل فيها سمو الامير عن الامارة، وذلك نظرا للظروف الصحية التي اثقلت كاهل سموه في السنوات الاخيرة.
واشارت الحركة في بيان صدر مساء امس الى انها ستتعامل بايجابية وبأعلى درجات المسؤولية في حال انعقاد جلسة اليوم مع طلب الحكومة القاضي بتفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة.
آراء
تداول عدد من النواب اقتراحات للتسوية بينها:
< ان يقوم النواب بالتوسط بين فرعي الاسرة الحاكمة للمساعدة في حل الأزمة.
< ان يلجأ النواب لمقاطعة جلستي اليوم ما لم يتم التوصل الى اتفاق.
< حل وسط بأن يسمح للأمير بأداء القسم ثم يتنحى لصالح الشيخ صباح.
لقاء سالم العلي وشخصيات كويتية
التقى أمس وفد من وجهاء الكويت ضم كلاً من: جاسم الصقر، ويوسف إبراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف سمو الشيخ سالم العلي في إطار الجهود المبذولة للتوفيق بين جناحي الأسرة، وبعد حديث مطوّل عن أهمية الوطن، وواجب الأسرة تجاه الكويت، وما ينتظره منها الكويتيون، تحدث الشيخ سالم أولاً عن الأوضاع القائمة وتساءل عن السبب الذي يدفع لتنحية سمو الأمير، وطرح فكرة أن يبقى في منصبه على أن يتولى سمو الشيخ صباح عملياً الأمور كافة. منتقداً «من هم حول الشيخ صباح».
وتحدث أعضاء الوفد جميعاً، حيث أكدوا أن المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة واضحة «فإذا فقد الأمير الأهلية يجب أن يتغير».
وأبلغوا الشيخ سالم «التركيز عليك الآن. فأنت يمكن أن تنقذ العائلة من الشقاف أو تجمعها وكل الكويتيين أنظارهم عليك.. ومن واجبك القيام بعمل بمستوى الطموح والمسؤولية».
وجرى التذكير بأن لقاء مماثلاً قد عقد قبل 3 سنوات «وقلنا لكم يجب أن ترتبوا البيت، وكنت أنت متحمساً، وما نمر به اليوم هو نتيجة تأخركم عن ذلك».
ووجه الحاضرون إلى الشيخ سالم عدة أسئلة تناولت قضايا خلافية.
وأبدى الشيخ سالم العلي تفهمه لما قاله الوفد حول صحة الشيخ سعد وضرورة تولي الشيخ صباح منصب الامارة، نافيا ان يكون قد طلب منصبا محددا.
وبشأن طلبه شيئا مكتوبا من اقطاب الاسرة الذين زاروه الاحد في ما يخص رغبته في ان تكون لديه ضمانة وتعهد، اقترح الوفد ان يتصل بالشيخ مبارك عبدالله الاحمد للتفاهم حول تنازل الشيخ سعد مقابل المطالب التي تحدث عنها لان من مصلحة الاسرة ان يتفق الكبار، لكي لا يتركوا مجالا للتصعيد الذي يقوم به البعض.
ووعد الشيخ سالم بالسعي في هذا الاتجاه وجدد معارضته لفكرة اعادة دمج ولاية العهد برئاسة مجلس الوزراء.
التقوا سالم العلي
التقى سمو الشيخ سالم العلي امس العديد من الوفود بينها وفد من وجهاء الكويت ضم كلا من جاسم الصقر، ويوسف ابراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف، كما استقبل نائب رئيس مجلس الامة مشاري العنجري النائب احمد السعدون ووفدا من الجمعيات الاسلامية ضم رئيس الهيئة العالمية الاسلامية يوسف الحجي، ورئيس جمعية الاصلاح عبدالله العلي المطوع، والشيخ احمد بزيع الياسين، ووفودا من عدة عائلات كويتية.
* الشـيخ سـعـد يتنازل اليـوم في بيـان إلى الأمــة
كتب خضير العنزي وعبدالمحسن جمعة وابراهيم السعيدي:
في تمام الحادية عشرة ليلا، تنفست الكويت الصعداء، وتبادل الكويتيون عبارة «مبروك» وعادت البسمة الى الوجوه، فالازمة انفرجت، بلقاء سمو الشيخ صباح الاحمد وسمو الشيخ سالم العلي.
الاتفاق الذي كانت الكويت تنتظره بفارغ الصبر، قضى بأن يتنحى سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وبالمناداة بالشيخ صباح الاحمد اميرا، ليكون الحاكم الـ15 للكويت.
فبعد اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثفة مع القطبين الكبيرين، بما فيها لقاء لاقطاب الاسرة في دار سلوى، وآخر لمجلس الوزراء فيها ايضا زار الشيخ فهد السالم عند الساعة التاسعة ليلا وصعد اليه في الطابق العلوي، وابلغه بأن «والدي يبي يشوفك او يجيك»، فرد الشيخ صباح «أنا اروح له».
وهذا ما تم بالفعل حيث ذهب سموه الى قصر سمو الشيخ سالم في البدع عند العاشرة، واستمر اللقاء بينهما حوالي نصف ساعة زف على اثره الشيخ سالم للكويتيين عبر «القبس» نبأ الاتفاق وقال لهم «الشيخ صباح أميرنا».
وقال الشيخ سالم في تصريحه: «لقد التقيت اخي الشيخ صباح الاحمد وتباحثنا في مجمل الاوضاع وما آلت اليه، واتفقنا ان لا تنقطع شعرة التراحم والتوادد والمحبة في عائلة آل صباح».
وقال سموه «ان توافقا تاما بيننا في احترام مكانة وتاريخ سمو الامير سعد العبدالله الصباح الحافل بمحبة الكويت وأهلها، وتقديراً كبيراً لما قدمه لهذا البلد وشعبه واحتراماً لأعراف الأسرة وعادات أهل الكويت واحتراماً لمشاعرهم تم الاتفاق على ما سيسعد البلاد وما يؤدي إلى استقرارها».
وأشار سموه في تصريحه الخاص لـ «القبس» إلى أن أخاه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح سيتوجه في معيته لأخيه أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله الصباح صباح اليوم الثلاثاء في قصر الشعب وسنقبل رأسه وسنحقق رغباته وسنتفق حسبما يرغب بالصيغة المقبولة من سمو الأمير للتنازل والاعتذار عن مسند الإمارة، وان سمو الأمير سيعبر عن تقديره لطلب عميدها الشيخ سالم العلي الصباح الذي اطلعه على موقف الوفود الشعبية والسياسية التي جاءت منذ يوم أمس الأول وحتى مساء أمس، وأن سموه سيتنازل لأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح».
وقال سمو الشيخ سالم العلي «إن سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله يرغب بأن يرتاح، وكله ثقة بأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد وأن سمو الأمير قد أبلغني أنه قدم ما تمليه عليه مسؤوليات الوطن هو وأخيه المرحوم بإذن الله تعالى الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وانهما قدما ما عليهما تجاه الوطن، وحان الوقت ليحمل الراية رمز آخر من أسرة الصباح». واضاف الشيخ سالم العلي «ان التعثر الذي اعترى المرحلة الماضية جاء حرصاً لا أكثر على حماية الأسرة الحاكمة وكرامة سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح، ولم أكن في يوم من الأيام طامعاً بشيء لنفسي، وما يهمنا هو مصلحة الكويت وشعبها واستقرارها،وانه استجابة لأهل الكويت ولائتلاف وتعاضد ووحدة أسرة الصباح سيصدر بيان صباح غد (اليوم) يعبر عن انفراج الأزمة ودخول مرحلة جديدة من العمل لخدمة الكويت وأهلها». وقد اجتمع الشيخ صباح مع رئيس مجلس الأمة ليلا وأطلعه على فحوى الاتفاق.
وكانت الكويت قد وضعت يدها على قلبها من يوم الثلاثاء الموافق 24 يناير، وهي تنتظر جلسة مجلس الامة عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، المخصصة للنظر في تنحية سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله، حسبما تقتضيه المادة الثالثة من قانون احكام توارث الامارة.
كتاب الحكومة
وكان سمو رئيس مجلس الوزراء ارسل كتاباً بهذا الخصوص الى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي في ما يلي نصه:
سعادة الأخ الفاضل رئيس مجلس الأمة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قرر مجلس الوزراء أن يبلغكم انطلاقا من ممارسته لاختصاصاته الدستورية ووفقا لأحكام الدستور وقانون توارث الإمارة رقم 4 لسنة 1964 بأنه قد ثبت لديه فقد حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح أمير البلاد قدرته الصحية على ممارسة اختصاصاته الدستورية.
وبناء عليه، قرر مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي رقم 5/2006 المنعقد بتاريخ 22/1/2006 عرض الامر على مجلسكم الموقر لتحديد جلسة سرية خاصة لنظر الموضوع، وفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة رقم 4 لسنة 1964، وذلك في الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 24 ذي الحجة 1426 هـ الموافق 24 يناير 2006م، وفق ما تنص عليه المادة 72 من اللائحة الداخلية لمجلس الامة.
وفقكم الله لما فيه الخير والسـداد
رئيس مجلس الوزراء
صباح الاحمد الجابر الصباح
وكشفت مصادر الحكومة عن تجهيز خطاب يلقيه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد خلال الجلسة (التي الغيت الآن عمليا)، يوضح فيه الاسباب التي دعت الحكومة الى تفعيل المواد الدستورية في هذا الصدد، بالاضافة الى حضور اطباء وخبراء دستوريين لشرح الوضع. واوضح رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان الجلسة ستحدد مصير جلسة القسم المسائية، التي كان طلبها سمو أمير البلاد الشيخ سعد لأداء اليمين لانها ستكون جلسة حسم الوضع الدستوري.
واوضح الخرافي في مؤتمر صحفي امس، ان القرار الذي سيتم التوصل اليه في جلسة مجلس الامة سيحدد ما اذا ستكون هناك حاجة لجلسة مسائية لاداء سمو امير البلاد اليمين الدستورية، مشيرا الى امكان عقد جلسات اخرى.
واوضح ان الدستور يمنح مجلس الوزراء «صلاحيات اميرية» في ظل الوضع الراهن والحكومة تحظى بصلاحيات تفوق صلاحياتها قبل رحيل الامير الراحل، المغفور له الشيخ جابر الاحمد.
وتنص المادة الثالثة من قانون توارث الامارة على انه «يشترط لممارسة الامير صلاحياته الدستورية الا يفقد شرطا من الشروط الواجب توافرها في ولي العهد، فان فقد احد هذه الشروط او فقد القدرة الصحية على ممارسة صلاحياته، فعلى مجلس الوزراء - بعد التثبت من ذلك - عرض الامر على مجلس الامة في الحال لنظره في جلسة سرية خاصة».
وكان مجلس الامة قد تلقى طلبا من مجلس الوزراء لـ«عرض الامر على مجلس الامة لتحديد جلسة سرية خاصة للنظر في الموضوع، وفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة رقم 4 لسنة 1964 وذلك الساعة العاشرة صباحا الموافق 24 يناير الجاري».
واوضح ان من واجباته كرئيس للمجلس ان يقوم بكل «جهد للوصول الى نتائج مرضية لكل الاطراف». مؤكدا ان المجلس «سيتحمل مسؤولياته» ايا كانت النتائج.
وكشف الخرافي عن تلقيه رسالة جديدة امس من سمو امير البلاد تضمنت «طلبا بتغيير موعد عقد جلسة اداء اليمين الدستورية الى مساء الاثنين، بدلا من الثلاثاء»، الا ان الرئيس الخرافي اعتذر عن قبولها «نتيجة لضيق الوقت وعدم التمكن من تحقيق رغبة سموه».
وقالت مصادر برلمانية ان الرئيس الخرافي طلب من الشيخ فهد السعد نجل سمو امير البلاد تحديد موعد لمقابلة سمو الامير، الا ان السعد ابلغه ان سموه سيكون في مجلس الامة عند الساعة السادسة مساء، مما اضطر الرئىس الخرافي الى الاستعانة بسمو الشيخ سالم العلي لتجنب اي تطورات يمكن ان تزيد من تفاقم الاوضاع، حيث وعد سموه ان يحل هذه الاشكالية، لكنه طلب في الوقت نفسه ان يحدد الخرافي موعدا مع الشيخ مبارك عبدالله الاحمد لمحاولة حل الازمة.
كما زارت وفود عديدة الشيخ صباح والشيخ سالم للدعوة إلى حل توافقي داخل الأسرة (تفاصيل في مكان آخر).
نصف ساعة .. ثم عناق وتصفيق
استغرق اللقاء بين سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الأحمد نحو نصف ساعة تقريبا، ثم خرجا ليعانقا بعضهما بعضا، ثم بدأ الحاضرون بالتصفيق والدعاء لهما.
مـصلحـة الكويـت
قال سمو الشيخ سالم العلي انه تم التوصل الى هذا الاتفاق لان مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، ونريد ان يفهم شبان الاسرة انه يجب الا يشطوا عن كبارهم، لان الكبار يسيرون على طريق الاجداد، واكد ان مكانة الكويت واهلها عزيزة علينا.
دون شروط
علمت «القبس» ان الشيخ سالم العلي لم يحدد اي شروط لتنحي الامير الشيخ سعد العبدالله، ومن المقرر ان يزور الشيخ صباح قصر الشعب صباح اليوم حيث سيأخذ صورا مع الشيخ سعد والشيخ سالم العلي قبل ان يتلو بيان التنحي.
حضرا اللقاء
حضر لقاء سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ صباح الاحمد الشيخ احمد الفهد والشيخ علي سالم العلي.
اجراءات تعيين أمير الكويت
بعد اعلان تنازل سمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح يتسلم مجلس الوزراء مسؤولية الدولة ويتعين على مجلس الوزراء خلال 8 أيام ترشيح أمير البلاد لمجلس الامة.
نقاط خطاب التنحي
تولى نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلسي الأمة والوزراء محمد ضيف الله شرار مع خبير دستوري ليل أمس مهمة صياغة نقاط خطاب التنحي الذي سيصدر من قصر الشعب اليوم.
الصقر: عدم الـحل يدخلنا في نفق مظلم
رأى النائـــب محمد الصقر في تصريح ادلى به صباحا انه «اذا لم تنجح الاسرة الحاكمة بحل الخلاف بينهم.. فإن العبء الكبير على مجلس الامة، واذا فــشل المجلـس في حل هذه القضية فسوف تدخـــل الكويت في نفق مظلم».
الـحركة الدستورية: نؤيد طلب الـحكومة تفعيل المادة الثالثة
دعت الحركة الدستورية الاسلامية الى تقديم مبادرة كريمة يتنازل فيها سمو الامير عن الامارة، وذلك نظرا للظروف الصحية التي اثقلت كاهل سموه في السنوات الاخيرة.
واشارت الحركة في بيان صدر مساء امس الى انها ستتعامل بايجابية وبأعلى درجات المسؤولية في حال انعقاد جلسة اليوم مع طلب الحكومة القاضي بتفعيل المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة.
آراء
تداول عدد من النواب اقتراحات للتسوية بينها:
< ان يقوم النواب بالتوسط بين فرعي الاسرة الحاكمة للمساعدة في حل الأزمة.
< ان يلجأ النواب لمقاطعة جلستي اليوم ما لم يتم التوصل الى اتفاق.
< حل وسط بأن يسمح للأمير بأداء القسم ثم يتنحى لصالح الشيخ صباح.
لقاء سالم العلي وشخصيات كويتية
التقى أمس وفد من وجهاء الكويت ضم كلاً من: جاسم الصقر، ويوسف إبراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف سمو الشيخ سالم العلي في إطار الجهود المبذولة للتوفيق بين جناحي الأسرة، وبعد حديث مطوّل عن أهمية الوطن، وواجب الأسرة تجاه الكويت، وما ينتظره منها الكويتيون، تحدث الشيخ سالم أولاً عن الأوضاع القائمة وتساءل عن السبب الذي يدفع لتنحية سمو الأمير، وطرح فكرة أن يبقى في منصبه على أن يتولى سمو الشيخ صباح عملياً الأمور كافة. منتقداً «من هم حول الشيخ صباح».
وتحدث أعضاء الوفد جميعاً، حيث أكدوا أن المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة واضحة «فإذا فقد الأمير الأهلية يجب أن يتغير».
وأبلغوا الشيخ سالم «التركيز عليك الآن. فأنت يمكن أن تنقذ العائلة من الشقاف أو تجمعها وكل الكويتيين أنظارهم عليك.. ومن واجبك القيام بعمل بمستوى الطموح والمسؤولية».
وجرى التذكير بأن لقاء مماثلاً قد عقد قبل 3 سنوات «وقلنا لكم يجب أن ترتبوا البيت، وكنت أنت متحمساً، وما نمر به اليوم هو نتيجة تأخركم عن ذلك».
ووجه الحاضرون إلى الشيخ سالم عدة أسئلة تناولت قضايا خلافية.
وأبدى الشيخ سالم العلي تفهمه لما قاله الوفد حول صحة الشيخ سعد وضرورة تولي الشيخ صباح منصب الامارة، نافيا ان يكون قد طلب منصبا محددا.
وبشأن طلبه شيئا مكتوبا من اقطاب الاسرة الذين زاروه الاحد في ما يخص رغبته في ان تكون لديه ضمانة وتعهد، اقترح الوفد ان يتصل بالشيخ مبارك عبدالله الاحمد للتفاهم حول تنازل الشيخ سعد مقابل المطالب التي تحدث عنها لان من مصلحة الاسرة ان يتفق الكبار، لكي لا يتركوا مجالا للتصعيد الذي يقوم به البعض.
ووعد الشيخ سالم بالسعي في هذا الاتجاه وجدد معارضته لفكرة اعادة دمج ولاية العهد برئاسة مجلس الوزراء.
التقوا سالم العلي
التقى سمو الشيخ سالم العلي امس العديد من الوفود بينها وفد من وجهاء الكويت ضم كلا من جاسم الصقر، ويوسف ابراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف، كما استقبل نائب رئيس مجلس الامة مشاري العنجري النائب احمد السعدون ووفدا من الجمعيات الاسلامية ضم رئيس الهيئة العالمية الاسلامية يوسف الحجي، ورئيس جمعية الاصلاح عبدالله العلي المطوع، والشيخ احمد بزيع الياسين، ووفودا من عدة عائلات كويتية.