مجاهدون
01-24-2006, 12:22 AM
صدر نهاية العام 2005 كتاب جديد عن حياة المفكر العالمي البارز جان جاك روسو، وقصة مواجهته مع طبقة رجال الدين.
اسم الكتاب "جان جاك روسو العبقري القلق"، والصادر عن دار هوتون ميفلين كومباني في نيويورك للكاتب ليودامروش المختص بالقرن الثامن عشر، أي عصر التنوير. والبروفيسور دامروش هو أستاذ الآداب الأوروبية والأمريكية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية وهو من كبار الأساتذة المختصين بالآداب الفرنسية وبفكر جان جاك روسو على وجه التحديد.
وهو يقول بأنه ألف كتابه هذا لسدّ نقص كبير في المكتبة الإنجليزية أو الأمريكية صحيح أنه توجد سيرة ضخمة لجان جاك روسو في اللغة الإنجليزية. وهي تقع في ثلاثة أجزاء ضخمة ومن تأليف البروفيسور كرانستون. وكانت قد صدرت على التوالي عام 1982، 1991، 1997. ولكن المشكلة هي أن مؤلفها مات قبل أن ينهي تماما الجزء الثالث والأخير فظل ناقصا. يضاف إلى ذلك أنه لم يأخذ بعين الاعتبار الطبيعة النفسية القلقة أو حتى الجنونية لجان جاك روسو.
رسو كان غريب الأطوار بسبب حياته الصعبة التي عاشها منذ طفولته. وكان "مليئا بالتناقضات لأنه عانى من الفقر والجوع والحالة غير المستقرة في سنوات حياته الأولى. فأمه ماتت أثناء ولادته بالضبط. ولذلك قال فيما بعد: كانت أولى جرائمي هي أني كلّفت أمي حياتها! ثم بعد ذلك تزوج والده وتخلى عنه وهو في العاشرة لكي يدبر أمور نفسه بنفسه"- كما ورد في عرض للكتاب نشرته "البيان".
وفي باريس ابتدأت حياة الشقاء والعناء لجان جاك روسو. فقد كان مجهولا، مغمورا، لا يعرفه أحد. وفي ذلك الوقت إذا لم تكن غنيا أو ارستقراطيا ابن عائلة كان حظك في النجاح أو الصعود الاجتماعي صفرا أو يشبه الصفر. وهنا تكمن عبقرية جان جاك روسو. فقد استطاع أن يقفز دفعة واحدة من الحضيض إلى القمة على الرغم من أن كل شيء كان ضده.
وكان يحمل معه جريدة لكي يتسلّى بها أثناء الطريق. وفجأة يقع بصره على السؤال التالي الذي طرحته أكاديمية ديجون كمسابقة للهواة: هل تقدّم الصناعات والعلوم والفنون في عصرنا أدّى إلى تهذيب الأخلاق أم إفسادها؟ وما إن قرأ روسو نص السؤال حتى وقع مغشيا عليه تحت شجرة. لقد انبطح على الأرض بكل قامته وجسمه وغاب عن الوعي للحظات. وعندما استفاق وجد أنه بكى بكاء غزيرا دون أن يشعر وأن الدموع بلّلت صدره وقميصه.
وعندئذ أصبح مشهورا بين عشية وضحاها. ثم توالت كتبه الرائعة الواحدة بعد الأخرى: كمقال عن أصل اللامساواة والظلم بين البشر، وكالعقد الاجتماعي، وإميل، وروايته الشهيرة: هيلويز الجديدة. وهكذا، وخلال بضع سنوات فقط، صبّ على الورق كل ما يريد أن يقوله وأصبح نبي العصور الحديثة.
ولكن مشاكله ابتدأت بعدئذ، والشهرة تجر المشاكل. فقد وقع بين فكي كماشة ولم يعد يستطيع فكاكا منهما. الفك الأول يتمثل بغضب الطبقة الارستقراطية الحاكمة عليه لأنه أعطى كل الحقوق والسيادة للشعب وتنبأ بانهيار النظام الملكي القديم لفرنسا. وساهم بذلك في بلورة النظرية الديمقراطية الحديثة. والفك الثاني يتمثل في أصدقائه من فلاسفة التنوير الذين حقدوا عليه لأنه كان يجامل المتدينين أكثر مما يجب في نظرهم ولأنه اشتهر أكثر مما يجب.
ثم حوصر من قبل الأصولية الكاثوليكية والأصولية البروتستانتية على الرغم من أنهما متعاديتان. وأصبحوا يحرقون كتبه في كل مكان ويلاحقونه من مكان إلى مكان. وعندئذ أخذ يشك في كل شيء، وأحيانا بأقرب المقربين منه. واتهموه بالمرض العقلي أو الجنون. وراحوا يشيعون الإشاعات عنه لكي يزعزعوا استقراره النفسي. وأصبح يرى الجواسيس في كل مكان... ودخل في نوع من الهذيان... وبالتالي فلا يمكن فصل عبقريته عن جنونه كما يرى المؤلف.
اسم الكتاب "جان جاك روسو العبقري القلق"، والصادر عن دار هوتون ميفلين كومباني في نيويورك للكاتب ليودامروش المختص بالقرن الثامن عشر، أي عصر التنوير. والبروفيسور دامروش هو أستاذ الآداب الأوروبية والأمريكية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية وهو من كبار الأساتذة المختصين بالآداب الفرنسية وبفكر جان جاك روسو على وجه التحديد.
وهو يقول بأنه ألف كتابه هذا لسدّ نقص كبير في المكتبة الإنجليزية أو الأمريكية صحيح أنه توجد سيرة ضخمة لجان جاك روسو في اللغة الإنجليزية. وهي تقع في ثلاثة أجزاء ضخمة ومن تأليف البروفيسور كرانستون. وكانت قد صدرت على التوالي عام 1982، 1991، 1997. ولكن المشكلة هي أن مؤلفها مات قبل أن ينهي تماما الجزء الثالث والأخير فظل ناقصا. يضاف إلى ذلك أنه لم يأخذ بعين الاعتبار الطبيعة النفسية القلقة أو حتى الجنونية لجان جاك روسو.
رسو كان غريب الأطوار بسبب حياته الصعبة التي عاشها منذ طفولته. وكان "مليئا بالتناقضات لأنه عانى من الفقر والجوع والحالة غير المستقرة في سنوات حياته الأولى. فأمه ماتت أثناء ولادته بالضبط. ولذلك قال فيما بعد: كانت أولى جرائمي هي أني كلّفت أمي حياتها! ثم بعد ذلك تزوج والده وتخلى عنه وهو في العاشرة لكي يدبر أمور نفسه بنفسه"- كما ورد في عرض للكتاب نشرته "البيان".
وفي باريس ابتدأت حياة الشقاء والعناء لجان جاك روسو. فقد كان مجهولا، مغمورا، لا يعرفه أحد. وفي ذلك الوقت إذا لم تكن غنيا أو ارستقراطيا ابن عائلة كان حظك في النجاح أو الصعود الاجتماعي صفرا أو يشبه الصفر. وهنا تكمن عبقرية جان جاك روسو. فقد استطاع أن يقفز دفعة واحدة من الحضيض إلى القمة على الرغم من أن كل شيء كان ضده.
وكان يحمل معه جريدة لكي يتسلّى بها أثناء الطريق. وفجأة يقع بصره على السؤال التالي الذي طرحته أكاديمية ديجون كمسابقة للهواة: هل تقدّم الصناعات والعلوم والفنون في عصرنا أدّى إلى تهذيب الأخلاق أم إفسادها؟ وما إن قرأ روسو نص السؤال حتى وقع مغشيا عليه تحت شجرة. لقد انبطح على الأرض بكل قامته وجسمه وغاب عن الوعي للحظات. وعندما استفاق وجد أنه بكى بكاء غزيرا دون أن يشعر وأن الدموع بلّلت صدره وقميصه.
وعندئذ أصبح مشهورا بين عشية وضحاها. ثم توالت كتبه الرائعة الواحدة بعد الأخرى: كمقال عن أصل اللامساواة والظلم بين البشر، وكالعقد الاجتماعي، وإميل، وروايته الشهيرة: هيلويز الجديدة. وهكذا، وخلال بضع سنوات فقط، صبّ على الورق كل ما يريد أن يقوله وأصبح نبي العصور الحديثة.
ولكن مشاكله ابتدأت بعدئذ، والشهرة تجر المشاكل. فقد وقع بين فكي كماشة ولم يعد يستطيع فكاكا منهما. الفك الأول يتمثل بغضب الطبقة الارستقراطية الحاكمة عليه لأنه أعطى كل الحقوق والسيادة للشعب وتنبأ بانهيار النظام الملكي القديم لفرنسا. وساهم بذلك في بلورة النظرية الديمقراطية الحديثة. والفك الثاني يتمثل في أصدقائه من فلاسفة التنوير الذين حقدوا عليه لأنه كان يجامل المتدينين أكثر مما يجب في نظرهم ولأنه اشتهر أكثر مما يجب.
ثم حوصر من قبل الأصولية الكاثوليكية والأصولية البروتستانتية على الرغم من أنهما متعاديتان. وأصبحوا يحرقون كتبه في كل مكان ويلاحقونه من مكان إلى مكان. وعندئذ أخذ يشك في كل شيء، وأحيانا بأقرب المقربين منه. واتهموه بالمرض العقلي أو الجنون. وراحوا يشيعون الإشاعات عنه لكي يزعزعوا استقراره النفسي. وأصبح يرى الجواسيس في كل مكان... ودخل في نوع من الهذيان... وبالتالي فلا يمكن فصل عبقريته عن جنونه كما يرى المؤلف.