لمياء
01-22-2006, 07:28 AM
دراسة بريطانية شملت حالات أكثر من 10 آلاف موظف على مدى 14 عاماً
لندن: اسامة نعمان
قال باحثون بريطانيون ان الإجهاد الناجم عن العمل عامل مهم في حدوث امراض القلب وداء السكري والتعرض لأخطار السكتة الدماغية. وقال تاراني شاندولا، الباحث في قسم علوم الأوبئة والصحة العامة في جامعة «يونيفرسيتي كوليدج» في لندن، الذي اشرف على الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، في حديث هاتفي مع «الشرق الاوسط» ان الدراسة تختلف عن الدراسات السابقة التي لاحظت علاقة الاجهاد بحدوث الامراض، في انها بحثت في الاسباب البيولوجية لهذه الظاهرة، أي في آلية حدوثها.
واضاف شاندولا، البريطاني من أصل هندي، ان «الاجهاد اثناء العمل يقود فعلا الى امراض القلب». ولدى الاستفسار منه ان كان ذلك يحدث مباشرة او بصفة غير مباشرة اجاب الباحث: «بطريقة مباشرة وغير مباشرة». وقال ان فريقه درس حالات 10 آلاف و38 رجلا وامرأة من الموظفين في سلك الخدمة المدنية في 20 وزارة في لندن، تراوحت اعمارهم واعمارهن بين 35 و 55 عاما، على مدى 14 عاما بين عامي 1985 و1999.
وهدفت الدراسة الى البحث في العلاقة بين الاجهاد اثناء العمل وبين «متلازمة التمثيل الغذائي» Metablic syndrome التي تسمى ايضا «عرض الأيض». وتكفي ثلاثة اخطار صحية من بين سلسلة الاخطار التالية لتشخيص هذه المتلازمة، وهي البدانة، وارتفاع ضغط الدم، وازدياد معدلات الشحوم الثلاثية، وازدياد سكر الدم، وارتفاع الكولسترول الضار.
وقال الباحث في دراسته الموسومة «الاجهاد المزمن ومتلازمة التمثيل الغذائي: دراسة مستقبلية» إن الاجهاد المزمن الناجم عن العمل يقود الى ظهور متلازمة التمثيل الغذائي وازدياد اعراض الاصابة بامراض القلب والسكري. وساهم في الدراسة إريك برانر ومايكل مارموت الباحثان بنفس القسم في الجامعة.
ورغم وجود دراسات سابقة حول تأثير الاجهاد في العمل، السيئ على صحة الانسان، فان العلماء لم يقدموا حتى الآن أدلة علمية حاسمة في هذا المضمار. الا ان الدراسة الجديدة توسعت في البحث وتعمقت فيه، إذ درس الباحثون حالات الموظفين الحكوميين بإجراء فحصين طبيين، كما دققوا في اجاباتهم على استطلاعات في مسح عام حول صحتهم. وقال الباحثون ان الاشخاص الذين اعلنوا عن تعرضهم للاجهاد سجلت لديهم على الاغلب، جملة من اخطار التعرض لأمراض القلب والسكري، وهي الاخطار التي تتمثل في البدانة وخصوصا زيادة محيط الخصر، وزيادة مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم.
ولتحديد مفهوم الاجهاد، وهو مفهوم غامض يصعب تعريفه، استخدم الباحثون طريقة استطلاع اطلقوا عليه «توتر العمل»، وخصوصا في «ظروف العزلة» كما وصفها شاندولا، الذي قال ان الاجهاد يمكن رصده فعلا اذا اعلن الاشخاص الخاضعون للدراسة ان متطلبات عملهم اصبحت عالية، وأن تحكمهم به او اشرافهم عليه أضحى محدودا. والشيء المميز للدراسة ان الباحثين استطلعوا اوضاع العاملين لتحديد مدى اجهادهم اربع مرات خلال فترة الدراسة بينما لم تستطلع الدراسات السابقة اوضاعهم سوى مرة واحدة. واعتبر الباحثون أي شخص يعلن تعرضه للاجهاد ثلاث مرات من المرات الاربع التي استطلعت فيها اوضاعه، مصابا بإجهاد العمل المزمن. وقال شاندولا ان فريقه عثر على علاقة مباشرة بين الاجهاد المزمن وبين متلازمة التمثيل الغذائي، اذ ظهر ان الرجال المصابين بالاجهاد المزمن يزداد لديهم، الى الضعف تقريبا، خطر ظهور هذه المتلازمة التي تقود الى امراض القلب والسكري، مقارنة بالذين لم يلاحظ عليهم الاجهاد المزمن. وقال الباحثون ان النساء يتعرضن بـ 5 مرات اكثر من الرجال لخطر متلازمة التمثيل الغذائي، كما يزداد خطر التعرض لهذه المتلازمة لدى الاشخاص الذين لا يهتمون بطعامهم، ويتناولون المشروبات الكحولية بكثرة، ويدخنون كثيرا، والذين لا يمارسون التمارين الرياضية. واخيرا فان الموظفين في المراتب الوظيفية الاخرى يزداد لديهم ايضا خطر التعرض لهذه المتلازمة.
ويعتقد ان إجهاد العمل المتواصل لفترة طويلة ربما يؤثر على الجهاز العصبي للانسان، او ان الاجهاد المزمن يقود الى خفض المقاومة البيولوجية لجسمه ويؤدي الى إحداث خلل في توازن وظائف اعضائهم. وفي تعليق على الدراسة قال بيتر ميزبيرف، الرئيس الطبي لـ«مؤسسة القلب» البريطانية ان الاجهاد ينجم على الاغلب عن قلة التحكم بالعمل. والانباء الجيدة في الدراسة انه يمكن اعادة الامور الى نصابها بامكانية «إدارة متلازمة التمثيل الغذائي على اعقابها بسلوك نمط غذائي وصحي سليم»، فيما قال متحدث باسم «دايبيتس يو كي» التي تعنى بداء السكري، ان النتائج مهمة لانه اصبح معروفا تأثير اجهاد العمل على ارتفاع ضغط الدم وظهور امراض القلب وهي عوامل تساعد على حدوث داء السكري.
* متلازمة التمثيل الغذائي
* تتمثل «متلازمة التمثيل الغذائي» في مجموعة من الاخطار الصحية التي تزيد من فرص ظهور امراض القلب والسكتة الدماغية والسكري. وتعرف هذه المتلازمة باسماء اخرى منها «متلازمة x» و«متلازمة مقاومة الانسولين». ووفقا للمسوحات الصحية الاميركية فان واحدا من كل خمسة اميركيين يعانون من هذه المتلازمة، ويزداد عدد المصابين بها مع تقدم السن، ولهذا تزداد الاصابات بعد سن الاربعين. وتشخص «متلازمة التمثيل الغذائي» لدى من لديهم ثلاثة من خمسة عوامل تالية:
ـ مقياس الخصر (يقاس عبر كل محيط البطن) 40 بوصة (101.6 سم) لدى الرجال و35 بوصة (88.9 سم) لدى النساء.
ـ ضغط الدم 130/85 ملم زئبق او اكثر - الشحوم الثلاثية 150 ملغم/ ديسيلتر - سكر الدم (اثناء الجوع) ـ اكثر من 100 ملغم/ ديسيلت - البروتين الدهني عالي الكثافة HDL اقل من 40 ملغم/ ديسيلتر (للرجال) واقل من 50 ملغم/ ديسيلتر (للنساء).
لندن: اسامة نعمان
قال باحثون بريطانيون ان الإجهاد الناجم عن العمل عامل مهم في حدوث امراض القلب وداء السكري والتعرض لأخطار السكتة الدماغية. وقال تاراني شاندولا، الباحث في قسم علوم الأوبئة والصحة العامة في جامعة «يونيفرسيتي كوليدج» في لندن، الذي اشرف على الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، في حديث هاتفي مع «الشرق الاوسط» ان الدراسة تختلف عن الدراسات السابقة التي لاحظت علاقة الاجهاد بحدوث الامراض، في انها بحثت في الاسباب البيولوجية لهذه الظاهرة، أي في آلية حدوثها.
واضاف شاندولا، البريطاني من أصل هندي، ان «الاجهاد اثناء العمل يقود فعلا الى امراض القلب». ولدى الاستفسار منه ان كان ذلك يحدث مباشرة او بصفة غير مباشرة اجاب الباحث: «بطريقة مباشرة وغير مباشرة». وقال ان فريقه درس حالات 10 آلاف و38 رجلا وامرأة من الموظفين في سلك الخدمة المدنية في 20 وزارة في لندن، تراوحت اعمارهم واعمارهن بين 35 و 55 عاما، على مدى 14 عاما بين عامي 1985 و1999.
وهدفت الدراسة الى البحث في العلاقة بين الاجهاد اثناء العمل وبين «متلازمة التمثيل الغذائي» Metablic syndrome التي تسمى ايضا «عرض الأيض». وتكفي ثلاثة اخطار صحية من بين سلسلة الاخطار التالية لتشخيص هذه المتلازمة، وهي البدانة، وارتفاع ضغط الدم، وازدياد معدلات الشحوم الثلاثية، وازدياد سكر الدم، وارتفاع الكولسترول الضار.
وقال الباحث في دراسته الموسومة «الاجهاد المزمن ومتلازمة التمثيل الغذائي: دراسة مستقبلية» إن الاجهاد المزمن الناجم عن العمل يقود الى ظهور متلازمة التمثيل الغذائي وازدياد اعراض الاصابة بامراض القلب والسكري. وساهم في الدراسة إريك برانر ومايكل مارموت الباحثان بنفس القسم في الجامعة.
ورغم وجود دراسات سابقة حول تأثير الاجهاد في العمل، السيئ على صحة الانسان، فان العلماء لم يقدموا حتى الآن أدلة علمية حاسمة في هذا المضمار. الا ان الدراسة الجديدة توسعت في البحث وتعمقت فيه، إذ درس الباحثون حالات الموظفين الحكوميين بإجراء فحصين طبيين، كما دققوا في اجاباتهم على استطلاعات في مسح عام حول صحتهم. وقال الباحثون ان الاشخاص الذين اعلنوا عن تعرضهم للاجهاد سجلت لديهم على الاغلب، جملة من اخطار التعرض لأمراض القلب والسكري، وهي الاخطار التي تتمثل في البدانة وخصوصا زيادة محيط الخصر، وزيادة مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم.
ولتحديد مفهوم الاجهاد، وهو مفهوم غامض يصعب تعريفه، استخدم الباحثون طريقة استطلاع اطلقوا عليه «توتر العمل»، وخصوصا في «ظروف العزلة» كما وصفها شاندولا، الذي قال ان الاجهاد يمكن رصده فعلا اذا اعلن الاشخاص الخاضعون للدراسة ان متطلبات عملهم اصبحت عالية، وأن تحكمهم به او اشرافهم عليه أضحى محدودا. والشيء المميز للدراسة ان الباحثين استطلعوا اوضاع العاملين لتحديد مدى اجهادهم اربع مرات خلال فترة الدراسة بينما لم تستطلع الدراسات السابقة اوضاعهم سوى مرة واحدة. واعتبر الباحثون أي شخص يعلن تعرضه للاجهاد ثلاث مرات من المرات الاربع التي استطلعت فيها اوضاعه، مصابا بإجهاد العمل المزمن. وقال شاندولا ان فريقه عثر على علاقة مباشرة بين الاجهاد المزمن وبين متلازمة التمثيل الغذائي، اذ ظهر ان الرجال المصابين بالاجهاد المزمن يزداد لديهم، الى الضعف تقريبا، خطر ظهور هذه المتلازمة التي تقود الى امراض القلب والسكري، مقارنة بالذين لم يلاحظ عليهم الاجهاد المزمن. وقال الباحثون ان النساء يتعرضن بـ 5 مرات اكثر من الرجال لخطر متلازمة التمثيل الغذائي، كما يزداد خطر التعرض لهذه المتلازمة لدى الاشخاص الذين لا يهتمون بطعامهم، ويتناولون المشروبات الكحولية بكثرة، ويدخنون كثيرا، والذين لا يمارسون التمارين الرياضية. واخيرا فان الموظفين في المراتب الوظيفية الاخرى يزداد لديهم ايضا خطر التعرض لهذه المتلازمة.
ويعتقد ان إجهاد العمل المتواصل لفترة طويلة ربما يؤثر على الجهاز العصبي للانسان، او ان الاجهاد المزمن يقود الى خفض المقاومة البيولوجية لجسمه ويؤدي الى إحداث خلل في توازن وظائف اعضائهم. وفي تعليق على الدراسة قال بيتر ميزبيرف، الرئيس الطبي لـ«مؤسسة القلب» البريطانية ان الاجهاد ينجم على الاغلب عن قلة التحكم بالعمل. والانباء الجيدة في الدراسة انه يمكن اعادة الامور الى نصابها بامكانية «إدارة متلازمة التمثيل الغذائي على اعقابها بسلوك نمط غذائي وصحي سليم»، فيما قال متحدث باسم «دايبيتس يو كي» التي تعنى بداء السكري، ان النتائج مهمة لانه اصبح معروفا تأثير اجهاد العمل على ارتفاع ضغط الدم وظهور امراض القلب وهي عوامل تساعد على حدوث داء السكري.
* متلازمة التمثيل الغذائي
* تتمثل «متلازمة التمثيل الغذائي» في مجموعة من الاخطار الصحية التي تزيد من فرص ظهور امراض القلب والسكتة الدماغية والسكري. وتعرف هذه المتلازمة باسماء اخرى منها «متلازمة x» و«متلازمة مقاومة الانسولين». ووفقا للمسوحات الصحية الاميركية فان واحدا من كل خمسة اميركيين يعانون من هذه المتلازمة، ويزداد عدد المصابين بها مع تقدم السن، ولهذا تزداد الاصابات بعد سن الاربعين. وتشخص «متلازمة التمثيل الغذائي» لدى من لديهم ثلاثة من خمسة عوامل تالية:
ـ مقياس الخصر (يقاس عبر كل محيط البطن) 40 بوصة (101.6 سم) لدى الرجال و35 بوصة (88.9 سم) لدى النساء.
ـ ضغط الدم 130/85 ملم زئبق او اكثر - الشحوم الثلاثية 150 ملغم/ ديسيلتر - سكر الدم (اثناء الجوع) ـ اكثر من 100 ملغم/ ديسيلت - البروتين الدهني عالي الكثافة HDL اقل من 40 ملغم/ ديسيلتر (للرجال) واقل من 50 ملغم/ ديسيلتر (للنساء).