المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق من أين و الي أين(الجزء السابع)



الدكتور عادل رضا
01-22-2006, 01:18 AM
أن الشهيد محمد صادق الصدر , من خلال تطبيق الفكر العرفاني الالهي علي نفسه و ذوبانه في عشق الله تعالي , و ربط ذلك العشق الالهي بمسئولياته الفردية و الاجتماعية.


أن ذلك التطبيق و ذاك الربط بالحب و العشق للرب الخالق مع المسئوليات الفردية و الاجتماعية, و أتصال ذلك التطبيق الذي قام به محمد صادق الصدر , مع محاولة الصدر الاول السيد محمد باقر الصدر عندما حاول أعادة تكرار المشهد الحسيني مرة أخري , من أجل خلق الحالة الثورية الانقلابية الصانعة للتغيير علي أرض العراق , كتتمة لما حققه و نجح فيه رفيق دربه , و أستاذه و صديقه الامام روح الله الخميني علي أرض أيران.


مع أن الظروف الموضوعية لأقامة النظام الاسلامي كانت أفضل في العراق منها في أيران , و هذا الامر هو بشهادة الامام الخميني نفسه(راجع نص مقابلة الامام الخميني مع السيد محسن الحكيم في كتاب الكوثر) , و هذا موضوع أخر , و لكن ,نعيد القول للتوضيح :


أن التطبيق لفكر العرفان الالهي الحركي الذي قام به الشهيد محمد صادق الصدر علي الذات و المجتمع , مع تداعيات الذي حصل مما ألت اليه تداعيات المحاولة الصدرية الاولي , مع الظروف المحيطة التي أستغلها الشهيد محمد صادق الصدر , بتغيير طريقة حركته علي الساحة , فأعاد بذلك الاسلام الثوري بقوة الي الساحة العراقية.



بعد هذا التطبيق و تداعيات ما حدث منذ أنطلاقة الحركة الاسلامية الثورية في العراق الجريح الي يومنا هذا.


كان هناك ما أعاد الرعب و الخوف ألي أجهزة الاستخبارات الدولية, و أجهزة التخطيط الاستكبارية , من بعد الاحتلال الاجنبي المباشر للعراق, هذا الشيء الذي أعاد الرعب و الخوف هو التيار الصدري.

لماذا كان هذا الخوف و ذلك الرعب؟

أن العراقيين الحقييين رغم خمسة و ثلاثين سنة من حكم أكبر نظام قمعي تسلطي عرفته و ستعرفه البشرية , و علي الرغم من الانهاك و التعب من الحصار الدولي , و علي الرغم من كمية الاشعاع المنبثق من البلوتونيوم المنضب المسبب للأمراض المسرطنة , و تراكمات الحروب المتواصلة العبثية , و علي الرغم من أشياء كثيرة أخري.


كان هناك وجود لتيار أسلامي ثوري يتحرك في خط التكليف الشرعي حتي الاستشهاد , كان تطبيق الفكر الصانع لعشق الله و الرابط لذلك العشق مع المسئولية الاجتماعية تجاه الذات و المجتمع.

مما خلق الرعب و فجر الخوف عند الاجانب.


أن هذا التحرك الاسلامي الثوري للتيار الصدري, و تناغم العراقيين الحقيقيين معه بالتأييد و المناصرة , أدهش الغرب الذي يفكر ماديا في كل شيء , و لم يحسب حسابا لأي حالة روحية , تجعل البشر يذوبون عشقا في الله تعالي , و يتحركون في تطبيق ما يريده معشوقهم الخالق لهم , من عدم الركون الي الظالمين , و الي التفكير من خلال فهم ما بين السطور , و الي الحركة السياسية المستندة علي ما يريده الله و ليس ما يريده الظالمون.


و أيضا يحركهم هذا العشق الالهي الي مطالبة الاخرين الي التحرك وفقا الي التكليف الشرعي.

أن هذا العشق الالهي الحركي هو ما كانت تواجه به قيادة عراقية أصيلة مثل السيد مقتدي الصدر و الملايين من أبناء التيار الصدري , الحالة الاستخباراتية و الانتهازية و التأمرية من المستعرقين تجاههُ هو شخصيا كقيادة عراقية أصيلة ,و تجاه باقي العراقيين الحقيقيين.


أريد أن أذكر قصة للتأريخ هنا :

قام أحد الثلاث الكبار في حزب الدعوة المزيف , من خلال حديث نقله لي أحدهم ( و هو المصدر للقصة) , قام بالقول ( و نحن ننقل القصة من العامية الي الفصحي) :

أننا مطمئنون , عندما جئنا الي العراق كانت صور مقتدي و أبوه موجودة في كل مكان , من صفوان الي زاخو , و الان بعد سنتين , اذا ذهبت ألي صفوان لن تجد صور مقتدي و لا أبو مقتدي , فمعني ذلك أننا نسير في الطريق الصحيح!!!!؟؟؟؟

هكذا كان حديث أحد الثلاثة الكبار ( اذا صح التعبير) الي المصدر الذي نقل لي القصة.

و هنا أريد أن أثبت مسألة كنت قد ذكرتها في مقال سابق بعنوان " ذهب صدام و جاء الصداميون" , أن العقلية الصدامية التأمرية علي قتل من هنا, و سحل من هناك , و التخطيط الطويل الامد للتصفيات السياسية للخصوم من هنالك , تعيش في عقليات مثل هؤلاء الناس المزيفين, المتسلقين للمناصب و السلطة من خلال أسماء شريفة كحزب الدعوة.


و أنطلق من الاثبات السابق الي القول :


أن ما جاء في القصة السابقة من تأمر واضح يستبطن التأمر الاستخباراتي للقضاء علي التيار الاسلامي الثوري , بعيدا عما يعلنه هؤلاء من أنهم جائوا من أجل الشعب العراقي , و هم مشغولين من أجل مناصب لا قيمة لها, و لا تحمل أي وزن حقيقي خارج المنطقة الخضراء , أو في السرقة و الحرمنة , أو في التأمر علي القتل و الاقصاء السياسي كما تثبته تلك القصة بالاعلي , و أيضا الاثبات مستمر كذلك بما حدث سابقا أثناء حرب النجف , حيث سقطت المرجعيات الاسلامية الشيعية في النجف الاشرف في التخطيط و التأمر علي قتل العراقيين , خدمة للمشروع الاستكباري , هي و باقي الاحزاب و التنظيمات و الشخصيات المشتركة في المشروع الأجنبي.(راجع مقالنا , عندما سقط الجميع في وحل التأمر علي أبناء"لا" ).



أن الموجودين في المنطقة الخضراء لا يهمهم العراقيين و مشاكل العراقيين .

هل تم قتل العراقيين أو تم تعذيبهم؟

هل حصل العراقيين علي مطالبهم أو لم يحصلوا عليها؟

أن هؤلاء أشخاص عندهم مصالح مع الأجانب , وهم أشخاص موجودين في المنطقة الخضراء, و يعيشون هناك من دون عائلاتهم.


أنهم موجودين كأفراد من دون عائلاتهم , ليحققوا تلك المصالح الشخصية الذاتية المرتبطة بوجود الاجنبي المحتل , فأولادهم و بناتهم و زوجاتهم موجودين في خارج العراق , فلن يتألم قلب أحدهم علي أبن قتيل له, أو عَرض يُنتهكه الأجانب.

أو أن يتحركون بتقديم الخدمات لعائلاتهم من كهرباء و امن و ما شابه من أساسيات الحياة, من خلال العمل علي تقديم تلك الخدمات للمجتمع ككل, بواسطة موقع المسئولية المفترض وجودهم فيه.

أن هؤلاء يضربون العراقيين بعرض الحائط , لأن العراقيين لا يهمونهم.

أن عوائلهم تعيش بالخارج , يأكلون و يشربون و يتعلمون و يعيشون في حالة من الامن و الامان و الطمأنينة , غير موجودة في العراق الجريح.

فأذا سقط المشروع الأجنبي , ذهب الصداميين الجدد مع أمتعتهم الي خارج العراق الي عوائلهم هناك, مع ما سرقوه, مضافا اليه جنسياتهم الغير عراقية التي يحملونها.

بالعراقي : أذا أنلاصت كل من شال غراضه و مشي.

وجل هؤلاء يحملون الجنسيات الغربية , و كم هو مضحك أن يدخل من يفترض به أن يكون رئيس لوزراء العراق الي بريطانيا بالجواز الانجليزي !!!!!!!

و أي رئاسة لوزراء و اية حكومة هذه الحكومة , التي لم تستطيع أن ترتقي حتي الي مستوي السخرية و التهكم التي نطلقها و أطلقناها عليها , أي حكومة بَلدية المنطقة الخضراء.

فحتي الخدمات البلدية من رفع الزبالة و الاوساخ في بغداد, هي عاجزة عن القيام بها , فالأجدر و الاحري بمن يطالب الاخرين بالدخول الي المشروع السياسي(و لا مشروع هناك بالحقيقة و الواقع), كان الاجدر و الأحري بهم أن يبتدأوا بالمشروع البلدي ليكونوا واقعيين, و لكي يرتقوا من اللاشيء الي مستوي سخريتنا منهم , كحكومة بلدية المنطقة الخضراء.

من كل هذا الكلام ننطلق للحديث عن أهم سؤال يواجه العراقيين اليوم:

ما العمل؟


الدكتور عادل رضا