المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشف علمي مثير موسيقى موزارت تعالج الزهايمر وحب الشباب وتحسن الإنتاج الزراعي أيضا!



مقاتل
01-21-2006, 06:30 AM
الفنانة كاثيا إلياد, تعيش في باريس, وتتحدث عن تجربة غريبة مرت بها, فقد أحست انها تعيش حالة من الجمود وانقطاع الصلة مع قدراتها الابداعية, كما شعرت انها غير قادرة على التحكم بذاتها, ولسبب لم تستطع ايجاد تفسير له حيث باتت عاجزة عن استخدام اللونين الاخضر والأزرق في لوحاتها التجريدية.
وظل الامر كذلك حتى الربيع الماضي حين خضعت لعلاج غير اعتيادي وهو جلسات استماع لموسيقى موتسارت يوميا لمدة ثلاثة اسابيع متتالية, وكانت تستمتع عبر سماعات رأسيه اهتزازية تعمل أحيانا على استبعاد اشد النغمات ضعفا وبعد ذلك تحدثت عن تلك التجربة كشيء دراماتيكي »أنا أكثر ارتياحاً مع ذاتي ومع الناس ومع كل شيء, ويبدو الأمر وكأني انهيت عشر سنوات من التحليل النفسي في ثمانية أشهر فقط«.

وتؤكد الفنانة أن اللونين الأخضر والأزرق عادا الى أعمالها.
وعن موتسارت تقول »لقد أصبح كانه الجد الذي يهدئك حين تنهض منتصف الليل بسبب كابوس«.
ولد وولفغانغ اماديوس موتسارت قبل 250 سنة في 27 يناير ,1756 ودائما هناك احتفالات تحيي ذكراه, إلا أن هذه السنة ستكون اكثر احتفاء بموسيقاه, لكن الأهم من ذلك انها ستشهد اعادة تفحص التفسيرات المتناقصة والمتضاربة لحياته القصيرة التي استمرت 35 سنة, فقد قيل عنه الكثير: ومنها انه كان الطفل المعجرة الذي دار به والده على القصور الملكية في جميع انحاء أوروبا, وكذلك ما قيل عن دفنه في قبر شخص متسول في مقبرة القديس ماركس في فيينا.

وهناك اسطورة غير مؤكدة تصوره كضحية لمنافسه في البلاط, أنطونيو ساليري, وبعض المعجبين به كانوا يقولون انه يتلقى الهاما سماويا لكن الأهم من هذا كله انه كان خلال السنوات العشر الاخيرة, موضوع جدل من نوع آخر واكثر أهمية مما سبق إذ اعتبره كثيرون قادرا على معالجة أمراض العقل والجسد.

والآن بات ينظر الى موتسارت باعتباره الموسيقي المعالج الذي يمكن لموسيقاه أن تعالج امراضا تمتد من حب الشباب وحتى الزهايمر, بل يزعم البعض ان موسيقاه تجعلك وأولادك أكثر ذكاء.احد جراحي الاعصاب في شيكاغو قام بدراسات تبين ان بعض مقطوعات موتسارت قادرة على الحد من شدة وتكرار نوبات الصرع لدى بعض المرضى, اما في كاليفورنيا, فقد توصل بعض الباحثين الى ان بعض الذين يعانون من مرض الزهايمر يصبحون أكثر قدرة على أداء الاختبارات العقلية بعد الاستماع لموتسارت لمدة عشر دقائق.

لكن الكثير من المادة المعتمدة في دعم هذا التوجه تقوم على حالات نادرة. الممثل الفرنسي جيرار ديباردو يقول: إن موتسارت ساعده في معالجة التلعثم في طفولته, والرسامة إلياد تلقت علاجها في في معهد باريس كان رائداً في الاستفادة من موسيقى موتسارت لمعالجة جميع أنواع اضطرابات الطفولة اضافة الى امراض الكبار ومنها الاكتئاب, ومع ان الحكومات لم تعترف بهذا الشكل من العلاج في حين يشكك المعالجون التقليديون الذين يعتمدون الموسيقى له, يوجد في بولندا مراكز كثيرة تعتمد طريقة المعهد الباريسي في مساعدة الاطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

وتقول أم تعيش في ريتشموند, إحدى ضواحي لندن, إن ابنها الذي كان يعاني من تأخر في ردود أفعاله ومن فرط نشاطه مع صعوبات لغوية, أصبح أحسن حالا بعد عدة جلسات استماع لموسيقى موتسارت. فبعد ان كان يظل صامتا نصف ساعة قبل أن يستحضر جوابه على سؤال ما, صار متحدثا نشيطا جدا ويستجيب حالا لما يطرح عليه.

لكن الأكثر انتشارا والأكثر إثارة للجدل ما قيل أخيرا حول قدرة موتسارت على تقوية القدرات العقلية.
فقد دعمت هذه الفكرة لأول مرة علميا في عام 1993 عبر مقالة نشرت في مجلة »فيتشر« أظهرت هذه الدراسة أن طلاب الجامعة الذين استمعوا للحركة الأولى من سوناتا موتسارت Sonata in D Major for Two Pianos كانوا أفضل أداء في الاختبارات الجامعية. وبعد ذلك قامت المشرفة على هذه الدراسة وهي أستاذة في جامعة وسكنسن وعازفة كمنجة تدعى فرنسيس روشر, بإجراء اختبارات مماثلة على فئران مخبرية, وقد استخدمت السوناتا ذاتها على مدى شهرين بعد ولادة الفئران ثم تركت حرة تتحرك في متاهة, وكانت النتيجة أن هذه المجموعة تجاوزت المتاهة بسرعة أكبر من ثلاثة مجموعات أخرى تعرضت لأشكال أخرى من الموسيقى والصوت.

هذه الدراسة أثارت ضجة في الأوساط الأكاديمية ودفعت كثيرين للقيام بتجاربهم وبالطبع هناك من أيد وهناك من شكك, لكن هذا العمل الذي لقي اهتماما واسعا من وسائل الإعلام أدى إلى نشوء ما يسمى »نزعة سايكولوجيا البوب« التي أطلق عليها اسم »تأثير موتسارت«. وبالتالي نشأت سوق لتداول الاقراص المدمجة التي تعد الجميع بزيادة قدراتهم العقلية وتحمل عناوين مثل »موتسارت للآباء والأمهات« أو »معدل زكاء مولودك الجديد«, وهناك الآن الكثير من الشركات والكتاب الذين يروجون لما سمى »تأثير موتسارت« وبعضهم يؤكد أن هذه الموسيقى تعزز فينا روح الرحمة والمحبة وتوقظ فينا حب الصلوات. ويؤكد آخرون أنها تنقي عقولنا وتجعلنا أكثر ذكاء.

لكن الأغرب من هذا كله أن المزارع كارلو كاغنوزي, الذي يملك حقولا من الكرمة في مقاطعة توسكاني الإيطالية, يؤكد أنه على مدى السنوات الخمس الماضية جرب عزف مقطوعات موتسارت على الأكورديون في حقله قبل موسم القطاف فتبين له أن العنب ينضج بسرعة أكبر, كما أن هذه الموسيقى تبعد الطيور والحشرات الطفيلية.