على
01-18-2006, 09:40 PM
6% من الطبيبات مدخنات
جدة: علي مطير
حذر تقرير صحي صادر في نهاية ديسمبر الماضي، عن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، من تزايد نسبة التدخين بين النساء في السعودية فيما احتلت سيدات المنطقة الشرقية ما نسبته 45 في المائة من حجم المدخنات في البلاد، وأن أكثر من 6 في المائة من الطبيبات السعوديات مدخنات.
في الوقت الذي أكدت فيه إحصائية حديثة عن السجل الوطني في وزارة الصحة السعودية، أن أكثر من 15 مليار سيجارة ينفثها السعوديون في العام الواحد بقيمة تصل إلى 633 مليون ريال، الأمر الذي قفز بالسعودية إلى المرتبة الرابعة عالميا في إستيراد السجائر.
وشكل الرجال في المنطقة الغربية النسبة الأعلى بين المدخنين بواقع 26 في المائة بينما كانت المنطقة الشمالية هي أقل النسب في عدد المدخنين حيث بلغت 14.9 في المائة، بينما احتل سرطان الرئة والمسبب الرئيسي له التدخين المركز الثأمن بين أكثر عشرة أنواع السرطان انتشاراً عند الذكور والإناث بين السعوديين عامة وبنسبة 3.9 في المائة.
وتقول إحدى المدخنات وهي طبيبة سعودية «رغبت في عدم ذكر اسمها» حول ازدياد عدد الطبيبات المدخنات «أعرف بأن النسبة كبيرة الى حد ما، لكني أعتقد أن عدد المدخنات هو أكبر من ذلك الرقم عطفا على وجود مدخنات سريات أو يمارسن هذه العادة بشكل متقطع، لكني أعترف بوجود صعوبة في الإقلاع عن هذه العادة نتيجة الضغوط المهنية والحياتية اليومية التي أعيشها».
ورفضت الطبيبة الأسلوب التوعوي الذي تتم به معالجة قضية التدخين في السعودية ومحاولة وصمه بسوء السلوك أو الانحراف، معتبرة أن «تلك النشرات تفتقد للجوانب الصحية وينصب تركيزها على الجانب الوعظي الذي لا ينسجم مع طبيعة التدخين وتأثيراته الطبية».
وتضيف »يجب أن نشرح التأثيرات السلبية الخطيرة ونترك القرارات للافراد أنفسهم هناك وصاية تمارس على المدخنين والمدخنات هي السبب في اصرارهم على عدم الاقلاع».
وكانت السعودية منحت تصريحا للجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات، بهدف نشر الوعي بين أوساط المجتمع والتركيز على الفئات العمرية الصغيرة من طلاب وطالبات المدارس المتوسطة والثانوية، وهي الخطوة التي وصفها البعض بالجيدة في إطار الجهود الرامية لمجتمع بلا مدخنين بينما تحفظ آخرون على مسألة الربط بين التدخين والمخدرات معللين أسباب تحفظهم بانعكاس النظرة الاجتماعية السلبية لمدمني المخدرات على المدخنين والمدخنات رغم الفروقات الصحية والدينية والاجتماعية بين الحالتين.
وفقا لبيانات مصلحة الجمارك السعودية فإن الضرائب على مستوردات التبغ وصلت في السعودية إلى 6.2 مليار ريال وبإضافة ما أنفق على الرعاية الصحية لمرضى التدخين فهي تساوي نحو 10.8 مليار ريال إذ يقدر مجموع الإنفاق على التبغ وما يحدثه من أمراض بـ(17) مليار ريال خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وهو الرقم الذي يكفي لبناء 17 مدينة طبية بفرضية أن تكلفة المدينة الطبية تبلغ مليار ريال كما أن نفس المبلغ يمكنه أن يوفر راتبا تقاعديا قيمته 5000 ريال لاكثر من ثلاثة ملايين متقاعد.
ويرى بعض المحللين للبيانات أنه بربط النسب الخاصة بالمدخنين والاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد فإن مثل هذه الارقام معرضة للزيادة عطفا على وجود العديد من المشكلات التي تساهم بشكل أو بآخر في تنامي عادة التدخين لدى الافراد، ومنها مشكلة الزحام المروري في المدن الكبرى وما يسببه من ارباك وقلق لدى السائقين، ومستويات البطالة لدى فئات الشباب من الجنسين وما يترتب عليها من تأثيرات نفسية يلجأ معها الشباب للتدخين، وكذلك حالة الطفرة الاقتصادية الحالية واتجاه معظم السعوديين لاستثمار مواردهم في سوق الأسهم وصناديق الاستثمار وما تنعكس عليه حالة الاهتمام والمتابعة اليومية أثناء عمليات التداول، من استهلاك كميات كبيرة من السجائر، قياسا بالاوقات العادية التي يقل فيها التدخين حتى لدى المدخنين أنفسهم.
وحسب معلومات سابقة لـ»الشرق الأوسط« توقعت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن يتصدر سرطان الرئة جميع السرطانات الأخرى لدى الرجال ويكون السبب الأول في الوفاة خاصة أن 30 الى 50 في المائة بين الرجال هم من المدخنين. ويعالج مركز الملك فيصل للأورام ما يقارب 2700 حالة سنوياً في حين يُعالج في بقية مراكز السعودية مجتمعة ما يقارب 1500 حالة بينما المسجل سنوياً في السعودية حوالي 7 آلاف حالة، فيما هنالك 4200 حالة سنوياً لا تتلقى العلاج بسبب وصول أغلب الحالات في حالة متأخرة من المرض.
ويتوقع الأطباء الأخصائيون أن تزداد نسبة الإصابة بالسرطان وتتضاعف إلى 14 ألف حالة سنوياً. وتصل تكلفة بعض الأدوية إلى 450 ألف ريال وتعطى على هيئة أقراص للمريض لمدة سنتين والعلبة الواحدة لا تقل قيمتها عن 25 ألف ريال هذا إضافة للتكلفة العالية جداً لإدارة مستشفيات السرطان.
يشار إلى أن الإحصاءات الدولية قدرت أن 1.5 مليون فرد يذهبون ضحية للتدخين في كل عام وأنه من المرجح أن يصل عدد الوفيات إلى عشرة ملايين بحلول عام 2020م وتؤكد التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 11 ألف شخص يموتون شهريا والخطر يزداد خاصة أن شركات الدعاية العالمية تنفق أكثر من ستة مليارات دولار سنويا للدعاية عن السجائر.
جدة: علي مطير
حذر تقرير صحي صادر في نهاية ديسمبر الماضي، عن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، من تزايد نسبة التدخين بين النساء في السعودية فيما احتلت سيدات المنطقة الشرقية ما نسبته 45 في المائة من حجم المدخنات في البلاد، وأن أكثر من 6 في المائة من الطبيبات السعوديات مدخنات.
في الوقت الذي أكدت فيه إحصائية حديثة عن السجل الوطني في وزارة الصحة السعودية، أن أكثر من 15 مليار سيجارة ينفثها السعوديون في العام الواحد بقيمة تصل إلى 633 مليون ريال، الأمر الذي قفز بالسعودية إلى المرتبة الرابعة عالميا في إستيراد السجائر.
وشكل الرجال في المنطقة الغربية النسبة الأعلى بين المدخنين بواقع 26 في المائة بينما كانت المنطقة الشمالية هي أقل النسب في عدد المدخنين حيث بلغت 14.9 في المائة، بينما احتل سرطان الرئة والمسبب الرئيسي له التدخين المركز الثأمن بين أكثر عشرة أنواع السرطان انتشاراً عند الذكور والإناث بين السعوديين عامة وبنسبة 3.9 في المائة.
وتقول إحدى المدخنات وهي طبيبة سعودية «رغبت في عدم ذكر اسمها» حول ازدياد عدد الطبيبات المدخنات «أعرف بأن النسبة كبيرة الى حد ما، لكني أعتقد أن عدد المدخنات هو أكبر من ذلك الرقم عطفا على وجود مدخنات سريات أو يمارسن هذه العادة بشكل متقطع، لكني أعترف بوجود صعوبة في الإقلاع عن هذه العادة نتيجة الضغوط المهنية والحياتية اليومية التي أعيشها».
ورفضت الطبيبة الأسلوب التوعوي الذي تتم به معالجة قضية التدخين في السعودية ومحاولة وصمه بسوء السلوك أو الانحراف، معتبرة أن «تلك النشرات تفتقد للجوانب الصحية وينصب تركيزها على الجانب الوعظي الذي لا ينسجم مع طبيعة التدخين وتأثيراته الطبية».
وتضيف »يجب أن نشرح التأثيرات السلبية الخطيرة ونترك القرارات للافراد أنفسهم هناك وصاية تمارس على المدخنين والمدخنات هي السبب في اصرارهم على عدم الاقلاع».
وكانت السعودية منحت تصريحا للجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات، بهدف نشر الوعي بين أوساط المجتمع والتركيز على الفئات العمرية الصغيرة من طلاب وطالبات المدارس المتوسطة والثانوية، وهي الخطوة التي وصفها البعض بالجيدة في إطار الجهود الرامية لمجتمع بلا مدخنين بينما تحفظ آخرون على مسألة الربط بين التدخين والمخدرات معللين أسباب تحفظهم بانعكاس النظرة الاجتماعية السلبية لمدمني المخدرات على المدخنين والمدخنات رغم الفروقات الصحية والدينية والاجتماعية بين الحالتين.
وفقا لبيانات مصلحة الجمارك السعودية فإن الضرائب على مستوردات التبغ وصلت في السعودية إلى 6.2 مليار ريال وبإضافة ما أنفق على الرعاية الصحية لمرضى التدخين فهي تساوي نحو 10.8 مليار ريال إذ يقدر مجموع الإنفاق على التبغ وما يحدثه من أمراض بـ(17) مليار ريال خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وهو الرقم الذي يكفي لبناء 17 مدينة طبية بفرضية أن تكلفة المدينة الطبية تبلغ مليار ريال كما أن نفس المبلغ يمكنه أن يوفر راتبا تقاعديا قيمته 5000 ريال لاكثر من ثلاثة ملايين متقاعد.
ويرى بعض المحللين للبيانات أنه بربط النسب الخاصة بالمدخنين والاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد فإن مثل هذه الارقام معرضة للزيادة عطفا على وجود العديد من المشكلات التي تساهم بشكل أو بآخر في تنامي عادة التدخين لدى الافراد، ومنها مشكلة الزحام المروري في المدن الكبرى وما يسببه من ارباك وقلق لدى السائقين، ومستويات البطالة لدى فئات الشباب من الجنسين وما يترتب عليها من تأثيرات نفسية يلجأ معها الشباب للتدخين، وكذلك حالة الطفرة الاقتصادية الحالية واتجاه معظم السعوديين لاستثمار مواردهم في سوق الأسهم وصناديق الاستثمار وما تنعكس عليه حالة الاهتمام والمتابعة اليومية أثناء عمليات التداول، من استهلاك كميات كبيرة من السجائر، قياسا بالاوقات العادية التي يقل فيها التدخين حتى لدى المدخنين أنفسهم.
وحسب معلومات سابقة لـ»الشرق الأوسط« توقعت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن يتصدر سرطان الرئة جميع السرطانات الأخرى لدى الرجال ويكون السبب الأول في الوفاة خاصة أن 30 الى 50 في المائة بين الرجال هم من المدخنين. ويعالج مركز الملك فيصل للأورام ما يقارب 2700 حالة سنوياً في حين يُعالج في بقية مراكز السعودية مجتمعة ما يقارب 1500 حالة بينما المسجل سنوياً في السعودية حوالي 7 آلاف حالة، فيما هنالك 4200 حالة سنوياً لا تتلقى العلاج بسبب وصول أغلب الحالات في حالة متأخرة من المرض.
ويتوقع الأطباء الأخصائيون أن تزداد نسبة الإصابة بالسرطان وتتضاعف إلى 14 ألف حالة سنوياً. وتصل تكلفة بعض الأدوية إلى 450 ألف ريال وتعطى على هيئة أقراص للمريض لمدة سنتين والعلبة الواحدة لا تقل قيمتها عن 25 ألف ريال هذا إضافة للتكلفة العالية جداً لإدارة مستشفيات السرطان.
يشار إلى أن الإحصاءات الدولية قدرت أن 1.5 مليون فرد يذهبون ضحية للتدخين في كل عام وأنه من المرجح أن يصل عدد الوفيات إلى عشرة ملايين بحلول عام 2020م وتؤكد التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 11 ألف شخص يموتون شهريا والخطر يزداد خاصة أن شركات الدعاية العالمية تنفق أكثر من ستة مليارات دولار سنويا للدعاية عن السجائر.