على
01-18-2006, 09:31 PM
ما بين الباحثين عن موقعه والآملين في الشفاء ينحصر زواره
عسفان: سلطان العوبثاني
الطريق بين عاصمتي العالم الإسلامي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، مليء بالأحداث، والمواقع، والقصص التاريخية، وهو نفس الطريق الذي يسير به الحجاج خلال الأيام الجارية بعد أداء مناسك الحج لزيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يغتنم الفرصة لاكتشاف إحدى بركات النبي محمد الثابتة طوال 14 قرنا، ألا وهو «بئر التفلة».
وما بين باحث عن حقيقة وجود البئر، وآخر يسعى للشفاء من بعض علله البدنية للوصول إلى «بئر التفلة» الذي بصق فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام السابع من التاريخ الهجري، تظهر ملامح وجوده على مسافة 55 كم شمال مكة المكرمة، و345 كم جنوب المدينة المنورة، بمدينة عسفان الشهيرة في الماضي باسم «طريق عسفان».
وطريق عسفان كان وعلى مر سنوات وقرون عديدة مسارا لحجيج بيت الله نحو المشاعر المقدسة، وقبل عصر الإسلام مر بها النبي هود عليه السلام، والنبي صالح، بالإضافة لكونه طريقا لقوافل قريش التجارية، والواصل الثابت بين مدينتي مولد النبي محمد (مكة)، وتكوينه لدولة الإسلام (يثرب).
ويقول عابد البلادي وهو مؤرخ تاريخي عن عسفان «الرحالة الذين عرجوا على مدينة عسفان ذكروها كمحطة للمسافرين، وكانت أساسا وموقعا للآبار، وملتقى وديان، ولذلك كانت تعرف أراضيها بالماضي بالخصوبة».
وبالعودة، لـ«بئر التفلة» الذي يقع في منتصف مدينة عسفان، ويلزم الوصول إليه سؤال أول محطة تعبئة لبنزين السيارات داخل المدينة للاستدلال عليه، لغياب لوحات إرشادية، والتزود بجالونات مياه من فئة 20 لترا بـ 5 ريالات، لملئها بمياه البئر.
وعند الوصول لأول جسر يواجه القادم من مكة باتجاه طيبة يستلزم نزول المتجه نحو موقع «بئر التفلة» عبر طريق ضيق وترابي يسبق الجسر بمترين، للنزول في طريق رملي مكسو بالحصى، ويجبر قائد السيارة بالتوجه على يمين الجسر للمشي بجوار المزارع، وذلك بعد أن يفصل الطريق برج الخزان. وبعد المرور في طريق مستقيم لمسافة 500 متر، يمر فيه الباحث عن «بئر التفلة»، مرورا بمزارع وبيوت طين مهجورة، تنكشف معالم البئر، المتربع على قاعدة إسمنتية، كتب عليها بخط اليد «بئر التفلة»، ونجد كهلا يجلس بجوار غرفة حفظ مكائن نقل الماء من البئر إلى خزانات بصانبير لتعبئة المياه، يدعى محمد.
ومحمد الذي يعيش في منتصف عقده السادس، ورفض ذكر اسمه الثاني، يحرس البئر منذ عامين، وبراتب لا يتجاوز 900 ريال سعودي، وتم تعيينه من قبل وزارة المياه، ولديه 9 أولاد. ومحمد الذي يقف بالبئر الذي مر عليه الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم متجها نحو المدينة المنورة، وبرفقته 1400 صحابي، بعد إبرامهم «صلح الحديبية» مع كفار قريش بمكة، يرى أن «الماء ثقلت ولم تعد كالماضي».
وتحكي كتب السيرة عن «بئر التفلة» بأن النبي محمد وصحابته مروا بالبئر بعد أن تأجل قيامهم بأداء مناسك الحج، وكان جافاً، فبصق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالبئر، فجاش الماء من البئر، ووصف عابد البلادي عذوبته بالقول «كان أعذب من ماء التحلية».
وما بين كلمة (كان) التي رددها البلادي في وصفه للماء، وتعليق حارس البئر محمد بأن الماء ثقلت، يضيف المؤرخ التاريخي «منذ أن تم تركيب مضخة نقل الماء من البئر للخزانات، والماء تعكر طعمه».
ويضيف البلادي «قبل عدة سنوات كانت هناك محاولات لإركاب مضخة بالبئر، ولكنها لم تعمل، وحين استخدمت نفس المضخة على بئر آخر في عسفان عملت، ولكنه تم تركيبها من جديد». وهكذا يعيش «بئر التفلة» في عالم من النسيان· مياه تعكرت، وطريق غير معروف سوى لأهل مدينة عسفان يدلون سائلهم عليه، وموقع شهد حادثة لخاتم الأنبياء والمرسلين· ووسط زوار للاطلاع واكتشافه، وآخرين يرغبون في الحصول على بركته للشفاء من أمراض مزمنة، يظل واقعه محصورا بين مزارع وركام وطرق متعرجة، وبعيدا عن أعين السياحة.
عسفان: سلطان العوبثاني
الطريق بين عاصمتي العالم الإسلامي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، مليء بالأحداث، والمواقع، والقصص التاريخية، وهو نفس الطريق الذي يسير به الحجاج خلال الأيام الجارية بعد أداء مناسك الحج لزيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يغتنم الفرصة لاكتشاف إحدى بركات النبي محمد الثابتة طوال 14 قرنا، ألا وهو «بئر التفلة».
وما بين باحث عن حقيقة وجود البئر، وآخر يسعى للشفاء من بعض علله البدنية للوصول إلى «بئر التفلة» الذي بصق فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام السابع من التاريخ الهجري، تظهر ملامح وجوده على مسافة 55 كم شمال مكة المكرمة، و345 كم جنوب المدينة المنورة، بمدينة عسفان الشهيرة في الماضي باسم «طريق عسفان».
وطريق عسفان كان وعلى مر سنوات وقرون عديدة مسارا لحجيج بيت الله نحو المشاعر المقدسة، وقبل عصر الإسلام مر بها النبي هود عليه السلام، والنبي صالح، بالإضافة لكونه طريقا لقوافل قريش التجارية، والواصل الثابت بين مدينتي مولد النبي محمد (مكة)، وتكوينه لدولة الإسلام (يثرب).
ويقول عابد البلادي وهو مؤرخ تاريخي عن عسفان «الرحالة الذين عرجوا على مدينة عسفان ذكروها كمحطة للمسافرين، وكانت أساسا وموقعا للآبار، وملتقى وديان، ولذلك كانت تعرف أراضيها بالماضي بالخصوبة».
وبالعودة، لـ«بئر التفلة» الذي يقع في منتصف مدينة عسفان، ويلزم الوصول إليه سؤال أول محطة تعبئة لبنزين السيارات داخل المدينة للاستدلال عليه، لغياب لوحات إرشادية، والتزود بجالونات مياه من فئة 20 لترا بـ 5 ريالات، لملئها بمياه البئر.
وعند الوصول لأول جسر يواجه القادم من مكة باتجاه طيبة يستلزم نزول المتجه نحو موقع «بئر التفلة» عبر طريق ضيق وترابي يسبق الجسر بمترين، للنزول في طريق رملي مكسو بالحصى، ويجبر قائد السيارة بالتوجه على يمين الجسر للمشي بجوار المزارع، وذلك بعد أن يفصل الطريق برج الخزان. وبعد المرور في طريق مستقيم لمسافة 500 متر، يمر فيه الباحث عن «بئر التفلة»، مرورا بمزارع وبيوت طين مهجورة، تنكشف معالم البئر، المتربع على قاعدة إسمنتية، كتب عليها بخط اليد «بئر التفلة»، ونجد كهلا يجلس بجوار غرفة حفظ مكائن نقل الماء من البئر إلى خزانات بصانبير لتعبئة المياه، يدعى محمد.
ومحمد الذي يعيش في منتصف عقده السادس، ورفض ذكر اسمه الثاني، يحرس البئر منذ عامين، وبراتب لا يتجاوز 900 ريال سعودي، وتم تعيينه من قبل وزارة المياه، ولديه 9 أولاد. ومحمد الذي يقف بالبئر الذي مر عليه الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم متجها نحو المدينة المنورة، وبرفقته 1400 صحابي، بعد إبرامهم «صلح الحديبية» مع كفار قريش بمكة، يرى أن «الماء ثقلت ولم تعد كالماضي».
وتحكي كتب السيرة عن «بئر التفلة» بأن النبي محمد وصحابته مروا بالبئر بعد أن تأجل قيامهم بأداء مناسك الحج، وكان جافاً، فبصق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالبئر، فجاش الماء من البئر، ووصف عابد البلادي عذوبته بالقول «كان أعذب من ماء التحلية».
وما بين كلمة (كان) التي رددها البلادي في وصفه للماء، وتعليق حارس البئر محمد بأن الماء ثقلت، يضيف المؤرخ التاريخي «منذ أن تم تركيب مضخة نقل الماء من البئر للخزانات، والماء تعكر طعمه».
ويضيف البلادي «قبل عدة سنوات كانت هناك محاولات لإركاب مضخة بالبئر، ولكنها لم تعمل، وحين استخدمت نفس المضخة على بئر آخر في عسفان عملت، ولكنه تم تركيبها من جديد». وهكذا يعيش «بئر التفلة» في عالم من النسيان· مياه تعكرت، وطريق غير معروف سوى لأهل مدينة عسفان يدلون سائلهم عليه، وموقع شهد حادثة لخاتم الأنبياء والمرسلين· ووسط زوار للاطلاع واكتشافه، وآخرين يرغبون في الحصول على بركته للشفاء من أمراض مزمنة، يظل واقعه محصورا بين مزارع وركام وطرق متعرجة، وبعيدا عن أعين السياحة.