المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقابلة مع السيد حسن نصر الله .....«نداء أخيراً» للتدخل بين اللبنانيين لأن الوضع خطير



مقاوم
01-18-2006, 12:50 PM
أطلق «نداء أخيراً» مناشداً الحكماء العرب التدخل بين اللبنانيين وبين بيروت ودمشق لتجاوز المحنة «لأن الوضع سيء وانعكاساته خطيرة» ... نصر الله لـ «الحياة»: حديث الهلال الشيعي تحريضي... بلا أساس

بيروت – غسان شربل


الحياة - 18/01/06//

قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ان الكلام عن الهلال الشيعي «لا أساس له من الصحة»، ولفت الى ان الوضع في لبنان «سيء وله انعكاسات خطيرة»، مناشداً الحكماء العرب التدخل بين لبنان وسورية، وبين اللبنانيين.

وكان نصر الله يتحدث الى «الحياة» في حوار تناول الانقسامات في لبنان والمناخات السائدة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من اغتيالات والخلاف الحاد القائم بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط و «حزب الله». كما تطرق الحديث الى العلاقات مع سورية وإيران ومسائل أخرى.

وقال نصر الله: «ليست لدى الشيعة أي نية لحكم لبنان. وأقصى ما يطمحون إليه هو الشراكة مع بقية اللبنانيين»، وسأل: «أين هي مقومات الهلال الشيعي؟ بعض الناس يطلق شعارات وفرضيات تطرح فكرة لا مقومات لها. هذا المشروع ليس موجوداً إلا في مخيلة من أطلقوه والهدف منه معروف».

وتحدث عن الصحوة الإسلامية وتطلع «الامبراطورية العظمى» الى ثروات المنطقة وقرارها مواجهة تهديد الحركات الإسلامية بـ:

1- إيجاد نزاع حاد جداً بين المسلمين انفسهم الشيعة والسنّة وداخل الشيعة وداخل السنّة، لكن اخطر شيء هو الموضوع الشيعي – السنّي. 2- اختراق الحركات الاسلامية. 3- دفع الحركات الاسلامية الى القيام بأعمال تسيء الى الاسلام والى الحركة الاسلامية، مثل ما يفعله الزرقاوي في العراق. وكيف تكون النظرة عندها الى الاسلام؟

أنا مسلم وإسلامي وأجد ان الاسلام الذي يحمله الزرقاوي مظلم وأسود ولا استطيع كاسلامي ان اتقبله، فكيف بالناس العاديين. هذا يقدم صورة مشوهة عن الحركة الاسلامية والمشروع الاسلامي، الى درجة اننا بعد قليل لن نعود قادرين على الدفاع عن المشروع الاسلامي والمقاومة الاسلامية والجهاد الاسلامي. كلمة جهاد واستشهاد واستشهادي صارت ملتبسة بعدما كانت من اهم عناصر القوة لمواجهة أي غزو استعماري لبلادنا».

وشدد على أن هناك «مشروع مواجهة، اخطر ما فيه العمل على الانقسام الحاد والفتنة بين الشيعة والسنّة. لذلك من تحدث عن الهلال الشيعي هم ألصق الناس بالأميركيين والانكليز، وأؤكد ان هذا الامر ليس موجوداً إلا في مخيلتهم، وهدفهم هو التحريض ليس اكثر».

وتطرق نصر الله الى المساعدة المطلوبة من العرب لتمكين لبنان من تجاوز المحنة، ولمعالجة التأزم في العلاقات اللبنانية – السورية، قائلاً: «منذ مدة دعوت – ولعلي كنت أول من دعا علناً – الى تدخل عربي بين لبنان وسورية. وذكرت الاشقاء الكبار – مع احترامي للمبادرة السودانية – وسميت المملكة العربية السعودية ومصر او جامعة الدول العربية، وفي رأيي حتى هذه اللحظة، يجب التدخل ولا يجوز اي تخلف عربي عن القيام بما ينبغي، لأن الوضع في لبنان سيء وله انعكاسات خطيرة. ولكن يبدو ان علينا الآن ان نوجه نداء أخيراً، انما ليس فقط لنطلب من الاشقاء العرب مساعدة لبنان وسورية على تخطي المحنة، اذ يبدو اننا في حاجة الى تدخل بعض الحكماء العرب لتخطي بعض المحن الداخلية، لأن ما جرى في الاسابيع الاخيرة يدل على ان من الصعب ان يدير اللبنانيون شؤونهم لو تركوا لأنفسهم.

للأسف حتى الآن يبدو ذلك، ربما لأنهم لا يشعرون بالمسؤولية احياناً». وأضاف: «أعطي مثلاً عندما اقوم بالتفاوض معك، وأضع شروطاً غير معلنة كي لا أحرج نفسي وأحرجك، وكي اقدم لك تنازلات وتقدم لي تنازلات في المقابل. وعندما يخرج أحدهما هذه الشروط الى العلن، هل هذا يعني انه يريد الحوار؟ أحس بأنه يوجد اشخاص في البلد لا يريدون بناء دولة ولا يريدون للبنانيين ان يتوافقوا. اذاً، ما العمل؟ نحن لا نستطيع تجاهل بعضنا بعضاً».

واستدرك: «هذا يعني اننا في حاجة الى الشقيق العربي ليتدخل بيننا. انا لا أدعو المملكة العربية السعودية او مصر او جامعة الدول العربية فقط الى التدخل بين لبنان وسورية، انا ادعوهم اليوم الى التدخل بين اللبنانيين، لأنه إذا تُرك اللبنانيون لأنفسهم لن يتمكنوا من بناء بلدهم بالعقلية السائدة حالياً. عقلية العزل والإلغاء والشطب. نحن نؤيد اي مبادرة عربية وندين اي اساءة لأي مبادرة عربية، ونعتبر التصريحات التي صدرت سواء التعليق على ما أُجري في جدة والرياض، او على استعداد الأمين العام لجامعة الدول العربية، مسيئة للبنان قبل ان تكون مسيئة للعرب او للجامعة».

مقاوم
01-18-2006, 12:57 PM
حوار مع الأمين العام لـ «حزب الله» عن أزمة الحكومة اللبنانية وأزمة الوطن وملفات داخلية وإقليمية (1)... نصر الله لـ«الحياة»: تسألون عن الحرب الأهلية وجوابي... أعوذ بالله جنبلاط اختار الصدام مع سورية قبل اغتيال الحريري وهذه قصة الوساطة

غسان شربل الحياة

- 18/01/06//

سألت سياسيين في لبنان عن احتمال عودة الوزراء الشيعة عن اعتكافهم ليمكن ترميم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة فردوا: لماذا لا تسأل السيد حسن نصر الله الأمين العام لـ «حزب الله». سألتهم عن احتمال اندلاع مواجهة في الشارع بسبب الانقسام حول الموقف من سورية وملفات اخرى وتلقيت منهم الرد نفسه الذي تكرر حين حاولت الاستفهام عن مستقبل الوضع في جنوب لبنان والقرار 1559 لمجلس الأمن، وسلاح المقاومة بعد استكمال التحرير. المفتاح موجود لدى نصر الله، قالوا. ولم يترددوا في الإشارة الى ان العلاقات الإقليمية لـ«حزب الله»، تحديداً تحالفه مع سورية وإيران، تنذر بإبقاء لبنان «اسيراً لسنوات طويلة».

رائحة خوف في لبنان. خوف من الاستنفار الطائفي والمذهبي، ومن شلل عام ينذر بكارثة اقتصادية، أو بما هو أسوأ.

لم يعد رئيس الجمهورية قادراً على لعب دوره. واضح ان الألغام الطبيعية والمفتعلة تعوق قدرة الحكومة على متابعة الملفات الصعبة، بدءاً من التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وصولاً الى الهموم اليومية للمواطن العادي.

حملت الأسئلة والمخاوف الى مكتب السيد حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وكان هذا الحوار الذي تنشره «الحياة» على حلقتين، وهنا نص الأولى:


> سماحة السيد، هل نحن عشية حرب اهلية جديدة في لبنان؟

- (ضاحكاً) تبدأ الحوار من مكان صعب.


> اجواء البلد تشجع على طرح هذا السؤال...

- تسألني عن الحرب الأهلية. أعوذ بالله من ذلك. انا طبعاً استبعد هذا الأمر. صحيح ان الأوضاع في لبنان تشهد توترات حادة في الآونة الأخيرة ولكن أتصور ايضاً انه يوجد من العقل والحكمة والضمانات ما يجعلنا بعيدين عن وضع سيئ من هذا النوع.


> هل يمكن ان يرى «حزب الله» نفسه مضطراً الى اطلاق الرصاصة الأولى في قتال داخلي؟

- مستحيل ان يطلق «حزب الله» رصاصة في قتال داخلي. هذا اولاً. ثم ان «حزب الله» يسعى في شكل دؤوب وجدي وحازم كي لا يقع في مؤامرة تحويل وجهة سلاحه، وهو يرفض ذلك في شكل مطلق.


> ما هي مشكلة «حزب الله» حالياً، هل هو مطالب بالتنازل عن جزء من دوره الإقليمي كي يتمكن من ان يكون جزءاً من الوفاق الداخلي؟


- المشكلة القائمة في لبنان حالياً ليست مشكلة «حزب الله» بالتحديد. انها مشكلة لبنان. أي لبنان نريد؟ الى اين نريد ان نذهب بلبنان؟ مستقبل لبنان وخياراته الاستراتيجية، السياسات التي يجب ان تحكم الوضع الداخلي والعلاقات الخارجية اللبنانية؟ هذه هي المسألة. لـ «حزب الله» وجهة نظر قد لا تتفق مع بعض القوى الموجودة اليوم في السلطة، وقد تتفق مع وجهات نظر قوى سياسية اخرى. المسألة لا ترتبط بدور «حزب الله» بقدر ما ترتبط بهذه الخيارات الأساسية والاستراتيجية.


> هل يمكن تفصيل ذلك اكثر؟

- اليوم هناك نقاش في لبنان هل اسرائيل عدو ام ليست عدواً؟ هل تشكل تهديداً استراتيجياً للبنان ام لا؟ هل انتهت الأطماع الإسرائيلية في لبنان ام لا؟ كيف نتعاطى مع الخروق الإسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية؟ كيف نسترجع بقية الأرض المحتلة؟ كيف نسترجع الأسرى والمعتقلين؟ هناك نقاش كبير حول هذه المسائل. هذا بالنسبة الى الملف الإسرائيلي. هناك نقاش ايضاً حول الملف الفلسطيني. السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، الحقوق المدنية للاجئين، مستقبل الوجود الفلسطيني في لبنان، توطين، عودة، تهجير. هناك نقاشات.

الملف الثالث هو العلاقة مع سورية. النظرة الى سورية ومستقبل العلاقة معها، المصالح الوطنية اللبنانية في هذه المسألة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

هناك ايضاً العلاقات الدولية. هل خرجنا، كما يقول الأخوة في 14 آذار، من الوصاية السورية لندخل كما يقول الأخوة في 8 آذار في وصاية اميركية – فرنسية على لبنان؟ ما هي حدود التدخل الأميركي والفرنسي في لبنان؟ ما هي النظرة الى المساعدة التي يقدمها الأشقاء العرب من المملكة العربية السعودية الى مصر الى جامعة الدول العربية؟ هذه مسائل خلافية. هناك من يرفض أي شكل من اشكال التعريب او المساعدة العربية إلا اذا كانت تخدم مشروعه، لكنه يرحب بأي تدخل اميركي او فرنسي.

في الملف الداخلي هناك ايضاً اسئلة كبيرة حول السياسات: الإصلاح الإداري والمالي والسياسي وملفات الفساد وهل تقتصر على «بنك المدينة» ام هي أوسع. هذا نقاش. هناك من يحصر الفساد بملف «بنك المدينة» ولا استعداد لديه لمناقشة ان الديون تبلغ 40 بليون دولار واين صرفت الأموال.


> فتح هذه الملفات ألا يشكل إحراجاً لكم؟

- لا، نحن ليس لدينا أي إحراج.


> على الأقل لحلفاء أو أصدقاء؟

- لا مشكلة لدينا. وهناك مشروع الدولة وتطبيق بقية بنود الطائف. لبنان اذاً في مخاض. هناك نقاش حول امور كثيرة. من التبسيط الشديد القول ان لا مشكلة في لبنان سوى مشكلة «حزب الله» ودوره، وكيف نعالج هذه المشكلة. موضوع «حزب الله» جزء من هذا المخاض الكبير لأن «حزب الله» قوة اساسية في البلد وله وجهات نظر في كل هذه المسائل، وفي الحد الأدنى يدّعي انه مخلص لوطنه وشعبه وللمصالح الوطنية اللبنانية، وحريص على وحدة البلد وتجنب أي فتنة داخلية وحريص على السلم الأهلي وبناء الدولة والمشروع الحقيقي الداعي الى بناء الدولة على اسس صحيحة. من هذا الموقع فإن «حزب الله» بما يمثل ومن يمثل لديه آراء قد تتفق وتختلف مع آخرين فتنشأ خلافات وصدامات.


قصة 8 آذار


> ألا تعتقدون انه كان في استطاعة «حزب الله» ان يتصرف بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بطريقة اخرى تخفف وطأة الأجواء السائدة؟ هل كانت تظاهرة 8 آذار في ساحة رياض الصلح ضرورية؟

- تماماً. كانت ضرورية جداً اذا عدنا الى المناخ الذي كان سائداً في ذلك الوقت.


السيد حسن نصرالله.
هناك مجموعة من القوى السياسية التي صار اسمها لاحقاً 14 آذار، أو قوى المعارضة طبعاً «حزب الله» لم يكن من قوى الموالاة، لم يكن عضواً في الحكومة ولم يكن منح حكومة الرئيس عمر كرامي الثقة. ولكن هو ليس في موقع المعارضة التي كانت قائمة في ذلك الحين. المناخ الذي كان سائداً، الاتهام لسورية. والقول أن سورية هي التي قتلت الرئيس الحريري هو اتهام ومحاكمة وحكم. وبناء عليه حصلت الضغوط التي ادت الى خروج القوات السورية بالطريقة التي خرجت بها. وسرت في الشارع اللبناني موجة شديدة من التحريض السياسي والاعلامي والنفسي لم تستهدف النظام فقط في سورية بل أيضاً الشعب السوري.

واستطيع بكل جرأة أن أصف تلك الحملة بأنها اتصفت في بعض الأحيان بمسحة عنصرية في بعض وسائل الاعلام وبعض الخطابات. ونحن لمسنا لمس اليد ان هذا التحرك سيؤدي الى صنع عداء مستحكم بين الشعبين اللبناني والسوري، وأنا لا أفترض ذلك بل لمسناه، لدينا طلاب لبنانيون في الجامعات السورية وهناك كثيرون من اللبنانيين الذين يذهبون الى سورية ويعيشون فيها ولمسوا ذلك من الانسان العادي، حتى من الذين يعارضون النظام في سورية. هذا لمصلحة من؟

كان لا بد من عمل ما يعبر فيه اللبنانيون عن شكرهم وامتنانهم حيال كل ما قدمته سورية للبنان مع تحفظهم عن الأخطاء التي ارتكبتها في لبنان. وهو ما قاله الرئيس بشار الأسد في خطابه. وتظاهرة 8 آذار جاءت بعد خطاب الرئيس الأسد الذي تحدث عن أخطاء. بين 8 آذار و14 آذار، ماذا جرى؟ كلانا طالب بالحقيقة وبالتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري ونريد وحدة وطنية والسلم الاهلي وبناء الدولة واتفاق الطائف. نحن لسنا مختلفين على هذه الأمور. لكن هناك من يقول شكراً لسورية وهناك من يشتم سورية ويحاكمها من دون دليل، ويبني جداراً من الكره بين شعبين لا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما بعضاً. في تقديرنا، الإنصاف والعدل يقضيان بألا تحاكم أحداً قبل ادانته. المصلحة الوطنية اللبنانية تقضي ألا يكون هناك عداء بين الحكومتين والشعبين، وبالدرجة الأولى بين الشعبين. فالحكومات تأتي وتذهب، أما الشعوب فباقية ولا نريد ان نصل الى مرحلة يتأصل هذا الحقد فيرثه جيل بعد جيل. من هنا الحاجة إلى 8 آذار. هذا في الاعتبار السوري.

أما في الاعتبار الداخلي، حركة 8 آذار في الشارع قامت باستيعاب نفسي كبير ومهم جداً لحالة احتقان، أي بتعبير آخر، خطاب المعارضة لم يكن يستهدف فقط النظام في سورية بل استهدف أيضاً العديد من القوى السياسية في لبنان، وبلغة تحريضية قاسية جداً جداً. هذه القوى لها امتداداتها في الشارع وطبعاً جزء من هذا الخطاب تناول حتى المقاومة. لهذه القوى جمهور عريض كان يستمع الى هذه الخطابات، يوماً تلو الآخر وشهراً تلو الشهر، وكان يتعبأ. في المقابل هناك شارع يتعبأ ولا بد من حركة تعيد ضبط هذا الشارع وتوازنه النفسي ليعبر عن نفسه وعن وجوده وعن شعاراته، فيقول أنه غير ضعيف وانه لا يمكن حذفه وشطبه. في رأينا توقيت 8 آذار كان مهماً لاستيعاب الشارع الآخر، لابقاء الخصام القائم في اطار السياسة والاعلام من دون ان ينسحب الى صدامات في الشارع. وفي رأيي لولا 8 آذار كان يمكن للصدام أن يندفع الى الشارع وهذا طبعاً خط أحمر بالنسبة إلينا، ولا نريد ان يصل لبنان الى هذه المرحلة. وفي كلا الاعتبارين اللبناني الوطني واعتبار مصالح لبنان وعلاقة الشعبين اللبناني والسوري، كان لا بد من حركة 8 آذار.


> أين نحن اليوم في موضوع اعتكاف الوزراء الشيعة؟ هل توقف الحوار؟

- حتى الآن حصلت محاولتان للتوافق. المحاولة الأولى في الرياض والتي في الحقيقة لم يتدخل فيها الأشقاء السعوديون وانما كانت الرياض الظرف المكاني، باعتبار ان الاخ الشيخ سعد الدين الحريري لا يستطيع ان يأتي الى لبنان، والاتصال بالواسطة أو بالهاتف غير مجد. طلب أن يذهب مندوبون من «حزب الله» وحركة «امل» اليه، وبالفعل ذهب مندوبان، وكانت لقاءات لمدة 48 ساعة وحوارات، وهو تشاور مع حلفائه في لبنان عبر الهاتف وتم التوصل الى اتفاق. وهذا الاتفاق الذي أنجزه هؤلاء اللبنانيون باركته المملكة العربية السعودية، ولكن بمجرد ان عاد الأخوة على ان يتم اعلان الاتفاق في اليوم التالي، بدأ اطلاق النار على هذا الاتفاق من بعض حلفاء الشيخ سعد، تحديداً السيد الاستاذ وليد جنبلاط. وفوجئنا في الوقت الذي اجتمعت كل وسائل الاعلام في منزل رئيس الحكومة دولة الرئيس فؤاد السنيورة، بأن دولة الرئيس يبلغ وسائل الاعلام أنه لا يمكنهم السير قدماً بهذا الاتفاق بسبب تحفظ بعض حلفائهم. في اليوم الثاني جاء عدد من الوزراء على قاعدة التشاور مع رئيس الوزراء وبدأت حملة اعلامية شديدة على الاتفاق الذي تم التوصل اليه، تارة بأن هذا اتفاق تم خارج لبنان كأن اتفاق الطائف تم في لبنان، أو كأن مدينة الطائف تقع في جبل لبنان، وتارة بأن هذا الاتفاق سيؤدي الى اتفاق قاهرة جديد.

عملياً اجهض الاتفاق وبقينا بضعة ايام نتحاور ثم أعيد التواصل. رئيس الوزراء قدم صيغة ناقشناها واجرينا عليها بعض التعديلات البسيطة وتفاهمنا. واستطيع أن اقول اتفقنا. ولكن كي أكون دقيقاً قال الرئيس السنيورة هذا جيد، هذه ايجابية لكنني اريد أن أشاور حلفائي. وكان الرئيس نبيه بري ذهب الى المملكة لأداء فريضة الحج والتقى الشيخ سعد في جدة، على ان يذهب دولة الرئيس السنيورة ويحصل لقاء هناك. الصيغة التي تم التفاهم عليها مع الرئيس السنيورة والتي كان من المفترض أن تبقى ضمنية لمزيد من النقاش والتشاور، ابرزها بعد يومين الاستاذ وليد جنبلاط في أحد لقاءاته في المختارة كنص امام وسائل الاعلام، وبدأ يخطب ويعلق عليها.

عملياً كنا ننتظر رداً من الرئيس السنيورة حول الاتفاق الجديد، وحتى الآن لم يأت بجواب. امس عندما كان السنيورة يجري اتصالات بالرئيس بري والاستاذ وليد جنبلاط من أجل استيعاب الجو الاعلامي والتصعيد الأخير، سألنا الرئيس السنيورة اين اصبحنا في الموضوع الأساسي، قال انتظروا أياماً ان شاء الله نحن نتواصل. لم نأخذ جواباً في شأن الاتفاق الثاني ولا استطيع أن اتحدث بتفاؤل لأن الذين اجهضوا الاتفاق الأول قد يجهضون الثاني، وهم يريدون تصعيد الامور واعتقد بأن هناك من يعمل جاهداً لئلا يحصل اتفاق بين «حزب الله» وحركة «أمل» من جهة و «تيار المستقبل» من جهة ثانية.


> بأي غرض؟

- منذ الخلاف الذي حصل في مجلس الوزراء الاستثنائي الذي عقد يوم الاثنين الذي حصلت فيه حادثة اغتيال النائب جبران تويني، ونحن تحفظنا عن توسيع عمل لجنة التحقيق الدولية لأسباب ترتبط بأمن لبنان. الادلة التي قالها الأخوة لم تكن مقنعة بأننا لو وسّعنا لجنة التحقيق سيضبط الوضع الأمني في لبنان وتقف الاغتيالات، فقلنا لهم ان غالبية الاغتيالات جرت بعد تشكيل لجنة التحقيق. وهذا يعني ان الحكومة تعلن عجزها وفشلها عن ضبط الامن في لبنان. وهذا أمر خطير وسيئ للبنانيين وللمستثمرين في لبنان أو الذين يريدون الاستثمار فيه. أما المحكمة الدولية التي طرحت في شكل طارئ، فكانت نقطة على جدول أعمال يوم الخميس. فقلنا لهم جيد، اليوم هو يوم الاثنين ويمكن أن ننتظر الى الخميس ومن المفترض ان نستمع منكم الى صيغة المحكمة الدولية، لأنني اؤكد انه حتى اليوم لم يقدم اي نص ولو صغير لأي وزير، يقول ما هي المحكمة الدولية.


> هل صحيح أنكَ أعطيت موافقة مبدئية على المحاكمة الدولية، واقترحتَ موسكو مقراً لها؟

- لا، هذا غير صحيح ولم أسمع بقصة موسكو. ولكن عندما حدثت المشكلة مع الضباط السوريين، لجهة التحقيق معهم، واقترح السيد ميليس اجراءه في مونتيفيردي، أنا كنت من الاشخاص الذين قالوا في بعض الجلسات الداخلية، ماذا نريد نحن؟ هل نريد أن نصل الى الحقيقة أم أن نحرج بعضنا بعضاً؟ هل نريد أن نعرف الحقيقة أم أن نحرج سورية؟

اذا كان المطلوب التحقيق مع الضباط السوريين فليحصل في أي مكان تطمئن اليه سورية، وعلى سبيل المثال موسكو أو القاهرة، وهذا رأي شخصي. أما بالنسبة الى المحكمة الدولية، فقلت لهم نعم نحن من حيث المبدأ نتحفظ، فنحن لا نعرف لمن ستصغي هذه المحكمة، ولكن إن أعلمتمونا عن طبيعة المحكمة وآلياتها ومرجعيتها والقانون الذي ستعتمده قد نتجاوز التحفظات. لذلك كان مفترضاً ان يزورني النائب بهيج طبارة يوم الاثنين او الثلثاء ليعرض علينا الصيغ المفترضة أو المقترحة، لنبت الامر في جلسة يوم الخميس. اصروا في جلسة الاثنين الاستثنائية على ان يصوت مجلس الوزراء على طلب محكمة دولية من دون أن نفهم ما هي هذه المحكمة. فاعترضنا على هذه الطريقة، وخرجنا من الجلسة وعلقنا عضويتنا في مجلس الوزراء. منذ ذلك الحين، لم ننقطع عن الحوار، لم نصعّد اعلامياً ولا سياسياً ولم نهاجم أحداً. كنا نُسأَل لمَ خرجتم؟ وكنا نشرح ونقول أعطونا وقتاً واعطونا نصاً، ولكن منذ ذلك الحين والسيد وليد جنبلاط يشن هجوماً يومياً.


> لم؟

- يجب أن تسأله.


الوساطة بن جنبلاط والأسد

مقاوم
01-18-2006, 12:58 PM
> كنتم قمتم بوساطة مع الرئيس الاسد بخصوص وليد جنبلاط، في 2005. لمَ تعثرت؟

- جيد أن نتحدث عن هذه الوساطة. اولاً انا عندي من المشاغل والهموم الكثير الكثير. في السنة الاخيرة قبل استشهاد الرئيس الحريري، قامت علاقة جدية وودية بيني وبينه. قال لي السيد وليد جنبلاط يا أخي الامور تغيرت في دمشق كنا نلتقي العماد حكمت الشهابي وهو الآن خارج البلد، وكنا نلتقي السيد عبد الحليم خدام وهو الآن غير معني. وأنا أذهب والتقي بفلان وفلان وفلان ولا اعرف ان كان هؤلاء ينقلون ما أقول لهم الى الرئيس بشار الاسد. فأنا اريد منك اذا أتيحت فرصة للتواصل بينك وبين الرئيس الاسد، ان نحدد بالضبط قناة الاتصال. عرضت الموضوع على الرئيس بشار فقال لا مشكلة. الذين يتواصل معهم هم معنيون ومسؤولون، ولكن اذا اراد أن يتواصل في شكل خاص عن غير طريق عنجر، أنا مستعد لتقبل أي رسالة وأي موضوع، أنا مستعد لتقبل ذلك عن طريق فلان، وحدد أحد المسؤولين.


> فلان سوري؟

- طبعاً، من دمشق. أي اذا توجه وليد بك الى دمشق واراد ان يقابل فلاناً يمكنه ذلك في أي وقت. لسوء الحظ أن هذا الأمر حصل في الاسبوع الذي استجد فيه موضوع التمديد للرئيس اميل لحود، وأقول استجد لأنه بحق استجد. المناخ لم يكن مناخ تمديد للرئيس لحود ثم تحول الى قرار تمديد، أو توجه تمديد.


> هل ساهمتم في قرار التمديد؟

- كنا ورقة بيضاء. لم يكن لدينا مانع من التمديد. لم نصر عليه ولم نمانعه. لذا كنا دائماً نتعاطى بأن هذا الخيار مفتوح وقابل للنقاش. فصار التمديد، بالتالي عندما بدأ العهد الرسمي للولاية الجديدة، حان وقت تشكيل حكومة جديدة.

لأول مرة، وخلافاً لكل الحكومات السابقة، كان رأينا أن يشكل الرئيس الحريري الحكومة الجديدة. وأنا شجعته وهو كان متردداً بعض الشيء. بل عملنا لدى الاخوة السوريين لتوضيح أن الظرف والمصلحة بعد التمديد، يقضيان بأن يشكل الرئيس الحريري الحكومة. لكن الحريري كان يقول لي: انا لديّ مشكلة في أن أشكل حكومة من دون وليد جنبلاط.

وفي ظل المناخ الصعب بين جنبلاط والسوريين سيكون صعباً تشكيل حكومة، فأريدك أن تساعدني بموضوع جنبلاط وعلاقته مع السوريين. طلب مني الرئيس الحريري في ذلك اليوم موعداً عاجلاً والتقيته في الضاحية الجنوبية، وقال: يجب ان تتدخل اليوم فوراً. وكان جنبلاط يومئذ شن هجوماً على السوريين، وفي اليوم التالي لزيارة الرئيس الحريري لي، كان مقرراً عقد لقاء لقوى سياسية وأحزاب في الكومودور ضد وليد جنبلاط، وفي الليلة ذاتها كان وليد جنبلاط ضيف حلقة «كلام الناس» على شاشة «ال بي سي». سألت الرئيس الحريري لمَ اليوم، فقال والتعبير له: «لأنهم غداً في الكومودور سيسلخون جلده وليلاً هو سيهاجم حتى النهاية، بالتالي أي فرصة لتصحيح العلاقات مع سورية، لن تكون متاحة. وأنا فكرت طوال ليل أمس، ولم أنم لحظة، وتوصلت الى أنك انتَ من يستطيع معالجة الوضع. واتمنى أن تتحدث الى وليد بك وتطلب منه تهدئة الأمور».

اتصلت بوليد بك، وتحدثت اليه وقلت له أتمنى أن تتروى وتهدأ وأنا سأعالج الامر غداً. وبالفعل في الليلة ذاتها، أجريت الاتصالات اللازمة لتهدئة الاجواء لليوم التالي في الكومودور. كما خفف وليد جنبلاط هجومه وقال على الشاشة: انا ملتزم مع السيد حسن، وكررها ثلاث أو أربع مرات. دخلت أنا اذن في الوساطة. والامر لم يكن معقداً. كل ما كان مطلوباً ترتيب لقاء بين الرئيس الاسد ووليد جنبلاط ليجلسا ويتفاهما.

في البداية كان الرئيس بشار الاسد منزعجاً من تعاطي الرجل معهم، ولكن نتيجة محاولات متكررة أبدى الرئيس الاسد ايجابية في استقبال جنبلاط في ذلك الحين. وهذه المرة الاولى التي أكشف فيها هذا الموضوع. ارسل الاسد يقول لي بالنهاية جنبلاط تهجم علينا وعلى النظام وأكثر من تعرض للهجوم ممثلنا في لبنان، العميد رستم غزالي فإن استطعت رتِّب الموضوع، ولو من باب اللياقة، ليلتقي وليد جنبلاط برستم غزالي، وعندئذ أهلا وسهلاً به في دمشق. وأنا اعتبرت الامور ممتازة. ارسلت الى وليد بك، وكان يوم سبت، ولا أذكر التاريخ، لكنه قبل اغتيال الحريري وقبل اعتزاله الحكومة. الاثنين كان هناك مؤتمر البريستول.

السبت أرسلت أحد الأخوة الى المختارة، واتصلت به هاتفياً فقلت له هناك مستجدات، وأتمنى أن تستقبل الاخ وتستمع اليه وتعطيني جواباً. ذهب الاخ الحاج حسين خليل وقال له نتيجة لوساطة السيد، الجو في سورية جيد وايجابي، والرئيس بشار جاهز وسنرتب مواعيد فتذهب أنت والسيد معاً، لكن السيد يرى أنه من باب اللياقة، ولم نقل أن هذا شرط الدكتور بشار، إما أن يدعونا رستم غزالي الى الغداء فنمر به في طريقنا الى الشام، أو يدعوك السيد الى الغداء انت ورستم غزالي فننهي هذا الجو ونلتقي بعدها الاسد.

فقال له دعني أفكر وأشاور. اتصل الحاج حسين من المختارة وقال لي هذا ما حدث، فقلت له حسناً فليبق الامر بيننا فان لم يقبل لنعرف كيف نعالج الموضوع لاحقاً. واذا بوليد جنبلاط يفشي ما حدث في مؤتمر البريستول. فهمت في تلك اللحظة انه ليست لوليد جنبلاط أي نية جدية للتصالح مع السوريين، حتى قبل اغتيال الرئيس الحريري، وان السيد وليد جنبلاط اخذ خياره بالصراع مع هذا النظام. ومع ذلك، اعتقد بأن ما قاله في البريستول كان مسيئاً إليّ شخصياً كوسيط، وللرئيس الحريري المتحمس للوساطة وللسوريين أنفسهم. كان واضحاً، وانا أشهد بأن كل هذا الجو كان قبل اغتيال الرئيس الحريري، وابدى الرئيس بشار الايجابية المطلوبة لتجاوز المشكلة مع وليد جنبلاط، لكن وليد جنبلاط كان مصراً على الذهاب الى الصدام مع النظام في سورية. بعد اغتيال الرئيس الحريري صارت الأمور أصعب. لم يعد ممكناً الحديث عن وساطة. نعم، كنا أنا وآخرون نبذل جهوداً شخصية وليست بطلب من أحد لترتيب الأمور وترطيب الاجواء، لكن الامور كانت صعبة.


> هل حصلت في تلك الفترة موافقة على استقبال وليد جنبلاط من قبل مسؤولين سوريين ولكن من دون اللقاء مع الأسد؟

- هذا جرى لاحقاً بعد استشهاد الرئيس الحريري، والهجوم الكاسح الذي شنه وليد جنبلاط. صار الرئيس الاسد يتحفظ. لكنه لم يمانع في أن يلتقي معه مسؤولون آخرون.


اللجنة السورية


> يقول جنبلاط ان الانقسام الحالي هو على الموقف من النظام السوري وليس من الشعب السوري، واسمح لي ان اقول أكثر: ثمة من يقول أن لدى «حزب الله» برنامجاً لإعادة النفوذ السوري الى لبنان.

- (ضحك) أولاً هذا ادعاء بلا دليل. ثانياً لو أخذنا «حزب الله» ماذا استفاد من الوجود السوري في لبنان، ولن اقول منذ ثلاثين سنة فقبل 1982 لم يكن «حزب الله» موجوداً. من 1982 الى اليوم الذي خرجت فيه القوات السورية ماذا استفاد «حزب الله» من الوجود السوري، وماذا استفاد وليد جنبلاط؟ وآخرون وآخرون وآخرون؟

لنتحدث عن فترة وجود سورية في لبنان. اولاً وجودنا في ادارات الدولة، لم يكن لنا أي وجود. بالعكس اغلقت أمامنا الادارات الرسمية. اما المناطق التي كان لنا فيها نشاط ونفوذ معنوي وشعبي فكانت تزداد حرماناً وفقراً. نحن لم نستفد بالوظائف ولا بالمشاريع والانماء والسلطة، ولا أي شيء كما استفاد آخرون. لذلك كل من اراد ان يحاكم تلك الحقبة، ليست لدينا مشكلة معه، بل سنكون مرتاحين لأننا خارجها.

نعم، الوجود السوري في لبنان كان يعني لنا شيئين: اولاً هو عامل رئيسي في تأمين الاستقرار الداخلي، بسبب هشاشته. ثانياً كان هذا الوجود يشكل حضناً حامياً للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي. بالتالي، أنا موقفي من سورية خاضع لاعتبارات وطنية واستراتيجية وليس خاضعاً لحسابات شخصية أو حزبية أو مصلحة آنية. أنا لم أكن مع سورية في لبنان لأنها كانت تجد لي وظائف في ادارات الدولة، ولا لأنها كانت تؤمّن لي مشاريع او تعطيني موازنة أو وزراء أو نواباً. وهم يعلمون هذا. بالعكس، اللجنة السورية التي كانت تدير الشأن اللبناني حتى العام 2000 كانت تتعمد تجاهل «حزب الله» في المعادلة الداخلية اللبنانية.


> لماذا؟

- لأمر يرتبط بهم، لا أعلم.


> عفواً تعني اللجنة السورية التي ضمت خدام والشهابي وغازي كنعان؟

- نعم اللجنة السورية. اذاً، انا اعتباراتي استراتيجية. أنا أتحدث عن الامن والاستقرار في لبنان، وعن حماية المقاومة. اليوم أنا لا اعمل لا لاعادة القوات السورية الى لبنان ولا لإعادة الاستخبارات السورية إليه، ولا لإعادة النفوذ السوري. وللمناسبة، شئنا أم ابينا نحن وغيرنا، لسورية نفوذ في لبنان لا يستطيع أحد أن يستأصله، بحكم ما يُقال عن واقع التاريخ والجغرافيا وشبكة المصالح وتشابك العلاقات العائلية والاجتماعية.

هناك هدف آخر نعمل له. نحن نرفض محاربة سورية من لبنان، ونرفض تورط اللبنانيين بأي مشروع لاسقاط النظام في سورية. وهذا خطر على سورية ولبنان. لاسباب وطنية لبنانية، نعتبر أن أي حرب سياسية أو امنية أو اعلامية فضلاً عن عسكرية، يريد بعضهم ان يجر لبنان إليها، هي على خلاف المصالح الوطنية اللبنانية بصرف النظر عن الموضوع القومي والعروبي وموضوع اسرائيل والوضع الاستراتيجي في المنطقة، لأنها حرب خاسرة بكل المعايير والموازين. وما نقوله اليوم ان هناك في لبنان من يريد اسقاط النظام في سورية.


> مثل مَن؟

- كثيرون ومنهم وليد جنبلاط الذي يدعو القوات الاميركية الى احتلال سورية وازالة النظام كما ازالت النظام العراقي السابق. وهذا واضح، وهو دعا المعارضة السورية الى الاستعانة بالخارج. ميزة وليد جنبلاط أنه يقول ما يريد، هناك آخرون يعملون ولا يقولون. لا تسألني مَن، فعندما يقولون أقول لك. في رأينا هذا خطر على لبنان. اليوم المشكلة معنا أن بعضهم يريدنا أن نكون جزءاً من حربه المعلنة على سورية ونحن نرفض ذلك. ليست المشكلة انهم لا يريدون النفوذ السوري ونحن نريده. هذا غير صحيح.


> أي انك تعارض عودة النفوذ السوري الى لبنان؟

- اذا كان النفوذ سيركّب حكومة ويأتي بنواب ويتدخل بالتفاصيل، نعم أعارضه. وأنا أعتقد بأن الرئيس بشار الأسد عندما تحدث عن أخطاء، وعن استراتيجية جديدة كان يقصد ذلك. لذا عندما قلت في احدى المقابلات ان سورية لا تريد أن تعود الى لبنان كما كانت عليه في الماضي، كنت أعني واعرف ذلك.


> هل تعتقدون فعلاً بأن سورية تخلت عن حلم ادارة لبنان؟

- في ما يتعلق بالرئيس بشار الأسد، اعتقد ذلك.


> لكن هناك من يقول ان سورية تريد إما أن تدير لبنان وإما أن يكون لبنان مضطرباً كي يظهر أن اللبنانيين عاجزون عن ادارة شؤونهم.

- أنا لا أوافق على ذلك، وأقول للبنانيين هؤلاء تعالوا لنرتب الأمور مع سورية. طبعاً من دون أي لبس، لئلا يكون هناك أي لبس في كلامي فلتستمر لجنة التحقيق الدولية وليستمر التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى أن تظهر نتائج التحقيق. ميليس نفسه قال قبل مغادرته قد نحتاج سنة أو سنتين، وفي حال المحكمة الدولية لا نعلم كم سيطول الامر، في هذا الوقت نرتب الأمور مع سورية ونأخذ فرصة كلبنانيين لنرى ان كان في استطاعتنا ادارة بلدنا او لا، وإن كان السوريون سيسمحون لنا بإدارتها ام لا. فلنجرب ذلك قبل توجيه الاتهامات. ولكن، اليوم يوجه هذا الاتهام الى سورية، ويستفاد من لبنان كمقر للتآمر على سورية، اعلامياً وسياسياً ودولياً. اصبحت سورية في شكل أو في آخر في موقع الدفاع عن النفس. حتى الذين تناقشهم يقولون لا، نحن في موقع الدفاع وهجومنا دفاعي.

فلنوقف هذا الهجوم ولنجلس ولنسعَ. المسعى الأخير في جدة بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الاسد هو محاولة لترتيب الامور بين لبنان وسورية، بما يريح لبنان، وما يريح سورية وما يعطي فرصة لاستكمال التحقيق. قبل أن يعرف أحد ماذا جرى في هذا اللقاء، بدأ اطلاق النار من لبنان، طبعاً بلهجة أقل مما تعرض له الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. أنا لديَ احساس بأن في لبنان من لا يريد أن يحصل أي تفاهم مع سورية تحت أي اعتبار من الاعتبارات، وبعض هؤلاء أشد الناس خوفاً من كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري.


> يقال ان الحقيقة ثقيلة على أطراف كثيرة. على سورية وربما على «حزب الله». ما هو ردك؟

- وربما تكون أيضاً ثقيلة على بعض قوى 14 آذار. بمعنى انه لو ظهرت الحقيقة وتبين أن لا علاقة لسورية باغتيال الرئيس الحريري، ماذا يعني هذا؟ يعني أن كل البنيان السياسي والنفسي والاجتماعي وكل ما بني على اساس اتهام سورية سينهار في لحظة واحدة. عندما تنتهي المحكمة أو التحقيق الى فرضية، وانا لا أحكم، مثلاً أن لا علاقة لسورية بالاغتيال، أليس هناك من يخاف...


> هل تعتقد بأن ليست لسورية علاقة؟

- ليس هناك أي دليل حتى هذه اللحظة.



الحلقة الثانية والأخيرة غداً.

مقاوم
01-19-2006, 09:04 AM
الأمين العام لـ «حزب الله» يتحدث الى «الحياة» عن أزمة الحكومة اللبنانية وأزمة الوطن وملفات داخلية وإقليمية (الحلقة الأخيرة) ...


نصر الله: كلنا مسجونون في مقراتنا ووحده السفير الأميركي يجول في لبنان

«حزب الله» المتضرر الكبير من المحنة ... ولا نقبل ان توجه الينا أصابع الاتهام

غسان شربل الحياة - 19/01/06//



http://www.daralhayat.com/special/dialogues/01-2006/Item-20060118-df0d3dd5-c0a8-10ed-0013-5f0ab9d6b34a/Nasroullah_10.jpg_200_-1.jpg


طرحت «الحياة» على السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ«حزب الله» الأسئلة المثارة علناً أو همساً. سألته عن الجهات التي يمكن ان تكون ضالعة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي مسلسل الاغتيالات المفتوح. كما سألته عن مخاطر الفتنة المذهبية وعلاقته بقيادات لبنانية، وعن امكان اختصار ولاية الرئيس إميل لحود. وتطرق الحوار الى «الصواريخ الغامضة» في الجنوب وحضور «القاعدة» في لبنان فضلاً عن مسائل أخرى. وهنا الحلقة الثانية والأخيرة من الحوار:


> عندما يشار الى دور سوري في اغتيال الرئيس الحريري تسألون عن الدليل، وليس هناك أي دليل حتى الآن؟

- نعم، وأنا طبعاً لا أعتقد بأن لسورية أي علاقة في مقتل الرئيس الحريري وأعلم ان هذا الكلام يزعج البعض، لكنها قناعاتي.


> من تتهم باغتيال الحريري؟ لم تثبت أي علاقة لاسرائيل لا في تحقيق القضاء اللبناني ولا تحقيق اللجنة الدولية؟

- لم يجر تحقيق لا في القضاء اللبناني ولا في اللجنة الدولية حول فرضية علاقة اسرائيل. لم يعتقل أحد في لبنان ممن له علاقة باسرائيل وتدرب في اسرائيل، وله خبرة في التفجيرات والاغتيالات وعمليات خاصة، لم يتم توقيف أي شخص، بل تم التعاطي مع اسرائيل على انها يمكن أن تساعدنا وتزودنا المعلومات.


> فرضية أن تكون لـ «القاعدة أو للأصوليين علاقة، ما تعليقك؟

- هذه فرضية قائمة وممكنة.


> هل ازدادت احتمالاتها في الفترة الأخيرة؟

ليست لديّ معلومات خاصة عن التحقيقات التي جرت مع مجموعة «القاعدة» سوى ما نشر في وسائل الاعلام. ولكن، بمعزل عن هذه التحقيقات، أعتقد بأنه من جملة الفرضيات القائمة.


> وهل هي أكثر ترجيحاً من فرضية اسرائيل؟

- لا أملك أدلة ومعطيات، لا يمكنني أن أقول شيئاً.


> معروف أن «حزب الله» يمتلك ماكينة أمنية، فهل صحيح ما يشاع من أن السيارة التي استخدمت في محاولة اغتيال مروان حمادة فُخخت في الضاحية؟

- هذا رائج أم تم ترويجه؟ السيد وليد جنبلاط رمى هذا الموضوع الى الاعلام.


> ولكن هل هي معلومات، أم أنها مجرد كلام؟

- أنا سمعت عن هذا الموضوع في الاعلام. ليس لديّ أي شيء خاص اولاً. ثانياً من يقول أن السيارة فخخت في الضاحية فليأتِ بشاهد، او بدليل. ثالثاً ليست لنا سلطة في الضاحية الجنوبية، ولا نراقب من يدخل ومن يخرج. هناك مواقف سيارات قدر ما تشاء، ومواقف شاحنات، وهناك مناطق صناعية بكاملها، تشهد حركة مرور كثيفة. وأنا أقول لك ما يجري بين هاتين البوابتين اللتين تجتازهما للدخول الى هنا، هذا هو المربع الامني. وأنا مسؤول عما يجرى هنا، أما ما يجرى في الضاحية، فلا يمكنني القول أنني مسؤول عن كل ما يجري فيها. اغتيل اثنان من خيرة رجالنا في عمق الضاحية الجنوبية وبعبوات ناسفة، فلنفرض جدلاً أن أحداً ما جاء وفخخ السيارة في الضاحية ما علاقة «حزب الله»؟ الذي قيل لي ليس ان السيارة فخخت في الضاحية، بل ان لوحتها صنعت في أحد محال صب اللوحات في الغبيري. والتحقيق في هذا الامر ليس من مهماتنا بل من مهمة القوى الامنية. بامكان أي كان أن يأتي بسيارة ويصنع لها لوحة ليس في الغبيري فقط بل في حارة حريك، الى ماذا يدل ذلك؟


> يشهد البلد اغتيالات، ولها وقع سياسي والناس كلهم يتساءلون أليست لدى «حزب الله» معلومات، او الا يتهم أحداً.

- لأتهم أنا بحاجة الى معلومات، ومن أين تأتي؟ من اختراق تشكيل معين اذا كان هو مَن نفذ العملية. أتحدث فنياً. حسناً اذا كان المنفذ أي حزب لبناني أنا لا أملك نفوذاً داخل هذه الاحزاب. لا أملك أحداً في «الكتائب» ولا «القوات» ولا «الحزب الشيوعي» ولا القومي، ليس لديّ عمل معهم. ولنفترض أنه تنظيم «القاعدة». أنا ليس لديّ عمل أيضاً مع «القاعدة». عملي محصور باسرائيل و «جيش لبنان الجنوبي» والشبكات ذات العلاقة المباشرة باسرائيل.


> وهل تجزم بأن لا علاقة لـ «حزب الله» بكل هذه الاغتيالات؟

- لا أقبل أصلاً بأن يوجه الينا أحد أصابع الاتهام. أجزم طبعاً، لكنني بداية لا أقبل الاتهام. نحن أكبر متضرر مما جرى في لبنان. تصور أنني أنا الذي كنت أجري المقابلات وأتحدث بلبنان وفلسطين والأمة، صرت أدخل في متاهات تفخيخ السيارات والانقسامات الطائفية من شيعة وسنة ودروز وموارنة... الخ.


> مَن استدرج المقاومة الى هذا الجدل الداخلي؟

- هذا الذي يجعلنا نقول ان عملية اغتيال الرئيس الحريري عملية مشبوهة جداً جداً ويجب التوقف قبل توجيه الاتهام لأي كان، لأن حجم الاستهداف كبير، وهو بحجم الرئيس الحريري نفسه. لو مثلاً اغتيل كادر حزبي او نائب في البرلمان هل يقال ان هذا استهداف للبنان والمنطقة؟ لا، بل يكون استهدافاً لهذه الجهة، أما بقتل الرئيس الحريري فالاستهداف للبنان والمنطقة. أي ان هناك من يحمل مشروعاً للمنطقة. من جملة العناصر الاساسية المحققة لهذا المشروع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اليوم اذا أخذنا التداعيات بعد 14 شباط. لا استقرار ولا أمن ولا طمأنينة ولا وضع اقتصادياً جيداً. والدولة تنتقل من أزمة الى أزمة. لكن هذا كله سهل. الاسوأ أن كل الحساسيات والاحقاد والضغائن الطائفية والمذهبية أعيد احياؤها من جديد. وفي الشارع اللبناني انقسامات حادة جداً. بدأتَ بسؤال هل نحن على مشارف حرب أهلية، وهو سؤال محق، فالناس متخوفون ولما كنا وصلنا الى هنا لولا اغتيال الرئيس الحريري. اذ أن من نفذ هذا الاغتيال ويُتبعه باغتيالات أخرى يهدف الى تخريب لبنان، واحداث فتنة طائفية ومذهَبية وتفتيت لبنان. هذا هو هدف الاغتيالات. فغداً يشعر المسيحي أن الدولة غير قادرة على حمايته فيعيش في كانتون والدرزي أيضاً، والشيعة يتقوقعون في مناطقهم والسنة كذلك، هذا ان لم يحملوا السلاح في وجه بعضهم بعضاً. وهذا خطر جداً.


> هناك كلام مفاده ان في حال حُرّرت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأُطلق الاسرى، وأوقفت اسرائيل اعتداءاتها، ما المبرر لهذه الترسانة؟ هل ترسانة المقاومة بتصرف الطائفة الشيعية؟

- عندئذ يمكننا أن نقيم حواراً جدياً ونسأل ماذا سنفعل بهذا السلاح.


> حُكِي عن مشروع لقاء مع العماد عون، فهل سيبقى مشروعاً؟

- في الوقت الراهن الاعتبارات الامنية مؤثرة. أنا ليس لديّ أي تحفظ أن أذهب الى الرابية في أي لحظة. ليس لدي بروتوكول. هناك بعض الاشخاص الذين لديهم بروتوكول. أما أنا فلا أملك مشكلة بروتوكولية أو سياسية لأن أزور أحداً، ولكن عندي مشكلة أمنية، وكلنا اليوم مسجونون في البلد. بالمناسبة أنا مسجون في حارة حريك، وكلما أردت أن اذهب الى مكان يجب اتخاذ اجراءات كثيرة، لذا لا أخرج. ووليد جنبلاط مسجون في المختارة والعماد عون سجين الرابية، الرئيس نبيه بري يزور بعض الدول أحياناً، لكنه أيضاً محتاط وحذر، سعد الحريري مهجّر من البلد في شكل أو بآخر. الملاحظة الطريفة أن الوحيد الذي يملك حرية الحركة ويتجوّل في لبنان ذهاباً واياباً ويلتقي كل الشخصيات بكل ارتياح هو السفير الاميركي. فهو يذهب الى المختارة والرابية وعين التينة والسراي من دون أي مشكلة، لكنه طبعاً لا يذهب الى اليرزة او بعبدا بسبب العماد لحود (ضاحكاً).


قصة الوصاية


> يحكى كثيراً عن تضخيم قصة الوصاية الاميركية والفرنسية فيما لم يكن هناك أي اعتراض من جانبكم على الادارة السورية اليومية للشؤون اللبنانية، حتى ان هناك من يقول ان «حزب الله» شارك في الحكومة ليفجر الامور في اللحظة المناسبة، لحظة الوصول الى المحكمة الدولية. ففي اليوم الذي خرج الوزراء اتخذ القرار بمحكمة ذات طابع دولي، وتوسيع التحقيق. ما رأيك بهذه القرارات؟

- أنا غير موافق على المقدمة. شاركنا في الحكومة بعدما قيل لنا اننا شركاء وسنتفاهم على الامور الاساسية، ولدينا فرصة لنبني البلد. هذه هي الحيثية الاساسية وعلى اساسها شاركنا في الحكومة. فنحن لم نشارك في الحكومات السابقة لأننا لم نكن مقتنعين بالطريقة التي تدار بها الامور، لذا لم نكن نعطي ثقتنا. وكان يطلب منا ولم نقبل. لم أهاجم السوري، صحيح، لأن علاقتي به استراتيجية. أما على المستوى الداخلي فكنت أعبر عن قناعاتي بالطريقة السياسية المتعارفة. فعندما تشكل سورية الحكومة وأقوم أنا فأحجب الثقة، ماذا أكون فعلت؟ وعندما دخلنا الحكومة شاركنا بهذه الخلفية. حتى لجنة التحقيق الدولية التي تحفظنا عنها منذ البداية، وطالبنا بلجنة عربية سعودية لبنانية، صوّتنا للتمديد لها (اللجنة الدولية) مداراة لاخواننا وشركائنا. عندما وصلنا الى توسيع لجنة التحقيق وتعرضت الاعلامية مي شدياق لمحاولة اغتيال، طرح الوزير مروان حمادة توسيع اللجنة لتشمل كل الجرائم. وفي ذلك الوقت اصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً رفض فيه توسيع اللجنة. اتصل الاخوان في «تيار المستقبل» بنا وقالوا هذا ليس طرحنا، اذا طرح الموضوع في مجلس الوزراء نتمنى ألا تصوتوا معه. وهذا منسجم مع قناعاتنا. وعندما وقعت حادثة جبران، طرح الموضوع مجدداً، فقلنا سابقاً قيل لا نريد ان نوسع لتبقى اللجنة مختصة بالرئيس الحريري كي لا تطول فترة عملها عشرين سنة، والآن نضيف مهاماً؟ «شو عدا ما بدا؟»، هذا طبعاً اضافة الى ملاحظتنا بأن هذا اعلان عجز، والخ.

أما (في موضوع) المحكمة الدولية فطلبنا مهلة الى يوم الخميس، فرفضوا. واعتبرنا ان خروجنا هو بالدرجة الاولى اعتراض على المبدأ، وهو الآن موضوع السجال. انا شاركت في الحكومة، ومنحتها الثقة على اساس اننا شركاء فتبيّن أننا لا نتفاهم ولسنا شركاء ولا نستحق حتى أن نعطى مهلة ثلاثة أيام لنتشاور بماهية المحكمة ذات الطابع الدولي. واذا لم نكن شركاء، لماذا نبقى اذاً في هذه الحكومة؟ وتفادياً لمزيد من السلبية، لم نقدم استقالتنا لان هذا قد يأخذ البلاد نحو جو مشحون كثيراً.


> لكن هناك شيئاً من الجمود حالياً. هل من توجه نحو الاستقالة؟

- لا. باب الحوار لم يقفل بعد. نحن بانتظار اجابات الرئيس السنيورة.


> هل افتقدت الرئيس الحريري في هذه الظروف؟ ولماذا؟

- طبعاً. فبالنتيجة لكل شخص شخصيته وتجربته، وهذا ليس تقليلاً من أهمية أحد. يعني أنا لا أقلل من أهمية الشيخ سعد ولا الرئيس السنيورة أو أي من الاخوان في «تيار المستقبل». حتى الشيخ سعد لا يقول أنه مثل والده. لا شك في ان تجربة الرئيس الحريري وشخصيته وقدرته على الاستيعاب والمبادرة، كلها مميزة. ولو أنه كان موجوداً في أزمة كهذه لتغيَّر الكثير من الامور أو تعالج بسرعة. وتجربتي معه، على رغم اننا مررنا بمرحلة خلاف حاد، أثبتت انه على درجة عالية من المرونة، وامتصاص الاشياء واستيعابها حتى في أشد المواقف.


> ما أهم ما ميز رفيق الحريري؟ وهل كان يشكو لك خلافاته مع السوريين؟

- القدرة على التحمل وعدم اليأس. كان يشكو لي من السوريين وغير السوريين.


> غير السوريين مثل مَن؟

- لن أذكر أسماء، فهم اليوم رفاقه ولا يجوز أن نتحدث عنهم. فللمصادفة أن من شكا منهم سابقاً هم اليوم في 14 آذار. فمن يرفعون راية الرئيس الحريري اليوم الحقوا به أذى كبيراً في حياته، وكانوا يقولون عنه ما لا يقل عمن اختلفوا معه لاحقاً والمصنفين الآن خصوماً له.


> هل تعرفت عن قرب الى سعد الحريري؟

- طبعاً الفرصة التي أتيحت بعد استشهاد الرئيس الحريري، وفترة الانتخابات وتشكيل الحكومة، جرت لقاءات عدة. وأنا اقدر، وهذا اعتقادي الشخصي، لو أن الشيخ سعد الحريري موجود في لبنان، لتمت معالجة الكثير من الامور في شكل أفضل. فأنا أقدّر انه من تواصلي المباشر معه والذي سبق سفره الذي طال، نشأ نوع من المودة والثقة وكنا ربما «نمون» على بعضنا بطريقة ما لمعالجة الامور. فالبعد مشكلة، وأنا لا استطيع أن أتحدث على الهاتف لأسباب أمنية، وفي كل الأحوال التواصل بالواسطة شكل من أشكال الخلل.


> هل موضوع الرئاسة مطروح؟

- لا.


> أي هل نحن باقون حتى نهاية ولاية الرئيس لحود على الوضع ذاته؟

- على ما يبدو.


> هل تلتقي الرئيس لحود؟

- لا


> هل ما يمنع؟

- ظروف الحركة فقط، لكن هناك تواصلاً دائماً من خلال نوابنا ووزرائنا.


> اذا طُرح حل من نوع اختصار ولاية الرئيس لحود لتنفيس هذا الاحتقان، هل يوافق عليه «حزب الله»؟

- معالجة الوضع الآن بخطوات جزئية، لا تنفع وقد تعقّد الامور أكثر، فأي معالجة يجب أن تكون شاملة. مثلاً الرئيس الحص تقدم بمبادرة، فيها طرح كامل وتقترح استقالة الرئيس وحل المجلس النيابي، انتخابات مبكرة، رئيساً جديداً وحكومة جديدة. هذه مثلاً صيغة قابلة للنقاش.

الرئيس لحود نفسه يقبل النقاش إذا قدمنا له مشروعاً متكاملاً. هو لا يقول انه غير حاضر للنقاش في المطلق، بحسب انطباعي الخاص. وفي المنهج الذي تناولته سابقاً، أرى مثلاً أن مسألة السلاح الفلسطيني لا تعالج إذا أخذنا موضوع المواقع خارج المخيمات أو مسألة الحقوق المدنية أو غيرها كجزئيات منفصلة. لا تمكن معالجة الأمور بهذه الطريقة. نحن الآن في حاجة إلى وضع الملف الفلسطيني كاملا على طاولة النقاش، وان يحصل حوار بين الحكومة اللبنانية وبين الفلسطينيين في لبنان حول كل هذه المواضيع: السلاح خارج المخيمات، وضع المخيمات، حقوق المدنيين ومستقبل وجودهم. نحن اللبنانيين معنيون بهذا الموضوع.


> هل سبب لكم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات إحراجاً ما؟

- نحن نقول أن المسألة في حاجة إلى حل. لم نقل ان هذا السلاح يجب أن يبقى. لكننا نرفض القول انه تجب إزالة هذا السلاح بالقوة عبر إرسال الجيش اللبناني، لأن ذلك يؤدي إلى وقوع معركة. مع احترامنا لهذا السلاح نرى انه لا يستأهل وقوع مشكل كبير في البلد من أجله، فالمواقع في الجبال مخفية ومنعزلة. نحن نقول فلتبدأوا الحوار مع الفلسطينيين، وهم جاهزون للحوار ولا يرفضونه. من أفشل الحوار ليس الفلسطينيون بل اللبنانيون. كان الحوار جارياً معهم، عندما أرسلوا (الحكومة) إليهم الجيش بلا سبب.


> هل ما زال هناك إمكان لحصول لقاء بينك وبين النائب وليد جنبلاط؟

- طبعاً، حتى لو تخاصمنا أو اعتبرنا انه ظلمنا وتجرأ علينا وأساء إلينا. في النهاية نحن في لبنان محكومون بالجلوس مع بعضنا بعضاً وبالتفاهم لحل مشاكل البلد، ولا أحد يستطيع تجاهل الآخر. وقول جنبلاط إن قوى 14 آذار وحدها تقرر مصير لبنان من أخطائه التاريخية. هذا أعادنا إلى العزل، ولا اعني عزل الشيعة، فتقرير ميليس أشار إلى أن (المتظاهرين في) 8 آذار كانوا مليوناً، وهم يثقون بتقرير ميليس، ويعتبرون أن شهادته لا ترد. وعندما يقول جنبلاط أن قوى 14 آذار وحدها تقرر مصير البلد، فهو بذلك يعزل مليون شخص كانوا في الساحة، عدا عن أولئك الذين لم يتمكنوا من الحضور.

قناعتنا أن لبنان لا يقوم على ثنائيات ولا على ثلاثيات، لا على طوائف كبرى ولا وسطى ولا صغرى. لبنان في حاجة إلى الجميع، وعلى الجميع أن يتفاهموا. وإذا انطلقنا من هنا، يجب أن نتكلم مع بعضنا بعضاً، حتى لو أخطأ في حقي أو أخطأت في حقه، جنبلاط أو غيره.


> إذا طرحت فكرة لقائك مع سمير جعجع، هل هناك موانع؟

- أهلاً وسهلاً، ليس هناك أي موانع.


> هل خطر في بالك أن تشجع سعد الحريري على العودة إلى البلد، أو أن تسهل عودته وتبدد مخاوفه؟

- أحب ذلك، لكنني لا اجرؤ على دعوته. لست الجهة القادرة على تأمين أي شكل من أشكال الحماية له أو لغيره. مثلما حصل عندما قال وليد بيك انه يطلب الحماية مني، أنا لست قادراً. أنا أحمي نفسي و»كثر خير الله». أنا أقول أن هناك جهات مشبوهة تعمل على الساحة اللبنانية لتفكيكها.


> هل هي جهات إسرائيلية؟

- الله أعلم. أي استخبارات دولية أو إسرائيلية أو مجموعات لا نعرف طريقة تفكيرها. في ساحة من هذا النوع، أنا أتمنى وأرجو وأفضل وأرى من المصلحة الوطنية أن يكون الشيخ سعد موجوداً في بيروت، لكنني لا أستطيع تحمل مسؤولية توجيه نداء إليه ليعود.


مخاوف من الفتنة


> هل أنت خائف من فتنة سنية - شيعية، وهل تجد ان هناك من يدفع في هذا
الاتجاه؟

- نعم، أرى ان هناك دفعاً في هذا الاتجاه.

مقاوم
01-19-2006, 09:05 AM
> هل عندك مخاوف من أمر كهذا في الشارع؟

- هناك احتقان في الشارع، وواحد من أسباب عتبنا على جنبلاط تصريحاته اليومية التي تؤدي إلى هذا الاحتقان. مثلاً، عندما يتحدث عني، يقدمني على أنني أدافع عن القتلة، وعلى أنني ضد كشف الحقيقة ومحاكمة قتلة الرئيس الحريري. ما الذي يفعله هنا؟ انه يحرض السنة ضدي وضد الشيعة. هو يقول انه لا يقصد التحريض، لكن كلامه يقود إلى ذلك.

ما الذي فعله عندما قال إن سلاح المقاومة هو سلاح الغدر؟ هو حرض كل من يحب المقاومة ويدعمها ضدي وضد من يدافع عني، ويقول انه لا يقصد التحريض، لكنه «خرب الدنيا وأقامها». وعندما يلمح (جنبلاط) الى سيارات مفخخة، هو يحرض الدروز على الشيعة في قصة مروان حماده، ويحرض المسيحيين على الشيعة في قصة التفجيرات التي وقعت في مناطقهم. وعندما يتكلم عن نص له علاقة بالمقاومة، هو نفسه الوارد في البيان الوزاري مع إضافة عبارة أن المقاومة ليست ميليشيا، يستنتج أن هذا اتفاق قاهرة جديد، ويحرض المسيحيين على «حزب الله» والشيعة. وكذلك عندما يحرض اللبناني على الفلسطيني أو السوري، ويطالب الجيش بالذهاب إلى الجنوب.

لذلك أقول نعم، هناك مناخ سيئ جداً. مثلاً، نحن ما دخلنا نحن بحادثة الناعمة؟ إذا تكلمنا طائفياً، ما هي علاقة الشيعة في الحادثة؟ لا شيء. حصل الإشكال بين شرطيين من البلدية وبين شباب من «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، وهم فلسطينيون غير شيعة وحصل تراشق ناري. أحضروا 25 شاباً وقطعوا الطريق الدولية لأربع ساعات واحرقوا الدواليب، في حين انتظر عشرات آلاف المواطنين على جانبي الطريق عشية العيد، ولم تحرك القوى الأمنية ساكناً. هذا كله بسيط. أن يهتف الشبان الذين أحضرهم وليد جنبلاط مطالبين بالزرقاوي وخدام وصدام، ويشتموني ويشتموا الرئيس بري. يشتموني بسيطة، أما أن يشتموا الرئيس بري! لكن ماشي الحال. ما علاقتنا بالموضوع؟ نحن نقول إننا لا نقبل أن يعالج السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بالقوة، لأننا حريصون على الأمن والاستقرار ونعتبر الفلسطيني أخاً لنا وجندي الجيش اللبناني أخاً لنا. لكن، ثمة أشخاص لا يجدون مشكلاً في قتال الجيش اللبناني مع الفلسطيني، لأن الفلسطيني وابن الجيش اللبناني لا يعنيان لهم شيئا. أما الخطر فهو أن نسمع هتافات تطالب بالزرقاوي، لأن ذلك يعني انهم يطالبون بالتفجيرات، بتفجير حسينيات وكنائس ومساجد وسنة وشيعة وأكراد... هل هكذا نبني البلد؟


«القاعدة» في لبنان


> الزرقاوي أعلن أن الصواريخ التي أطلقت من الجنوب، كانت بتوجيه من أسامه بن لادن. ما هي معلومات «حزب الله» عن الموضوع؟

- ليست لدي معلومات خاصة، لكن لا استبعد ذلك.


> هل الأمر سهل إلى هذا الحد؟

- في الجنوب نحن مقاومة ولسنا سلطة. هناك جيش وقوى أمنية في الجنوب. حتى في مناطق الشريط المحرر، لا يوجد أي عسكري أو مسلح من «حزب الله». هناك حواجز للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي. وبالتالي نحن موجودون على الحدود في نقاط غير علنية، حتى إذا جاء الإسرائيلي ليعتدي على بلدنا، نواجهه. هذا هو الأمر. أما ما يحصل في هذه الضيعة أو المدينة أو الوادي، فأنا لست مسؤولا عن الأمن. وبالتالي يمكن لأي أحد أن يأتي إلى أي بستان - والجنوب واسع - ويضع صاروخين في صندوق ويصلهما بالبطارية الموقتة ويرحل، وبعد ساعة ينطلق الصاروخ.


> ألا تجد أن الأمر خطير؟

- نعم هو خطير وغير مقبول.


> إذا ما العمل؟

- لا يوجد حل لهذا الموضوع. حتى لو كان الجيش مرابطاً على الحدود. ففي المناطق التي انطلقت منها الصواريخ كان الجيش موجوداً، لكنه لم يستطع عمل شيء. الحل هو في ضبط الوضع الداخلي.


> هل ثبت أن «القاعدة» هي التي نفذت العملية؟

- ممكن، لكنني لا أستطيع التحديد. أنا اعرف ان في مخيم عين الحلوة بعض الأشخاص المبايعين للزرقاوي. ونحن نعتبر هذه العملية خطأ، لأننا نعتبر أن الكاتيوشا يستخدم في الاستراتيجية الدفاعية. إذا اعتدى علينا الإسرائيلي نرد عليه بالكاتيوشا، لكن الكاتيوشا ليس سلاح عملية جهادية. سلاح العملية الجهادية هو مهاجمة موقع أو آلية أو دورية أو زرع عبوة، هذا هو تاريخ المقاومة. نحن لم نستخدم الكاتيوشا إلا في حال رد الفعل. أما أن نطلق الصواريخ من دون سبب، فهذا مخالف لاستراتيجيتنا ولا نوافق عليه.


> هل تشعرون بإمكان حصول صدام بين «حزب الله» و«القاعدة» في المرحلة المقبلة؟

- من المفترض أن هذا الأمر مستبعد.


لبنان والنووي الإيراني


> يبدو الرئيس احمدي نجاد كأنما ينقل إيران إلى موقع الهجوم. هناك سؤال يقول: إذا أفقنا ذات يوم على طائرات تقصف المفاعل النووي الإيراني، فإن «حزب الله» سيمطر اسرائيل بكمية من الصواريخ وسيشعل الجبهة. ما رأيك في هذا السيناريو، والى أي مدى يمكننا ربط الساحة اللبنانية بالمفاعل النووي الإيراني؟

- هذه أسئلة افتراضية، لكنني اسأل هل نحن معنيون بطمأنة إسرائيل إلى هذا الحد. ومن هنا لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، لأنني لو أجبت بالإيجاب لفتحت على نفسي مشكلاً منذ الآن. وإذا أجبت بالنفي سيكون ذلك تطميناً لإسرائيل.


> هناك من يعتقد بأن «حزب الله» يحمّل لبنان أثقالاً وأعباء تفوق قدرته عبر هذه العلاقة الاستراتيجية مع سورية وإيران. هذا التحالف يدعم المقاومة، لكن هذه المعركة تعوق انضمام الحزب إلى صيغة استقلال واستقرار، ما هو رأيك؟

- فليشرحوا لنا ما هي هذه الأعباء.


> هناك أشخاص يستنتجون أن الدور الإقليمي لـ «حزب الله» يمنعه من تقديم تنازلات في الداخل اللبناني وربما يحول دون استكمال عناصر الاستقلال والاستقرار؟

- ما هي التنازلات المطلوبة في الداخل لمصلحة الوطن ولم يقدمها «حزب الله». «حزب الله» موجود في الجنوب كمقاومة. ويقوم بين فترة وأخرى بعملية تذكيرية ليقول أن مزارع شبعا ما زالت محتلة، وهناك موضوع الأسرى الذي يحتاج إلى حل والخروقات الإسرائيلية التي نتعاطى معها بمسؤولية. الحزب موجود كعامل توازن حتى لا يعتدي الإسرائيلي على لبنان بحجة وغير حجة. ودوره هو حماية لبنان في ما خص الصراع العربي- الإسرائيلي. طبعاً في الإعلام والسياسة نقف مع الانتفاضة الفلسطينية، لكن كلنا مع الانتفاضة وليس «حزب الله» فقط. جزء كبير من الفضائيات العربية والإعلام العربي مع الانتفاضة مثلنا ويدعمها. هذا هو الحد الأدنى، أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الإعلام والسياسة سواء كان معك سلاح أم لا.


الفيتو الإيراني


> هل هناك مصلحة عربية في تحول إيران دولة كبرى في المنطقة؟ مثلا، هل يتوجب على الرئيس السنيورة إذا أراد تشكيل حكومة أن يعالج إضافة إلى الفيتو السوري (في حال وجوده) آخر إيرانياً؟

- هذا الموضوع مرتبط بفهم الناس لإيران. نحن موجودون في لبنان، وشئنا أم أبينا ينظر الناس إلينا كقوة لإيران أو كشكل من أشكال النفوذ. إذا كان ذلك صحيحاً أم خطأ بحث آخر. نحن لبنانيون وإدارتنا لبنانية وقيادتنا لبنانية. ندخل إلى الحكومة أو نخرج منها عندما نريد ذلك. وإيران لا تتدخل في شيء لا معنا ولا مع الحكومة اللبنانية، مع العلم انه إذا أرادت إيران أن تمارس نفوذها بناء على هذه النظرية فهذا هو الوقت، على اعتبار أن «حزب الله» اليوم، من دون نقاش، اكبر حزب سياسي في البلد، بغض النظر عن عدد النواب لأن هذا له علاقة بقانون الانتخاب، أو هو على الأقل من اكبر الأحزاب السياسية وقوة لا يستهان بها على كل صعيد، وهو محسوب على إيران. ليقدموا لنا مثلاً واحداً على تدخل إيران في الساحة الداخلية أو أمراً واحداً احتاج الرئيس السنيورة أو غيره أن يذهب إلى إيران لمعالجته. هذا واقع قائم. أنا لم أجد حتى اليوم أن إيران تتصرف بهذه الطريقة. حتى في العراق هي لا تقوم بهذا الأمر. من يتصور أن هناك قوى سياسية عراقية تنفذ أوامر إيرانية مخطئ. هناك علاقة متينة بيننا وبين إيران، لكن هذا أمر ومسألة أن إيران تستفيد من احترامنا لها للتدخل في شؤوننا أمر آخر، وهذا لم يتم. الائتلاف العراقي الموحد كتلة برلمانية كبيرة ومن حقه ترشيح رئيس وزراء، هل يتصور أحد أن إيران تقول للائتلاف أن يسمي (ابراهيم) الجعفري ولا يسمي (عادل) عبد المهدي أو غيره؟ هذا لم يحصل.


> من الملاحظ أن إيران تستكمل جمع الأوراق: خالد مشعل يذهب إلى هناك ليعلن التحالف، ورمضان شلح ليس محتاجاً ليذهب ليكون متحالفاً؟

- الفصائل الفلسطينية قرارها مستقل. هل تنفذ أوامر إيرانية؟ اسألوها لتؤكد ما قلته. حتى التليفونات مراقبة.


> هل يمكن أن نصل إلى حد أن نختار بين الحقيقة وبين الاستقرار؟

- في رأيي ليس هناك تناقض بين الأمرين.


> حتى لو وصل التحقيق القضائي إلى أن الفاعل ينتمي إلى جهاز معين؟

- إذا كشف التحقيق الفاعل، ففي الحد الأدنى سيكون هناك إجماع لبناني ضد الفاعل. وعندما يكون هناك إجماع لبناني حقيقي، لن يتمكن أحد من المس بالاستقرار. استقرار لبنان يتهدد في ظل انقسامات اللبنانيين وخلافاتهم.


> هل يستحق استقرار لبنان وسورية وتجاوز هذه الأزمة أن نبحث عن مخرج لا عن الحقيقة؟

- لم يطرح أحد فكرة البحث عن مخرج. نريد الحقيقة. وأنا من الأشخاص الذي يصرون على كشف الحقيقة ليس اقل من سعد الدين الحريري. وأنا أقول إن هذه الحقيقة عندما ستكشف ستترك انعكاسات كبرى على لبنان والمنطقة.


> هل ترى أن سياسة الرئيس الإيراني مستفزة إلى حد ما؟

- في الموضوع الإسرائيلي فقط، أما في الموضوع النووي فالسياسة نفسها ما زالت متبعة كما في زمن السيد محمد خاتمي. وهذه السياسة في الموضوع النووي محل إجماع داخلي في إيران.

في الموضوع الإسرائيلي أزعجت السياسة الإيرانية البعض في المنطقة وأحرجت البعض الآخر. وفي رأيي أن (محمود) احمدي نجاد قال ما يجول في خاطر ومشاعر 1.4 بليون من المسلمين في العالم. وأقدر انه لما تحدث عن موضوع المحرقة وفكرة اخذ إسرائيل إلى كندا أو ألمانيا أو الاسكا، فقد عبر عما يجول في ضمير بليون و390 مليون مسلم، والبقية سأسيء الظن بهم وأقول إن كلام نجاد أزعجهم. أما الأكثرية ففرحوا واعتبروا انه يعبر عن مشاعرهم وقناعاتهم التي لا يمكنهم التعبير عنها نتيجة الظروف الدولية والإقليمية والأنظمة والحكام. فما هي المشكلة من خطاب نجاد ضد إسرائيل؟ هل يضر ذلك بالعرب؟ اعتقد أننا نستفيد.