yasmeen
01-18-2006, 08:08 AM
الرباط : لطيفة العروسني
بالرغم من ان الاحصائيات الاخيرة تشير الى تراجع نسب الاقبال على الزواج في المغرب، لاسباب اختيارية او اضطرارية لها علاقة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، الا ان حلم العثور على شريك او شريكة الحياة يعيش في مخيلة الشبان والشابات لمدة طويلة ، يرسمون خلالها المواصفات اوالشروط التي ينبغي ان تتوفر في زوج او زوجة المسقبل ، وهي مواصفات قد تتحقق ، وقد تبقى بعيدة المنال ، ويرضى كل طرف ب”القسمة والنصيب”. لكن ما لا يختلف عليه إثنان أن هذه الصورة بمواصفاتها وشروطها، قد تغيرت على ما كانت عليه في الماضي بسبب تغير الثقافة العامة.
فماهي شروط اختيار الزوجة او الزوج في الوقت الحالي، وهل ساهمت التغييرات الاجتماعية والاقتصادية، في اعادة ترتيب الاولويات ، وعن ماذا يبحث الشبان و الشابات: أهو المركز الاجتماعي والدخل المادي، ام النسب والاخلاق، ام كل هذه المواصفات مجتمعة ؟
يقول نور الدين البداوي (صحفي)، ان مواصفات شريكة الحياة تتغير حسب تغير مراحل العمر ، ففي مرحلة المراهقة، تكون المواصفات بريئة مرتبطة بالمشاعر العاطفية ، يحلم خلالها الشاب بالارتباط بفتاة يحبها وتبادله نفس الشعور والاحساس، وعندما يتخرج من الجامعة ويحصل على وظيفة، يبدأ في التفكير في الارتباط بفتاة تعمل هي الاخرى، حتى تعينه على متطلبات الحياة ، اما اذا كان عاطلا ، فهو يلغي فكرة الزواج من الاساس. ويضيف ان الشاب الذي لا يتزوج في بداية حياته العملية ، ويؤجل فكرة الزواج حتى يبني مستقبلا مهنيا افضل ، فهو يفضل زوجة متفرغة له وللبيت ، لان وضعه المادي يكون مريحا ، والزواج بالنسبة له يصبح محطة استراحة اخيرة . ويعلق البداوي ان مفهوم الاخلاق اصبح نسبيا، وكل شاب او شابة يراه من وجهة نظره الخاصة، واصبح التركيز على تطابق الافكار والرؤى بين الشريكين، يحتل المرتبة الاولى في سلم الشروط ،على حساب الاخلاق بمفهومها التقليدي.
وتقول خديجة 37 عاما، أستاذة في معهد ثانوي، انها عاشت تجربة حب فاشلة غيرت نظرتها كليا لاسس الارتباط والزواج، فقد كانت مخطوبة لزميلها في الجامعة ،حيث تواعدا على الزواج بعد التخرج ، لكنها حصلت على عمل وهو لم يتوفق في ذلك، فتغير كليا ، ولم يعد يبادلها نفس الشعور كما كان في السابق ، الى ان فوجئت به يخبرها بقراره السفر الى الخارج والارتباط باحدى المغربيات المهاجرات لانها وعدته بان توفر له اوراق الاقامة، معترفا لها بان المشاعر وحدها لاتبني المسقبل.
وتضيف خديجة انها قررت بدورها الغاء فكرة الارتباط المبني علىالحب وابدت استعدادها للزواج من اول شخص مناسب يتقدم لها ، او تتوفر فيها ادنى الشروط ،حتى وان كانت لاتشعر اتجاهه باي عاطفة، مؤكدة ان المصالح المادية طغت على مختلف اشكال العلاقات في المجتمع.
اما امينة 30 عاما، وهي ممرضة، فتقول انها ترفض مبدأ الارتباط بشخص يريد الزواج منها لمجرد انها تحصل على راتب نهاية كل شهر،ف”عرسان الماندا” (أي عرسان الراتب) كما يطلق عليهم، كثيرون وهي ترى انالزواج يعني لها الاستقرار، وتكوين اسرة ، وليس الامر مجرد تجربة عابرة. وتتابع أن معظم شبان اليوم لم يعودوا يبحثون كما في الماضي،عن الفتاة المستقيمة ذات الاخلاق العالية التي تنتمي إلى اسرة محترمة، بل دخلت اعتبارات اخرى كلها مرتبطة بالمادة ،سواء تلعق الامر بالمكانة الاجتماعية لاسرتها أي ان يكون والدها ثريا يملك عقارات او صاحب تجارة ،او الوظيفة والمنصب الذي تشغله هي نفسها.
احمد العلوي، 38 عاما ،موظف في القطاع الحكومي ،يقول انه كلما تقدم الشاب في السن، وجد صعوبة بالغة في اختيار شريكة الحياة، نظرا للخوف من الفشل الذي يتولد بداخله ،ويحتار من هي الزوجة التي تلائمه. واكد انه رغم ذلك ، لن يتنازل عن الاخلاق كشرط اساسي وصفة لزوجة المستقبل ،اما الدخل المادي فهو ضروري برأيه ،بيد انه لا يعتبره من الاولويات، وحجته ان توفر دخل معقول بالنسبة للزوجين الشابين يساهم بشكل كبير جدا في استقرار الاسرة، لذلك فلا يمكن اغفال الجانب المادي عند التفكير في تاسيس اسرة، و»هذه نظرة واقعية للامور ، لا تختبئ وراء مثاليات خادعة «،كما قال. واذا كانت النظرة السائدة عند اغلب الشبان والشابات بان شروط الارتباط والزواج اصبحت مادية اكثر ، فهذا لا يعني الغاء فئة اخري مازالت متشبثة بالقيم الاخلاقية اوالتدين كشرط من شروط اختيار زوجة المستقبل، وهذا ما عبرت عنه كثير من الفتيات اللواتي لم تعد تغريهن المادة بقدر ما يهمهن العيش مع زوج وفي يقدر الحياة الزوجية و»يتقي الله»، وهذه القناعة تولدت لديهن بسبب ارتفاع معدلات الطلاق الذي يحصل لاتفه الاموربسبب سوء اختيار الزوج من البداية.
ولاحظنا ان الاتهامات والشكوك متبادلة بين الفتيات والشبان، فبقدر ما يعتقد الشبان ان الفتيات اصبحن ماديات ولا ينظرن الا الى جيب العريس الذي يغرقهن بالهدايا ويوفر لهن العيش الرغيد ، بقدر ما ترى الفتيات ان الرجال لم يعودوا يتعاملون مع الزواج بالجدية المطلوبة ، بسبب كثرة علاقاتهم قبل الزواج، لدرجة الوقوع في الحيرة ، وعدم التمكن من تحديد ماذا يريدون ؟ فهم يحبون الفتاة المتحررة لكن فقط للعلاقات العابرة، ويتجنبون في نفس الوقت الفتاة «الملتزمة» خوفا من ان تقيد حريتهم.
وبرزت ظاهرة اخرى في المجتمع المغربي ، ربما بسبب فقدان الثقة في «ابن البلد»، وهي ان نسبة كبيرة من الفتيات المغربيات من مستويات تعليمية مختلفة ،يفضلن الزواج بالاجنبي سواء من اوروبا او دول الخليج. وتؤكد المرشدة الاجتماعية، سمية نظيف ل” الشرق الاوسط”، “ان العلاقة بين المرأة والرجل، اصبحت معقدة بشكل كبير ،نتيجة عوامل متعددة اقتصادية واجتماعية ونفسية ايضا، فبسبب انخفاض نسبة الاقبال على الزواج، لم تعدالفتاة المغربية تدقق كثيرا في اختيار الزوج المناسب ، فتتغاضى عن كثير من الامور الاساسية ، التي تظهر لها بوضوح اثناء فترة الخطوبة ، مثل الطمع في راتبها، وعدم التقدير والاحترام، بل من بينهن من يتعرضن للضرب والسب والشتم ، ومع ذلك لا يفسخن الخطوبة لمجرد رغبتهم في اكتساب لقب زوجة وأم”.
وتتابع أنه من خلال حالات كثيرة، يتبين ان المرأة كلما قدمت تنازلات ، يمعن الزوج في اهانتها واحتقارها، فتتأزم بينهماالعلاقة ويحصل الطلاق، مشيرة ان هذا الوضع لا ينطبق فقط على نساء لا يعملن او تكوينهن محدود، بل موظفات ، ومدرسات، ومن وسط اجتماعي مرموق.
ولم تنف نظيف ان نسبة كبيرة من الشباب المغربي،اصبح يخطط للزواج على اساس مادي، ففكرة الانفاق على الزوجة والبيت والاطفال، لم تعد مستصاغة من طرف الكثيرين ، سواء بسبب ضعف الدخل المادي فعلا، او استهتارا بالمسؤولية.
واصبحت فئة من الشباب المغربي يرفض العمل ،ويقبل ان تنفق عليه زوجته من راتبها الخاص او من نصيبها من الارث ان كانت من اسرة غنية ، من دون ادنى شعور بالحرج، الامر الذي كان مرفوضا بشكل تام في السابق، فالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع المغربي ، ساهمت برايها، في تغيير انماط التفكيرالتي كانت سائدة ،واعادت بناء العلاقات الاجتماعيةعلى اسس جديدة ليست كلها ايجابية.
بالرغم من ان الاحصائيات الاخيرة تشير الى تراجع نسب الاقبال على الزواج في المغرب، لاسباب اختيارية او اضطرارية لها علاقة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، الا ان حلم العثور على شريك او شريكة الحياة يعيش في مخيلة الشبان والشابات لمدة طويلة ، يرسمون خلالها المواصفات اوالشروط التي ينبغي ان تتوفر في زوج او زوجة المسقبل ، وهي مواصفات قد تتحقق ، وقد تبقى بعيدة المنال ، ويرضى كل طرف ب”القسمة والنصيب”. لكن ما لا يختلف عليه إثنان أن هذه الصورة بمواصفاتها وشروطها، قد تغيرت على ما كانت عليه في الماضي بسبب تغير الثقافة العامة.
فماهي شروط اختيار الزوجة او الزوج في الوقت الحالي، وهل ساهمت التغييرات الاجتماعية والاقتصادية، في اعادة ترتيب الاولويات ، وعن ماذا يبحث الشبان و الشابات: أهو المركز الاجتماعي والدخل المادي، ام النسب والاخلاق، ام كل هذه المواصفات مجتمعة ؟
يقول نور الدين البداوي (صحفي)، ان مواصفات شريكة الحياة تتغير حسب تغير مراحل العمر ، ففي مرحلة المراهقة، تكون المواصفات بريئة مرتبطة بالمشاعر العاطفية ، يحلم خلالها الشاب بالارتباط بفتاة يحبها وتبادله نفس الشعور والاحساس، وعندما يتخرج من الجامعة ويحصل على وظيفة، يبدأ في التفكير في الارتباط بفتاة تعمل هي الاخرى، حتى تعينه على متطلبات الحياة ، اما اذا كان عاطلا ، فهو يلغي فكرة الزواج من الاساس. ويضيف ان الشاب الذي لا يتزوج في بداية حياته العملية ، ويؤجل فكرة الزواج حتى يبني مستقبلا مهنيا افضل ، فهو يفضل زوجة متفرغة له وللبيت ، لان وضعه المادي يكون مريحا ، والزواج بالنسبة له يصبح محطة استراحة اخيرة . ويعلق البداوي ان مفهوم الاخلاق اصبح نسبيا، وكل شاب او شابة يراه من وجهة نظره الخاصة، واصبح التركيز على تطابق الافكار والرؤى بين الشريكين، يحتل المرتبة الاولى في سلم الشروط ،على حساب الاخلاق بمفهومها التقليدي.
وتقول خديجة 37 عاما، أستاذة في معهد ثانوي، انها عاشت تجربة حب فاشلة غيرت نظرتها كليا لاسس الارتباط والزواج، فقد كانت مخطوبة لزميلها في الجامعة ،حيث تواعدا على الزواج بعد التخرج ، لكنها حصلت على عمل وهو لم يتوفق في ذلك، فتغير كليا ، ولم يعد يبادلها نفس الشعور كما كان في السابق ، الى ان فوجئت به يخبرها بقراره السفر الى الخارج والارتباط باحدى المغربيات المهاجرات لانها وعدته بان توفر له اوراق الاقامة، معترفا لها بان المشاعر وحدها لاتبني المسقبل.
وتضيف خديجة انها قررت بدورها الغاء فكرة الارتباط المبني علىالحب وابدت استعدادها للزواج من اول شخص مناسب يتقدم لها ، او تتوفر فيها ادنى الشروط ،حتى وان كانت لاتشعر اتجاهه باي عاطفة، مؤكدة ان المصالح المادية طغت على مختلف اشكال العلاقات في المجتمع.
اما امينة 30 عاما، وهي ممرضة، فتقول انها ترفض مبدأ الارتباط بشخص يريد الزواج منها لمجرد انها تحصل على راتب نهاية كل شهر،ف”عرسان الماندا” (أي عرسان الراتب) كما يطلق عليهم، كثيرون وهي ترى انالزواج يعني لها الاستقرار، وتكوين اسرة ، وليس الامر مجرد تجربة عابرة. وتتابع أن معظم شبان اليوم لم يعودوا يبحثون كما في الماضي،عن الفتاة المستقيمة ذات الاخلاق العالية التي تنتمي إلى اسرة محترمة، بل دخلت اعتبارات اخرى كلها مرتبطة بالمادة ،سواء تلعق الامر بالمكانة الاجتماعية لاسرتها أي ان يكون والدها ثريا يملك عقارات او صاحب تجارة ،او الوظيفة والمنصب الذي تشغله هي نفسها.
احمد العلوي، 38 عاما ،موظف في القطاع الحكومي ،يقول انه كلما تقدم الشاب في السن، وجد صعوبة بالغة في اختيار شريكة الحياة، نظرا للخوف من الفشل الذي يتولد بداخله ،ويحتار من هي الزوجة التي تلائمه. واكد انه رغم ذلك ، لن يتنازل عن الاخلاق كشرط اساسي وصفة لزوجة المستقبل ،اما الدخل المادي فهو ضروري برأيه ،بيد انه لا يعتبره من الاولويات، وحجته ان توفر دخل معقول بالنسبة للزوجين الشابين يساهم بشكل كبير جدا في استقرار الاسرة، لذلك فلا يمكن اغفال الجانب المادي عند التفكير في تاسيس اسرة، و»هذه نظرة واقعية للامور ، لا تختبئ وراء مثاليات خادعة «،كما قال. واذا كانت النظرة السائدة عند اغلب الشبان والشابات بان شروط الارتباط والزواج اصبحت مادية اكثر ، فهذا لا يعني الغاء فئة اخري مازالت متشبثة بالقيم الاخلاقية اوالتدين كشرط من شروط اختيار زوجة المستقبل، وهذا ما عبرت عنه كثير من الفتيات اللواتي لم تعد تغريهن المادة بقدر ما يهمهن العيش مع زوج وفي يقدر الحياة الزوجية و»يتقي الله»، وهذه القناعة تولدت لديهن بسبب ارتفاع معدلات الطلاق الذي يحصل لاتفه الاموربسبب سوء اختيار الزوج من البداية.
ولاحظنا ان الاتهامات والشكوك متبادلة بين الفتيات والشبان، فبقدر ما يعتقد الشبان ان الفتيات اصبحن ماديات ولا ينظرن الا الى جيب العريس الذي يغرقهن بالهدايا ويوفر لهن العيش الرغيد ، بقدر ما ترى الفتيات ان الرجال لم يعودوا يتعاملون مع الزواج بالجدية المطلوبة ، بسبب كثرة علاقاتهم قبل الزواج، لدرجة الوقوع في الحيرة ، وعدم التمكن من تحديد ماذا يريدون ؟ فهم يحبون الفتاة المتحررة لكن فقط للعلاقات العابرة، ويتجنبون في نفس الوقت الفتاة «الملتزمة» خوفا من ان تقيد حريتهم.
وبرزت ظاهرة اخرى في المجتمع المغربي ، ربما بسبب فقدان الثقة في «ابن البلد»، وهي ان نسبة كبيرة من الفتيات المغربيات من مستويات تعليمية مختلفة ،يفضلن الزواج بالاجنبي سواء من اوروبا او دول الخليج. وتؤكد المرشدة الاجتماعية، سمية نظيف ل” الشرق الاوسط”، “ان العلاقة بين المرأة والرجل، اصبحت معقدة بشكل كبير ،نتيجة عوامل متعددة اقتصادية واجتماعية ونفسية ايضا، فبسبب انخفاض نسبة الاقبال على الزواج، لم تعدالفتاة المغربية تدقق كثيرا في اختيار الزوج المناسب ، فتتغاضى عن كثير من الامور الاساسية ، التي تظهر لها بوضوح اثناء فترة الخطوبة ، مثل الطمع في راتبها، وعدم التقدير والاحترام، بل من بينهن من يتعرضن للضرب والسب والشتم ، ومع ذلك لا يفسخن الخطوبة لمجرد رغبتهم في اكتساب لقب زوجة وأم”.
وتتابع أنه من خلال حالات كثيرة، يتبين ان المرأة كلما قدمت تنازلات ، يمعن الزوج في اهانتها واحتقارها، فتتأزم بينهماالعلاقة ويحصل الطلاق، مشيرة ان هذا الوضع لا ينطبق فقط على نساء لا يعملن او تكوينهن محدود، بل موظفات ، ومدرسات، ومن وسط اجتماعي مرموق.
ولم تنف نظيف ان نسبة كبيرة من الشباب المغربي،اصبح يخطط للزواج على اساس مادي، ففكرة الانفاق على الزوجة والبيت والاطفال، لم تعد مستصاغة من طرف الكثيرين ، سواء بسبب ضعف الدخل المادي فعلا، او استهتارا بالمسؤولية.
واصبحت فئة من الشباب المغربي يرفض العمل ،ويقبل ان تنفق عليه زوجته من راتبها الخاص او من نصيبها من الارث ان كانت من اسرة غنية ، من دون ادنى شعور بالحرج، الامر الذي كان مرفوضا بشكل تام في السابق، فالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع المغربي ، ساهمت برايها، في تغيير انماط التفكيرالتي كانت سائدة ،واعادت بناء العلاقات الاجتماعيةعلى اسس جديدة ليست كلها ايجابية.