المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أنظار السيد مقتدى الصدر: لا تنسَ أن الوهابيين يعتبرونك كافراً



مجاهدون
01-18-2006, 12:58 AM
كتابات - رامي رضوان



تناقلت وكالات الأنباء في موسم الحج الحالي أن السيد مقتدى الصدر يقوم حالياً بأداء فريضة الحج في هذه الأيام. ونقلت نفس تلك الوكالات أن المسؤولين في الحكومة السعودية قد أبلغوا السيد مقتدى الصدر حالما دخل الأراضي السعودية بأنه ضيف على "حكومة المملكة". وقد تعمدتْ وسائل الإعلام السعودية أن تبرز صوراً للسيد مقتدى في إجتماع مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. و السؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن النظام السعودي يُضمر فعلاً المودة و حسن النية تجاه السيد مقتدى الصدر أم أن تكتيكات السياسة هي الدافع الحقيقي لمثل هذا التعامل الذي يقوم به النظام السعودي بإظهار الإحتفاء بالسيد مقتدى؟

لا نعتقد أن السيد مقتدى الصدر و هو أحد طلاب الحوزة العلمية في النجف و التي تدرس كافة المذاهب الإسلامية إضافة إلى المذهب الجعفري يخفى عليه ما يقوله الوهابيون عن أتباع أهل البيت. فهم إضافة إلى ما يعتقدونه من تكفير إبن تيمية لشيعة أهل البيت فإنهم يحللون إستباحة دم كل من تقصّد زيارة قبر الرسول. و مما لا شك فيه فإن السيد مقتدى قد نوى و قام فعلاً بزيارة القبر الشريف لأن ذلك من تقاليد أتباع مذهب أهل البيت. وبهذا فهو قد أكّد "كفره" بالنسبة لفقهاء هذا المذهب الذي ما جاء أصلاً إلا لتفريق المسلمين أولاً ثم إستباحة دمائهم و أموالهم. وما يجب ذكره هنا أن التحالف الأصلي الذي تم بين بيت آل سعود و قادة المذهب الوهابي ينص على أن الملك السعودي يُعتبر هو "الإمام" الواجب الطاعة و هو ولي الأمر الذي يخطط سياسة الدولة و ينطبق عليه ما فسره الوهابيون في قوله تعالى: " و أطيعوا اللهَ و أطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكم". و هكذا فإن العاهل السعودي يعتبر هو الفقيه الأكبر بالنسبة للمذهب الوهابي الذي هو المذهب الرسمي للدولة السعودية.

وفوق ذلك فإن من مفارقات المذهب الوهابي أن يبيح ل"ولي الأمر" أن يتحالف أولاً مع البريطانيين ثم في الوقت الحاضر مع الأمريكيين في نفس الوقت الي يُصر فيه على إستباحة دماء المسلمين!!

والذي نخشاه هو أن يكون "إحتفاء المملكة" و عاهلها بالسيد مقتدى هو من التكتيكات السياسية التي نصحت بها هيئة علماء حارث الضاري الحكومة السعودية لتعميق الخلافات بين شيعة العراق لإن وحدتهم هي السلاح الماضي في نيل حقوقهم المهضومة و دحر أعدائهم الشوفينيين الذين لا يتروعون عن سلوك كل السبل في الحصول على مبتغاهم في التسلط على مقاليد الحكم و الإستئثار بخيرات العراق دون أهل المنطقة من الشيعة المحرومين. فالسيد مقتدى الصدر حارب الأمريكان علانية ولم يجتمع بأحد منهم في حين أن هيئة علماء المفخخين تدعي محاربة الأمريكان و لكنها تنفذ ذلك من خلال الملثمين الإرهابيين الذين قتلوا من الشيعة أضعاف ما قتلوا من جيش الإحتلال. وهم يحاولون أن يجيّروا مقاومة جيش المهدي لصالحهم في باديء الأمر ثم الإلتفاف عليهم في ما بعد. و هيئة علماء الضاري تقوم بإجتماعات مستمرة مع المسؤولين الأمريكان و خصوصاً مع وسيط الطالبان سابقاً و سفير أمريكا حالياً زالماي خليل زادة. ولا ننسَ الفتوى المشهورة التي وقعها 26 "فقيها" من الوهابيين و التي أباحت قتل الشيعة في العراق. و كا قلنا إن مثل هذه الفتوى لا يمكن أن تصدر من هولاء "الفقهاء" دون موافقة "الإمام" الواجب الطاعة في النظام السعودي و هو الملك نفسه. و لذلك نحب أن نذكر السيد مقتدى بأن لا ينسى وهو ضيف على المملكة بأن المسؤولين السعوديين و على رأسهم ولي الأمر الوهابي و هو الملك السعدوي نفسه يعتبرونه كافراً ومن نسل الكافرين ولو أتيحت لهم الفرصة و الظرف الملائم لقاموا بقطع رقبته في أحد الميادين العامة كما يفعل النظام السعودي في كل الأوقات مع أناس لم يرتكبوا جريمة ترقى إلى جريمة الكفر التي يلصقها أتباع المذهب الوهابي دون تردد بأتباع أهل البيت!

وأخيراً فإن الوقوف الناجح لشيعة العراق في نيل حقوقهم و الحيلولة دون تأسيس نظام شوفيني طائفي يستبيح حقوقهم و حتى دماءهم هو في وحدتهم الصلبة بوجه كل من يريد أن يلغي حريتهم الدينية و يستغل ذلك سبيلاً إلى إلغاء حقوقهم المدنية و الإنسانية.