المهدى
01-17-2006, 08:59 AM
مسقط - محمد سيف الرحبي الحياة - 15/01/06//
منذ دخوله سلطنة عُمان، دأب جمهور الخليوي على «مناداته» باسماء عدة.
وفي الغالب، يختار المجتمع العُماني تسميات الاشياء التكنولوجية بطريقة لا تخلو من العشوائية التي لا تُفقد تلك الاسماء دلالتها، خصوصاً من الناحية النفسية. وكثيراً ما تتحول التسميات البديلة الى نوع من حقيقة مُتخيّلة تلعب دور الجسر الذي يربط بين الاسم ومُسماه. والحال ان اللقب أسرع وصولاً الى الذائقة السمعية من الاسم الحقيقي. فمن ينسى الالقاب التي كُنا نطلقها على اصدقاء الطفولة؟ من لا تختزن في ذاكرته الاسماء التي اطلقها طفلاً على الحيوانات او على الالعاب؟ الأرجح ان ما يحصل مع الاشياء التكنولوجية الجامدة، يُمثّل تكراراً، من نوع ما، لذلك النوع من التجارب.
وبعد، فالاغلب ان الخليوي ما زال في عمر الطفولة بالنسبة الى علاقته بالمجتمعات العربية عموماً؟ هل تُمثل تسميات الخليوي، والحال كذلك، نوعاً من العاب طفولة من نوع ما؟
اسماء التدليل
لا بأس في الامر، طالما أن الساحة مفتوحة لصرعات التقنية وامكاناتها. فقد انهالت على الخليوي اسماء التدليع والتغنيج: الكت كات وأرنوب والورقة والجسمي، وأخيراً برز شارون. تلك جميعها تسميات لهواتف نقالة استعانت بأسماء معروفة للدلالة عليها. وبدت الاسماء أسهل حفظاً من تلك الارقام التي تختمها الشركة المصنعة على بقعة ما على الهاتف، لكي تدلّ الناس الى نوعه. وصارت التسميات اسلوباً سهلاً للتعرف الى انواع الهواتف النقالة: فما أن تقول الجسمي، حتى يعرف مُحدّثك فوراً نوع الخليوي الذي تشير اليه.
إِختار مطلقو التسميات هاتفاً معيناً ليسمونه الجسمي نظراً الى حجمه الكبير الذي يُذكر بالبنيان المتين للفنان الاماراتي حسين الجسمي، وسمي هاتف آخر باسم شارون نظراً الى قرب الشبه أيضاً. واطلق اسم الورقة على هاتف نقّال بنحافته سماكته وضآلة حجمه وهكذا دواليك.
يلفت في النقّال المُسمى «شارون» أنه خسر معركته التنافسية سريعاً. فعلى رغم امكاناته الكبيرة وشاشته التي تُقدّم ميزات عرض فيديو أنيقة، لكن سعره تهاوى بسرعة وفقد ثلث قيمته في بضعة أشهر.
ماذا وراء لعبة التسميات الشعبية للهواتف النقّالة؟
ويُفسّر البعض هذا التغيّر بان شهرة الخليوي «شارون» اندفعت مع تدشين شركة «النورس» باعتبارها المنافس الوحيد للشركة الحكومية «عُمان موبايل»، التي ركزت على خدمة الجيل الثالث التي تنقل الصوت والصورة معاً. ومن يدري؟ اذا انتشرت خليويات الجيل الثالث في الاسواق العُمانية، فلربما رافقتها تسميات أخرى. وربما لعبت السياسة دورها في الامر ايضاً، ولعل البعض يعز عليه ان ينقل اليه «شارون» صورة الحبيبة!
يعترف عبدالهادي الزيات بأنه لا يحب تلك التسميات، خصوصاً المتعلقة بشارون. ويقول :»لا يمكن أن تكون هذه الحميمية مع هاتف أثير لدينا ويحمل هذا الاسم». ويتوقع عبدالهادي قدوم تسميات أخرى مع طفرة الاتصالات ودخول تقنية الجيل الثالث الى جيوبنا!
أما قيس الفلاحي فاهتمامه بالهواتف النقالة كبير جداً، ويقتني أكثر من واحد منها، ولكل تسمياته. ويعرف اسم الهاتف «من أول نظرة»، ويحفظ قائمة الامكانات التقنية التي تميز هذا النوع وذاك.
يعتقد قيس ان تلك الأسماء تتضمن نوعاً من الرباط التلقائي. فالجسمي وشارون، مثلاً، يكتسبان اسمهما من الحجم. ويرى أن تقنيات الجيل الثالث ربما أدت الى اسماء «غرائبية...قد نسمع بهاتف اسمه الفاضح ليشير الى ذلك الخليوي الذي يكفي أن تطلب منك زوجتك أن تدير كاميرا الهاتف لتتأكد أنك في المكتب أو في اجتماع». ويكمل ضاحكاً:»الا اذا اقتنعت الزوجة بأن السرير ضمن ديكور المكتب، وأن الإضاءة الخفيفة لازمة للاجتماعات.. على اختلاف ألوانها، وألوان نهاراتها ولياليها».
أما سعيد راشد فغير مهتم بالتسميات لدرجة أنه لا يعرف لقب الهاتف الذي في جيبه. ودهش حين عرف أن سعر «شارون» انخفض كثيراً. ولم يصدق أنه في حدود 250 دولاراً.
يقول سعيد (ضاحكاً): لماذا لا تخبرنا المحال بالأسماء قبل الشراء، او أن تقوم الشركة المصنعة بوضع الاسم كماركة. ويجيب بنفسه: «ربما لأن أصحاب الأسماء سيطالبون بحقه من هذا الكنز».
من المواشي الى الخليوي
يُمكن استعادة تجربة لافتة. قبل نحو ربع قرن جاءت المواشي الاسترالية الى عمان بأحجامها الكبيرة. وقارنتها المخيلات بالانواع المحلية التي سرعان ما خسرت رهان المنافسة مع الوافد الجديد فانهارت قيمتها السوقية مع احتفاظها باصالة البلد طبيعة ومذاقاً. وحينها، أطلق العمانيون على ذلك القادم الجديد من وراء البحار اسم قوي له دلالته.. «ريغان».
وبعد مرور أسماء وأسماء على البيت الأبيض ما زال «ريغان» حاضراً في الذهنية المحلية لكن سعره تضاعف، ووجد منافسة شرسة من مواش اخرى في العالم، قدمت الى عُمان لتجد سوقاً مفتوحة.
منذ دخوله سلطنة عُمان، دأب جمهور الخليوي على «مناداته» باسماء عدة.
وفي الغالب، يختار المجتمع العُماني تسميات الاشياء التكنولوجية بطريقة لا تخلو من العشوائية التي لا تُفقد تلك الاسماء دلالتها، خصوصاً من الناحية النفسية. وكثيراً ما تتحول التسميات البديلة الى نوع من حقيقة مُتخيّلة تلعب دور الجسر الذي يربط بين الاسم ومُسماه. والحال ان اللقب أسرع وصولاً الى الذائقة السمعية من الاسم الحقيقي. فمن ينسى الالقاب التي كُنا نطلقها على اصدقاء الطفولة؟ من لا تختزن في ذاكرته الاسماء التي اطلقها طفلاً على الحيوانات او على الالعاب؟ الأرجح ان ما يحصل مع الاشياء التكنولوجية الجامدة، يُمثّل تكراراً، من نوع ما، لذلك النوع من التجارب.
وبعد، فالاغلب ان الخليوي ما زال في عمر الطفولة بالنسبة الى علاقته بالمجتمعات العربية عموماً؟ هل تُمثل تسميات الخليوي، والحال كذلك، نوعاً من العاب طفولة من نوع ما؟
اسماء التدليل
لا بأس في الامر، طالما أن الساحة مفتوحة لصرعات التقنية وامكاناتها. فقد انهالت على الخليوي اسماء التدليع والتغنيج: الكت كات وأرنوب والورقة والجسمي، وأخيراً برز شارون. تلك جميعها تسميات لهواتف نقالة استعانت بأسماء معروفة للدلالة عليها. وبدت الاسماء أسهل حفظاً من تلك الارقام التي تختمها الشركة المصنعة على بقعة ما على الهاتف، لكي تدلّ الناس الى نوعه. وصارت التسميات اسلوباً سهلاً للتعرف الى انواع الهواتف النقالة: فما أن تقول الجسمي، حتى يعرف مُحدّثك فوراً نوع الخليوي الذي تشير اليه.
إِختار مطلقو التسميات هاتفاً معيناً ليسمونه الجسمي نظراً الى حجمه الكبير الذي يُذكر بالبنيان المتين للفنان الاماراتي حسين الجسمي، وسمي هاتف آخر باسم شارون نظراً الى قرب الشبه أيضاً. واطلق اسم الورقة على هاتف نقّال بنحافته سماكته وضآلة حجمه وهكذا دواليك.
يلفت في النقّال المُسمى «شارون» أنه خسر معركته التنافسية سريعاً. فعلى رغم امكاناته الكبيرة وشاشته التي تُقدّم ميزات عرض فيديو أنيقة، لكن سعره تهاوى بسرعة وفقد ثلث قيمته في بضعة أشهر.
ماذا وراء لعبة التسميات الشعبية للهواتف النقّالة؟
ويُفسّر البعض هذا التغيّر بان شهرة الخليوي «شارون» اندفعت مع تدشين شركة «النورس» باعتبارها المنافس الوحيد للشركة الحكومية «عُمان موبايل»، التي ركزت على خدمة الجيل الثالث التي تنقل الصوت والصورة معاً. ومن يدري؟ اذا انتشرت خليويات الجيل الثالث في الاسواق العُمانية، فلربما رافقتها تسميات أخرى. وربما لعبت السياسة دورها في الامر ايضاً، ولعل البعض يعز عليه ان ينقل اليه «شارون» صورة الحبيبة!
يعترف عبدالهادي الزيات بأنه لا يحب تلك التسميات، خصوصاً المتعلقة بشارون. ويقول :»لا يمكن أن تكون هذه الحميمية مع هاتف أثير لدينا ويحمل هذا الاسم». ويتوقع عبدالهادي قدوم تسميات أخرى مع طفرة الاتصالات ودخول تقنية الجيل الثالث الى جيوبنا!
أما قيس الفلاحي فاهتمامه بالهواتف النقالة كبير جداً، ويقتني أكثر من واحد منها، ولكل تسمياته. ويعرف اسم الهاتف «من أول نظرة»، ويحفظ قائمة الامكانات التقنية التي تميز هذا النوع وذاك.
يعتقد قيس ان تلك الأسماء تتضمن نوعاً من الرباط التلقائي. فالجسمي وشارون، مثلاً، يكتسبان اسمهما من الحجم. ويرى أن تقنيات الجيل الثالث ربما أدت الى اسماء «غرائبية...قد نسمع بهاتف اسمه الفاضح ليشير الى ذلك الخليوي الذي يكفي أن تطلب منك زوجتك أن تدير كاميرا الهاتف لتتأكد أنك في المكتب أو في اجتماع». ويكمل ضاحكاً:»الا اذا اقتنعت الزوجة بأن السرير ضمن ديكور المكتب، وأن الإضاءة الخفيفة لازمة للاجتماعات.. على اختلاف ألوانها، وألوان نهاراتها ولياليها».
أما سعيد راشد فغير مهتم بالتسميات لدرجة أنه لا يعرف لقب الهاتف الذي في جيبه. ودهش حين عرف أن سعر «شارون» انخفض كثيراً. ولم يصدق أنه في حدود 250 دولاراً.
يقول سعيد (ضاحكاً): لماذا لا تخبرنا المحال بالأسماء قبل الشراء، او أن تقوم الشركة المصنعة بوضع الاسم كماركة. ويجيب بنفسه: «ربما لأن أصحاب الأسماء سيطالبون بحقه من هذا الكنز».
من المواشي الى الخليوي
يُمكن استعادة تجربة لافتة. قبل نحو ربع قرن جاءت المواشي الاسترالية الى عمان بأحجامها الكبيرة. وقارنتها المخيلات بالانواع المحلية التي سرعان ما خسرت رهان المنافسة مع الوافد الجديد فانهارت قيمتها السوقية مع احتفاظها باصالة البلد طبيعة ومذاقاً. وحينها، أطلق العمانيون على ذلك القادم الجديد من وراء البحار اسم قوي له دلالته.. «ريغان».
وبعد مرور أسماء وأسماء على البيت الأبيض ما زال «ريغان» حاضراً في الذهنية المحلية لكن سعره تضاعف، ووجد منافسة شرسة من مواش اخرى في العالم، قدمت الى عُمان لتجد سوقاً مفتوحة.