المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطالب المجتهد ضحية استهزاء أقرانه خلال موسم الإجازات



سلسبيل
01-16-2006, 01:37 PM
«الدافور» و«ثقيل الدم» ضمن ألقاب لا يحبها المتفوقون

الرياض: شيخة الدوسري


«من جد وجد ومن زرع حصد» مثال يكرره المدرسون على الدوام ويردده الأهل لأولادهم بين الفينة والأخرى مشددين على أهمية المذاكرة والتحصيل، متمنين أن يكون كافة أبنائهم مجتهدين وعلى مدار السنة، إلا انه وفي المقابل لا يكون الاجتهاد الصفة التي يطمح إليها بعض الطلاب، خاصة المراهقين وذلك لما تسببه لهم تلك الصفة من إحراج بين أقرانهم.

ويأتي ذلك بسبب الاستهزاء الذي يجده الطالب المتفوق والمجتهد من قبل أقرانه لا سيما في فترة المراهقة، إذ يطلق على بعض المتميزين ألقاب لا يحبذونها، مثل: الدافور، الكومبيوتر، الطابعة، والحاسبة الآلية، فيما يستشهد البعض منهم بجزء من قصيدة معروفة لشاعر شعبي مشهور يقول فيها باللهجة الشعبية الدارجة «كل طالب مجتهد دمه ثقيل».

يقول محمد سعيد، وهو طالب في الثاني المتوسط ان آخر شيء يفكر فيه هو المذاكرة في أيام العطل بسبب أن مبدأه في الحياة هو المذاكرة ليلة الامتحان مشيرا إلى أن هذه الطريقة يتبعها دائما، فالمهم بالنسبة له هو النجاح أولا وأخيرا إذ أن جميع أصدقائه يذاكرون بهذه الطريقة إلا واحدا يجلس في البيت للمذاكرة ويفوت التنزه معنا إرضاء لوالده، وبالتالي أصبحنا نتحاشاه بسبب ذلك.

وتشاركه في ذلك مريم المبارك وهي طالبة في الصف الأول الثانوي، إذ تنتقد بشده أختها الكبرى التي تدرس في المرحلة الثانوية والتي تمضي أيامها ولياليها في مراجعة كتبها الدراسية مما يحرمها بالطبع من الاستمتاع بوقت فراغها، وتضيف أن كل ما اكتسبته اختها من هذه الكتب هو نظارة طبية لعينيها وعددا لا ينتهي من الأوراق والكراسات المدرسية.

ولم تستطع نوف محمد وهي طالبة جامعية كتم ضحكتها عند سؤالها عما إذا كانت تذاكر دروسها في أيام الإجازة، حيث اعتبرت تلك الأسابيع الإجازة الحقيقية للطالب التي يشعر فيها بمعنى الاستمتاع بالوقت واللهو.

وترى نوف، بان الكتب المدرسية لا تستحق أن تضيع وقتها في مطالعتها، خاصة بسبب أن مجرد النظر إلى تلك الكتب أيام الإجازة يصيبها بالاكتئاب والإحباط، كما قد يعرضها لسخرية صديقاتها إذا علمن بالأمر، فمن المتعارف عليه ضمن مجموعتهن، ان من تذاكر خلال الإجازات تكن إنسانة منطوية وبعيدة عن الحياة الاجتماعية وبالطبع لا أحد يحب هذه الصفة.

وفي المقابل توضح بسمة أحمد، والتي تحرص دائما على استغلال الإجازات وأوقات الفراغ في مذاكرة دروسها ومراجعتها بأنها لا تهتم أبدا بما تقوله صديقاتها، مشيرة إلى انه لا يمكنها أن تنسى أبدا الصفات التي ألحقتها بها صديقاتها عندما اتصلت إحداهن هاتفيا خلال الإجازة لتسألها عن مسالة حسابية، وإذا بصديقتها تحول المكالمة إلى سخرية منها وكيف وصلت بها البلاهة إلى أن تذاكر مادة الرياضيات في فترة العطلة!.

وتضيف بسمة، بأنه ومنذ ذلك اليوم وهي مثار تعليقات الصديقات في المدرسة وعند الأقارب فما بين صفة آلة حاسبة إلى كومبيوتر، إلا أن اتفق الجميع على صفة «كونان» (شخصية المحقق الجنائي الصغير في فيلم الأطفال الكرتوني)، وذلك لكونها ذكية وترتدي نظارة أيضا.

ولم يسلم خالد الأسمري، الملقب بالطابعة من ازالة تلك الصفة عن نفسه فمنذ شاهده احد الأصدقاء في إحدى المكتبات في أحد أيام الإجازة أصبحت الطابعة لقبه الأبدي، ومع انه كان يحزن في البداية عند مناداته بالطابعة إلا أنه مع الوقت اعتاد عليه واستغله لصالحه، حيث أصبح يجمع كافة الملزمات الدراسية ويجعل أصدقاءه يستجدونه للحصول عليها وبذلك يرد «الصاع صاعين».

من جهة أخرى أوضحت نورة السعيد، وهي اختصاصية نفسية، أن الصفات السيئة أو بعض التعليقات الساخرة التي يلصقها البعض بالطلاب المجتهدين تعود في طبيعة الأمر لعدد من الأسباب من أهمها المشاهد السينمائية في الأفلام العربية والأجنبية على حد سواء والتي دائما ما تربط بين الطلاب المجتهدين والبلاهة، حيث تصورهم بأشكال معينة منها أن تكون ملابسهم خالية من التناسق أو الذوق، وارتداؤهم لنظارات بحجم كبير وبشكل عام تصورهم كأشخاص لا يهتمون بمظهرهم الخارجي، وكذلك لا يوجد لديهم أصدقاء مقربون.

وتضيف السعيد بأنه عادة ما تكون تلك الصور غير محببة للشباب في الأيام العادية ويشتد نفور الشباب منها في الإجازات مع أنها صورة لا تمثل الواقع.وتؤكد السعيد على أن السبب الذي يدفع بعض الطلاب للاستهزاء بأقرانهم المجتهدين لا يعدو في اغلب الحالات، أن يكون غيرة يشعر بها الطالب تجاه زميله المجتهد كونه لم يستطع أن يحصل على الدرجات العليا مثله، وكذلك لاستطاعة الطالب المجتهد التحكم في وقته واستغلاله لمصلحته الدراسية، كما تزداد حدة تلك الغيرة في موسم الإجازات والتي يريد الأغلبية فيها الاسترخاء بينما يجدها المجتهدون فرصة أخرى للمذاكرة.