فاطمي
01-15-2006, 10:31 AM
د. أنور نعمة الحياة - 12/01/06//
في الاحوال العادية ينــتج عن هضم واستقلاب البروتيـنات مخلفات من بينها حـامض البول او بالعامية الملوحات (أسيد يوريك) الذي تتولى الكليتان مهمة طرحه عبر البول، ولكن في داء النقرس يفرز الجسم فائضاً من هذا الحامض فلا تقدر الكليتان على معالجته للتخلص منه فيتكدس في المفاصل على شكل بلورات محدثاً فيها ارتكاسات التهابية مزعجة جداً.
ويطلق على النقرس اسم «داء الملوك» لأن كان يشاهد اكثر ما يشاهد عند الحكام وحاشياتهم الذين يعيشون حياة ترف ويتناولون أطيب المأكولات لكن من دون القيام بأي حركة. اما في أيامنا هذه فنرى مرض النقرس في مختلف الطبقات، خصوصاً عند محبي الأطايب. وهناك شبهات تحوم حول البيئة بانها قد تكون ضالعة بالاصابة بداء النقرس، فمثلاً كان هذا المرض نادر الحدوث عند الصــــــينيين القاطنين في بلدهم الاصلي، وفي المقابل بات أكثر انتشاراً عند الذين هاجروا الى بلدان أخرى ارتفع فيها مستوى معيشتهم. على كل حال يجب الا ننسى العامل الوراثي فهو يدلي بدلوه في ثلث حالات النقرس.
وداء النقرس ليس مرضاً جديداً علينا، اذ هو معروف منذ أمد بعيد، وكان أبو الطب ابقراط اول الواصفين له وذلك قبل نحو 2500 عام من الآن.
ويضرب داء النقرس اكثر ما يضرب الرجال بين الثلاثين والخمسين من العمر، أما عند النساء فانه يطاولهن عادة بعد الستين، ومن النادر ان نسمع عنه عندهن قبل سن اليأس.
ان هناك عوامل تلعب دورها في زيادة انتاج حامض البول او في الحد من عملية طرحه، وهذه العوامل هي:
- البدانة او زيادة الوزن المفاجئة.
- المبالغة في أكل البروتينات الحيوانية.
- المبالغة في استهلاك الأرضي شوكي والعدس وخميرة البيرة والحمص.
- المشروبات الكحولية.
- ارتفاع شحوم الدم.
- الاصابة ببعض الأمراض مثل: أمراض الكلية، ارتفاع ضغط الدم، الامراض القلبية الوعائية، فقر الدم الانحلالي، السرطان، الداء السكري.
- الخضوع لعمليات جراحية.
- قصور الغدة الدرقية.
- تناول بعض المستحضرات الطبية.
- تناول أدوية معينة مثل مدرات البول والبنسلين وحميمات الدم وغيرها.
- التعرض لاصابات رضية.
- الضغوط النفسية.
- الجوع المديد بهدف انقاص الوزن.
- التقدم في السن.
- قلة النشاط والحركة.
ان قاعدة مفصل الإبهام الكبير غالباً ما تكون الضحية الاولى لداء النقرس اذ يحدث ألم مباغت اضافة الى التورم والاحمرار، ويغدو الجلد المحيط بالمفصل شفافاً حارقاً، وقد ترتفع درجة الحرارة. اما العلامات التي تنذر بابتداء نوبة النقرس فمنها الهيجان والتعب وقلة الطعام والامساك ووجع الرأس وطرح الرمل الدموي في البول. ان نوبة النقرس تداهم صاحبها على حين غرة، وخير وصف لهذه النوبة هو ما قاله الطبيب الانكليزي توماس سيدنهام في القرن السابع عشر: ان ضحية النقرس تذهب الى السرير وهي في أتم الصحة والعافية، ولكن نحو الساعة الثانية صباحاً تستيقظ على ألم شديد في اصبع إبهام القدم، يزيد ويشتد فيصبح قوياً حاداً لا يطاق الى درجة لا يمكن فيها تحمل غطاء السرير. وبالمختصر فإن الضحية تمضي ليلة بيضاء كلها عذاب.
ان تشخيص داء النقرس سهل للغاية، ففي العادة تزول النوبة بعد خمسة الى عشرة ايام اذ يتلاشى الألم تدريجاً ويعاني المصاب من حكة في ابهامه الذي يتعرض للتقشر ومن ثم يشفى من المرض بعد اسبوع. وغالباً ما يتعرض المريض لنوبة اخرى في المفصل ذاته او في سواه بعد مرور 6 الى 12 شهراً من النوبة الاولى، ومع الزمن يزداد تواتر حدوث النوبات ويتباطأ تراجعها.
كيف يعالج النقرس؟
- عند وقوع النوبة يمكن الاستعانة بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من اجل السيطرة على الوجع المزعج. واذا لم يجد المصاب فائدة عليها فإن تناول عقار الكوليشيسين فعال جداً في هذه الحال، لكن مشكلته ان نسبة مرتفعة من المرضى لا يتحملونه لأنه يخلف وراءه زوبعة من العوارض مثل الغثيان والتقيؤ والاسهال والمغص البطني. قد يفكر بعضهم بتناول عقار الأسبيرين الا ان هذا التفكير في غير محله لأن الأسبيرين يخلق عراقيل امام تصريف حامض البول المتهم الاول والاخير في ايقاظ مرض النقرس.
- ينصح المريض اثناء النوبة بالتزام الفراش والامتناع عن استعمال المفصل المصاب طالما بقيت العوارض.
- شرب الكثير من الماء، أي ما يعادل الليترين في اليوم للمساعدة على طرد حامض البول الفائض من الجسم وللوقاية من خطر تشكل الحصيات الكلوية.
- قد يصف الطبيب عقار ألوبيورينول او زيلوريك للتخفيف من وطأة مرض النقرس على المفصل على المدى الطويل، ان نقص حامض البول يحصل بعد 24 ساعة على تناول العقار، ويبلغ هذا النقص اقصاه بعد اسبوعين من العلاج.
هل يمكن الوقاية من داء النقرس؟ ان التدابير الآتية مفيدة على هذا الصعيد:
* انقاص الوزن، وهو خطوة مهمة، ان لم تكن الأهم، ففي دراسة طاولت عدداً كبيراً من الاشخاص واستغرقت 12 عاماً، كشفت النتائج ان خفض الوزن الزائد يبعد شبح خطر التعرض لداء النقرس، وبحسب المشرفين على الدراسة فإن فائض الوزن يمهد لصنع المزيد من حامض البول. ان خفض الوزن يجب ان يتم تدريجاً لأن سرعة انزال الوزن تحدث فورة في حامض البول.
- تجنب المشروبات الكحولية، فمجرد التوقف عن هذه المشروبات قد يكفي أحياناً لفرض الهدنة بين الشخص المستعد وداء النقرس.
- اتباع نظام غذائي فقير بالبروتينات مع التشديد على حذف السلائب والنخاعات والأسماك ذات الجلد الازرق مثل السردين، وخلاصات اللحوم، واللحوم الفتية، والفطر، والأجبان المخمرة، والصلصات (كريما، مايونيز...)، والمقالي، والشوكولا.
- تقنين استهلاك السكريات السريعة الامتصاص والدهنيات لأنها تحرض على انتاج المزيد من حامض البول.
- الحد من أكل البقوليات كالحمص والفول والبازلاء والعدس.
- ممارسة النشاط البدني.
في الاحوال العادية ينــتج عن هضم واستقلاب البروتيـنات مخلفات من بينها حـامض البول او بالعامية الملوحات (أسيد يوريك) الذي تتولى الكليتان مهمة طرحه عبر البول، ولكن في داء النقرس يفرز الجسم فائضاً من هذا الحامض فلا تقدر الكليتان على معالجته للتخلص منه فيتكدس في المفاصل على شكل بلورات محدثاً فيها ارتكاسات التهابية مزعجة جداً.
ويطلق على النقرس اسم «داء الملوك» لأن كان يشاهد اكثر ما يشاهد عند الحكام وحاشياتهم الذين يعيشون حياة ترف ويتناولون أطيب المأكولات لكن من دون القيام بأي حركة. اما في أيامنا هذه فنرى مرض النقرس في مختلف الطبقات، خصوصاً عند محبي الأطايب. وهناك شبهات تحوم حول البيئة بانها قد تكون ضالعة بالاصابة بداء النقرس، فمثلاً كان هذا المرض نادر الحدوث عند الصــــــينيين القاطنين في بلدهم الاصلي، وفي المقابل بات أكثر انتشاراً عند الذين هاجروا الى بلدان أخرى ارتفع فيها مستوى معيشتهم. على كل حال يجب الا ننسى العامل الوراثي فهو يدلي بدلوه في ثلث حالات النقرس.
وداء النقرس ليس مرضاً جديداً علينا، اذ هو معروف منذ أمد بعيد، وكان أبو الطب ابقراط اول الواصفين له وذلك قبل نحو 2500 عام من الآن.
ويضرب داء النقرس اكثر ما يضرب الرجال بين الثلاثين والخمسين من العمر، أما عند النساء فانه يطاولهن عادة بعد الستين، ومن النادر ان نسمع عنه عندهن قبل سن اليأس.
ان هناك عوامل تلعب دورها في زيادة انتاج حامض البول او في الحد من عملية طرحه، وهذه العوامل هي:
- البدانة او زيادة الوزن المفاجئة.
- المبالغة في أكل البروتينات الحيوانية.
- المبالغة في استهلاك الأرضي شوكي والعدس وخميرة البيرة والحمص.
- المشروبات الكحولية.
- ارتفاع شحوم الدم.
- الاصابة ببعض الأمراض مثل: أمراض الكلية، ارتفاع ضغط الدم، الامراض القلبية الوعائية، فقر الدم الانحلالي، السرطان، الداء السكري.
- الخضوع لعمليات جراحية.
- قصور الغدة الدرقية.
- تناول بعض المستحضرات الطبية.
- تناول أدوية معينة مثل مدرات البول والبنسلين وحميمات الدم وغيرها.
- التعرض لاصابات رضية.
- الضغوط النفسية.
- الجوع المديد بهدف انقاص الوزن.
- التقدم في السن.
- قلة النشاط والحركة.
ان قاعدة مفصل الإبهام الكبير غالباً ما تكون الضحية الاولى لداء النقرس اذ يحدث ألم مباغت اضافة الى التورم والاحمرار، ويغدو الجلد المحيط بالمفصل شفافاً حارقاً، وقد ترتفع درجة الحرارة. اما العلامات التي تنذر بابتداء نوبة النقرس فمنها الهيجان والتعب وقلة الطعام والامساك ووجع الرأس وطرح الرمل الدموي في البول. ان نوبة النقرس تداهم صاحبها على حين غرة، وخير وصف لهذه النوبة هو ما قاله الطبيب الانكليزي توماس سيدنهام في القرن السابع عشر: ان ضحية النقرس تذهب الى السرير وهي في أتم الصحة والعافية، ولكن نحو الساعة الثانية صباحاً تستيقظ على ألم شديد في اصبع إبهام القدم، يزيد ويشتد فيصبح قوياً حاداً لا يطاق الى درجة لا يمكن فيها تحمل غطاء السرير. وبالمختصر فإن الضحية تمضي ليلة بيضاء كلها عذاب.
ان تشخيص داء النقرس سهل للغاية، ففي العادة تزول النوبة بعد خمسة الى عشرة ايام اذ يتلاشى الألم تدريجاً ويعاني المصاب من حكة في ابهامه الذي يتعرض للتقشر ومن ثم يشفى من المرض بعد اسبوع. وغالباً ما يتعرض المريض لنوبة اخرى في المفصل ذاته او في سواه بعد مرور 6 الى 12 شهراً من النوبة الاولى، ومع الزمن يزداد تواتر حدوث النوبات ويتباطأ تراجعها.
كيف يعالج النقرس؟
- عند وقوع النوبة يمكن الاستعانة بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من اجل السيطرة على الوجع المزعج. واذا لم يجد المصاب فائدة عليها فإن تناول عقار الكوليشيسين فعال جداً في هذه الحال، لكن مشكلته ان نسبة مرتفعة من المرضى لا يتحملونه لأنه يخلف وراءه زوبعة من العوارض مثل الغثيان والتقيؤ والاسهال والمغص البطني. قد يفكر بعضهم بتناول عقار الأسبيرين الا ان هذا التفكير في غير محله لأن الأسبيرين يخلق عراقيل امام تصريف حامض البول المتهم الاول والاخير في ايقاظ مرض النقرس.
- ينصح المريض اثناء النوبة بالتزام الفراش والامتناع عن استعمال المفصل المصاب طالما بقيت العوارض.
- شرب الكثير من الماء، أي ما يعادل الليترين في اليوم للمساعدة على طرد حامض البول الفائض من الجسم وللوقاية من خطر تشكل الحصيات الكلوية.
- قد يصف الطبيب عقار ألوبيورينول او زيلوريك للتخفيف من وطأة مرض النقرس على المفصل على المدى الطويل، ان نقص حامض البول يحصل بعد 24 ساعة على تناول العقار، ويبلغ هذا النقص اقصاه بعد اسبوعين من العلاج.
هل يمكن الوقاية من داء النقرس؟ ان التدابير الآتية مفيدة على هذا الصعيد:
* انقاص الوزن، وهو خطوة مهمة، ان لم تكن الأهم، ففي دراسة طاولت عدداً كبيراً من الاشخاص واستغرقت 12 عاماً، كشفت النتائج ان خفض الوزن الزائد يبعد شبح خطر التعرض لداء النقرس، وبحسب المشرفين على الدراسة فإن فائض الوزن يمهد لصنع المزيد من حامض البول. ان خفض الوزن يجب ان يتم تدريجاً لأن سرعة انزال الوزن تحدث فورة في حامض البول.
- تجنب المشروبات الكحولية، فمجرد التوقف عن هذه المشروبات قد يكفي أحياناً لفرض الهدنة بين الشخص المستعد وداء النقرس.
- اتباع نظام غذائي فقير بالبروتينات مع التشديد على حذف السلائب والنخاعات والأسماك ذات الجلد الازرق مثل السردين، وخلاصات اللحوم، واللحوم الفتية، والفطر، والأجبان المخمرة، والصلصات (كريما، مايونيز...)، والمقالي، والشوكولا.
- تقنين استهلاك السكريات السريعة الامتصاص والدهنيات لأنها تحرض على انتاج المزيد من حامض البول.
- الحد من أكل البقوليات كالحمص والفول والبازلاء والعدس.
- ممارسة النشاط البدني.