المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا اختلف اللصان ظهر المسروق ....عبدالله الهدلق



مقاتل
01-15-2006, 08:25 AM
كتب:عبدالله الهدلق - الوطن


بعد ان اعلن انشقاقه عن النظام البعثي المترنح في دمشق، وبعد ان قلب ظهر المجن للرئيس السوري الانفعالي والمتفرد بالسلطة ـ كما وصفه ـ نشر عبدالحليم خدام ـ نائب الرئيس السوري ما طوته العقود الطويلة من الزمن من حقائق حرص النظام الشمولي الحاكم في دمشق على ابقائها طي الكتمان، وباح بما ضاق صدره عن كتمانه من فضائح حزب البعث الحاكم في دمشق ـ ذلك الحزب الذي عبث بمقدرات الشعب السوري، واستولى على الدخل القومي السوري ونهب ثروات البلد ولم يترك لملايين السوريين سوى فتات الموائد ـ وأعلن خدام من باريس ان سوريا الآن في حقل ألغام.

لقد حرصت الدولة البوليسية في سوريا على كتم اسرار ممارساتها الدنيئة ومؤمرات مخابراتها وأجهزتها الأمنية والدسائس التي حاكتها ومازالت تحيكها ضد خصومها السوريين وغيرهم، ولكن الحق حصحص، والخبيث من الطيب تمحص واختلف اللصان ـ خدام والنظام الشمولي الحاكم في دمشق ـ فظهر المسروق وهو حريات ومقدرات وحقوق وأموال ملايين الشعب السوري المغلوب على امره، والذي أذاقه حزب البعث ألوان الذل والهوان عبر ما يقارب نصف قرن من الزمن.

ولئن كان جناح حزب البعث قد كسر في بغداد فان ذلك الحزب البغيض والمترنح مازال يحاول التحليق بجناح واحد أثبتت الوقائع والاحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة انه سيكسر قريبا بعد ان اعتمد المجتمع الدولي خطة لمعاقبة سوريا وغيرها من الدول المارقة مثل ايران وليبيا وكوريا الشمالية ومحاربة التنظيمات الارهابية التي تدعمها سوريا وايران مثل الذي يسمى حزب الله، وحماس، والجهاد، وطالبان، والقاعدة.

ان تلك الدول المارقة ـ وعلى رأسها ـ النظام الحاكم في دمشق تتلون بألف لون، وتختفي وراء مسميات عديدة، وتتحالف مع منظمات ارهابية مختلفة وأحزاب دينية متعددة، فهذه الدول المارقة ومنظماتها لها ألف قناع وليس لها وجه.

وكما انشق خدام عن حزبه وغيّر جلده وكشف القناع عن وجهه وأظهر الوجه القبيح لحزب البعث الذي يعاني سكرات الموت وباتت رصاصة الرحمة أقرب اليه من قبلة الحياة، فستتوالى الحقائق وتنكشف الخوافي بعد ان يتزايد عدد المنشقين عن احزابهم البائدة في سوريا وايران ومنظماتهما الارهابية الكبيرة حزب الله وحماس والجهاد والقاعدة.

كم من مسروق سيظهر بعد ان يختلف اللصان، وكم من حقيقة ستتبدى ويزول عنها اللثام، وكم من وجه قبيح سيبدو بعد أن يسقط عنه القناع، فالعالم كله يقف صفا واحدا في مواجهة الوباء العالمي المسمى الارهاب، وتتعاون جميع الدول المتحضرة في تجفيف منابع ذلك الارهاب وقطع شرايينه وردم روافده وقطف رؤوسه وأعوانه.

اذا كان ضمير خدام قد صحا من سباته العميق وأراد فيما بقي له من عمر أن يكفر عما جنته يداه بحق الشعب السوري فهل ستتركه أنياب ومخالب حزب البعث ليكمل مسيرته العائلية أم سيلقى مصير من سبقه من المنشقين؟!



تاريخ النشر: الاحد 15/1/2006