المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفنان السعودي محمد عبده يضع قناة ( إقرأ ) الاسلامية في مأزق



yasmeen
01-15-2006, 08:14 AM
أهداها أغانيه بحلة إسلامية و..."فيديو كليبات" أيضا

سلطان القحطاني من الرياض


سيكون بوسع رجال الدين السعوديين الاستماع إلى أغاني فنانهم الشهير محمد عبده بعد أن أصدر عدة أغان لا ترافقها الموسيقى، مهدياً إياها إلى قناة "اقرأ" الإسلامية المحافظة ذات التمويل السعودي، وذلك خلال مقابلة مفاجئة أجرتها القناة مع الفنان السعودي الذي يعد متسيداً على الساحة الغنائية الخليجية منذ أكثر من ربع قرن.

ومكمن المفاجأة هو أن هذا البرنامج الذي ظهر فيه الفنان السعودي سبق وأن حضر إليه أعتى رجال الدين وأكثرهم تشدداً من مختلف الأطياف الدينية، وهم محسوبون على التيار الديني المحافظ في السعودية،ماجعل التكهنات تتواتر حول القناة وما سينالها من انهيار عارم في رصيدها الشعبي الذي تحاول حصده في ظل منافسة شرسة من قبل عدة قنوات إسلامية.

وتوقع مراقبون بأن تكون هذه القناة المحافظة في عين العاصفة خلال الأيام القليلة المقبلة حين تكون على مرمى نيران الأصولية الإسلامية،وعلى رأسهم المذيع الإسلامي المعروف الدكتور عبدالله الحارثي،الذي رأى إعلاميون محسوبون على التيار الإسلامي المحافظ أن برنامجه سيهوي أمام تمنّع رجال الدين السعوديين من الظهور فيه بعد أن التقى مغنيا يحرمون الاستماع إليه.

وظهر الفنان السعودي محمد عبده بثوبه الأبيض وشماغه الأحمر وهو يتداول أحاديث الفن وشجونه مع المذيع ذا اللحية الكثة،وأهدى خلال اللقاء القناة التلفزيونية مجموعة من أغانيه بعد أن قام بسحب الموسيقى منها واستبدلها بالدف،وهو ما يجعلها مقبولة لدى التيارات الإسلامية المحافظة،التي وإن كانت تعرف أن تحريم الغناء ما زال أمراً مختلفاً عليه،فإنها لا تقوى بالتصريح بذلك علانية خشية فقد رصيدها الجماهيري.

ولم يكتف الفنان السعودي بذلك فحسب، بل عمد إلى إهداء القناة المحافظة مجموعة فيديو كليبات إسلامية لأغانيه أداها على مركب في عرض البحر،ووسط إحدى الحدائق الغناء،وهي المرة الأولى في تاريخه التي يلجأ فيها إلى اعتماد طريقة الفيديو كليب،إذا استثنينا تلك الأغنيات ذات البعد الوطني التي لابد من تصويرها عبر هذه التقنية،وهو الذي كان إلى زمن قريب رافضاً لفكرة الفيديو كليب ومنتقداً منافسه الشهير طلال مداح على هذه النقطة تحديداً.

وحين سأل المذيع 17 شخصاً عن الفنان السعودي محمد عبده،وهؤلاء الأشخاص هم المجاورون للمسجد الذي بناه الفنان،ورفض الاعتراف صراحة بأنه يعود إليه مكتفياً بتملص رقيق بأن "هذا المسجد هو لله"،أجاب هؤلاء بأن عبده لا تفوته صلاة الفجر وأغلب الصلوات الأخرى.

المذيع الذي كان مندهشاً سوغ سبب دهشته بأن ذلك يعود إلى أن الغالبية العظمى من الناس تعتقد بان الفنانين "لا يقيمون حدود الله ولا يصلون" على حد تسويغه.

ويرى متابعون أن الفنان السعودي البارز سيقوم باكتساح الوسط الإسلامي بعد أن اكتسح الوسط الغنائي منذ فترة طويلة حتى الآن،غنى خلال فترة ممتدة إلى ثلاثة أجيال دون أن يشعر الجيل الجديد بغربة عن هذا الصوت الذي شكل إلى حد كبير ذائقتهم،بل وذاكرتهم أيضاً،كونهم تربوا على صوته وأغانيه.

المتابعون للمقابلة التي استمرت نحو الساعة شبهوها بالحلقات التي قدمها الداعية السعودي الشيخ عايض القرني وقت تراجع ثلاثة من شيوخ التكفير والتفجير الذين تورطوا في تأييد العمليات الإرهابية التي استهدفت مجمعات سكنية في السعودية،ذلك بغية إعادتهم إلى الطريق الوسطي المعتدل،لا سيّما حين أتت تلك المحاولات القليلة التي كان يحاولُ فيها المحاور استمالة محمد عبده إلى إعلان الاعتزال،وهو الأمر الذي رفضه الفنان بصراحة.

بل يذهب المشبهوّن إلى حد أبعد قائلين إن هذه المقابلة لم يكن لها سوى هدف واحد هو تراجع الفنان السعودي عن طريق الفناء بعدما أسهم التيار الديني في إعادة عدة فنانين عن هذه الطريق مؤخراً في السعودية،عازفين بذلك على نغمة الاعتزال الموقت الذي قام به الفنان في أوائل التسعينات حين أدى الأذان في أحد المساجد،وتم تداول شريط الأذان بسرعة البرق.

وفي نهاية المقابلة قال المذيع المنتمي إلى التيار الإسلامي إن محمد عبده بالفعل "فنان العرب" وهو اللقب الذي اعتاد محبو الفنان أن يطلقوه عليه منذ أمد طويل،ورد محمد شاكراً القناة التي "تمسك العصا من المنتصف" كما وصفها،إلى أن تعانقا بحرارة في ختام اللقاء.