فاتن
01-15-2006, 12:56 AM
محمود كرم - كاتب كويتي
أصبحنا نرى ظاهرة اكتساح التدين الشكلي في مجتمعاتنا حتى باتت واحدة من اكثر الاشياء دلالة ً على انتشار مفهوم الدين المظهري والذي اصبح السمة الغالبة عند عامة الناس واتخذ وجها ً شعبويا.
وأصبح الناس يصنفون المجتمعات حسب درجة تمسكهم بالتدين الظاهري فاذا كان المجتمع مصبوغا ً بالصبغة الدينية في كل مناحي حياته فانه مجتمع متدين وهكذا كلما كانت درجة التمسك بالدين الشكلي كبيرا ً اصبح هذا المجتمع في عرف بعض الناس مجتمعا ً متدينا.
بداية ً حتى لا يتهمني احدٌ بالانحراف والكفريات والزندقة فاني هنا لا اطالبُ بان ينسلخ المجتمع من الدين ويصبح لا دينيا ً فالدين في معظم الاحيان قد يكون مطلوبا ً عندما يحقق التوازن الروحي ويهدف الى خلق منظومة متناسقة من التمسك بالاخلاقيات والسلوكيات القويمة.
ولكن حديثي هنا يرتكز على التدين الشكلي في المشهد الديني المتداول بصورة شعبوية في مجتمعاتنا والذي تحول الى مظهرية تتسم بالسطحية ومنزوعة المعاني العميقة ذات المضامين الروحانية.
وعندما يتمسك المجتمع اي مجتمع بالدين الشكلي المظهري ويتفاخر بانه مجتمع متدين فانه يسعى بذلك الى الارتكاز على مفهوم ان الاخرين الذين لا ينتهجون مسلك التمسك الشكلي بالدين اناسٌ منحرفون ويسيرون الى الهاوية ومعدومو الاخلاق.
لذلك كان النفور يصاحب اولئك الذين يتشبثون بالمظاهر الدينية من الذين لا يعنيهم التدين الشكلي شيئا ً في حياتهم ومسلكهم العام في الحياة حتى وصل الوضع بالبعض منهم الى السؤال عن الشخص ان كان يؤدي الصلاة في المسجد شرطا ً لقبوله زوجا ً لابنتهم.
وليس هناكَ اقسى من ان يسعى المجتمع الغارق بثقافة التدين الشكلي الى ان يضع الفرد تحت المراقبة الدينية الدائمة واصبح الفرد في هذه المجتمعات يحمل هاجس التدين المظهري في كل تصرفاته ومسلكياته ويحسب حسابا ً لمراقبة المجتمع الدينية له طوال الوقت واصبح يرى ان يلتزم مثلا ً بالذهاب الى المسجد خمس مرات في اليوم لانه اذا تخلف عن ذلك فانه يصبح في عرفهم فردا ً منحرفا وعليهِ بالتالي ان يجتاز هذا الامتحان بتفوق مسرحي خمس مرات في اليوم ..!
وعليهِ ايضا ً ربما في كثير من الاحيان ان يتمظهر بالهيئة الدينية خوفا ً من نظرة المجتمع له وليس شرطا ً مدى اقتناعه بتلك المسلكيات الشكلية المهم لديه ان يكون المجتمع راضيا ً عنه دينيا.
واعتقدُ شخصيا ً ان المجتمع الذي يؤدي طقوسه الدينية المظهرية الشكلية الخالية من القيم الروحية والمعاني العميقة يؤسس لمفاهيم مغلوطة ويرى انها صحيحة ولا يشوبها الخطأ او الشك فمثلا عندما تقول الاية القرآنية ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) يجدون ان الصلاة بحد ذاتها كشكل متعارف عليه من حركات تعبدية تحقق النهي عن المنكر والفحشاء بمجرد ان يؤديها الفرد ولذلك ما يقترفه الفرد بعد ادائه للصلاة من منكر لا يعتبر منكرا ً لانه قد ادى الصلاة التي اصبحت في ثقافته مجرد تأديتها بشكلها العادي المظهري قد حصنته من المنكر والفحشاء.
ولذلك عادة ً ما نسمع من اولئك الذين يحرصون على التدين الشكلي ان مَن يؤدي صلاته ويصوم وغير ذلك ويتفنن باظهارها شكليا ً وبطريقة صارخة فانه شخص متدين وليس مهما ً ما يقترفه في حياته من كذب او نفاق او غش او تعد سافر على خصوصيات الاخرين.
وحينما يتطرف المجتمع في التمسك بالدين الشكلي تظهر واحدة من اكثر الثقافات سوءا ً وهي ثقافة ابراز (الهوية) الدينية في اطارها المقدس والافضل والانقى ويصبح تحديدها (الهوية) تعني عداوة لثقافة الاخرين وكما يقول المفكر نصر حامد ابو زيد في هذا المعنى تحديدا ً :
ومع ضعف الايمان قويَ التطرف وصار التدين شكليا ازدحام المساجد مع كثرتها, اطالة اللحى وتقصير الجلابيب وارتداء الفتيات الحجاب فالنقاب , حين يصير الدين شكليا يصبح هو المحدد الوحيد للهوية, وهنا يتبلور مفهومٌ للاخر فضفاض يساوي بين الاجنبي (الغربي) وابن الوطن المسيحي والعلماني فيضع الكل في خانة الاعداء الذين يصبح قتالهم واجبا »سيد قطب قسم العالم كله مسلمين وجاهليين فقط«.
ولذلك نجد ان المجتمع الغارق بالتدين الشكلي يثور سريعا ً من انتشار اية ثقافة اخرى تختلف عن ثقافته الدينية ويسارع بقمعها والتطاول عليها والانتقاص من معانيها ويصفها بالخروج عن الدين والاخلاق وما نقراه ونشاهده ونتابعه من اقوال الاسلاميين المتزمتين وتصرفاتهم دليل على استغلالهم للدين وضرب الاخرين به وفرض مفاهيمهم عليهم من خلال تحريم الحفلات الغنائية وتحريم الاحتفال برأس السنة وتحريم تهنئة اخواننا المسيحيين باعيادهم وقائمة طويلة من الممنوعات بحجة انها ضد الدين وضد ثوابت المجتمع الدينية وذهبوا بعيدا ً في رفضهم لحق الاخرين في اعتناق ما يشاؤون من طريقة في حياتهم ورفض التعددية الفكرية والدينية ومَن يجد ان حياته تنسجم مع فكرة عدم التدين كان عليهم ان يعلنوا عليه الحرب والاقصاء والنبذ والطعن في اخلاقياته وضميره.
وليس هناكَ اخطر من فرض المفاهيم الدينية بالشكل الظاهري الصرف وتشجيع المجتمع عليها والتمسك بها على انها من الدين ومن اساسيات التدين الحق فمثلا ً راجت في الفترة الاخيرة عندنا في الكويت اعلانات كبيرة تنتشر في الشوارع وفي الزوايا تحض الشباب على التمسك بالصلاة وكان مجتمعنا ناكر للصلاة ولا عهد له بها من قبل وكان مجتمعنا من الهشاشة بمكان الى درجة ان هذه الاعلانات الدينية سترجع له توازنه ولا اعتقد ان الدين بحاجة الى مثل هذه الدعايات الجدارية الشوارعية بقدر ما يحتاج المجتمع الى استيعاب القيم الروحية في الاديان عموما ً والابتعاد بها عن التعصب الاعمى وثقافة التدين المظهري والشكلي ومن خلال هذا الاعتقاد السطحي بالتمسك المظهري والشكلي بالدين تأسست في مجتماعتنا ثقافة الاهتمام بالتدين الشكلي البعيد عن الروحانية واختفت النفحة الروحية في العبادات الدينية ليتسيد الدين الشكلي في تصرفات الناس ومسلكياتهم ويكون هو الاساس في التعامل مع الاخرين وبدلا ً من ان تكون العلاقة بين الانسان وخالقه علاقة روحانية مباشرة خالصة لا يحق لاحد التدخل فيها اصبحت العلاقة تتخذ الشكل المظهري والدعائي والفارغ من المحتوى العميق للقيم الروحانية السامية.
وحينما نريد ان نفهم لماذا اصبحت مجتماعتنا الاسلامية مهووسة بالنماذج الاصولية الدينية المتزمتة وتجد فيها الدين الحقيقي واصبح الفهم الاصولي المتزمت للدين هو السائد والشائع في مجتمعاتنا فلانها امنت بغباء وعدم وعي ان المظهرية والشكلية الدينية هي الاساس وهي المعيار للتمسك بالدين ..!!
ومما ساعد على انتشار ظاهرة التدين الشكلي في المسلكيات العامة لمجتمعاتنا الاسلامية هو تمكن الخطاب الديني المتزمت والمتشدد وتغلغله في المناهج التعليمية وخطب الجمعة والاعلام المرئي والمسموع فالى الان ما زال يردد الخطاب الديني الذي يروج للدين الشكلي التظاهري ان اللحية والثوب القصير من ابجديات التمسك بالدين القويم وما زال الخطاب ذاته يردد ان النساء المسلمات السافرات سيعلقن من شعورهن في يوم القيامة ومَن يستمع للغناء او الموسيقى فمصيره العذاب في الاخرة والاسراف في اطلاق اوصاف القردة والخنازير على الذين ينعتونهم بالتبعية للغرب (الكافر).
في الحقيقة نحن امام ازمة كبيرة تتمثل في فرض التدين المشبع بالفكر الاحادي التوجه والاعتقاد به قسرا ً وفرضه كشكلية مظهرية وشعبوية بينما الاصل هو ان الدين يجب ان يبقى خيار الفرد الحر في الحياة وان يبقى بعيدا ً عن مسرحية التظاهرة الشكلية المسلوبة المعاني الروحانية العميقة ومجسدا ً للعلاقة الوجدانية الخالصة بين الانسان وربه ..
*كاتب كويتي
tloo1@hotmail.com
أصبحنا نرى ظاهرة اكتساح التدين الشكلي في مجتمعاتنا حتى باتت واحدة من اكثر الاشياء دلالة ً على انتشار مفهوم الدين المظهري والذي اصبح السمة الغالبة عند عامة الناس واتخذ وجها ً شعبويا.
وأصبح الناس يصنفون المجتمعات حسب درجة تمسكهم بالتدين الظاهري فاذا كان المجتمع مصبوغا ً بالصبغة الدينية في كل مناحي حياته فانه مجتمع متدين وهكذا كلما كانت درجة التمسك بالدين الشكلي كبيرا ً اصبح هذا المجتمع في عرف بعض الناس مجتمعا ً متدينا.
بداية ً حتى لا يتهمني احدٌ بالانحراف والكفريات والزندقة فاني هنا لا اطالبُ بان ينسلخ المجتمع من الدين ويصبح لا دينيا ً فالدين في معظم الاحيان قد يكون مطلوبا ً عندما يحقق التوازن الروحي ويهدف الى خلق منظومة متناسقة من التمسك بالاخلاقيات والسلوكيات القويمة.
ولكن حديثي هنا يرتكز على التدين الشكلي في المشهد الديني المتداول بصورة شعبوية في مجتمعاتنا والذي تحول الى مظهرية تتسم بالسطحية ومنزوعة المعاني العميقة ذات المضامين الروحانية.
وعندما يتمسك المجتمع اي مجتمع بالدين الشكلي المظهري ويتفاخر بانه مجتمع متدين فانه يسعى بذلك الى الارتكاز على مفهوم ان الاخرين الذين لا ينتهجون مسلك التمسك الشكلي بالدين اناسٌ منحرفون ويسيرون الى الهاوية ومعدومو الاخلاق.
لذلك كان النفور يصاحب اولئك الذين يتشبثون بالمظاهر الدينية من الذين لا يعنيهم التدين الشكلي شيئا ً في حياتهم ومسلكهم العام في الحياة حتى وصل الوضع بالبعض منهم الى السؤال عن الشخص ان كان يؤدي الصلاة في المسجد شرطا ً لقبوله زوجا ً لابنتهم.
وليس هناكَ اقسى من ان يسعى المجتمع الغارق بثقافة التدين الشكلي الى ان يضع الفرد تحت المراقبة الدينية الدائمة واصبح الفرد في هذه المجتمعات يحمل هاجس التدين المظهري في كل تصرفاته ومسلكياته ويحسب حسابا ً لمراقبة المجتمع الدينية له طوال الوقت واصبح يرى ان يلتزم مثلا ً بالذهاب الى المسجد خمس مرات في اليوم لانه اذا تخلف عن ذلك فانه يصبح في عرفهم فردا ً منحرفا وعليهِ بالتالي ان يجتاز هذا الامتحان بتفوق مسرحي خمس مرات في اليوم ..!
وعليهِ ايضا ً ربما في كثير من الاحيان ان يتمظهر بالهيئة الدينية خوفا ً من نظرة المجتمع له وليس شرطا ً مدى اقتناعه بتلك المسلكيات الشكلية المهم لديه ان يكون المجتمع راضيا ً عنه دينيا.
واعتقدُ شخصيا ً ان المجتمع الذي يؤدي طقوسه الدينية المظهرية الشكلية الخالية من القيم الروحية والمعاني العميقة يؤسس لمفاهيم مغلوطة ويرى انها صحيحة ولا يشوبها الخطأ او الشك فمثلا عندما تقول الاية القرآنية ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) يجدون ان الصلاة بحد ذاتها كشكل متعارف عليه من حركات تعبدية تحقق النهي عن المنكر والفحشاء بمجرد ان يؤديها الفرد ولذلك ما يقترفه الفرد بعد ادائه للصلاة من منكر لا يعتبر منكرا ً لانه قد ادى الصلاة التي اصبحت في ثقافته مجرد تأديتها بشكلها العادي المظهري قد حصنته من المنكر والفحشاء.
ولذلك عادة ً ما نسمع من اولئك الذين يحرصون على التدين الشكلي ان مَن يؤدي صلاته ويصوم وغير ذلك ويتفنن باظهارها شكليا ً وبطريقة صارخة فانه شخص متدين وليس مهما ً ما يقترفه في حياته من كذب او نفاق او غش او تعد سافر على خصوصيات الاخرين.
وحينما يتطرف المجتمع في التمسك بالدين الشكلي تظهر واحدة من اكثر الثقافات سوءا ً وهي ثقافة ابراز (الهوية) الدينية في اطارها المقدس والافضل والانقى ويصبح تحديدها (الهوية) تعني عداوة لثقافة الاخرين وكما يقول المفكر نصر حامد ابو زيد في هذا المعنى تحديدا ً :
ومع ضعف الايمان قويَ التطرف وصار التدين شكليا ازدحام المساجد مع كثرتها, اطالة اللحى وتقصير الجلابيب وارتداء الفتيات الحجاب فالنقاب , حين يصير الدين شكليا يصبح هو المحدد الوحيد للهوية, وهنا يتبلور مفهومٌ للاخر فضفاض يساوي بين الاجنبي (الغربي) وابن الوطن المسيحي والعلماني فيضع الكل في خانة الاعداء الذين يصبح قتالهم واجبا »سيد قطب قسم العالم كله مسلمين وجاهليين فقط«.
ولذلك نجد ان المجتمع الغارق بالتدين الشكلي يثور سريعا ً من انتشار اية ثقافة اخرى تختلف عن ثقافته الدينية ويسارع بقمعها والتطاول عليها والانتقاص من معانيها ويصفها بالخروج عن الدين والاخلاق وما نقراه ونشاهده ونتابعه من اقوال الاسلاميين المتزمتين وتصرفاتهم دليل على استغلالهم للدين وضرب الاخرين به وفرض مفاهيمهم عليهم من خلال تحريم الحفلات الغنائية وتحريم الاحتفال برأس السنة وتحريم تهنئة اخواننا المسيحيين باعيادهم وقائمة طويلة من الممنوعات بحجة انها ضد الدين وضد ثوابت المجتمع الدينية وذهبوا بعيدا ً في رفضهم لحق الاخرين في اعتناق ما يشاؤون من طريقة في حياتهم ورفض التعددية الفكرية والدينية ومَن يجد ان حياته تنسجم مع فكرة عدم التدين كان عليهم ان يعلنوا عليه الحرب والاقصاء والنبذ والطعن في اخلاقياته وضميره.
وليس هناكَ اخطر من فرض المفاهيم الدينية بالشكل الظاهري الصرف وتشجيع المجتمع عليها والتمسك بها على انها من الدين ومن اساسيات التدين الحق فمثلا ً راجت في الفترة الاخيرة عندنا في الكويت اعلانات كبيرة تنتشر في الشوارع وفي الزوايا تحض الشباب على التمسك بالصلاة وكان مجتمعنا ناكر للصلاة ولا عهد له بها من قبل وكان مجتمعنا من الهشاشة بمكان الى درجة ان هذه الاعلانات الدينية سترجع له توازنه ولا اعتقد ان الدين بحاجة الى مثل هذه الدعايات الجدارية الشوارعية بقدر ما يحتاج المجتمع الى استيعاب القيم الروحية في الاديان عموما ً والابتعاد بها عن التعصب الاعمى وثقافة التدين المظهري والشكلي ومن خلال هذا الاعتقاد السطحي بالتمسك المظهري والشكلي بالدين تأسست في مجتماعتنا ثقافة الاهتمام بالتدين الشكلي البعيد عن الروحانية واختفت النفحة الروحية في العبادات الدينية ليتسيد الدين الشكلي في تصرفات الناس ومسلكياتهم ويكون هو الاساس في التعامل مع الاخرين وبدلا ً من ان تكون العلاقة بين الانسان وخالقه علاقة روحانية مباشرة خالصة لا يحق لاحد التدخل فيها اصبحت العلاقة تتخذ الشكل المظهري والدعائي والفارغ من المحتوى العميق للقيم الروحانية السامية.
وحينما نريد ان نفهم لماذا اصبحت مجتماعتنا الاسلامية مهووسة بالنماذج الاصولية الدينية المتزمتة وتجد فيها الدين الحقيقي واصبح الفهم الاصولي المتزمت للدين هو السائد والشائع في مجتمعاتنا فلانها امنت بغباء وعدم وعي ان المظهرية والشكلية الدينية هي الاساس وهي المعيار للتمسك بالدين ..!!
ومما ساعد على انتشار ظاهرة التدين الشكلي في المسلكيات العامة لمجتمعاتنا الاسلامية هو تمكن الخطاب الديني المتزمت والمتشدد وتغلغله في المناهج التعليمية وخطب الجمعة والاعلام المرئي والمسموع فالى الان ما زال يردد الخطاب الديني الذي يروج للدين الشكلي التظاهري ان اللحية والثوب القصير من ابجديات التمسك بالدين القويم وما زال الخطاب ذاته يردد ان النساء المسلمات السافرات سيعلقن من شعورهن في يوم القيامة ومَن يستمع للغناء او الموسيقى فمصيره العذاب في الاخرة والاسراف في اطلاق اوصاف القردة والخنازير على الذين ينعتونهم بالتبعية للغرب (الكافر).
في الحقيقة نحن امام ازمة كبيرة تتمثل في فرض التدين المشبع بالفكر الاحادي التوجه والاعتقاد به قسرا ً وفرضه كشكلية مظهرية وشعبوية بينما الاصل هو ان الدين يجب ان يبقى خيار الفرد الحر في الحياة وان يبقى بعيدا ً عن مسرحية التظاهرة الشكلية المسلوبة المعاني الروحانية العميقة ومجسدا ً للعلاقة الوجدانية الخالصة بين الانسان وربه ..
*كاتب كويتي
tloo1@hotmail.com