زوربا
01-14-2006, 09:11 PM
نشاط يومي ومفردات جديدة تكاد تكمل قاموسا خاصا بها
بيروت -كارولين عاكوم
«يسلمولي هالعيون، يا عيني شو هالجمال، شو هالصباح الحلو...» وغيرها من المفردات التي تكاد تشكل قاموساً لمعاكسات يومية، يطلقها الشباب الذين يتجمعون في الشوارع والأحياء ليصطادوا طرائدهم من الجنس اللطيف ويتربصوا بكل عابرة، فيمطرونها كلاماً معسولاً أو مسموماً. لا فرق لديهم إن كانت جميلة أم قبيحة، طويلة أم قصيرة، سمينة أم ذات قوام ممشوق، محتشمة أم عارضة لما تيسّر من مفاتنها، كل واحدة من عابرات الطريق لا بد وأن تنال حصتها من «التلطيش» والأمر لا ينحصر بالتجمعات، فأي شاب يتولى المهمة سواء كان في الشارع أو في سيارته. الكل مستعد للقيام بالواجب على أكمل وجه، وكأن هناك قانوناً يقضي بتطبيق قواعد «التلطيش» بعد حفظ مفرداته التي تزداد غنى بتعابيرها وأساليبها وتتطور يوماً بعد يوم، فيبدو الامر كسباق لاختبار المواهب وجذب انتباه الفتاة باللعب على الكلام المبطن أو إطلاق عبارات ورموز معينة تشي بما كتم من كلام مباشر، يعتبر ممنوعاً ومتجاوزاً للخط الاحمر، وقد يعرّض من يتلفظ به لعواقب أكبر من التجاهل أو الابتسامة العابرة.
ومما لا شك فيه أن «التلطيش» يرتكز بمعظمه على وصف محاسن الفتاة، وقد يعتمد على روح الدعابة والفكاهة التي ترسم ابتسامة على ثغر من تسمعه، فتفرح ضمناً عندما لا يشكل إزعاجاً لها ولا يخرج عن حدود اللياقة والأدب، كأن يتحرش أحدهم بفتاتين قائلاً: «الأجمل هي من تقف في الوسط». لكن وفي أحيان كثيرة قد يصل هذا التحرش إلى السخرية أو المبالغة في وصف العيوب ما يؤدي إلى جرح مشاعر الآخرين، فيقول أحدهم لمن ترتدي اللون الأحمر: «اذا كان حبيبك ثوراً البسي له الأحمر». وللقبيحة «جمالك ذبحني...».
وما يلفت النظر، أن هذه المعاكسات تطول أية امرأة، بمعزل عن عمرها أو وضعها الاجتماعي. وقد يطلقها فتى لا يتجاوز الخامسة عشرة أو عجوز تجاوز السبعين وقد يتوقف أحد السائقين غير مبال بأزمة السير التي يتسبب بها، ويلح في عرض خدماته على عابرة حسناء، مدعياً أن هدفه فقط تجنيبها إزعاج التاكسي متبرعاً بايصالها إلى حيث تريد وغير عابئ بأبواق السيارات واحتجاجات سائقيها وشتائمهم.
ولا تقتصر اساليب المعاكسات وأدواتها على هذه المحاولات العابرة بل تتنوع وتتطور مع تطور وسائل الاتصال، اذ من السهل على الشاب ان يترك رقم هاتفه على سيارة الفتاة التي اعجب بمظهرها وشكلها الخارجي مرفقاً بوردة حمراء وكلمات تعبّر عن اعجابه وتمنياته بسماع صوتها والتعرف اليها. واذا ما صودف ان طلب احد الشباب رقم هاتف فتاة او تعرّف بها عبر شبكة الانترنت عن طريق الخطأ، فهو لن ييأس من المحاولات المتكررة للقائها. وكي لا نظلم فئة الذكور بشكل خاص، فليس افتراء، القول ان عدداً من الفتيات يقدمن أيضاً على «تلطيش» الشباب، ورغم أن معاكساتهن لا تعتمد على الكلام المباشر الذي يطلق في الشارع، فإنها تحدث وفي كثير من الأحيان عبر الهاتف أو الإنترنت، وقد تصل إلى عرض الخدمات على من ينتظر سيارة الأجرة لإيصاله إلى حيث يريد.
إلا أن معاكسة الفتاة للشاب تبقى بعيدة إلى حد ما عن الكلام والمفردات المؤذية لمشاعر سامعها والخادشة للحياء العام، التي تطلق على ألسنة الشبان الذين يردون سببها إلى مظهر الفتاة غير المحتشم، ولكن نجدهم في الوقت عينه لا يكفون عن اطلاق الكلام نفسه لوصف من ترتدي ليس فقط لباساً محتشماً بل وحتى حجاباً، حتى ان فتاة محجّبة سألت أحدهم عن سبب نظرته المركزة نحوها فكان جوابه «أنه لا يزال في النظرة الاولى»، ملتزماً الحديث الشريف: «إن النظرة الاولى لك والثانية عليك..».
بيروت -كارولين عاكوم
«يسلمولي هالعيون، يا عيني شو هالجمال، شو هالصباح الحلو...» وغيرها من المفردات التي تكاد تشكل قاموساً لمعاكسات يومية، يطلقها الشباب الذين يتجمعون في الشوارع والأحياء ليصطادوا طرائدهم من الجنس اللطيف ويتربصوا بكل عابرة، فيمطرونها كلاماً معسولاً أو مسموماً. لا فرق لديهم إن كانت جميلة أم قبيحة، طويلة أم قصيرة، سمينة أم ذات قوام ممشوق، محتشمة أم عارضة لما تيسّر من مفاتنها، كل واحدة من عابرات الطريق لا بد وأن تنال حصتها من «التلطيش» والأمر لا ينحصر بالتجمعات، فأي شاب يتولى المهمة سواء كان في الشارع أو في سيارته. الكل مستعد للقيام بالواجب على أكمل وجه، وكأن هناك قانوناً يقضي بتطبيق قواعد «التلطيش» بعد حفظ مفرداته التي تزداد غنى بتعابيرها وأساليبها وتتطور يوماً بعد يوم، فيبدو الامر كسباق لاختبار المواهب وجذب انتباه الفتاة باللعب على الكلام المبطن أو إطلاق عبارات ورموز معينة تشي بما كتم من كلام مباشر، يعتبر ممنوعاً ومتجاوزاً للخط الاحمر، وقد يعرّض من يتلفظ به لعواقب أكبر من التجاهل أو الابتسامة العابرة.
ومما لا شك فيه أن «التلطيش» يرتكز بمعظمه على وصف محاسن الفتاة، وقد يعتمد على روح الدعابة والفكاهة التي ترسم ابتسامة على ثغر من تسمعه، فتفرح ضمناً عندما لا يشكل إزعاجاً لها ولا يخرج عن حدود اللياقة والأدب، كأن يتحرش أحدهم بفتاتين قائلاً: «الأجمل هي من تقف في الوسط». لكن وفي أحيان كثيرة قد يصل هذا التحرش إلى السخرية أو المبالغة في وصف العيوب ما يؤدي إلى جرح مشاعر الآخرين، فيقول أحدهم لمن ترتدي اللون الأحمر: «اذا كان حبيبك ثوراً البسي له الأحمر». وللقبيحة «جمالك ذبحني...».
وما يلفت النظر، أن هذه المعاكسات تطول أية امرأة، بمعزل عن عمرها أو وضعها الاجتماعي. وقد يطلقها فتى لا يتجاوز الخامسة عشرة أو عجوز تجاوز السبعين وقد يتوقف أحد السائقين غير مبال بأزمة السير التي يتسبب بها، ويلح في عرض خدماته على عابرة حسناء، مدعياً أن هدفه فقط تجنيبها إزعاج التاكسي متبرعاً بايصالها إلى حيث تريد وغير عابئ بأبواق السيارات واحتجاجات سائقيها وشتائمهم.
ولا تقتصر اساليب المعاكسات وأدواتها على هذه المحاولات العابرة بل تتنوع وتتطور مع تطور وسائل الاتصال، اذ من السهل على الشاب ان يترك رقم هاتفه على سيارة الفتاة التي اعجب بمظهرها وشكلها الخارجي مرفقاً بوردة حمراء وكلمات تعبّر عن اعجابه وتمنياته بسماع صوتها والتعرف اليها. واذا ما صودف ان طلب احد الشباب رقم هاتف فتاة او تعرّف بها عبر شبكة الانترنت عن طريق الخطأ، فهو لن ييأس من المحاولات المتكررة للقائها. وكي لا نظلم فئة الذكور بشكل خاص، فليس افتراء، القول ان عدداً من الفتيات يقدمن أيضاً على «تلطيش» الشباب، ورغم أن معاكساتهن لا تعتمد على الكلام المباشر الذي يطلق في الشارع، فإنها تحدث وفي كثير من الأحيان عبر الهاتف أو الإنترنت، وقد تصل إلى عرض الخدمات على من ينتظر سيارة الأجرة لإيصاله إلى حيث يريد.
إلا أن معاكسة الفتاة للشاب تبقى بعيدة إلى حد ما عن الكلام والمفردات المؤذية لمشاعر سامعها والخادشة للحياء العام، التي تطلق على ألسنة الشبان الذين يردون سببها إلى مظهر الفتاة غير المحتشم، ولكن نجدهم في الوقت عينه لا يكفون عن اطلاق الكلام نفسه لوصف من ترتدي ليس فقط لباساً محتشماً بل وحتى حجاباً، حتى ان فتاة محجّبة سألت أحدهم عن سبب نظرته المركزة نحوها فكان جوابه «أنه لا يزال في النظرة الاولى»، ملتزماً الحديث الشريف: «إن النظرة الاولى لك والثانية عليك..».