مجاهدون
01-14-2006, 12:28 PM
أميمة أحمد - ايلاف
النايـر رأس السنة الأمازيغية بالجزائر
في الثاني عشر من شهر كانون الثاني ( يناير ) من كل عام يصادف رأس السنة الأمازيغية ( الناير ) هو أول شهور السنة الأمازيغية التي بدأت تأريخا حسب الأمازيغ عام 950 قبل الميلاد، وبهذا يحتفل أمازيغ الجزائر بعام 2956، يوازي 2006 الميلادية.
وتعود حكاية رأس السنة الأمازيغية إلى يوم انتصار الملك الأمازيغي شيشانق على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة عام 950 قبل الميلاد، عندما عزم الملك رمسيس على احتلال شمال أفريقيا، وحسب اعتقاد الأمازيغ أن المعركة دارت رحاها في منطقة ( بني سنوس ) قرب مدينة تلمسان في الغرب الجزائري، حيث يقام سنويا كرنفال ( إيرار ) ويعني الأسد، ربما مقارنة قوة ملكهم شيشانق وسلطانه بسلطان الغابة الأسد.
النايـر فأل سنة سعيدة
يتزامن الناير، أول شهور السنة الأمازيغية مع تعاقب الفصول ومختلف أطوار حياة النباتات التي تحدد أوقات العمل الزراعي لكــل موسم زراعي، ويسمى ( تابورت اوسقاس ) أي باب السنة.
ويعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بعيد الناير يمضي سنة سعيدة، ويبعد سوء الطالع وشر الحسد، ويرمز الاحتفال بالناير إلى الخصوبة، لذا لا بد من تضحيات لإبعاد الجوع والتفاؤل بالعام الجديد، ووفرة المحصول، ويذبحون في هذه المناسبة ديكا، يفضل أن يكون تسمينه تم بالحبوب أمام عتبة البيت، ليكون أضحية الناير لإعداد عشاء ليلة النايـــــر ( ايمنسي )، يقدم لإكرام الضيوف في هذه المناسبة، وعلى الضيوف وأفراد العائلة أن يأكلوا حتى الشبع، وتقوم الأم على رعاية هذا التقليد لدى أطفالها بأن يشبعوا وإلا جاءت عجوز تملأ بطونهم بالتبن والهشيم، لذا يتبارى الأطفال على الشبع خوفا من تلك العجوز.
وفي بعض المناطق يحسب حساب الأموات من عشاء الناير بأطباق وملاعق على المائدة كأنهم بين أفراد العائلة، ويقــام في بعض القرى باليومين المواليين للنايـر بإعداد طبق ( أوفثيان) وهو حساء من الحمص والقمح والفول، إلى جانب حلويات تقليدية وسكريات وفواكه جافة للتفاؤل بسنة طيبة.
وتختلف الاحتفالات بعيد الناير بين قبيلة وأخرى لدى الأمازيغ، القبائل في ولايات بجاية، تيزي أوزو، بومرداس، البويرة، وبني مزاب في ولاية غرداية، والطوارق في ولايات الجنوب الجزائري، والشاوية في ولايات الشرق الجزائري، لكن القاسم المشترك في احتفالاتهم إعداد طبق ( الكسكسي بلحم الدجاج )، والكسكس أكلة مشهورة في شمال أفريقيا، تصنع من سميد القمح أو الشعير بما يسمى ( فتل السميد ) برشه برذاذ الماء، ثم تبسط المرأة كفها وتحركها بشكل دائري في جفنة خشبية خصيصا لتحضير الكسكس، فيتكور السميد كحبات الخرز، ثم يغربل بثلاثة غرابيل، يختلف الواحد عن الآخر بسعة ثقوب شبك الغربال للحصول على الكسكس المستخدم بالطهي، ثم يوضع في قدر خاصة لطبخه على البخار، ثم يجففونه بالظل، حفاظا على مذاقه، ليكون مؤونة العائلة،وغالبا يطبخونه يوم الجمعة تبركا وتقربا لله، وهو الأكلة الرئيسية في الأعراس والمآتم.
وإلى جانب طبق الكسكسي، هناك الفواكة الجافة كالزبيب، والبرقوق، والمكسرات، كالجوز واللوز والفستق إلى جانب الحبوب، القمح المسلوق، والفول المسلوق.
تختلف المناطق الجزائرية باستخدام هذه المواد، مثلا في الغرب يستخدم الزبيب، وفي الشرق البرقوق ( العينة ) كما يسمونها.
وتبدو محال الفواكه في عيد الناير بحلة جديدة، من أكياس المكسرات الشفافة المعلقة في واجهة المتجر، مع عراجين التمر، والبرتقال كأطواق الورد، يحاول كل منهم الإبداع في حلة الناير احتفاء في هذه المناسبة، والأمر ليس حصرا على أصحاب المحال من البربر، بل جميع أصحاب محال الفواكه والمكسرات،عربا وأمازيغ يتبارون بزينة الناير، كتقليد وطني تعايش به الجميع.
الناير عيد وطني رسميا
لأول مرة يصبح عيد الناير عيدا رسميا العام الماضي 2005، بمناسبة السنة الأمازيغية 2955، حيث وجه رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي التهاني بصفته الرسمية للجزائريين بعيد الناير، بعدما كان عيدا شعبيا، متوارث عن الأجداد كما صرح لإيلاف بظة بن منصور أحد ممثلي عروش القبائل، في ولاية بجاية، إحدى ولايات منطقة القبائل، واعتبر بظة أن حركة المواطنة التي قادت الحوار مع الحكومة بشأن مطالب القبائل، قد أثمرت باعتراف رسمي بعيد الناير، واللغة الأمازيغية لغة وطنية، وسوف تصبح رسمية في جولات الحوار القادمة مع الحكومة. وهي مطالب ثقافية للبربر منذ ربيع 1980، بخروجهم في الجامعة المركزية بمظاهرة، فرقتها السلطة، أصبحت ذكرى للربيع الأمازيغي كل عام، وفي عام 2001 تحول الاحتفال بالربيع الأمازيغي إلى أعمال شغب استمرت لنحو ثلاث سنوات، انتهت بالحوار مع الحكومة لحل أزمة القبائل.
التركيب الاجتماعي للأمازيغ
يتكون النسيج الاجتماعي لدى الأمازيغ من الأعراش، ومفرده عرش، وهو العائلة الكبيرة الممتدة إلى جد واحد، يدير شؤونه أعيان العرش، بما يعرف مجلس الأعيان ( تاجمعت ) ولا تشارك المرأة في هذا المجلس. وعادة مجلس الأعيان يقوم بفض النزاعات، وتفقد الفقراء في العرش، وحضور فاتحة الزواج، وغيرها من أعمال تجعل مجلس الأعيان كأب روحي لجميع أفراد العرش.
وأعيان العرش في منطقة غرداية لهم نمط خاص، كما تحدث مصطفى لإيلاف " بأن الأعيان يوفرون العمل لجميع الشباب، ويقيمون سنويا عرسا جماعيا للشباب في سن الزواج وغالبا يكون العرس لخمسين زوجا، وبعد العرس يمضي الزوج شهرا مع عروسه، ثم يسعى الزوج لكسب رزقه بالعودة إلى عمله حيث يعمل في ولايات الجزائر، يعود مرتين بالعام لمنزله، ويشارك جميع من لديه دخل مهما كان حجمه في صندوق مجلس الأعيان، لحل مشاكل أفراد العرش المادية.
أمازيغ أم بربر؟
الأمازيغ يلفظ باللغة الأمازيغية ( إيمازيغن ) وهو جمع مفرده ( مازيغ) وتعني حسب الأمازيغ الرجل الحر النبيل.
أما البربر، فهي تسمية أطلقها الرومان على الأمازيغ، وهو الرجل الوحشي الذي يعيش في أعالي الجبال، ولا يستاء الأمازيغ من هذه التسمية، فهي –حسب اعتقادهم - أطلقت على جدهم بربر بن ثملا بن مازيغ بن كنعان بن نوح، وتنطوي على قوة وعنفوان الأمازيغي الحر.
لغة الأمازيغ
يتحدث الأمازيغ لهجات مختلفة،تختلف من منطقة إلى أخرى، ويوجد في شمال أفريقيا أكثر من 300 لهجة، وفي الجزائر نحو 13 لهجة، وتعمل أكاديمة فرنسية تأسست عام 1967 في باريس لتطوير اللغة الأمازيغية، واعتماد حرف لكتابتها، فهي تكتب الآن بحرف التفناغ، ويطالب الإسلاميون بكتابتها بالحرف العربي، فيما يطالب بعض البربر بالحرف اللاتيني،
والبعض الآخر بحرف التفناغ، وهو من الأبجديات القديمة التي عرفتها الإنسانية، ولا زالت مستخدمة حتى اليوم عند الطوارق في كتاباتهم فيما بينهم.
النايـر رأس السنة الأمازيغية بالجزائر
في الثاني عشر من شهر كانون الثاني ( يناير ) من كل عام يصادف رأس السنة الأمازيغية ( الناير ) هو أول شهور السنة الأمازيغية التي بدأت تأريخا حسب الأمازيغ عام 950 قبل الميلاد، وبهذا يحتفل أمازيغ الجزائر بعام 2956، يوازي 2006 الميلادية.
وتعود حكاية رأس السنة الأمازيغية إلى يوم انتصار الملك الأمازيغي شيشانق على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة عام 950 قبل الميلاد، عندما عزم الملك رمسيس على احتلال شمال أفريقيا، وحسب اعتقاد الأمازيغ أن المعركة دارت رحاها في منطقة ( بني سنوس ) قرب مدينة تلمسان في الغرب الجزائري، حيث يقام سنويا كرنفال ( إيرار ) ويعني الأسد، ربما مقارنة قوة ملكهم شيشانق وسلطانه بسلطان الغابة الأسد.
النايـر فأل سنة سعيدة
يتزامن الناير، أول شهور السنة الأمازيغية مع تعاقب الفصول ومختلف أطوار حياة النباتات التي تحدد أوقات العمل الزراعي لكــل موسم زراعي، ويسمى ( تابورت اوسقاس ) أي باب السنة.
ويعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بعيد الناير يمضي سنة سعيدة، ويبعد سوء الطالع وشر الحسد، ويرمز الاحتفال بالناير إلى الخصوبة، لذا لا بد من تضحيات لإبعاد الجوع والتفاؤل بالعام الجديد، ووفرة المحصول، ويذبحون في هذه المناسبة ديكا، يفضل أن يكون تسمينه تم بالحبوب أمام عتبة البيت، ليكون أضحية الناير لإعداد عشاء ليلة النايـــــر ( ايمنسي )، يقدم لإكرام الضيوف في هذه المناسبة، وعلى الضيوف وأفراد العائلة أن يأكلوا حتى الشبع، وتقوم الأم على رعاية هذا التقليد لدى أطفالها بأن يشبعوا وإلا جاءت عجوز تملأ بطونهم بالتبن والهشيم، لذا يتبارى الأطفال على الشبع خوفا من تلك العجوز.
وفي بعض المناطق يحسب حساب الأموات من عشاء الناير بأطباق وملاعق على المائدة كأنهم بين أفراد العائلة، ويقــام في بعض القرى باليومين المواليين للنايـر بإعداد طبق ( أوفثيان) وهو حساء من الحمص والقمح والفول، إلى جانب حلويات تقليدية وسكريات وفواكه جافة للتفاؤل بسنة طيبة.
وتختلف الاحتفالات بعيد الناير بين قبيلة وأخرى لدى الأمازيغ، القبائل في ولايات بجاية، تيزي أوزو، بومرداس، البويرة، وبني مزاب في ولاية غرداية، والطوارق في ولايات الجنوب الجزائري، والشاوية في ولايات الشرق الجزائري، لكن القاسم المشترك في احتفالاتهم إعداد طبق ( الكسكسي بلحم الدجاج )، والكسكس أكلة مشهورة في شمال أفريقيا، تصنع من سميد القمح أو الشعير بما يسمى ( فتل السميد ) برشه برذاذ الماء، ثم تبسط المرأة كفها وتحركها بشكل دائري في جفنة خشبية خصيصا لتحضير الكسكس، فيتكور السميد كحبات الخرز، ثم يغربل بثلاثة غرابيل، يختلف الواحد عن الآخر بسعة ثقوب شبك الغربال للحصول على الكسكس المستخدم بالطهي، ثم يوضع في قدر خاصة لطبخه على البخار، ثم يجففونه بالظل، حفاظا على مذاقه، ليكون مؤونة العائلة،وغالبا يطبخونه يوم الجمعة تبركا وتقربا لله، وهو الأكلة الرئيسية في الأعراس والمآتم.
وإلى جانب طبق الكسكسي، هناك الفواكة الجافة كالزبيب، والبرقوق، والمكسرات، كالجوز واللوز والفستق إلى جانب الحبوب، القمح المسلوق، والفول المسلوق.
تختلف المناطق الجزائرية باستخدام هذه المواد، مثلا في الغرب يستخدم الزبيب، وفي الشرق البرقوق ( العينة ) كما يسمونها.
وتبدو محال الفواكه في عيد الناير بحلة جديدة، من أكياس المكسرات الشفافة المعلقة في واجهة المتجر، مع عراجين التمر، والبرتقال كأطواق الورد، يحاول كل منهم الإبداع في حلة الناير احتفاء في هذه المناسبة، والأمر ليس حصرا على أصحاب المحال من البربر، بل جميع أصحاب محال الفواكه والمكسرات،عربا وأمازيغ يتبارون بزينة الناير، كتقليد وطني تعايش به الجميع.
الناير عيد وطني رسميا
لأول مرة يصبح عيد الناير عيدا رسميا العام الماضي 2005، بمناسبة السنة الأمازيغية 2955، حيث وجه رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي التهاني بصفته الرسمية للجزائريين بعيد الناير، بعدما كان عيدا شعبيا، متوارث عن الأجداد كما صرح لإيلاف بظة بن منصور أحد ممثلي عروش القبائل، في ولاية بجاية، إحدى ولايات منطقة القبائل، واعتبر بظة أن حركة المواطنة التي قادت الحوار مع الحكومة بشأن مطالب القبائل، قد أثمرت باعتراف رسمي بعيد الناير، واللغة الأمازيغية لغة وطنية، وسوف تصبح رسمية في جولات الحوار القادمة مع الحكومة. وهي مطالب ثقافية للبربر منذ ربيع 1980، بخروجهم في الجامعة المركزية بمظاهرة، فرقتها السلطة، أصبحت ذكرى للربيع الأمازيغي كل عام، وفي عام 2001 تحول الاحتفال بالربيع الأمازيغي إلى أعمال شغب استمرت لنحو ثلاث سنوات، انتهت بالحوار مع الحكومة لحل أزمة القبائل.
التركيب الاجتماعي للأمازيغ
يتكون النسيج الاجتماعي لدى الأمازيغ من الأعراش، ومفرده عرش، وهو العائلة الكبيرة الممتدة إلى جد واحد، يدير شؤونه أعيان العرش، بما يعرف مجلس الأعيان ( تاجمعت ) ولا تشارك المرأة في هذا المجلس. وعادة مجلس الأعيان يقوم بفض النزاعات، وتفقد الفقراء في العرش، وحضور فاتحة الزواج، وغيرها من أعمال تجعل مجلس الأعيان كأب روحي لجميع أفراد العرش.
وأعيان العرش في منطقة غرداية لهم نمط خاص، كما تحدث مصطفى لإيلاف " بأن الأعيان يوفرون العمل لجميع الشباب، ويقيمون سنويا عرسا جماعيا للشباب في سن الزواج وغالبا يكون العرس لخمسين زوجا، وبعد العرس يمضي الزوج شهرا مع عروسه، ثم يسعى الزوج لكسب رزقه بالعودة إلى عمله حيث يعمل في ولايات الجزائر، يعود مرتين بالعام لمنزله، ويشارك جميع من لديه دخل مهما كان حجمه في صندوق مجلس الأعيان، لحل مشاكل أفراد العرش المادية.
أمازيغ أم بربر؟
الأمازيغ يلفظ باللغة الأمازيغية ( إيمازيغن ) وهو جمع مفرده ( مازيغ) وتعني حسب الأمازيغ الرجل الحر النبيل.
أما البربر، فهي تسمية أطلقها الرومان على الأمازيغ، وهو الرجل الوحشي الذي يعيش في أعالي الجبال، ولا يستاء الأمازيغ من هذه التسمية، فهي –حسب اعتقادهم - أطلقت على جدهم بربر بن ثملا بن مازيغ بن كنعان بن نوح، وتنطوي على قوة وعنفوان الأمازيغي الحر.
لغة الأمازيغ
يتحدث الأمازيغ لهجات مختلفة،تختلف من منطقة إلى أخرى، ويوجد في شمال أفريقيا أكثر من 300 لهجة، وفي الجزائر نحو 13 لهجة، وتعمل أكاديمة فرنسية تأسست عام 1967 في باريس لتطوير اللغة الأمازيغية، واعتماد حرف لكتابتها، فهي تكتب الآن بحرف التفناغ، ويطالب الإسلاميون بكتابتها بالحرف العربي، فيما يطالب بعض البربر بالحرف اللاتيني،
والبعض الآخر بحرف التفناغ، وهو من الأبجديات القديمة التي عرفتها الإنسانية، ولا زالت مستخدمة حتى اليوم عند الطوارق في كتاباتهم فيما بينهم.