Osama
01-06-2006, 01:05 AM
أكاديمي جزائري.. لم نعد بحاجة لصرف أموال طائلة على التعليم
مرض بوتفليقة أجل اعتصام الجامعيين الجزائريين
دبي - العربية. نت
قرر العشرات من حملة الشهادات الجامعية في الجزائر العاطلين عن العمل، تنظيم اعتصام أمام رئاسة الجمهورية وقصر الحكومة بعد عيد الأضحى، احتجاجا على مقترح غريب عرضته عليهم الحكومة يتمثل في الطلب منهم تسيير 500 ألف مرحاض عمومي ينتظر إنشاؤها في السنوات القادمة في إطار مشروع كبير، أطلق عليم اسم "الجزائر البيضاء".
وقد أثار المقترح استياء الجامعيين العاطلين عن العمل الذين أجروا أمس اتصالات بالصحف للإعلان عن حركة الاحتجاج، وقالوا إنها كانت مقررة منذ أكثر من شهر، إلا أن مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وانتقاله الى فرنسا للعلاج، جعلهم يؤجلون تنفيذ القرار حتى عودته "كي لا يقال إننا نثير الفوضى في غياب الرئيس" بحسب تصريحاتهم.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فقد أسس فريق الجامعيين العاطلين عن العمل تنظيم سمّوه "مجموعة القوى الشبانية الوطنية المستقلة من أجل الصحة والكرامة"، للدفاع عن مطالبهم، وقال منسق الفريق بشير بودلال لـ "الشرق الأوسط"، إنه تم إبلاغهم بالعرض خلال اجتماعهم بمدير التضامن الوطني بوزارة التشغيل يوم 5 ديسمبر/كانون الثاني) الماضي، مضيفاً أن مسؤولا بالوزارة أبلغهم بأن الحكومة درست ملف البطالة بشكل معمق في الجانب المتعلق بتوفير مناصب الشغل المتضمن في البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية، ومن بين أهم خطط استحداث مناصب الشغل، حسب نفس المسؤول، هو إنشاء 500 ألف مرحاض، واقترح بأن يشرف على تسييرها جامعيون عاطلون عن العمل مقابل الاستفادة من مدخولها بفضل ما سيدفعه مستعملو هذه المراحيض. وقدّر نفس المسؤول المدخول السنوي للمراحيض بـ100 ألف دولار.
"إهانة كبيرة"
وتابع ممثل الجامعيين العاطلين عن العمل قائلاً: "لقد ذكر مسؤول الوزارة أن إنشاء نصف مليون مرحاض يندرج في إطار توفير مليوني منصب عمل قبل نهاية الفترة الرئاسة الثانية للرئيس بوتفليقة" (عام 2009)، وأشار الى أن الوزارة بصدد إعداد مرسوم يقنن هذا المشروع ويحدد المستفيدين منه. وتابع قائلاً: "بالطبع ذهلنا للمقترح وشعرنا بإهانة كبيرة وأوقفنا الاجتماع، وخرجنا غاضبين من الوزارة واتفقنا على ضرورة الرد على المقترح، بشن سلسلة احتجاجات من بينها تنظيم اعتصام أمام قصر الرئاسة وقصر الحكومة ووزارة التشغيل بعد عيد الأضحى المبارك".
يشار الى أن السلطات الجزائرية كانت قد أطلقت المشروع الكبير "الجزائر البيضاء" في سياق الإعداد للقمة العربية الـ16 التي احتضنتها الجزائر في مارس (آذار) 2005، والفكرة هي إعادة الاعتبار للمدن الجزائرية عن طريق تزيين البنايات وترميم مئات البيوت والعمارات والمباني الحكومية وبناء حدائق وإعادة تعبيد الطرق، والقيام بحملات تنظيف ضخمة وإنشاء 500 ألف مرحاض عمومي من بين مشاريع التنظيف. وقد بدأت العملية في العاصمة منذ شهر تقريبا. ووجدت السلطات أن البحبوحة المالية التي توفرت بفضل ارتفاع مداخيل النفط (43 مليار دولار عام 2005)، تسمح لها بتنفيد المشروع الكبير.
وقال منسق الطلبة الغاضبين للزميل بوعلام غمراسة إن مجموعتهم تضم حاملي شهادات في الطب، وخريجين من معاهد الإعلام والعلوم السياسية وعلم النفس والحقوق والهندسة والإعلام الآلي وهؤلاء يحملون في معظهم شهادات ليسانس ودبلوم مهندس دولة وعشرات التقنيين السامين، وبعضهم حاصل على الماجستير، والكثير، حسبه، درسوا في جامعات أجنبية في إطار المنحة التي تقدمها الحكومة سنويا للطلبة المتفوقين في الشهادة الثانوية، "فكيف يعقل أن نهين هذا الموارد البشرية الكبيرة باقتراح كهذا؟".
وأضاف المصدر أن أغلبية رفاقه أودعوا ملفات لدى الوزارة طلبا لقروض بنكية بهدف استحداث مشاريع في إطار الاختصاص الجامعي، وقال إن مسؤولين من وزارة التشغيل ذكروا للمجموعة بأن "برنامج استحداث مراحيض عمومية يسمح بتشغيل نصف مليون عاطل عن العمل".
وتشير الإحصائيات الرسمية عام 2005 أن اجمالي عدد العاطلين عن العمل يصل الى ثلاثة ملايين، ويصل عدد طالبي العمل الى 230 ألف كل سنة.
مزاعم كاذبة
وفي رد فعلها، وصفت وزارة التشغيل والتضامن تصريحات ممثلي الطلبة الغاضبين بـ"المزاعم". وقالت متحدثة باسم الوزارة لـصحيفة "الشرق الأوسط": "لقد ناقشنا مع هؤلاء الجامعيين مشروع الجزائر البيضاء، وشرحنا لهم كل التدابير الجديدة التي وضعتها الوزارة لتوفير مناصب شغل جديدة، من بينها 20 مشروعا جديدا وضمن هذا المشاريع إنشاء مراحيض عمومية، ولم نقترح عليهم إطلاقا تسيير مراحيض والانتفاع من مدخولها كما يدعون".
وأوضحت المتحدثة أن المسؤولين بالوزارة "ليس في نيتهم إهانة أو إذلال أي أحد. كل ما في الأمر أنهم عرضوا صيغا كثيرة لامتصاص البطالة المتفشية، والمراحيض هي إحدى هذه الصيغ وليس واردا إطلاقا أن يسيرها الجامعيون العاطلون عن العمل".
وفي تعليقه على الموضوع، قال عبد الناصر جابي، وهو أستاذ متخصص في علم الاجتماع، إن "القصة إذا صحت، غير مستغربة لأن قيمة الجامعة والجامعيين والعلم بصفة عامة تدهورت في الجزائر خلال السنين الماضية.. إننا أمام حالة متقدمة من تدهور قيمة الأشياء الثمينة في البلاد، ولا أستغرب ما تم اقتراحه على الجامعيين بصرف النظر عن الجانب الرمزي في القضية". وذكر جابي أن الدولة ليست في حاجة الى صرف أموال طائلة على التدريس في الجامعات "ما دامت الكفاءات تهدر بهذه الطريقة".
مرض بوتفليقة أجل اعتصام الجامعيين الجزائريين
دبي - العربية. نت
قرر العشرات من حملة الشهادات الجامعية في الجزائر العاطلين عن العمل، تنظيم اعتصام أمام رئاسة الجمهورية وقصر الحكومة بعد عيد الأضحى، احتجاجا على مقترح غريب عرضته عليهم الحكومة يتمثل في الطلب منهم تسيير 500 ألف مرحاض عمومي ينتظر إنشاؤها في السنوات القادمة في إطار مشروع كبير، أطلق عليم اسم "الجزائر البيضاء".
وقد أثار المقترح استياء الجامعيين العاطلين عن العمل الذين أجروا أمس اتصالات بالصحف للإعلان عن حركة الاحتجاج، وقالوا إنها كانت مقررة منذ أكثر من شهر، إلا أن مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وانتقاله الى فرنسا للعلاج، جعلهم يؤجلون تنفيذ القرار حتى عودته "كي لا يقال إننا نثير الفوضى في غياب الرئيس" بحسب تصريحاتهم.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فقد أسس فريق الجامعيين العاطلين عن العمل تنظيم سمّوه "مجموعة القوى الشبانية الوطنية المستقلة من أجل الصحة والكرامة"، للدفاع عن مطالبهم، وقال منسق الفريق بشير بودلال لـ "الشرق الأوسط"، إنه تم إبلاغهم بالعرض خلال اجتماعهم بمدير التضامن الوطني بوزارة التشغيل يوم 5 ديسمبر/كانون الثاني) الماضي، مضيفاً أن مسؤولا بالوزارة أبلغهم بأن الحكومة درست ملف البطالة بشكل معمق في الجانب المتعلق بتوفير مناصب الشغل المتضمن في البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية، ومن بين أهم خطط استحداث مناصب الشغل، حسب نفس المسؤول، هو إنشاء 500 ألف مرحاض، واقترح بأن يشرف على تسييرها جامعيون عاطلون عن العمل مقابل الاستفادة من مدخولها بفضل ما سيدفعه مستعملو هذه المراحيض. وقدّر نفس المسؤول المدخول السنوي للمراحيض بـ100 ألف دولار.
"إهانة كبيرة"
وتابع ممثل الجامعيين العاطلين عن العمل قائلاً: "لقد ذكر مسؤول الوزارة أن إنشاء نصف مليون مرحاض يندرج في إطار توفير مليوني منصب عمل قبل نهاية الفترة الرئاسة الثانية للرئيس بوتفليقة" (عام 2009)، وأشار الى أن الوزارة بصدد إعداد مرسوم يقنن هذا المشروع ويحدد المستفيدين منه. وتابع قائلاً: "بالطبع ذهلنا للمقترح وشعرنا بإهانة كبيرة وأوقفنا الاجتماع، وخرجنا غاضبين من الوزارة واتفقنا على ضرورة الرد على المقترح، بشن سلسلة احتجاجات من بينها تنظيم اعتصام أمام قصر الرئاسة وقصر الحكومة ووزارة التشغيل بعد عيد الأضحى المبارك".
يشار الى أن السلطات الجزائرية كانت قد أطلقت المشروع الكبير "الجزائر البيضاء" في سياق الإعداد للقمة العربية الـ16 التي احتضنتها الجزائر في مارس (آذار) 2005، والفكرة هي إعادة الاعتبار للمدن الجزائرية عن طريق تزيين البنايات وترميم مئات البيوت والعمارات والمباني الحكومية وبناء حدائق وإعادة تعبيد الطرق، والقيام بحملات تنظيف ضخمة وإنشاء 500 ألف مرحاض عمومي من بين مشاريع التنظيف. وقد بدأت العملية في العاصمة منذ شهر تقريبا. ووجدت السلطات أن البحبوحة المالية التي توفرت بفضل ارتفاع مداخيل النفط (43 مليار دولار عام 2005)، تسمح لها بتنفيد المشروع الكبير.
وقال منسق الطلبة الغاضبين للزميل بوعلام غمراسة إن مجموعتهم تضم حاملي شهادات في الطب، وخريجين من معاهد الإعلام والعلوم السياسية وعلم النفس والحقوق والهندسة والإعلام الآلي وهؤلاء يحملون في معظهم شهادات ليسانس ودبلوم مهندس دولة وعشرات التقنيين السامين، وبعضهم حاصل على الماجستير، والكثير، حسبه، درسوا في جامعات أجنبية في إطار المنحة التي تقدمها الحكومة سنويا للطلبة المتفوقين في الشهادة الثانوية، "فكيف يعقل أن نهين هذا الموارد البشرية الكبيرة باقتراح كهذا؟".
وأضاف المصدر أن أغلبية رفاقه أودعوا ملفات لدى الوزارة طلبا لقروض بنكية بهدف استحداث مشاريع في إطار الاختصاص الجامعي، وقال إن مسؤولين من وزارة التشغيل ذكروا للمجموعة بأن "برنامج استحداث مراحيض عمومية يسمح بتشغيل نصف مليون عاطل عن العمل".
وتشير الإحصائيات الرسمية عام 2005 أن اجمالي عدد العاطلين عن العمل يصل الى ثلاثة ملايين، ويصل عدد طالبي العمل الى 230 ألف كل سنة.
مزاعم كاذبة
وفي رد فعلها، وصفت وزارة التشغيل والتضامن تصريحات ممثلي الطلبة الغاضبين بـ"المزاعم". وقالت متحدثة باسم الوزارة لـصحيفة "الشرق الأوسط": "لقد ناقشنا مع هؤلاء الجامعيين مشروع الجزائر البيضاء، وشرحنا لهم كل التدابير الجديدة التي وضعتها الوزارة لتوفير مناصب شغل جديدة، من بينها 20 مشروعا جديدا وضمن هذا المشاريع إنشاء مراحيض عمومية، ولم نقترح عليهم إطلاقا تسيير مراحيض والانتفاع من مدخولها كما يدعون".
وأوضحت المتحدثة أن المسؤولين بالوزارة "ليس في نيتهم إهانة أو إذلال أي أحد. كل ما في الأمر أنهم عرضوا صيغا كثيرة لامتصاص البطالة المتفشية، والمراحيض هي إحدى هذه الصيغ وليس واردا إطلاقا أن يسيرها الجامعيون العاطلون عن العمل".
وفي تعليقه على الموضوع، قال عبد الناصر جابي، وهو أستاذ متخصص في علم الاجتماع، إن "القصة إذا صحت، غير مستغربة لأن قيمة الجامعة والجامعيين والعلم بصفة عامة تدهورت في الجزائر خلال السنين الماضية.. إننا أمام حالة متقدمة من تدهور قيمة الأشياء الثمينة في البلاد، ولا أستغرب ما تم اقتراحه على الجامعيين بصرف النظر عن الجانب الرمزي في القضية". وذكر جابي أن الدولة ليست في حاجة الى صرف أموال طائلة على التدريس في الجامعات "ما دامت الكفاءات تهدر بهذه الطريقة".