زهير
01-03-2006, 01:35 AM
محمود كرم
كاتب كويتي
tloo1@hotmail.com
تقول الاخبار ان (انتحاريا ً) تم القبض عليه حين عودته من العراق وعندما سُئل عن سبب عودته اجاب ان رفاقه اعطوه موعدا ً بعد ستة اشهر لعملية انتحارية نظرا ً لوجود اعداد كثيرة من (الانتحاريين).
يعني زحمة شديدة في عدد الانتحاريين وعليه ان ينتظر دوره.!
يبدو الامر (بطوليا ً) كثرة الانتحاريين في المفهوم (الجهادي) الذي تتناوله مجاميع التشدد الديني وجماعات الارهاب الاصولي وفضائيات التحريض العنفي وشرذمة من المثقفين الاسلاميين والقوميين.
فلا تزال امة الاسلام والعروبة تطلق على الانتحاري الذي يفجر نفسه في جموع من الابرياء او في اي عملية انتحارية لقب (الشهيد) وتسبغ عليه هالات الشهادة والقاب المقاومة الباسلة.
فليس غريبا ً انهم اطلقوا في وقت سابق ومازالوا على (عدي وقصي) نجلي الطاغية صدام لقب (الشهداء) والبعض منهم رفعوهما الى منزلة (سيدا شباب اهل الجنة) لانهما استشهدا في معركة جهادية ضد قوات (العلوج) الاميركية.
وفي ذات لقاء تلفزيوني علق احد الاعلاميين العراقيين بتندر ٍ بالغ على مشهدية التبجيل الاصولي والقومي وايتام صدام والقنوات الفضائية لشهيديهما عدي وقصي قائلا ً :
يقولون ان عدي وقصي ماتا شهيدين, يعني تريدون ان تقولوا انه يوم القيامة سيدخل الحسين بن علي الجنة وعلى يمينه عدي بن صدام وعلى يساره قصي.!
وكما يقول المفكر (خالص جلبي): (ولا يوجد كلمة اسيء استخدامها مثل كلمة الشهيد ولا يوجد كلمة غامضة مثل الشهيد ولا يوجد كلمة مضللة مثل الشهيد).
وفي احدى عواصم الدول العربية اقاموا سرادق العزاء لانتحاري فجر نفسه في مكان لتجمع الناس في بغداد واطلقوا عليه اسم الشهيد.
وفي عملية انتحارية واحدة تدافع اكثر من (13) انتحاريا ً في يوم واحد لتفجير اماكن تجمع الناس والقوات العراقية في العراق وكلهم (شهداء) باذن الله.
وكنا نفهم ان يفجر انتحاري واحد نفسه في جمع من الحشود ولكن ما لا نستطيع ان نفهمه هو ان تقوم جماعة من الانتحاريين دفعة واحدة في تفجير انفسهم لقتل شخص واحد او اثنين كما راينا في عمليات الانتحار الجماعية التي حدثت وتحدث ضد القوات الاميركية ومراكز الشرطة في العراق واصبح هذا الاسلوب منتهجا ً الان في عقلية الارهابيين.
وكنا نفهم ان يذهب الانتحاري الى حتفه (مغيبا ً) عن وعيه ومتشوقا ً للقاء حور العين ولكن ان يقوم الاخرون بتفجيره عن بُعد دون ان يعلم كما حدث في تفجيرات لندن في السابع من يوليو فهذا امر لا نستطيع ان نفهمه.
اين تسير هذه الامة التي تدفع بهذا الكم الهائل من الانتحاريين الى جحيم الموت والقتل والتفجير .?!
الامم التي تحترم قداسة الحياة الانسانية وتحب الحياة تنجب المخترعين والاطباء والمهندسين والفلاسفة والمفكرين لذلك فهي امم تستحق ان تعيش وتستحق الحياة.
اما الامة التي تنجب وتفرخ الانتحاريين فهي امة خائبة لا تؤمن بالمستقبل ولا تستحق الحياة وهي مشبعة بثقافات الموت والقتل والتدمير.
كيف نفسر مَن يدفع باطفال وشباب امته الغض الى الموت فاقل ما يمكن القول عنها انها امة لا تؤمن بالمستقبل ولا تؤمن باحقية الانسان في العيش والحياة.
والسؤال الاكثر غموضا ً والذي لا تزال تطرحه الاوساط الغربية عن ان كيف تتملك الانتحاري رغبة جامحة في الموت ??!!
وماذا علينا ان نفعل مع شخص لا يرغب الا في الموت ??
وقد تبدو هذه الظاهرة عصية على الفهم في ظل الخلط المتعمد بين المفاهيم والافكار.
ولكن هل اخضعنا هذه الظاهرة للدراسة العميقة وفهم اسبابها ودوافعها ?
وهل فتشنا عن احد اكثر الاسباب انتاجا ً لهذه الظاهرة وهي تجذر ثقافة الموت وفقه الموت في تلافيف العقلية الاسلامية بدلا ً من ثقافة تمجيد الحياة وحبها.
في واقع الامر ان شيئا ً من ذلك القبيل لم يحدث فلم نزل نرى امتنا مفتونة بعمل الانتحاريين والتصفيق لهم لا زال حارا ً وخطابات التحريض لا تزال تدفع بهم الى اعتلاء منصة (الشهادة).
الامة التي تفرخ الانتحاريين امة مهووسة بقتل الحياة وامة مريضة بثقافتها ومريضة بالانتحاريين.
كاتب كويتي
tloo1@hotmail.com
تقول الاخبار ان (انتحاريا ً) تم القبض عليه حين عودته من العراق وعندما سُئل عن سبب عودته اجاب ان رفاقه اعطوه موعدا ً بعد ستة اشهر لعملية انتحارية نظرا ً لوجود اعداد كثيرة من (الانتحاريين).
يعني زحمة شديدة في عدد الانتحاريين وعليه ان ينتظر دوره.!
يبدو الامر (بطوليا ً) كثرة الانتحاريين في المفهوم (الجهادي) الذي تتناوله مجاميع التشدد الديني وجماعات الارهاب الاصولي وفضائيات التحريض العنفي وشرذمة من المثقفين الاسلاميين والقوميين.
فلا تزال امة الاسلام والعروبة تطلق على الانتحاري الذي يفجر نفسه في جموع من الابرياء او في اي عملية انتحارية لقب (الشهيد) وتسبغ عليه هالات الشهادة والقاب المقاومة الباسلة.
فليس غريبا ً انهم اطلقوا في وقت سابق ومازالوا على (عدي وقصي) نجلي الطاغية صدام لقب (الشهداء) والبعض منهم رفعوهما الى منزلة (سيدا شباب اهل الجنة) لانهما استشهدا في معركة جهادية ضد قوات (العلوج) الاميركية.
وفي ذات لقاء تلفزيوني علق احد الاعلاميين العراقيين بتندر ٍ بالغ على مشهدية التبجيل الاصولي والقومي وايتام صدام والقنوات الفضائية لشهيديهما عدي وقصي قائلا ً :
يقولون ان عدي وقصي ماتا شهيدين, يعني تريدون ان تقولوا انه يوم القيامة سيدخل الحسين بن علي الجنة وعلى يمينه عدي بن صدام وعلى يساره قصي.!
وكما يقول المفكر (خالص جلبي): (ولا يوجد كلمة اسيء استخدامها مثل كلمة الشهيد ولا يوجد كلمة غامضة مثل الشهيد ولا يوجد كلمة مضللة مثل الشهيد).
وفي احدى عواصم الدول العربية اقاموا سرادق العزاء لانتحاري فجر نفسه في مكان لتجمع الناس في بغداد واطلقوا عليه اسم الشهيد.
وفي عملية انتحارية واحدة تدافع اكثر من (13) انتحاريا ً في يوم واحد لتفجير اماكن تجمع الناس والقوات العراقية في العراق وكلهم (شهداء) باذن الله.
وكنا نفهم ان يفجر انتحاري واحد نفسه في جمع من الحشود ولكن ما لا نستطيع ان نفهمه هو ان تقوم جماعة من الانتحاريين دفعة واحدة في تفجير انفسهم لقتل شخص واحد او اثنين كما راينا في عمليات الانتحار الجماعية التي حدثت وتحدث ضد القوات الاميركية ومراكز الشرطة في العراق واصبح هذا الاسلوب منتهجا ً الان في عقلية الارهابيين.
وكنا نفهم ان يذهب الانتحاري الى حتفه (مغيبا ً) عن وعيه ومتشوقا ً للقاء حور العين ولكن ان يقوم الاخرون بتفجيره عن بُعد دون ان يعلم كما حدث في تفجيرات لندن في السابع من يوليو فهذا امر لا نستطيع ان نفهمه.
اين تسير هذه الامة التي تدفع بهذا الكم الهائل من الانتحاريين الى جحيم الموت والقتل والتفجير .?!
الامم التي تحترم قداسة الحياة الانسانية وتحب الحياة تنجب المخترعين والاطباء والمهندسين والفلاسفة والمفكرين لذلك فهي امم تستحق ان تعيش وتستحق الحياة.
اما الامة التي تنجب وتفرخ الانتحاريين فهي امة خائبة لا تؤمن بالمستقبل ولا تستحق الحياة وهي مشبعة بثقافات الموت والقتل والتدمير.
كيف نفسر مَن يدفع باطفال وشباب امته الغض الى الموت فاقل ما يمكن القول عنها انها امة لا تؤمن بالمستقبل ولا تؤمن باحقية الانسان في العيش والحياة.
والسؤال الاكثر غموضا ً والذي لا تزال تطرحه الاوساط الغربية عن ان كيف تتملك الانتحاري رغبة جامحة في الموت ??!!
وماذا علينا ان نفعل مع شخص لا يرغب الا في الموت ??
وقد تبدو هذه الظاهرة عصية على الفهم في ظل الخلط المتعمد بين المفاهيم والافكار.
ولكن هل اخضعنا هذه الظاهرة للدراسة العميقة وفهم اسبابها ودوافعها ?
وهل فتشنا عن احد اكثر الاسباب انتاجا ً لهذه الظاهرة وهي تجذر ثقافة الموت وفقه الموت في تلافيف العقلية الاسلامية بدلا ً من ثقافة تمجيد الحياة وحبها.
في واقع الامر ان شيئا ً من ذلك القبيل لم يحدث فلم نزل نرى امتنا مفتونة بعمل الانتحاريين والتصفيق لهم لا زال حارا ً وخطابات التحريض لا تزال تدفع بهم الى اعتلاء منصة (الشهادة).
الامة التي تفرخ الانتحاريين امة مهووسة بقتل الحياة وامة مريضة بثقافتها ومريضة بالانتحاريين.