المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاد "تحكمها ليلة الدخلة" ....رواية للكاتبة الجزائريةفضيلة الفاروق



زهير
01-03-2006, 01:06 AM
رواية الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق التي صدرت أخيرا عمل يبدو مزيجا من القصة القصيرة والقصة الصحافية المؤثرة، يفيض بالشعر ويجعل القارئ يغص بالأسى والنقمة. الرواية حملت عنوان "تاء الخجل" وتدور حول محور أساسي هو المرأة الضحية، لكن الكاتبة بلغتها الشعرية الملتهبة النفاذة لم تحبس نفسها في "الإطار" أي في ثنائية موضوع المرأة المسحوقة والرجل الوحشي المتحكم بل جعلت من هذا الإطار منطلقا إلى الظلم والإجرام الذي يرتكب بحق الإنسان عامة والمرأة خاصة.

صدرت رواية فضيلة الفاروق عن دار "رياض الريس للكتب والنشر" في 98 صفحة توزعت على عناوين موحية اجتماعيا وإنسانيا وتفيض بالمفجع. "المفجع عند فضيلة الفاروق موثق وواقعي دون تسطيح يجعله تقريريا ويفقده أدبيته بل شعريته. وكثير من الوقائع الرهيبة في الرواية تبدو كأنها أكبر من قدرتنا على نقلها بضراوتها وجنونها"- كما جاء في تقرير لـ"رويترز" من بيروت.

وتحت عنوان "أنا ورجال العائلة"، تتحدث عن العادات القبيحة في الأعراس في "ليلة الدخلة". تصف الجو في مدينة اريس ليجد القارئ نفسه أمام شعور يضاهي إرهاب الأماكن المغلقة. تقول: "كان المساء موحشا والبستان يختنق من الملل... وصورة العرس الكئيب الذي حضرته أمس ما زالت جرحا في ذاكرتي، وحينما لم يستطع العريس القيام بما يتوقع انتشر الحديث عن أن الفتاة مصفحة أي أن تعويذة وشمت على فخذها لحمايتها من الاغتصاب".

"وبعد ساعة جاء شيخ إلى البيت واختلى بالعروس وأهلها قليلا ثم خرج... وعاود العريس الدخول وخرج... بعد قليل. دقت النساء على باب الغرفة قبل أن يخرج. قالت إحداهن دون خجل "يا لا" كيف فعل ذلك في دقائق. لم افهم شيئا لكنني تقززت حين رأيت قميص نوم العروس ملطخا بالدم. ما أبشع أن تكون الواحدة منا عروسا".

وفي "تاء مربوطة لا غير"، تتحدث عن عملها في جريدة كان العاملون فيها مزيجا من الإسلاميين والديمقراطيين والعلمانيين الذين تعايشوا بشكل معقول وذلك قبل أن تمتد الخلافات السياسية بين الأحزاب "لنصبح مؤسسة من الأعداء" واخذ اغتيال الصحافيين ينتشر.

وتحت عنوان "دعاء الكارثة" قالت عن اللواتي يخطفن ويعاملن هذه المعاملة "وحدهن المغتصبات يعرفن معنى انتهاك الجسد وحدهن يعرفن وصمة العار.. يعرفن التشرد والدعارة والانتحار وحدهن يعرفن الفتاوى التي أباحت الاغتصاب". وتورد الكاتبة نص وثيقة عن أدبيات "الوطء" عثر عليها بعدما عرف باسم "مجزرة بن طلحة" والاستيلاء على منطقة أولاد علال. وجاء فيها عن السبية أي التي تختطف "الأمير هو الذي يهديها. لا يقبلها الا من اهديت له باذن من الأمير. لا تجرد من الثياب في حضور الإخوة. لا تضرب من الإخوة بل ممن اهديت له فعليه أن يفعل بها ما يشاء في حدود الشرع. إذا كانت سبية وأمها ودخلت على أمها فلا يجوز أن تدخل على ابنتها.. إذا كان الأب وابنه فلا يجوز الدخول على نفس السبية. إذا كانت سبية وأختها فلا يجوز الجمع بينهما مع مجاهد واحد".

وفي "الطيور تختبيء لتموت" تعاني خالدة من أزمة خلقية تتجسد في حوارها مع رئيس تحرير صحيفتها الذي طلب منها الكتابة عنهن. ذكرته بأنها كتبت "نعم. قلت ان خمسة آلاف امرأة اغتصبن منذ سنة 1994 وقلت إن ألفا وسبعمائة امرأة اغتصبن خارج دائرة الإرهاب. قلت إن الوزارة لا تهتم قلت إن القانون لا يبالي قلت إن الأهل لا يبالون. طردوا بناتهم بعد عودتهن. قلت إنهن أصبن بالجنون. ارتمين على حضن الدعارة انتحرن... هل تحرك احد".