yasmeen
01-02-2006, 04:26 PM
الاهرام المصرية
أنيس منصور
جنحت الي شواطئ نيوزيلاند مئات الحيتان. لماذا لأن الموج كان عاليا عاتيا اقوي من هذه الحيتان فألقي بها الي المياه الضحلة. فغرزت في الطين. وسحبوها الي الشاطئ محاولين إنعاشها حتي لاتموت. فلا حياة لها علي البر.. انها لا تقوي علي حرارة الشمس. وكان من الصعب جرها أو احياؤها بإلقاء الماء عليها. وقد لاحظوا ان الحيتان تبكي... دموع الخوف والحزن.. دموع الضعف والمرض واقتراب الموت..
ودموع الحيتان مختلفة عن دموع التماسيح. فالتماسيح هي الأخري تبكي عندما تنهش فريستها. وهي دموع الفرح. دموع البهجة دموع اللذة. ودموع التماسيح ليست التظاهر بأنها تبكي مع انها سعيدة. ونحن نقول: دموع التماسيح.. أي الدموع الكاذبة. والحقيقة انها لاتكذب.. وانما هي دموع الفرح.. ونحن مثلها نبكي من الحزن ونبكي ايضا من الفرحة.. ودموع الحزن باردة ودموع الفرح ساخنة. وكلها دموع..
أما دموع المرأة فلها معني آخر.. أن المرأة من السهل أن تبكي. فهي حساسة شديدة التأثر. وبكاؤها مهما اشتد ليس دليلا علي عمق الألم.
وإنما عندها نشاط زائد في الغدد الدمعية. ويؤكد لنا الاطباء أن الدموع تغسل العيون كما تفعل مساحة المطر في مقدمة السيارة..
وأكبر خطأ في تربيتنا أن يقال لنا ونحن صغار: عيب لاتبك فأنت رجل..
غلط! بل يجب أن نبكي. ففي البكاء تفريج عن النفس وتفريغ لطاقة الحزن والألم المحتبس. ولذلك كانت المرأة اسعد حالا من الرجل انها تغسل عينيها أولا بأول وتخفف من توتراتها بسرعة.. أما الرجل فهو يخفي حزنه وغضبه ويكتم في نفسه. ويكون ذلك سببا في انفجاره. وقد مات رجال كثيرون من شدة الحزن ولم تمت نساء.
وقد اصيب بالشلل رجال كثيرون عند فقد البنت والولد.. وعاشت امهات رغم ذلك. والسبب اننا منعنا الطفل أن يبكي. فاعتاد الرجل أن يحبس انفاسه ويكتم غيظه.. أما المرأة فكانت تتخلص من توتراتها أولا بأول.. بالدموع!
anis@ahram.org.eg
أنيس منصور
جنحت الي شواطئ نيوزيلاند مئات الحيتان. لماذا لأن الموج كان عاليا عاتيا اقوي من هذه الحيتان فألقي بها الي المياه الضحلة. فغرزت في الطين. وسحبوها الي الشاطئ محاولين إنعاشها حتي لاتموت. فلا حياة لها علي البر.. انها لا تقوي علي حرارة الشمس. وكان من الصعب جرها أو احياؤها بإلقاء الماء عليها. وقد لاحظوا ان الحيتان تبكي... دموع الخوف والحزن.. دموع الضعف والمرض واقتراب الموت..
ودموع الحيتان مختلفة عن دموع التماسيح. فالتماسيح هي الأخري تبكي عندما تنهش فريستها. وهي دموع الفرح. دموع البهجة دموع اللذة. ودموع التماسيح ليست التظاهر بأنها تبكي مع انها سعيدة. ونحن نقول: دموع التماسيح.. أي الدموع الكاذبة. والحقيقة انها لاتكذب.. وانما هي دموع الفرح.. ونحن مثلها نبكي من الحزن ونبكي ايضا من الفرحة.. ودموع الحزن باردة ودموع الفرح ساخنة. وكلها دموع..
أما دموع المرأة فلها معني آخر.. أن المرأة من السهل أن تبكي. فهي حساسة شديدة التأثر. وبكاؤها مهما اشتد ليس دليلا علي عمق الألم.
وإنما عندها نشاط زائد في الغدد الدمعية. ويؤكد لنا الاطباء أن الدموع تغسل العيون كما تفعل مساحة المطر في مقدمة السيارة..
وأكبر خطأ في تربيتنا أن يقال لنا ونحن صغار: عيب لاتبك فأنت رجل..
غلط! بل يجب أن نبكي. ففي البكاء تفريج عن النفس وتفريغ لطاقة الحزن والألم المحتبس. ولذلك كانت المرأة اسعد حالا من الرجل انها تغسل عينيها أولا بأول وتخفف من توتراتها بسرعة.. أما الرجل فهو يخفي حزنه وغضبه ويكتم في نفسه. ويكون ذلك سببا في انفجاره. وقد مات رجال كثيرون من شدة الحزن ولم تمت نساء.
وقد اصيب بالشلل رجال كثيرون عند فقد البنت والولد.. وعاشت امهات رغم ذلك. والسبب اننا منعنا الطفل أن يبكي. فاعتاد الرجل أن يحبس انفاسه ويكتم غيظه.. أما المرأة فكانت تتخلص من توتراتها أولا بأول.. بالدموع!
anis@ahram.org.eg