المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الجنيه الخامس" ينتقد استخدام الدين غطاء للشهوات



yasmeen
01-02-2006, 03:56 PM
عشاق مصر حولوا الحافلات العامة المكيفة "أسرة متحركة"

القاهرة -رويترز

تطرق مخرج مصري شاب في فيلم تسجيلي الى ازدواجية المعايير لدى الناس الذين يحاولون الظهور بمظهر الالتزام الديني والاخلاقي بينما يفعلون في الخفاء كل ما يتنافى مع هذا.
وفي فيلمه التسجيلي يغازل شاب في مقتبل العمر ويتبادل القبلات مع فتاة ترتدي الحجاب وهما جالسان في المقعد الخلفي لحافلة عامة اثناء سيرها في شوارع القاهرة.
ويدور الفيلم وهو انتاج مستقل حول الجنس وازدواجية المعايير ورغم ان مشاهد العري فيه لا تذكر الا انه أثار صيحات الدهشة بين مشاهديه في بلد محافظ الى حد كبير.
ويتتبع المخرج احمد خالد في فيلمه (الجنيه الخامس) الذي يستغرق عرضه 14 دقيقة الرحلة الاسبوعية لشاب وشابة يتجنبون نظرات بقية ركاب الحافلة بالجلوس في المقاعد الخلفية الخاوية من الحافلة.
وتمتلك مصر صناعة سينما قديمة وينظر لها عادة كمركز للانتاج الفني في العالم العربي غير ان منتجي الافلام لا يتناولون موضوعات تربط بين الجنس والدين كثيرا.
وفي فيلم خالد يستمع سائق الحافلة لايات من القران الكريم وهو يدخن ويختلس النظر في المراة التي تكشف المقعد الخلفي حيث يجلس الشاب والفتاة.
وقال خالد إن المراكز الثقافية المصرية ومعظم دور العرض السينمائي رفضت عرض فيلمه لان موضوعه قد يثير انتقادات في بلد يعتبر فيه كثيرون الحجاب قمة الاحترام بالنسبة للمراة.
ولا تعرض دور العرض السينمائي في مصر عادة افلاما تسجيلية او وثائقية إلا في اطار المهرجانات.
ويقول عدد كبير من الشبان المصريين إن المكان الذي تدور فيه احداث الفيلم واقعي جدا ويقولون إن اللقاءات العاطفية في الحافلات العامة المكيفة أصبحت أمرا شائعا حتى ان هذه الحافلات التي يفضلها العشاق اصبح يطلق عليها "الاسرة المتحركة".
وقال خالد الذي دفع معظم تكاليف الفيلم من ماله الخاص "يناقش الفيلم المعايير المزدوجة في المجتمع ويتحدث عن افراد يريدون ان يعطوا انطباعا معينا عن انفسهم وياتون بتصرفات تتناقض معه."
واضاف »كثير من الامور التي تحدث في المجتمع المصري لا يحب المصريون مناقشتها«.
واكد خالد أن مخرجي الافلام المستقلة في مصر الذين يسعون لتناول قضايا مثيرة للجدل غالبا ما يجدون صعوبة في الحصول على تمويل لانتاج الفيلم وحتى بعد انتاجه لا يتمكنون دائما من توفير التمويل لعرضه في مهرجانات في الداخل او الخارج, وأضاف: »يفضل اصحاب القرار في المراكز الثقافية الحكومية الافلام الامنة التي لا تتجاوز الحدود المسموح بها«.
ومن بين هذه الحدود التي تريد الشابات المصريات تحديها المعاملة المميزة التي يختص بها الرجال.
وقالت رانيا الفار التي حضرت احد العروض القليلة للفيلم »ما يصدم الناس في هذا الفيلم ان امراة وامرأة محجبة هي التي تفعل هذه الاشياء .. ولكن لا احد يتحدث عما يفعله الرجال«.
وفي بداية الفيلم يصعد الشاب والشابة الحافلة ويدفعان للسائق اربعة جنيهات (0.70 دولار) مقابل تذكرتين ثم يتجهان للمقاعد الخلفية بعيدا عن أعين الركاب الاخرين.
ويقول الشاب في الفيلم موجها حديثه للمشاهدين »اكثر ما نخشاه المرآة .. التي يرى من خلالها السائق ما يحدث في الخلف«.
وينظر سائق الحافلة في المراة طوال الوقت كأنه يترقب اتيانهما بفعل فاضح.
واثناء رحلة الحافلة في شوارع القاهرة ينتقل الفيلم الى حلم يتخيل السائق نفسه فيه متجها للمقعد الخلفي ويجلس مكان الشاب ويبدأ في مغازلة المرأة.
وقال مخرج الفيلم: »هذا ازدواج في المعايير .. يستمع السائق الى القران في الحافلة ويراقب الشاب والشابة كانه حارس على الاخلاق لكنه يحلم انه يجلس الى جانب الفتاة."
وحين يغادر الاثنان الحافلة يدس الشاب جنيها خامسا في يد السائق.
ويضيف الشاب في التعليق المصاحب للفيلم وهو يغادر الحافلة ان السائق لا يعلم شيئا وانهما لم يفعلا شيئا.
وشدد خالد على انه يحاول من خلال فيلمه الكشف عن ان البعض يحاول اعطاء انطباع بالتدين والورع والزهد بينما يتمنى سرا كل ما هو دنيوي من شهوة للمال والجنس, واضاف »هناك الكثير من المشاكل والقضايا في مصر ولكن لا يمكن ان نتعامل معها اذا تظاهرنا بانها غير موجودة«.