على
01-01-2006, 01:41 PM
> احتشدت أخيرا كتابات على أكثر من دورية أفريقية تنبه لمخاطر هجرة العقول على أفريقيا في ضوء مشاكلها المتلاحقة وحاجاتها القائمة لجهة تسكين من علمتهم وأنفقت عليهم. ولأن لغة الأرقام مفصلية في شأن أن يكون هناك مخطط غربي في هذه المسألة، فقد تم رصد بقوائم الدول العشر الأول ممن تمنح أميركا مواطنيها حقوق الإقامة عبر ما يعرف بالبطاقة الخضراء Green Card ، وحصرا على الألفية الجديدة ، أي منذ عام 2000.
> وتقول لغة الأرقام إن قائمة عام 2000 قد ضمت ثلاث دول أفريقية هي غانا ونيجيريا في المركزين الثاني والثالث بنحو ثمانية آلاف ونصف الألف فرصة لكل منهما وبمجموع يصل الى17210، في حين جاءت مصر في المركز العاشر بـ 3301، ليقفز الرقم الى 20521 مواطنا سكنوا أميركا في ذلك العام، وليقفز الرقم في 2003 الى 19408 ولتنضم اثيوبيا معه بحصة بلغت 5007 مواطنين الى جانب غانا ونيجريا ومصر، وليقفز مرة أخرى عام 2002 الى 25752 وتتسع القائمة هذه المرة لتضم الى جانب غانا ونيجيريا واثيوبيا كلا من سيراليون وكينيا مع تخلف مصر.
> وتمضي وتيرة الارتفاع مع عامي 2003 و 2004 لتبلغ ذروتها مع عام 2005، حيث وصل من منحوا من الأفارقة بطاقات خضراء الى31645 مواطنا بارتفاع في العدد وفي قائمة الدول الأفريقية، فضمت القائمة الى جانب غانا ونيجيريا واثيوبيا وكينيا ومصر المملكة المغربية لثاني مرة بعد عام 2003 ، حيث تم اختيار 5298 مواطنا. صحيح أن أميركا قد دأبت على هذا المنهج ضمن ما تسميه الحفاظ على معادلتها الديموغرافية، وأن مسعاها لا يتوقف على الدول الأفريقية، ولكن السؤال الذي يدعم وجهة نظر أصحاب نظرية المؤامرة هو أن الدول الأفريقية المشار اليها ترد دائما في ضمن العشرة الأوائل اصحاب الحصص الأكبر، فيما ظلت نيجيريا ثابتة طوال الأعوام الخمسة مع تخلف غانا عنها لعام واحد، واحتفاظ الدولتين دوما بمراكز متقدمة بين الأول والثالث.
ولكن الصحيح أيضا أن عملية الهجرة تتم بمحض إرادة أصحابها، من دون أن يلغي ذلك أيضا عملية التحفيز النفسية القائمة على الانتقال من دول عالمثالية الى الدنيا الجديدة بكل ما يعنيه التحفيز من الأحلام التي تدغدغ حامليها من دول لم تتسيد فيها بعد قيم الحرية والديمقراطية والعدالة. وتجدر الإشارة هنا الى أن الاتحاد الأفريقي يضع هذه القضية ضمن أجندته، ويحاول أن يضع لها حلولا، ولكن الصحيح أيضا أن عطاءات العولمة امتدت لتطال تقليص سيادة الدول بمفاهيم السيادة القديمة لتحل محلها مفاهيم جديدة في عالم وتاريخ ما بعد 11 سبتمبر.
> وتقول لغة الأرقام إن قائمة عام 2000 قد ضمت ثلاث دول أفريقية هي غانا ونيجيريا في المركزين الثاني والثالث بنحو ثمانية آلاف ونصف الألف فرصة لكل منهما وبمجموع يصل الى17210، في حين جاءت مصر في المركز العاشر بـ 3301، ليقفز الرقم الى 20521 مواطنا سكنوا أميركا في ذلك العام، وليقفز الرقم في 2003 الى 19408 ولتنضم اثيوبيا معه بحصة بلغت 5007 مواطنين الى جانب غانا ونيجريا ومصر، وليقفز مرة أخرى عام 2002 الى 25752 وتتسع القائمة هذه المرة لتضم الى جانب غانا ونيجيريا واثيوبيا كلا من سيراليون وكينيا مع تخلف مصر.
> وتمضي وتيرة الارتفاع مع عامي 2003 و 2004 لتبلغ ذروتها مع عام 2005، حيث وصل من منحوا من الأفارقة بطاقات خضراء الى31645 مواطنا بارتفاع في العدد وفي قائمة الدول الأفريقية، فضمت القائمة الى جانب غانا ونيجيريا واثيوبيا وكينيا ومصر المملكة المغربية لثاني مرة بعد عام 2003 ، حيث تم اختيار 5298 مواطنا. صحيح أن أميركا قد دأبت على هذا المنهج ضمن ما تسميه الحفاظ على معادلتها الديموغرافية، وأن مسعاها لا يتوقف على الدول الأفريقية، ولكن السؤال الذي يدعم وجهة نظر أصحاب نظرية المؤامرة هو أن الدول الأفريقية المشار اليها ترد دائما في ضمن العشرة الأوائل اصحاب الحصص الأكبر، فيما ظلت نيجيريا ثابتة طوال الأعوام الخمسة مع تخلف غانا عنها لعام واحد، واحتفاظ الدولتين دوما بمراكز متقدمة بين الأول والثالث.
ولكن الصحيح أيضا أن عملية الهجرة تتم بمحض إرادة أصحابها، من دون أن يلغي ذلك أيضا عملية التحفيز النفسية القائمة على الانتقال من دول عالمثالية الى الدنيا الجديدة بكل ما يعنيه التحفيز من الأحلام التي تدغدغ حامليها من دول لم تتسيد فيها بعد قيم الحرية والديمقراطية والعدالة. وتجدر الإشارة هنا الى أن الاتحاد الأفريقي يضع هذه القضية ضمن أجندته، ويحاول أن يضع لها حلولا، ولكن الصحيح أيضا أن عطاءات العولمة امتدت لتطال تقليص سيادة الدول بمفاهيم السيادة القديمة لتحل محلها مفاهيم جديدة في عالم وتاريخ ما بعد 11 سبتمبر.