المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كوابيس عراقية... أوكار ثعابين الظلام!



مقاوم
12-31-2005, 08:37 PM
داود البصري



المحاولة الأخيرة لإغتيال السيد أياد علاوي رئيس القائمة العراقية في مدينة النجف والتي قامت بها جماعة غوغائية وفوضوية وظلامية معروفة، سلطت الأضواء من جديد على المعاناة الصامتة التي يعيشها المثقف العراقي المتحرر من أوهام الخرافات والغيبيات والأساطير الدينية والمذهبية والتي سادت وتكرست للأسف في الشارع العراقي الذي يعيش اليوم تحت نيران الإرهاب السلفي الأسود ذو البعد الطائفي المريض والذي يتجسد يوميا بعشرات الجرائم المريعة ضد الإنسانية والتي تقوم بها عصابات البعث البائد المتحالف مع السلفية المتوحشة في تنظيمات القاعدة وأخواتها ، كما يعيش في الوقت نفسه مدا طائفيا متخلفا وظلاميا يحاول الإنطلاق من مكامنه وسراديبه ليهيمن على الشارع العراقي بشعاراته الغيبية وممارساته الغبية ، وبتشكيلاته الإرهابية والغوغائية التي تلتقي في الهدف النهائي مع إجرام الجماعات السلفية المجاهدة ، وتمهد الطريق بالتالي لحالة الحرب الأهلية والطائفية التي تسعى تيارات عديدة في عراق اليوم لإشعالها خدمة للمشروع البعثي الفاشي البائد وإستجابة لطموحات وعقد وأمراض طائفية ودينية متأصلة للأسف في نفوس بعض المرضى من الذين يهذون بشعارات ويحاولون إحياء صراعات تاريخية سخيفة ومزعجة و بائسة مضى عليها خمسة عشر قرنا من الزمان ، وتصلني يوميا شكاوى العديد من الشباب العراقي في مدن العراق الجنوبية تحديدا من الذين يقعون تحت تأثير سواطير قادة البلطجية المذهبية الدينية والطائفية الجديدة ! لأن هؤلاء الرعاع قد فرضوا سطوتهم على الشارع العراقي في ظل غياب الحكومة وتواطؤ بعض أطرافها مما حول حلم التغيير في العراق لكابوس حقيقي يعيش تحت نيرانه و ظلاله الشباب العراقي الهادف للتطلع نحو المستقبل والإندماج في فرص التنمية الحضارية والتواصل الكوني بعد عقود العزلة والحصار البعثي المدمر الذي ترك آثاره المدمرة على الجسم العراقي فإذا بتلك الجماعات الطائفية والظلامية المتوحشة من كلا الطائفتين الكبيرتين في العراق قد إستطاعت للأسف أن تصادر المستقبل العراقي وأن تضع الشعب العراقي تحت رحمة سيوف الذبح والخطف السلفية المنطلقة من دولة الخلافة الفلوجية!! أو تحت رحمة صبيان الولي الفقيه وتراث الصفويين المتخلف من تطبير وضرب بالسلاسل ولطم متواصل !! فضاع الجيل الجديد بين تلك القوى المتصارعة والتي أصبح وجودها يهدد الوجود العراقي الحر ذاته!!، لا ننطلق من نعرة طائفية ، ولا من عداء للدين ، فتلك العصابات لا علاقة لها بالطائفة ولا صلة لها بالدين الإسلامي الحنيف المتسامح ، بل أنهم من نفايات زمن التردي والضياع وفقدان البوصلة وعجز السلطة وتآمر بعض أهل الجوار ، لأن ترسيخ الديمقراطية الحقيقية في العراق يعني فتح بوابات النهاية لأنظمة القهر والإستبداد، يضاف لذلك كله ضعف البنية العامة للأحزاب العراقية قاطبة، وعدم وجود الكفاءات الوطنية السياسية المشبعة بالفكر الليبرالي الحر وبالولاء المخلص للعراق!، فحتى بعض السياسيين الذين كنا نتوسم فيهم وفي مؤهلاتهم العلمية الخير ظهروا على حقيقتهم كإنتهازيين ووصوليين يحاولون القفز على السلطة من خلال مداهنة التيارات الظلامية والتودد لها وإعطاؤها المجال للتمدد ومصادرة كل قيم الحرية أو إحترام العقل والمنطق؟ وهي أمور أضحت واضحة في الشارع العراقي المقبل على متغيرات تاريخية وكبرى.

وحادثة الإعتداء على السيد علاوي والذي رغم كل مثالبه والملاحظات العامة على أدائه يظل صوتا عراقيا وكفاءة وطنية لا نشك في مقدرتها ، تعيد إلى الذاكرة حكاية قيام (صبيان مقتدى الصدر) وهم من فلول وبقايا الجيش الشعبي وفدائيي صدام بقتل المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي ورفاقه في الصحن الحيدري في العاشر من نيسان 2003 ؟ وهي الجريمة التي حدثت أمام الملأ وفي واضحة النهار وشهودها أحياء والمتسببين بها أو الذين يقفون خلفها معروفون بالأسماء والعناوين ومع ذلك لا نجد السلطة العراقية قد تحركت لتصحح الأمور وتعاقب القتلة مهما كانوا؟ ومهما إدعوا مخالفين بذلك الحديث النبوي الكريم : ( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)!! ومخالفين سيرة وسلوك إمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه الكريم) الذي رفض المخاتلة والمساومة على المبدأ والعقيدة مهما كان الثمن وكانت المغريات ، فهل الذين يتمسكون بعباءة علي بن أبي طالب على مستوى خلقه وسماحته وعدله وتقواه؟.

لقد كان من الممكن جدا أن يذهب السيد (علاوي) ضحية لسواطير وسكاكين (لابسو السواد) من أهل الفكر والسلوك المتخلف ؟ كما كان ممكنا جدا أن تتكرر مأساة السيد الشهيد عبد المجيد الخوئي وان يفلت القتلة والمجرمون بجريمتهم بحجة مراعاة ( قدسية مرفوضة لبعض قادة الغوغائيين )!! خصوصا وأن هؤلاء قد تسببوا في ربيع 2004 بمقتل أكثر من 1500 شاب عراقي في معارك النجف ضد عصابات ما يسمى بجيش المهدي والذين يتحينون الفرص اليوم لفرض سطوتهم على الشارع العراقي بعد أن فرضوا بلطجتهم على المقامات والمراقد الدينية وعجز السلطة عن ردعهم لحسابات إنتخابية وإنتهازية... ألم نقل لكم بأن قلة الولاء للعراق هو الطامة الكبرى في العراق الجديد؟ .



dawoodalbasri@hotmail.com