SALMAN
12-31-2005, 07:01 PM
استراتيجية مواجهة التطرف (2-2)
كتب:جابر سيد خلف البهبهاني
خلصنا في الحلقة السابقة من هذا المقال إلى ان التطرف، الغلو، التعصب الديني، الطائفية، تهم وشبهات كل ينفيها عن سلوكه واسلوبه. والاعتدال، الوسطية، الانفتاح، التسامح فضائل كل يدعي وصلا بها، ولهذا بات من الضرورة الاتفاق على تعاريف موحدة لها ووضع مؤشرات ومعايير يشارك فيها جميع المشارب الفكرية مع مجموعة من المختصين في العلوم الاجتماعية والنفسية. وفي هذا المقال سنحاول التعرف على مفهوم المشارب الفكرية الرئيسية لبعض هذه المصطلحات من خلال المقروء والمسموع منها، وقبل هذا لابد ان نتعرف على مفهوم الوسطية والاعتدال حسب ما جاء في القرآن الكريم.
يذهب في تفسير الآية الكريمة «وكذلك جعلناكم امة وسطاً» اي امة عدلاً لا تميل كل الميل في اتجاه وتهمل الاتجاه الآخر، فقد كان قبل الاسلام اليهود والمشركون متجهين نحو التطرف الديني المادي «الدنيا» دون الالتفات الى الجانب الروحي، وعلى عكس ذلك كان المسيحيون كان اتجاههم نحو التطرف الروحي «الآخرة» والاهمال التام للجانب المادي، وقد جاء الاسلام ليقول لا هذا ولا ذاك وانما الموازنة بينهما وكما قال الامام علي بن ابي طالب «عليه السلام» اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، وبطريقة مشابهة يتعرض انسان اليوم للشد والجذب بين مذهبين، الرأسمالية التي تدعو الى الفرد وتلغي الجماعة، والاشتراكية التي تدعو الى الجماعة وتلغي الفرد، والاسلام يقف بالوسط ليوازن بين حقوق وواجبات الفرد والجماعة.
فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بينما يرى الاسلامي، ووفقاً للنصوص ان فيها الخير الكثير للمجتمع وتجلب له المصلحة وتدرأ عنه المفسدة، ولذلك عليه بذل الجهد واستخدام جميع مراحل هذه الفريضة القلب «بوجهه عبوساً قمطريرا» واللسان «صلّ يامشرك» واليد «اقلها بالخيازرين» ان لزم الامر وحانت الفرصة لتقويم الاعوجاج الخلقي والانحراف الفكري ومحاربة مظاهر الشرك والفساد في المجتمع. يرى المدني ان هذا تطرف ديني وهو ضرب من ضروب التدخل في الحريات الشخصية للانسان التي تنص عليها مبادئ حقوق الانسان فليس لاحد وصايا على الآخر، فالوسطية والاعتدال ان تدع الناس وشأنهم «فلموسى دينه ولعيسى دينه».
وبينما هو يقدس اكثر من ثلاثمائة صحابي وينزههم عن الخطأ وان اخطأ احدهم فمجتهد وله اجر، فالقاتل والمقتول عند المواجهة كلاهما مجتهد والفرق بينهما ان القاتل اصاب فله اجران والمقتول اخطأ فله اجر، وان سولت نفس احد لمناقشة هذا الاجتهاد الذي اخطأ فيه مناقشة علمية وموضوعية «فعينك ما تشوف الا النور» اما اذا تجرأ وتمادى ونطق ببنت شفة في هذا، فالمسألة تتطور وتدخل مرحلة «ابراهيم ياعمود الدين، محمد رسول الله، هبت هبوب، الجنة، وينك ياباغيها»، ويسمي هذا بالغلو الذي يدفع الى شرك ويجب محاصرته جوا وبراً وبحراً اذا قدس غيره اثني عشر اماماً فقط من اهل بيت رسول الله واراد ان يتعبد وفق احكامهم ويعمل بنهجهم ويتحدث بفكرهم، فالوسطية والاعتدال عنده هما ترك هذا الغلو كما يسميه ومسامحة من اساء الادب لهؤلاء الائمة الاثني عشر او من تهجم على شيعتهم بالقلب واللسان واليد.
اني ورغم المثالب الموجودة في هذه الاستراتيجية اود ان اؤكد على اهميتها، ومثلها اكيد اجد انها تحتاج الى قليل من التواضع خصوصاً في البنود التي تتحدث عن ضرورة ان تمتد رؤية وهدف الاستراتيجية الى اعماق التربة التي احتضنت التطرف والعنف، واعادة تأهيل خطباء المساجد لربطهم بالاعتدال والوسطية وكذلك اعادة النظر في الخطاب الاعلامي الديني خصوصاً اذاعة القرآن الكريم لتنقيته من بذور الفكر المتطرف، وهذا يحتاج مع فارق التشبيه، اكرر وحتى لا افهم خطأ مع فارق التشبيه، الى جهود اشبه بتلك التي تبذل لاجتثاث البعث في العراق مع دعائنا بأن يأخذ الله البعثيين وحزبهم، ويهدي المتطرفين وفكرهم.
www.alwalaa.comm
كتب:جابر سيد خلف البهبهاني
خلصنا في الحلقة السابقة من هذا المقال إلى ان التطرف، الغلو، التعصب الديني، الطائفية، تهم وشبهات كل ينفيها عن سلوكه واسلوبه. والاعتدال، الوسطية، الانفتاح، التسامح فضائل كل يدعي وصلا بها، ولهذا بات من الضرورة الاتفاق على تعاريف موحدة لها ووضع مؤشرات ومعايير يشارك فيها جميع المشارب الفكرية مع مجموعة من المختصين في العلوم الاجتماعية والنفسية. وفي هذا المقال سنحاول التعرف على مفهوم المشارب الفكرية الرئيسية لبعض هذه المصطلحات من خلال المقروء والمسموع منها، وقبل هذا لابد ان نتعرف على مفهوم الوسطية والاعتدال حسب ما جاء في القرآن الكريم.
يذهب في تفسير الآية الكريمة «وكذلك جعلناكم امة وسطاً» اي امة عدلاً لا تميل كل الميل في اتجاه وتهمل الاتجاه الآخر، فقد كان قبل الاسلام اليهود والمشركون متجهين نحو التطرف الديني المادي «الدنيا» دون الالتفات الى الجانب الروحي، وعلى عكس ذلك كان المسيحيون كان اتجاههم نحو التطرف الروحي «الآخرة» والاهمال التام للجانب المادي، وقد جاء الاسلام ليقول لا هذا ولا ذاك وانما الموازنة بينهما وكما قال الامام علي بن ابي طالب «عليه السلام» اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، وبطريقة مشابهة يتعرض انسان اليوم للشد والجذب بين مذهبين، الرأسمالية التي تدعو الى الفرد وتلغي الجماعة، والاشتراكية التي تدعو الى الجماعة وتلغي الفرد، والاسلام يقف بالوسط ليوازن بين حقوق وواجبات الفرد والجماعة.
فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بينما يرى الاسلامي، ووفقاً للنصوص ان فيها الخير الكثير للمجتمع وتجلب له المصلحة وتدرأ عنه المفسدة، ولذلك عليه بذل الجهد واستخدام جميع مراحل هذه الفريضة القلب «بوجهه عبوساً قمطريرا» واللسان «صلّ يامشرك» واليد «اقلها بالخيازرين» ان لزم الامر وحانت الفرصة لتقويم الاعوجاج الخلقي والانحراف الفكري ومحاربة مظاهر الشرك والفساد في المجتمع. يرى المدني ان هذا تطرف ديني وهو ضرب من ضروب التدخل في الحريات الشخصية للانسان التي تنص عليها مبادئ حقوق الانسان فليس لاحد وصايا على الآخر، فالوسطية والاعتدال ان تدع الناس وشأنهم «فلموسى دينه ولعيسى دينه».
وبينما هو يقدس اكثر من ثلاثمائة صحابي وينزههم عن الخطأ وان اخطأ احدهم فمجتهد وله اجر، فالقاتل والمقتول عند المواجهة كلاهما مجتهد والفرق بينهما ان القاتل اصاب فله اجران والمقتول اخطأ فله اجر، وان سولت نفس احد لمناقشة هذا الاجتهاد الذي اخطأ فيه مناقشة علمية وموضوعية «فعينك ما تشوف الا النور» اما اذا تجرأ وتمادى ونطق ببنت شفة في هذا، فالمسألة تتطور وتدخل مرحلة «ابراهيم ياعمود الدين، محمد رسول الله، هبت هبوب، الجنة، وينك ياباغيها»، ويسمي هذا بالغلو الذي يدفع الى شرك ويجب محاصرته جوا وبراً وبحراً اذا قدس غيره اثني عشر اماماً فقط من اهل بيت رسول الله واراد ان يتعبد وفق احكامهم ويعمل بنهجهم ويتحدث بفكرهم، فالوسطية والاعتدال عنده هما ترك هذا الغلو كما يسميه ومسامحة من اساء الادب لهؤلاء الائمة الاثني عشر او من تهجم على شيعتهم بالقلب واللسان واليد.
اني ورغم المثالب الموجودة في هذه الاستراتيجية اود ان اؤكد على اهميتها، ومثلها اكيد اجد انها تحتاج الى قليل من التواضع خصوصاً في البنود التي تتحدث عن ضرورة ان تمتد رؤية وهدف الاستراتيجية الى اعماق التربة التي احتضنت التطرف والعنف، واعادة تأهيل خطباء المساجد لربطهم بالاعتدال والوسطية وكذلك اعادة النظر في الخطاب الاعلامي الديني خصوصاً اذاعة القرآن الكريم لتنقيته من بذور الفكر المتطرف، وهذا يحتاج مع فارق التشبيه، اكرر وحتى لا افهم خطأ مع فارق التشبيه، الى جهود اشبه بتلك التي تبذل لاجتثاث البعث في العراق مع دعائنا بأن يأخذ الله البعثيين وحزبهم، ويهدي المتطرفين وفكرهم.
www.alwalaa.comm