المهدى
08-25-2003, 08:44 PM
عبدالله خلف - الوطن
الدولتان الاموية والعباسية واكبتا الحضارة بل قادتا الحضارة الانسانية من قلب الامة الاسلامية في دمشق وبغداد،
ورغم رعايتهما للدين الاسلامي، الا انهما لم يتسميا بالاسلام، فلم تكن الاولى الدولة الاسلامية الاموية، التي بقيت دولة للخلافة الاسلامية من 40 هــ الى ...132 ولم تكن الثانية باسم الدولة الاسلامية العباسية ودامت من 132 هـ الى 656 اكثر من خمسمائة سنة.. وكانت تميل في بناء حضارتها نحو العلمانية، احترمت الاديان واهتمت بالعلوم الفقهية والثقافة والاداب والعلوم الانسانية المختلفة والفنون والغناء.
والدول العصرية التي تقود الحضارة او تواكبها لا تسمى بدين من الاديان حتى الدول الاوروبية منذ نهضتها لم تطلق على نفسها اسم الديانة المسيحية.. اسرائيل التي امتطت صهوة الدين اليهودي لم تضع في اسمها السياسي مسمى الدولة اليهودية رغم ان الدين كان وسيلتها عند انشائها والى هذا اليوم..
ايران منذ ثورتها في 1979 وهي تحمل اسم جمهورية ايران الاسلامية..
ايران تحتوي على خمس قوميات وعلى ديانات عديدة ومذاهب اسلامية متعددة شيعية وسنية واسماعيلية..
افتتن الشعب بتغيير الحكم الملكي، وكانت آلة التغيير بيد الشعب، ثورة عارمة شارك فيها النساء في مقدمة المتظاهرين الزاحفة طالبة التغيير، وسلّم الشاة لامر الشعب الذي حركه الامام الخميني بعد ان بقي في مواجهته عشرين عاماً.. حتى استطاع ان يحرك الشعب كله من خلال مقره في فرنسا، كان يبعث اشرطة صوتية مدوية، حركت همم الشعب كله.
رغم ان التاريخ قد قفل الباب على ثورات الشعوب المغيرة للانظمة بعد ثورتي الصين والاتحاد السوفيتي ولم يعرف الشرق الاسلامي والعربي غير ثورة العشرين في العراق التي قادها علماء النجف، وثورة عمر المختار المجاهد والثائر الليبي الذي حارب الجيش الايطالي المحتل لبلاده واعدم سنة 1931 رغم بلوغه من العمر 73 سنة.
وثورة الجزائر في 1954 التي ارغمت فرنسا على ترك احتلالها للجزائر.
بعد ذلك جاءت الانقلابات الكثيرة واطلقت على تحركاتها اسم الثورات وهي بعيدة كل البعد عن الثورات لان الشعوب هي التي تصنع الثورات وليس الافراد الذين قادوا بعض قطاعات الجيش في الليالي المظلمة وغيروا الحكومات، فما هي الا انقلابات التغيير الايراني في 1979 جاء بثورة شعبية عارمة..
الان الشعب الايراني يرغب في تجربة اخرى يكون فيها التغيير الجذري، لنزع رجال الدين عن السلطة. ويعوقهم في ذلك حبهم الكبير للرئيس خاتمي الذي يحاصره المتشددون من رجال الدين ويناصره الشعب من الفئة الواعية، الشباب في مراحل الدراسة حتى الجامعة، ويسانده رجال الفكر من الصحافة والمثقفين.. لقد خاطبهم قبل ايام متأسفاً لهم لعدم قدرته على تحقيق كل مطالبهم، بينما يقوم هو بمهام محلية واقليمية ودولية يزيل فيها حواجز العزلة والعداءات التي غرسها رجال الدين في اول الثورة من مناداتهم لتصدير الثورة الى معاداة جبهات عديدة القاصية والدانية..
قد يكون التغيير قريباً كما يتوقعه الشعب حسب رؤيتي لبعض الشرائح في العاصمة طهران..
الشعارات المطالبة بالحرية كانت تنتزع من قبل الحكومة فلجأ الشعب الى استغلال المناسبات الدينية ليخاطبوا صاحب المناسبة، ففي الرابع من جمادى الاخرة 1424 الموافق 2/8/2003 صادف عندهم مولد فاطمة الزهراء عليها السلام فكانت العاصمة والمدن مزدانة باللوحات واللافتات التي تقول يا فاطمة الزهراء اغيثينا..
ويخاطبون آل البيت الكرام في مناسبة ذكراهم بعبارات انقذونا وخلصونا وهكذا..
عندها وقفت الحكومة الايرانية حائرة بين المناسبة ومخاطبة الشعب لآل بيت النبوة الكرام طالبين الخلاص من الحكومة الدينية.
محاور التغيير:
كانت الحكومة الجديدة التي أتى بها الشعب في ثورته التي اججها الامام الخميني مثار اعجاب الشعب من باب التغيير فقط، ولما استمرت الاوضاع في تدخل (الملالية) في كل امور الدولة وتعطيل آلية الدولة العصرية، وجعل قاطرة التحرك دينية، لم ترق لبناة حضارة العصر.. حتى الحرب التي نشبت مع العراق تدخل في مسيرها رجال الدين فترك مئات الضباط مناصبهم، ونزح اصحاب الخبرات العلمية الى خارج البلاد، منهم اطباء ومهندسون وخبراء في التصنيع واصحاب رؤوس اموال، حتى الفنادق الكبرى تراجعت في خدماتها وصارت باشراف من كان في قلب طهران فندق كورش يحمل خمسة نجوم، تحمس صاحبه للثورة فقلب اسمه الى (هوتيل انقلاب) واشرفت عليه الدولة الدينية فتأخر مستواه حتى نزعت منه نجمة، وترى في مدخله خمسة نجوم نزعت منه النجمة الوسطى فتأخر عطاؤه، صاحب الفندق ترك بلاده وذهب الى اسبانيا وانشأ فيها احد عشر فندقاً عالمياً، ولكنه عاد وانشأ في جزيرة قيس «كيش» فندقا خياليا ليس له مثيل في العالم بعد الاتفاق مع امارة دبي لكي تكون هذه الجزيرة امتدادا للتجارة الحرة، وقد يكون صاحب فندق «كورش» يتطلع الى التغيير القادم وحرية التجارة التي ستعود بعد ذهاب رجال الدين..
الان في الساحة الايرانية السياسية ظهرت منازعات علنية بين المثقفين من رجال الصحافة والطلبة والمثقفين وما يطلق عليهم بالجبهة الوطنية من جهة، ورجال امن الدولة من جهة اخرى..
ويقارن الشعب بالنظام السابق للشاه انه لم يلاحق رجال الفكر ويقذف بهم في السجون كما هو حادث الان..
والشعب الايراني الان في حيرة من امره بين حبه للتغيير، وحبه للرئيس خاتمي الذي يجاهد من اجل ابعاد رجال الدين المتطرفين عن السلطة..
واعتذر خاتمي اخيراً للشعب بأنه لم يستطع تلبية كل مطالبه..
والشعب يربطه بخاتمي حب كبير ما دام في السلطة وان غاب عنها فلا مناص من التغيير الجذري...
الدولتان الاموية والعباسية واكبتا الحضارة بل قادتا الحضارة الانسانية من قلب الامة الاسلامية في دمشق وبغداد،
ورغم رعايتهما للدين الاسلامي، الا انهما لم يتسميا بالاسلام، فلم تكن الاولى الدولة الاسلامية الاموية، التي بقيت دولة للخلافة الاسلامية من 40 هــ الى ...132 ولم تكن الثانية باسم الدولة الاسلامية العباسية ودامت من 132 هـ الى 656 اكثر من خمسمائة سنة.. وكانت تميل في بناء حضارتها نحو العلمانية، احترمت الاديان واهتمت بالعلوم الفقهية والثقافة والاداب والعلوم الانسانية المختلفة والفنون والغناء.
والدول العصرية التي تقود الحضارة او تواكبها لا تسمى بدين من الاديان حتى الدول الاوروبية منذ نهضتها لم تطلق على نفسها اسم الديانة المسيحية.. اسرائيل التي امتطت صهوة الدين اليهودي لم تضع في اسمها السياسي مسمى الدولة اليهودية رغم ان الدين كان وسيلتها عند انشائها والى هذا اليوم..
ايران منذ ثورتها في 1979 وهي تحمل اسم جمهورية ايران الاسلامية..
ايران تحتوي على خمس قوميات وعلى ديانات عديدة ومذاهب اسلامية متعددة شيعية وسنية واسماعيلية..
افتتن الشعب بتغيير الحكم الملكي، وكانت آلة التغيير بيد الشعب، ثورة عارمة شارك فيها النساء في مقدمة المتظاهرين الزاحفة طالبة التغيير، وسلّم الشاة لامر الشعب الذي حركه الامام الخميني بعد ان بقي في مواجهته عشرين عاماً.. حتى استطاع ان يحرك الشعب كله من خلال مقره في فرنسا، كان يبعث اشرطة صوتية مدوية، حركت همم الشعب كله.
رغم ان التاريخ قد قفل الباب على ثورات الشعوب المغيرة للانظمة بعد ثورتي الصين والاتحاد السوفيتي ولم يعرف الشرق الاسلامي والعربي غير ثورة العشرين في العراق التي قادها علماء النجف، وثورة عمر المختار المجاهد والثائر الليبي الذي حارب الجيش الايطالي المحتل لبلاده واعدم سنة 1931 رغم بلوغه من العمر 73 سنة.
وثورة الجزائر في 1954 التي ارغمت فرنسا على ترك احتلالها للجزائر.
بعد ذلك جاءت الانقلابات الكثيرة واطلقت على تحركاتها اسم الثورات وهي بعيدة كل البعد عن الثورات لان الشعوب هي التي تصنع الثورات وليس الافراد الذين قادوا بعض قطاعات الجيش في الليالي المظلمة وغيروا الحكومات، فما هي الا انقلابات التغيير الايراني في 1979 جاء بثورة شعبية عارمة..
الان الشعب الايراني يرغب في تجربة اخرى يكون فيها التغيير الجذري، لنزع رجال الدين عن السلطة. ويعوقهم في ذلك حبهم الكبير للرئيس خاتمي الذي يحاصره المتشددون من رجال الدين ويناصره الشعب من الفئة الواعية، الشباب في مراحل الدراسة حتى الجامعة، ويسانده رجال الفكر من الصحافة والمثقفين.. لقد خاطبهم قبل ايام متأسفاً لهم لعدم قدرته على تحقيق كل مطالبهم، بينما يقوم هو بمهام محلية واقليمية ودولية يزيل فيها حواجز العزلة والعداءات التي غرسها رجال الدين في اول الثورة من مناداتهم لتصدير الثورة الى معاداة جبهات عديدة القاصية والدانية..
قد يكون التغيير قريباً كما يتوقعه الشعب حسب رؤيتي لبعض الشرائح في العاصمة طهران..
الشعارات المطالبة بالحرية كانت تنتزع من قبل الحكومة فلجأ الشعب الى استغلال المناسبات الدينية ليخاطبوا صاحب المناسبة، ففي الرابع من جمادى الاخرة 1424 الموافق 2/8/2003 صادف عندهم مولد فاطمة الزهراء عليها السلام فكانت العاصمة والمدن مزدانة باللوحات واللافتات التي تقول يا فاطمة الزهراء اغيثينا..
ويخاطبون آل البيت الكرام في مناسبة ذكراهم بعبارات انقذونا وخلصونا وهكذا..
عندها وقفت الحكومة الايرانية حائرة بين المناسبة ومخاطبة الشعب لآل بيت النبوة الكرام طالبين الخلاص من الحكومة الدينية.
محاور التغيير:
كانت الحكومة الجديدة التي أتى بها الشعب في ثورته التي اججها الامام الخميني مثار اعجاب الشعب من باب التغيير فقط، ولما استمرت الاوضاع في تدخل (الملالية) في كل امور الدولة وتعطيل آلية الدولة العصرية، وجعل قاطرة التحرك دينية، لم ترق لبناة حضارة العصر.. حتى الحرب التي نشبت مع العراق تدخل في مسيرها رجال الدين فترك مئات الضباط مناصبهم، ونزح اصحاب الخبرات العلمية الى خارج البلاد، منهم اطباء ومهندسون وخبراء في التصنيع واصحاب رؤوس اموال، حتى الفنادق الكبرى تراجعت في خدماتها وصارت باشراف من كان في قلب طهران فندق كورش يحمل خمسة نجوم، تحمس صاحبه للثورة فقلب اسمه الى (هوتيل انقلاب) واشرفت عليه الدولة الدينية فتأخر مستواه حتى نزعت منه نجمة، وترى في مدخله خمسة نجوم نزعت منه النجمة الوسطى فتأخر عطاؤه، صاحب الفندق ترك بلاده وذهب الى اسبانيا وانشأ فيها احد عشر فندقاً عالمياً، ولكنه عاد وانشأ في جزيرة قيس «كيش» فندقا خياليا ليس له مثيل في العالم بعد الاتفاق مع امارة دبي لكي تكون هذه الجزيرة امتدادا للتجارة الحرة، وقد يكون صاحب فندق «كورش» يتطلع الى التغيير القادم وحرية التجارة التي ستعود بعد ذهاب رجال الدين..
الان في الساحة الايرانية السياسية ظهرت منازعات علنية بين المثقفين من رجال الصحافة والطلبة والمثقفين وما يطلق عليهم بالجبهة الوطنية من جهة، ورجال امن الدولة من جهة اخرى..
ويقارن الشعب بالنظام السابق للشاه انه لم يلاحق رجال الفكر ويقذف بهم في السجون كما هو حادث الان..
والشعب الايراني الان في حيرة من امره بين حبه للتغيير، وحبه للرئيس خاتمي الذي يجاهد من اجل ابعاد رجال الدين المتطرفين عن السلطة..
واعتذر خاتمي اخيراً للشعب بأنه لم يستطع تلبية كل مطالبه..
والشعب يربطه بخاتمي حب كبير ما دام في السلطة وان غاب عنها فلا مناص من التغيير الجذري...