المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زين العابدين.. سيرة أمة ........وليد الطبطبائي



مجاهدون
12-31-2005, 01:20 AM
وليد الطبطبائي - الوطن

altabtabae@hotmail.com



سيرة زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه وعلى أبيه وجده السلام هي سيرة أمة صالحة، وهي سيرة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي سيرة رجل لم يكن على وجه الأرض وقتها أشرف ولا اعلى قدراً وفضلاً منه هي سيرة أعبد أهل زمانه وتمتع باخلاق لم تجتمع إلا لعظماء الناس، شهد مع والده واعمامه واخوانه عليهم السلام معركة كربلاء واستشهدوا جميعاً على يد من قتلهم من الاشرار ونجا وحيداً لأنه كان مريضاً مرضاً شديداً فلم يقاتل ونقل مع آله إلى دمشق وأكرمه يزيد ورده مع آله عليهم السلام الى المدينة، وكان يوم كربلاء في الثالثة والعشرين وعاش بعد ذلك خمساً وثلاثين سنة كلها حافلة بالعبادة والتقوى والزهد، وروى ابن الجوزي في صفة الصفوة «ان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا توضأ يصفرُّ، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟! فيقول: أتدرون بين يدي من أريد ان اقوم؟!» وروى انه اذا مشى لا تجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده، وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة.

ووقع حريق مرة في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار؟ يا ابن رسول الله النار! فما رفع رأسه حتى اطفئت فقيل له: «ما الذي دهاك عنها؟! قال: الهتني عنها النار الاخرى».
وكان شديد العناية بالفقراء، وكان يرحب بالسائلين ويقول لأحدهم: «مرحبا بمن يحمل زادي الى الدار الاخرة» ومرة كلمه رجل فافترى عليه فقال للرجل: «إن كنا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك» فقام إليه الرجل فقبل رأسه، وقال جعلت فداك، ليس كما قلت انا، فاغفر لي، قال: «غفر الله لك» فقال الرجل : الله اعلم حيث يجعل رسالته.

مناقب كنجوم الليل طاهرةي
قد زانها الدين والأخلاق والشيم

وكان زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام شديد البر بامه، حتى قيل له «إنك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة؟ فقال: اخاف ان تسبق يدي الى ما سبقت إليه عينها فأكون عققتها».

بين هشام بن عبدالملك وزين العابدين:

تروي بطون الكتب ان هشام بن عبدالملك اراد ان يطوف البيت في الحج فلم يستطع ان يقبل الحجر من شدة الزحام، فوضعوا له كرسيا وأخذ ينظر الى الكعبة.. وبينما هو ينظر اذ رأى رجلا يطوف والناس من حوله يفتحون له الطريق من مهابته ومحبتهم له، ولم يكن هشام يعرف ان هذا الرجل هو زين العابدين بن علي بن الحسين عليه السلام، فقال متعجبا ومستنكرا من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟! وكان الفرزدق بقرب هشام بن عبدالملك فأنشد قائلا..

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيتُ يعرفه والحلُ والحرمُ
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
بجده أنبياء الله قد ختموا
إذا رأته قريش قال قائلها:
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
أو قيل من خير الأرض قيل همُ
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
يُنمي الى ذروة العز التي قصرت
عن نيلها عرب الاسلام والعجم
من معشر حبهم دين وبغضهم
كفر وقربهم منجى ومعتصم
وليس قولك من هذا بضائره
العُرب تعرف من أنكرت والعجم

لا يتسع المقال لذكر فضائل الامام زين العابدين عليه. ولكننا نتساءل اليوم اين نحن من سيرة هذا العابد الزاهد واين نحن منه ومن الفضيل بن عياض وابراهيم بن ادهم؟ ذهب هؤلاء الابطال وبقي كلّ بطّال.. ذهب السادة وبقي قرناء الحشاء والوسادة.

نزلوا بمكة في قبائل هاشم
ونزلت بالبيداء أبَعَد منزلً



تاريخ النشر: السبت 31/12/2005