المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفاصيل الكاملة لاغتيال عدي وقصي



حجة الاسلام
08-25-2003, 07:39 PM
السلام عليكم


التفاصيل الكاملة لاغتيال عُدي وقُصي صدام حسين



قدم لنا الكاتب تيم أبرين في قصته الأشياء التي جمعوها درساً عن كيفية استعداد الرجال للمعارك.. لكن ماذا جمع عُدي وقُصي صدام حسين معهما للحرب؟ وماذا وجد الجنود الأمريكيون بجوار جثتيهما بعد الحصار والهجمات التي قاموا بها على المكان الذي كان يختبئ فيه الشقيقان؟

وجد الجنود الأمريكيون حقيبة تحتوي على بعض المسكنات وزجاجات كثيرة من العطور وأقراص الفياجرا وكمية من الملابس الداخلية التي لم تفتح بعد وقمصان كرافت حرير بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة وحقيبتين تخص السيدات.

ومع موت ولدي صدام حسين بدأت تساؤلات كثيرة تطفو على السطح .. هل موتهما يؤدي إلى إخماد حرب العصابات التي تهدد حياة الجنود الأمريكيين يومياً؟ هل يقتنع الشعب العراقي بنهاية نظام الحكم السابق؟

وأفادت مصادر كردية أن عُدي وقُصي كانت لهما سلطة على حرب العصابات التي قدرها البعض بنحو 35 ألف جندي فقسموا أنفسهم إلى جماعات بأسماء مثل اللواء الأسود وجيش الانتقام.

وتتوقع المخابرات الأمريكية أن تنهار المقاومة العراقية وأن يشعر كل شخص في العراق بالارتياح بمقتل الشخصين اللذين كانا يمثلان رمزاً للوحشية والتعذيب.

وكانت هناك مظاهر فرحة عمَّت شوارع بغداد بعد أنباء مصرع عُدي وقُصي وامتزجت بإطلاق أعيرة نارية في الهواء تعبيراً عن هذه الفرحة. وكان هناك همس بين العراقيين عمَّا إذا تم قتل عُدي وقصي بالفعل، حيث كان من المعروف استخدامهما لـ "دوبلير" لهما، ولا يمكن بالطبع الوثوق بالأمريكيين.

فالصورة الأولى التي أظهرتها القوات الأمريكية كانت لرجلين ملتحيين و مغطاة بالدماء و التي يمكن أن تكون لشخصين آخرين خرجا توا من المشرحة.

وفي اليوم التالي جمع المسؤولون الأمريكيون الصحفيين لالتقاط صور لعدي و قصي بعد حلق لحيتهما وإعادة ترميم الجثث بالرغم من وجود ثقوب في جسديهما من آثار الرصاص.

وفيما لم يصدق بعض العراقيين المتشككين في مقتل عدي و قصي، استاء البعض من استهزاء الأمريكيين بالعادات الإسلامية و التي تأمر بسرعة تكفين و دفن الميت. وستبقي الجثتان في ثلاجة مشرحة القوات الجوية في مطار بغداد الدولي إلى حين حضور أفراد أسرتهما للمطالبة بهما.

وبهذا انتهي حُكم اثنين مشهود لهما بالوحشية و كان عدي أكثر غرابة من أخيه، حيث كان لديه ولعاً بالاستحواذ على نساء الرجال البارزين في العراق و يقوم بوشمهم بحرف "U" رمزاً لاسمه.

ويتذكر لاعبو الفريق القومي لكرة القدم عدي حينما كان يترأس لجنة الأولمبيات وقام بتعذيب الفريق عند خسارته لإحدى البطولات. ولكن صدام فضل ولده الأصغر قصي لأنه كان أقل حدة و ساديته كانت ذات معنى و لذلك لم يرتكب كثيراً من الإثم مثل أخيه. وكان يضع المعتقلين السياسيين في مطاحن الخشب و يبدأ من أرجلهم و عندما يتضجرون يبدأ برؤوسهم و كان قصي رئيس قوات الأمن الخاصة بصدام و كان عُدي يرأس الفدائيين وكان الجميع في العراق يخافون هذين الرجلين.

وكانت الأيام الأخيرة في حياة قصي وعدي محزنة جداً، وربما قاما بتنظيم و تمويل حرب العصابات في العراق أو أنهما كانا منشغلين بالهرب و الاختباء. وفي النهاية كان من الممتع أن نشير إلى أن هذين الرجلين محاطان بمجموعة من الموالين و كان يقوم بحمايتهما حارس شخصي واحد .

ودائماً ما كان عُدي يرعب ويخيف تابعيه. و بدأت سلطته تنهار أثناء الحرب عندما ضيق الأمريكيون الخناق حوله. قال أحمد (اسم مستعار) الذي كان مسؤولاً عن أمن عدي في اللجنة الأولمبية إنه استدعاه عند غزو العراق في مارس الماضي و كان عدي في حالة من الذعر و أظهر احتياجه إلى حراسة أمنية و سأل مرافقيه أن يظلوا بجانبه أثناء فترة الحرب و قال لهم إنه لم يقم بفصلهم من العمل مرة أخرى و إنه بحاجة إليهم و كان يستجديهم، ولكنهم رفضوا البقاء معه و ابتعدوا عنه.

وتتردد الأقاويل أن عدي قتل 17 من حرسه الخاص لكيلا يخذلوه بعد ذلك لأنهم جددوا عربة قمامة و وضعوا بها مجوهرات ليهرب بها في الوقت المناسب. كما أحرق أسطولا ضخماً من السيارات الفارهة في مقبرة إسلامية. واستدعى والدته في التاسع من إبريل عندما سقطت بغداد في أيدي الأمريكيين ليراها للمرة الأخيرة ثم اختفى.

وبعد عدة أشهر من محاولات تعقب أفراد صدام حسين ظهرت فرقة المهام 20 في 22 يوليو في حوالي العاشرة صباحاً خارج منزل في الموصل بالقرب من الحدود الشمالية في العراق وقامت الفرقة بطرق باب منزل نواف الزيدان البالغ من العمر 46 عاماً ويعمل في مجال التصدير. وأظهر نواف دهشته، وكان ذلك شيئاً مصطنعاً. ووفقاً لرواية جيرانه حصل نواف على عقود من العائلة الحاكمة ليصدر البترول ومنتجات زراعته تحت إدارة الأمم المتحدة في نظام النفط مقابل الغذاء. وكان ذلك يعود بالنفع على مساعديه في الحكومة وكان نواف فخوراً باتصالاته وكان يفتخر بصوره مع صدام ويعلقها في منزله وأشارت قوات الغزو الأمريكية إلى تزعزع ولاء نواف لصدام، أولا ًوصفه هو وأولاده بالقتلة والطغاة ثم تراجع وأعلن أن صدام انتصر على الأمريكيين. وعندما تمت الإطاحة بحكم صدام حسين قام نواف بإزالة صوره مع صدام و رفع علم حزب البشمرجة الكردي المعارض على سطح منزله وارتدى نواف الزي الكردي .

عادت الحياة إلى طبيعتها نوعاً ما، ولكن في يوم من أيام الشهر الماضي كان نواف يجلس في حديقة منزله يشرب الـ "بيبسي" ويدخن، وسأل صديقه "مخلص" ماذا سيفعل إذا ذهب صدام وعائلته إلى منزله؟ أجاب مخلص بأنه سيفعل الشيء المتعارف عليه وهو أن يستضيفهم ليوم أو يومين أو ثلاثة ثم أقول لهم إني لا أستطيع تقديم المساعدة أكثر من ذلك. ووفقاً لكلام مخلص فإن نواف اعترض على إجابة مخلص، وقال إذا حضر المسؤولون فإني سأحميهم بحياتي.

لا حظ الجيران بعد هذه المحادثة وجود زوار غير عاديين في منزل نواف واقتنى نواف سيارة بي إم دبليو جديدة من الفئة الخامسة بعد أن كان يعاني من قبل من مشكلات مالية، وفي الأول من يوليو توقف نواف عن استضافة الضيوف في حديقة منزله وبدا عصبي المزاج حيران، مبرراً ذلك بأن لدى زوجته ضيفة قريبة لها وهذا يعنى عدم السماح بزيارة الرجال. وفى الوقت نفسه لاحظ مخلص صديقه نواف يحمل علبة من السيجار غالي الثمن شيء مضحك وتذكر مخلص أن نواف لا يدخن سيجاراً وإنما السجائر العادية.

وفى صباح 22 يوليو وفي تمام الساعة السادسة والنصف اصطحب نواف عائلته إلى المطعم ثم عاد إلى المنزل مع ابنه فقط في تمام السابعة والنصف وقرعت القوات الأمريكية الخاصة بوابة منزله في تمام العاشرة وابتعد نواف وابنه بعيداً ونادى الجندي في مكبر الصوت على قصي وعدي ليستسلما ثم بدأ إطلاق النار.

قامت قوات المارينز بصعود الدرج مع الأسلحة الثقيلة وأصيب ثلاثة جنود وقتل آخر. تراجعت القوات الأمريكية ومن هنا تحولت السيطرة العملية إلى الكولونيل جو أندرسون في فريق اللواء الجوي الثاني 101 والمعروفة بلواء الضربة.

وقرر أندرسون أن يدمِّر المبنى وأحاطت فرقتان من الجنود الأمريكيين بالجهات الثلاث للمنزل وكانوا مدججين بالبنادق الآلية ووجهوا القذائف داخل المنزل وحلقت طائرات الهليوكوبتر فوق المبنى وأطلقت نحوه الصواريخ.

وحاول الجنود الأمريكيون في الظهيرة دخول البيت مرة أخرى، إلا أنهم قوبلوا بوابل من الرشاشات فتراجعوا. وقرر أندرسون أن تكون المواجهة أكثر تنظيماً وقذف وابلا من الرصاص والصواريخ على منزل نواف الذي احترق وقصف تماماً وتسلل الجنود الأمريكيون في النهاية إلى المنزل في حوالي الساعة الواحدة والثلث ظهراً ، ووجدوا قصي وعدي وأحد الحراس قتلى في الحمام ووجد أيضاً مصطفى ابن قصي البالغ 15 عاماً قتيلاً تحت السرير. ونسجت القصص الزائفة حول النوافذ المضادة للرصاص إلا أن عدي وقصي وضعا المراتب والأسرة خلف الجدران والأبواب غير ذلك كان هناك شائعات بأن عُدي قتل نفسه.

خرج مخلص الجبيري صديق نواف بعد المعركة من منزله ليشاهد آثار الملحمة واندهش عندما وجد نواف جالساً دون مبالاة مع ولده صالح. فسأله مخلص لماذا قصف منزلك وأجاب نواف بأن عدي وقصي كانا في منزلي لمدة 23 يوماً. إنهم جاؤوا إلي فجأة وطرقوا علي بابي. وشوهد نواف بعد ذلك في بهو أفضل فندق في الموصل استولى عليه الأمريكيون.

ولم يتصور جيران نواف أنه باع عدي وقصي، إلا أن الجيش الأمريكي ومصادر استخباراتية أكدت هذا الشك. وربما تسلم نواف 30 مليون دولار كجائزة على كشف مخبأ عدي وقصي للأمريكيين.

وقال بعض المنتقدين لعميلة مقتل عُدي وقصي مثل البريطانيين لـ "نيوزويك" إنهم تعجبوا لماذا لم تقم القوات الأمريكية بتعريض المنزل الذي به عدي وقصي للدخان الكثيف، ومن ثم يستطيعون القبض عليهم أحياء، لإجراء التحقيق معهما وتقديمهما للمحاكمة على جرائمهما. فيما أبدى المسؤولون الأمريكيون تخوفهم من تحوُّل المحاكمة إلى سيرك وستثير كثيراً من المقاومة ولقد تقلصت حدة حرب العصابات نوعا ما بعد مقتل عُدي وقُصي الأسبوع الماضي، إلا أن السلطات الأمريكية أبلغت عن قدوم كثير من الواشين آملين في الحصول على مبلغ الخمسة والعشرين مليون دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عن صدام حسين.

ومازالت القوات الأمريكية تعتقد أن صدام حسين في مكان ما في مدينة الموصل، فقد شوهد آخر مرة في بغداد يوم 8 أبريل الماضي، حيث أظهر شريط الفيديو صدام وهو يقف في السيارة ويمكن رؤية قُصي بجواره محاطاً بمؤيديه بالقرب من مسجد الأدهم وقد قصفت القوات الأمريكية المسجد في التاسع من أبريل. وقال أحد الموجودين، في اليوم الذي مر فيه صدام حسين، للـ "نيوزويك" بأنه رأى صدام حسين وبعض حاشيته وهم يهربون في سيارتين من طراز "مرسيدس" بيضاء وسوداء. وقال الشيخ ناصر عبد الرازق محمود صالح إنه رأى السيارتين تنعطفان من الشوارع الرئيسة إلى الأزقة وترجل صدام حسين واستبدل زيه العسكري بملابس مدنية وعاد الرجال إلى السيارتين واتجهوا إلى الشمال على الطريق العشرين السريع واتجهت كل سيارة إلى شارع مختلف، واحدة اتجهت إلى مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين والأخرى إلى مدينة الموصل المكان التي قتل فيها عُدي وقُصي.

وعندما اتجهت السيارة فتح صدام النافذة الخلفية للسيارة البيضاء وألقى بحذائه في الشارع وكان شقيق الشيخ ناصر أحد الآلاف الذين أعدمهم صدام حسين وانتشل الشيخ ناصر حذاء صدام ليحتفظ به كتذكار لعهد الوحشية الذي ولى والذي يأمل أن يكون قد ولى إلى الأبد. (نيوزويك)




خدا نابود بدرشن كنه بحق علي