المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. محمد الصباح: لا أزمة في الحكم ولا في عائلتنا



مقاتل
12-29-2005, 07:46 AM
مشاكلنا لا تختلف عن مشاكل الأسرة الكويتية ونحن مواطنون عاديون

نفى وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وجود «أزمة حكم» في الكويت، مؤكداً عدم وجود شواغر في المناصب العليا الثلاثة في البلاد، «فلدينا أمير وولي عهد ورئيس حكومة يقومون بالمهام الدستورية الموكلة لهم».

وقال في حديث لصحيفتي الأنوار والصياد تنشره «الوطن» اليوم بالتزامن معهما إن اسرة آل الصباح الحاكمة مثلها مثل أية أسرة كويتية، ومشاكلها لا تختلف عن مشاكل أية عائلة كويتية، وأضاف نحن أسرة فيها الغني وفيها الفقير وفيها المتعلم وفيها غير المتعلم، ويوجد في العائلة من ليس باستطاعته امتلاك بيت.

وأوضح قائلاً نحن في العائلة لدينا أطرنا في الحوار والنقاش ووسائلنا في تبيان وجهات النظر لبعضنا البعض، وشدد مؤكداً «لا يوجد أزمة في عائلتنا». ونحن مواطنون عاديون.
من جانب آخر أكد الشيخ محمد الصباح مشروعية القلق الذي تشعر به الكويت من المفاعل النووي الإيراني مشيراً الى ان العاصمة الإيرانية طهران تبعد عن المفاعل بمسافة 470 كيلو متراً، بينما لا يبعد المفاعل عن الكويت إلا بمسافة 120 كيلو متراً.

وأوضح الشيخ محمد الصباح ان الكويت ضد انضمام أي دولة عربية إلى مجلس التعاون الخليجي وليس اليمن فقط، مبيناً ان دول المجلس الست تدعم المنظمة الأم والتي هي جامعة الدول العربية، نافياً وجود خلاف شخصي بين الكويت والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، مشيراً الى ان المشكلة تكمن في وظيفة الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي يجب ان يكون منضبطاً لما هو موضوع في المثياق، حيث ان دوره موفق ما بين السياسات وليس صانعاً لسياسة.


تاريخ النشر: الخميس 29/12/2005

مقاتل
12-29-2005, 07:50 AM
وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح في حديث للأنوار والصياد تنشره «الوطن» بالتزامن معهما:



قلما التقيت الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح الا وكان متفائلا بشوشا، صادقا مع نفسه ومع الآخرين، صريحا شفافا حتى وان كانت صراحته تزعج الاخرين للوهلة الاولى حتى يكتشفوا صدق اقواله المقترنة بأفعاله وجدية التزاماته في كل المناصب التي تقلدها وصولا الى مهام وزير الدولة للشؤون الخارجية، ثم اصبح وزيرا اصيلا للخارجية بوزارة الشيخ صباح الاحمد الاخيرة منذ نحو ثلاث سنوات تقريبا، كان الشيخ محمد مثالا للمواطن الكويتي الواعي المنفتح الواثق الخطوات، ومع كل هذا تميز بجرأة الطرح والاقدام فهو ورث العلم والثقافة من بيت والده العريق امير الكويت السابق الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله وتعلم الحكمة والرؤية النافذة في اطار توجيه امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وخبر دهاليز واسرار الحياة السياسية على يدي شيخ الدبلوماسيين وعميدهم الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وبين هذه وتلك كون الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح شخصيته المميزة الناشطة في المحافل والمؤتمرات يرفع اسم وصوت الكويت التي تتمتع بالمكانة وتحظى بالثقة والتقدير.

موعدنا مع وزير الخارجية الكويتي بمكتبه في ديوان الوزارة الى جانب قصر السيف على شاطئ الخليج العربي الحالم كان في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا وما ان قاربت عقارب الساعة من الثانية عشرة و45 دقيقة حتى اطل السكرتير ليرافقنا الى الشيخ محمد الذي استقبلني والزميلة هلا بطرس عند باب مكتبه مرحبا باسما معتذرا على تأخير لم يتجاوز الـ 15 دقيقة لضرورات عمله والاتصالات الخارجية التي وردت اليه تباعا.

فهذا هو ديدنه عرفته دقيقا في مواعيده ملتزما بوعوده ومثل هذه الخصال الى جانب الكثير غيرها تأتي في مقدمة سر نجاح الشيخ الدكتور محمد الصباح الذي كان في غاية الصراحة والجرأة في الطرح خلال حديثه معنا والذي استغرق نحو ساعة اجاب فيه وزير الخارجية الكويتي بكل شفافية على اسئلتنا وتساؤلات الرأي عن مقررات القمة الخليجية الاخيرة التي عقدت يومي 18 و19 من الشهر الجاري في ابوظبي كما تحدث عن الخلاف مع الجامعة العربية وامينها العام وكشف عن موقف الكويت الرافض لانضمام اي دولة عربية لمجموعة دول مجلس التعاون الخليجي وتحدث عن خطر المفاعلات النووية الايرانية على الكويت ودول المنطقة في حال عدم ضبطها وتحدث ايضا عن الموقف من سوريا والقرار 1644، وعن مؤتمر الوفاق الوطني والانتخابات العراقية ومستقبل العلاقات بين الشعبين الكويتي والعراقي ولم يتوان الشيخ محمد الصباح عن الاجابة بكل صراحة عما يدور من تساؤلات حول تباين في وجهات النظر داخل الاسرة الحاكمة في الكويت مؤكدا وجود ازمة بين افراد آل الصباح التي تبقى مشاكلها كأي مشاكل لاي عائلة كويتية.

وهنا نص الحوار:


لم تخرج القمة الخليجية الاخيرة بمفاجآت بل اكتفت بعناوين الملفات المتوقعة رغم سخونة الاحداث في المنطقة كيف ترون ذلك؟
- القمة الخليجية هي نتاج اجتماعات في لجان وزارية متواصلة طوال السنة حيث يتم طرح الافكار وتنضج وتأتي الى القمة فقط للتطبيق لا يأتي قادتنا للتفاوض لان هناك أسسا منهجية في العمل في القمم الخليجية، فكل الاخبار تكون معروفة مسبقا وهذا امر ايجابي لا توجد مفاجآت ولا قفز في المجهول بل هناك ثابتة ومستمرة، يعتبرها البعض قصيرة او بطيئة نحن نتكلم عن تجارب الشعوب، التي لا تقاس في السنوات القليلة او في القفزات بل نتحدث عن عمل تراكمي ومستمر والاهم ان الاتجاه صحيح وان هناك اضافة تراكمية لهذا المخزون الخليجي الذي ابتدأ منذ 25 عاما، اي اننا احتفلنا باليوبيل الفضي للقمم الخليجية ومن هنا فان تقييمي لهذا العمل استمراره منذ 25 عاما بين الدروب الخليجية واصبح قطارا في ديمومة، وكيانا في داخل التجمعات الاقتصادية العالمية، فقد وصلنا الى المرحلة الاخيرة من القيام باتفاقية اقتصادية حرة مع الاتحاد الاوروبي ولدينا الآن اتفاقيات مع مجموعة كتل اقتصادية حول العالم لذلك، اعتقد ان الفكرة من انشاء هذا الكيان، وهو لمجموعة من الدول التي تشترك مع بعضها البعض في نفس القيم والمفهوم السياسي والاجتماعي والثقافي فهي استطاعت ان تكون هذه الوحدة الاقليمية لدعم العمل العربي المشترك الكبير لان ميثاق جامعة الدول العربية ينص على انه لا يمنع بقيام تنظيمات اقليمية كدعامة ومساندة للعمل العربي.

اتفاقيات التجارة مع الولايات المتحدة


ولكن حصل اختراق لما هو متفق عليه في مجلس التعاون الخليجي، حيث وقعت بعض دوله اتفاقيات منفردة مع الولايات المتحدة وهذه الخطوة اوجدت حساسية بين دول المجلس، اين استقرت الامور خلال اجتماع القمة الاخيرة؟
فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، نريد ان نؤكد ان العلاقات التي تجمع بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة هي قوية جدا، كما انها علاقات استراتيجية عندما اتينا الى الولايات المتحدة كمجلس تعاون خليجي، وتحدثنا عن امكانية اجراء اتفاقية تجارة حرة، فضلت بنفسها ان يكون التفاوض ثنائيا لسبب ان لكل دولة خليجية هيكلا تنظيميا معينا وقوانين حاكمة في العملية الاقتصادية تختلف عن غيرها.

فنحن لحد الان لم نتكامل اقتصاديا بشكل تام لكننا نتوقع ان يكتمل الاتحاد الجمركي في العام 2007، وتصدر العملة الخليجية الموحدة في العام 2010 بالتالي رأت الولايات المتحدة ان لا مشكلة لديها اذا كنا نريد الانتظار الى العام 2007 اما اذا ارادت كل دولة بمفردها ان تقوم بالاتفاقية فلكل دولة اختلافاتها لذلك اقتنعنا بهذا الرأي، اما في عملية التفاوض مع الدول الاخرى فانه يعود الى الكتلة الاقتصادية الواحدة لدول مجلس التعاون الخليجي، الا في حالة الولايات المتحدة التي تشكل الاستثناء الوحيد وهذا الاستثناء له مبرراته، فقد تم تجاوز التحفظ وهناك تفاوض الان بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية لوضع اتفاقية تجارة حرة، كما هو الحال مع الدول الاخرى وتمت الموافقة على هذا الاستثناء من قبل القادة بتوافق تام في موازاة ذلك ترغب الكويت في ان يكون لها اتفاقية تجارة حرة مع دول عديدة في العالم، لكن هذا الامر يحكمه التفاوض الجماعي، ولا يمنع اي دولة من دول الخليج التي تحاول التفاوض في هذا الاطار، لتسهيل الامر لاحقا، حيث لدينا الان مثال واضح، يتمثل في قطر التي قطعت شوطا طويلا من التفاوض مع سنغافورة، لا بل تم التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاقية التجارة الحرة، لكننا ارتأينا ان تنتظر قطر كي يكون التنسيق جماعيا بين دول مجلس التعاون وسنغافورة وكذلك الامر بين الامارات واستراليا، نحن نساعد الامانة العامة هناك طبعا فريق تفاوضي ولكن هذا الفريق التفاوضي لديه الصين وباكستان والاتحاد الاوروبي، اي مجموعات عديدة لذلك نحن لا يمكننا ان ندخل عليه مع دول صغيرة كسنغافورة فدولنا ملتزمة بشكل كامل على ان لا تكون هناك اتفاقيات ثنائية قد يتم التفاوض بين دولة خليجية ودولة اخرى ولكن توقيع الاتفاقية يجب ان يتم بين دول مجلس التعاون ككل.

العملة الخليجية الموحدة


هناك اتفاقيات بين دول مجلس التعاون انفسها تأخر تنفيذها ومنها توحيد العملة الخليجية، والملاحظ ان تجربة توحيد العملة الاوروبية تعاني من مشاكل بعد مرور اكثر من 3 سنوات على اشهار اليورو، ايطاليا مثلا تسعى للعودة الى عملتها الاساسية بسبب الاعباء التي اوجدها اليورو وتكلفة المعيشة بالنسبة لها هل اخذتم في الاعتبار نتاج التجربة الاوروبية كي لا يتأثر المستوى المعيشي للمواطن الخليجي الذي يعيش في بحبوحة؟

اذا اردنا مقارنة عمر الاتحاد الاوروبي منذ نشأته حتى الان والانجازات التي حققها مع مجلس التعاون الخليجي وانجازاته، نجد ان مجلس التعاون قد حقق ضعف ما حققه الاتحاد الاوروبي، فقد قطع الاتحاد الاوروبي كل هذه السنوات وعندما جاء وقت التصويت على الدستور الاوروبي، رأينا ان هذا العمل المؤسساتي لا يزال يحتاج الى الكثير لكي يستمر على الوتيرة التي سار عليها دخلت دول عديدة في اليورو، لكن من المفارقات ان رئاسة الاتحاد الاوروبي اي بريطانيا، وحتى الان، لا تعتمد اليورو كعملة، بل تحتفظ بعملتها الوطنية العملة الوطنية ليست فقط شعارا بل تحتاج الى الاتفاق على البنك الاوروبي وتوحيد اسعار الفوائد، والاهم في تحقيق عملة موحدة بين دول لها سيادات مستقلة هو ان تكون نسب العجز في الموازانات العامة متفقا عليها بالنسبة للناتج القومي.

ماذا بين الكويت وامين عام الجامعة العربية

ماذا يوجد بينكم وبين جامعة الدول العربية، وبينكم وبين امينها العام السيد عمرو موسى؟
- نحن داعمون لجامعة الدول العربية بشكل اساسي ا اما السؤال الذي يطرح وقد اتخذ حيزا هاما في وسائل الاعلام هو: «لماذا تعارض الكويت دخول اليمن الى مجلس التعاون الخليجي؟» فقد بدا الامر وكأن الكويت هي ضد دخول اليمن الى المجلس ليست الكويت ضد دخول اليمن تحديدا الى المجلس، بل هي ضد دخول اي دولة عربية كانت او غير عربية في دول مجلس التعاون الخليجي فيما عدا الدول الست، لا نفرق بين اليمن او العراق او الاردن او سوريا او لبنان، وهذا لانه برأي الكويت ليس المجلس بديلا لجامعة الدول العربية نحن مجرد 6 دول داعمة للمنظمة الام والتي هي جامعة الدول العربية، وقررت ان تعمل لمصلحة الامة العربية وهذا بالفعل ما قامت به، فما من حرب عربية ضد خطر اجنبي الا وعملت فيها هذه الدول الست بالغالي وبالرخيص.

ساعدنا بالمال والارواح والدماء، سأتكلم عن بلدي، دماء الكويت تشهد لها صحراء سيناء وجبال الجولان، قدمنا التضحيات في مواجهة اسرائيل في حروب 67 و 73 وهذا الامر نشترك به كخليجيين بان نساند وندعم العالم العربي، اذا تم فتح باب الاشتراك في مجلس التعاون الخليجي، اعتقد ان كل الدول سترغب بالانضمام الينا لاننا رتبنا امورنا بطريقة واضحة، ووضعنا آليات، وهناك التزام بتطبيق ما نتفق عليه، بالتالي، اي من العرب سيرغب بالانضمام الى هذا التنظيم الاقليمي.

أنتم في مقدمة الداعمين لجامعة الدول العربية، والكويت ملتزمة بتسديد حصتها في صندوق الجامعة، هل من خلاف شخصي بينكم وبين الأمين العام للجامعة؟
ـ لا يوجد خلاف شخصي، بل تعاملنا معه هو على اساس كوننا عضوا في مؤسسة ما، اتى الأمين العام بمباركة من جميع الدول ومن بينها الكويت، وخصوصا عمرو موسى الذي لعب دورا كبيرا بدعم حق الكويت بمواجهة العراق عندما كان وزير خارجية مصر، انما لدينا مشكلة في وظيفة الامين العام لجامعة الدول العربية؟ ما صلاحيات الامين العام؟ هل تتعدى وتنتقص من صلاحيات الدول؟ هل الأمين العام له موقف منفرد وليس نتاج موقف الدول الاعضاء، نرى ان اي امين عام، وليس تحديدا عمرو موسى، يجب ان يكون منضبطا لما هو موضوع في الميثاق ومن دوره كموفق وليس كصانع لسياسة، اي ان يوفق ما بين السياسات وينفذ قرارات الدول، اذا الاعتراض ليس على اسم الشخص، نحن اعتقدنا ان الامين العام تجاوز في بعض الاوقات الصلاحيات المنصوص عليها وبدأ يتصرف وكأنه دولة، وهنا كان اعتراضنا وقلنا: لا.. لتنضبط المؤسسة. لذلك امورنا في مجلس التعاون الخليجي منضبطة جدا، وأميننا العام يعبر عن رأي الدول الاعضاء وليس عن رأيه الشخصي، انما الامين العام لجامعة الدول العربية يعبر في بعض الاحيان عن رأيه الشخصي ولا يعبر عن الدول الاعضاء، وآخرها رسالة بعث بها الى مجلس التعاون الخليجي تقول ان خطر البرنامج النووي الايراني على دول مجلس التعاون يجب الا يصبح جزءا من الهم الخليجي، وان الهم يجب ان يكون من الخطر النووي الاسرائيلي وليس الايراني.

هواجس نووية


ولكن المملكة العربية السعودية، وهي اكبر دولة في مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، تدخلت لتخفيف حدة البيان في الفقرة التي تحدثت عن خطر البرنامج النووي الايراني؟
ـ (اتجه الشيخ محمد الى مكتبه وتناول نص البيان الختامي، وعاد الى مقعده بجانبنا)، وقال: ورد في البيان جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل، بما فيها دول الخليج، ويجب ان تشارك باقي دول منطقة الخليج في هذا التوجه، ويؤكد المجلس اهمية التعاون بين جمهورية ايران الاسلامية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يتعلق بتشغيل المفاعل النووي الايراني، هذه ليست ضغوطا ولكن اجراءات للأمن والسلامة، هذا يعبر عن قلقنا وتخوفنا من هذا البرنامج، فمنطقة بوشهر تبعد 470 كيلومترا عن طهران، انما تبعد عن الكويت 120 كلم، اي ان هذا المفاعل هو أمامنا، وأقرب الي كل دول مجلس التعاون الخليجي من قربه الى طهران، لذلك لدينا قلق مشروع، نحن لا ننفي حق ايران بالمفاعل النووي، لكن يجب ان تكون اجراءات الأمن والسلامة موجودة.

ما حيثيات التدخل السعودي للتخفيف من حدة الفقرة المتعلقة بهذه المسألة؟
ـ الفحوى مما كنا نريد ان نقول هو ان لدينا قلقا، بالنسبة للسلاح النووي، لدينا خوف، ليس فقط من الطائرات الاسرائيلية، بل ان السلاح النووي يولد لدينا خوفا، في اي بلد عربي كان، لذلك نريد ان تكون كل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وهذا ليس مجرد مقولة عامة، لكن بمجرد وجود مفاعل نووي في ايران (بوشهر) يبعد عن الخليج فقط 120كلم، علينا ان نوصل رسالة الى ايران وهي بضرورة ان تكون الامور منضبطة من حيث اجراءات السلامة العامة، كيف نعبر عن هذا الشيء؟ قد تختلف الكلمات المستخدمة ويطلب احد الاطراف استبدال كلمة بأخرى، وانما الرسالة هي واحدة لقد ساهمت المملكة العربية السعودية في صياغة الكثير من الفقرات، لكن الفكرة لم تتغير كنا نريد ان نوصل رسالة، ونتمنى ان تكون قد وصلت.

مقاتل
12-29-2005, 07:51 AM
أزمة ثقة عربية


نعرف ان اللهجة والعادات والتقاليد.. كلها موجودة لدى دول مجلس التعاون الخليجي، ما الصفات الاخرى التي تميزكم بحيث ترفضون انضمام اي من الدول العربية الاخرى الى هذا المجلس؟
ـ الدول الاعضاء اجتمعت منذ 25 عاما، ووضعت النظام الاساسي، ولم تقل ابدا منذ ذلك الوقت ان هذا التنظيم هو مفتوح للخارج، فقد رأت ان هناك قيما اجتماعية وثقافية وسياسية تجمع فيما بينها، وتشكل نوعا من الخصوصية الخليجية، تماما كما هناك خصوصية مغاربية وشامية.. لا يجب ان اعاقب اذا كانت لدي خصوصية، كلنا نطل على هذا الخليج ونشترك بتاريخنا، وثقافتنا وترابطنا، مما يجعل منا كتلة، وليس محورا او خندقا كلامنا موثق بأننا من أكثر الداعمين في مجلس التعاون لمساعدة اليمن ودعم التنمية فيها، اقتصادية كانت او اجتماعية.. كما اعتقد ان اليمن هي الثالثة من حيث الدول الاكثر استفادة من مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، هذا ليس مجرد كلام سياسي، لكنه موثق، لذلك اقول اننا ندعم اليمن في التنمية وغيرها، ولكن لا اعتقد انه يجب ان نفتح العضوية في مجلس التعاون، ليكن واضحا ان هذا القرار ليس موقفا ضد اليمن.

هل تتخوفون اذا فتحتم باب الانتساب من ان يرافقكم الفشل الذي يرافق القمم العربية، لان تنوع الافكار والاراء والتوجهات السياسية والتيارات يوصل للاسف في العالم العربي الى نتيجة سلبية من حيث عدم تنفيذ قرارات القمم والمؤتمرات؟

- لاكون صريحا بما انكم في دار الصياد تصرون دائما على الحقيقة وقراؤكم يطلبون الجد، اذا اردت ان تنشئ اتحادا ناجحا، على كل من الدول الاعضاء ان تتنازل عن جزء من سيادتها لمصلحة الاتحاد، ولا يمكن لدولة ان تتنازل عن سيادتها لدولة اخرى الا اذا وصلت درجة الثقة بن الدولتين الى مستوى معين، مجلس التعاون الخليجي تجربة ناجحة لان الدول الست الاعضاء تنازلت عن جزء من السيادة الوطنية لها لمصلحة هذه المجموعة ، انا لا استطيع ان اقول ان هذه الثقة الموجودة بين دول مجلس التعاون الخليجي موجودة بين الدول العربية ، لا استطيع ككويتي ان اقول ان ثقتي بدول مجلس التعاون كثقتي بالدول الاخرى ، لذلك انا مستعد في الكويت ان اتنازل عن جزء من السيادة لمصلحة دولة مجلس التعاون، ولكن اكون حريصا جدا عن التنازل عن جزء من السيادة لمصلحة دولة من خارج المجلس، لان الاطار العام العربي لا يزال يحتاج الى عمل اكثر لبناء الثقة.

لسنا ناديا للاغنياء..


هل يأتي قراركم هذا عطفا على مواقف بعض الدول العربية خلال الغزو العراقي للكويت؟
- التجربة الكويتية هي احدي التجارب العديدة، ما نراه الان في وضعنا العربي هو ان هناك نوعا من خلافات بين كل دولة عربية واخرى تصل الى حد الاقتتال هذا غير موجود لدينا ، هناك خلافات موجود داخل دول مجلس التعاون كما هو الحال داخل كل بيت ، لكننا لا نرى قوات من دولة خليجية تحتل اراضي دولة خليجية اخرى،واي عملية تخريبية من دولة خليجية بحق دولة خليجية اخرى ، ولا نرى حشوداً عسكرية مواجهة لبعضها البعض في حين نرى كل هذه الامور بين العديد من الدول العربية، لذلك كي تستطيع ان تصل الدول العربية الى ما وصلت اليه دول مجلس التعاون يجب ان تكون درجة الثقة بين البلدان العربية بنفس درجة الثقة بين بلدان مجلس التعاون الخليجي، من يصف المجلس بانه نادي او تجمع للاغنياءهو باعتقادي يتمتع بنظرة سياسية قاصرة لان الموحد بين الدول ليس المال بل الثقة.

سورية والقرار 1644


ماذا بالنسبة لسورية،وهي العنوان الرئيسي الثاني في البيان الختامي لقمة مجلس التعاون؟
-هناك اليوم قرار مجلس الامن 1644 الذي رحبت به سورية ، ونحن بدورنا رحبنا بترحيب سوريا ، ونتمنى ان يستمر تواصل سورية مع الامم المتحدة ومع اللجنة المكلفة بالتحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

لكن حتى الان لم يرد في اي من التقريرين اللذين قدمهما المحقق الدولي ديتليف ميليس اتهام مباشر لسورية.
لذلك نحن نرحب، ونتمنى ان تستمر سورية بالتعاون مع اللجنة التي لم تتهم سوريا بشكل مباشر، وهذا يفرحنا، ان لا يكون هناك اتهام مباشر لاي نظام عربي.

العراق والعتب على العرب


كيف تنظرون الى مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الاول الذي عقد في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية، والثاني الذي من المفترض ان يعقد بعد الانتخابات في بغداد؟
- نحن منذ البداية عندما سقط الدكتاتور في العراق في 9 ابريل نيسان عام 2003 ونحن نقول انه يجب ان يكون هناك تواجد عربي سريع في العراق وفي بغداد لانه توجد هناك قوات اجنبية ضخمة، وهناك فراغ في السلطة يجب ملؤه من الجانب العربي، وباسرع وقت لذلك عندما دافعت الكويت عن حق العراق في دخول جامعة الدول العربية، كان هناك دول معارضة لذلك، والدول التي عارضت توجه الكويت في ان يكون هناك قوات عربية كانها تقول لندع العراق يفترس من قبل قوى غير عربية، استمرينا بالمطالبة انطلاقا من انه في الخطر ان نعطي ظهرنا للعراق، الى ان قررت جامعة الدول العربية، ولو جاءت المبادرة متأخرة بالنسبة للمطالبة الكويتية، ان تلعب دورا، بحيث يذهب الامين العام للجامعة الى العراق للترتيب لمؤتمر وطني، ورأينا ردود الفعل العراقية اذ كانوا متلهفين الى ذلك، طبعا كانت هناك انتقادات شديدة لدور جامعة الدول العربية حول التأخير، وانا لا الوم العراقيين في ذلك ، لان جزءا من التأخير مبرر، انما هناك جزء كبير غير مبرر.

المستقبل الجديد بعد الانتخابات العراقية


اليوم وبعد الانتخابات التي تراجعت فيها اعمال المقاومة او الارهاب ، كيف ترون المستقبل، خصوصا ان حكومة الكويت ممثلة بسمو الامير وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء رحبوا بهذه النتائج منوهين بتوق الشعب العراقي الى الديمقراطية؟
-سبحان الله الذي يغير الاحوال، ففي السابق كنا نعرف نتائج الانتخابات العراقية مسبقا وهي 99% لصالح حكم صدام حسين، بل كانت مؤخراً100% والان تحصل انتخابات في دولة عربية وقد ظهر وضع جديد. هذه الانتخابات شابتها الكثير من المشاكل، لكنها تجربة اولى، ونحن متفائلون جداً من ان هذه خطوة كبيرة باتجاه ليس فقط العراق الجديد، انما نأمل ايضاً باتجاه الشرق الاوسط الجديد لان الشعوب يجب ان يكون لها رأي في ادارة الدولة، وفي صياغة المستقبل، نتمنى ان تكون هذه بداية انتهاء الدكتاتوريات لا الحكم الفردي والتسلط والقمع، نرى في هذه الانتخابات العراقية انها قد تكون بداية للصباح المشرق في العالم العربي.

تم تدارك الاحداث التي جرت على حدودكم مع العراق بشكل سريع، واجتمعتم بكبار المسؤولين العراقيين الذين زاروا الكويت في اعقابها وقد كانت تصريحاتهم ايجابية.
هل تعتقدون ان الاشكالات قد انتهت ا لى غير رجعة، وهل انتم راضون عن الوضع في الوقت الحاضر؟
- الامور قانونياً وبحكم القانون الدولي وقرار مجلس الامن قد انتهت، لكن يبدو ان هناك في النفوس ما في النفوس، نحن نعرف ان غسيل عقول الشعب العراقي استمر 30 عاماً من قبل الحكم القمعي في العراق. لكننا مدركون انه ولو كان هناك غسيل للعقول، فالقلوب لم يصبها هذا التلوث، ولذلك علينا في الكويت وفي العراق سوياً مهام كبيرة في تنظيف ما دخل هذه العقول من ملوثات عبر الافكار المشؤومة التي زرعها النظام السابق، ارتكبت المجازر بحق الشعب الكويتي، والمقابر الجماعية ماثلة امامنا، لا يمكن مسح هذا الامر من وجدان وذاكرة الشعب الكويتي، واصبحت جزءاً من التاريخ، لكننا نتعامل الآن مع ضحايا النظام نفسه الذي ارتكب هذه الجرائم لذلك علينا مهمة نحن وضحايا صدام الذين هم اليوم في سدة الحكم، ان نعمل على تجريد هذه الذاكرة من الشوائب، كي لا تتكرر.

السلام مع اسرائيل وفق مبادرة الملك عبدالله


اصبح لدى بعض دول الخليج القناعة بفتح الاسواق للبضائع الاسرائيلية كخطوة اولى قبل التطبيع وتختلف وجهات النظر حول هذا الامر، كيف تنظرون اليه خصوصاً ان الكويت قالت انها آخر دولة قد تطبع مع اسرائيل؟
- عندما تم تقديم اقتراح خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر بيروت، الذي اكد أن العرب جادون في السلام الشامل والكامل مع اسرائيل، نحن لم نوافق من باب المجاملة انما من اقتناعنا ونحن مقتنعون بأن هذه هي الطريق الاسلم لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.

مجلس التعاون ثابت الخطى


عودة الى مؤتمر القمة الخليجية الاخير، كيف تقيمون اعماله بشكل عام؟
- اعتقد ان سر نجاحه ان لا مفاجآت فيه.. عمل دؤوب مستمر تراكمي.. نحن من اهل الصحراء، ووسيلة المواصلات لدينا هي الجمل، الجمل ليس معروفاً بسرعته، بل هو بطيء، لكل خطواته ثابتة، واتجاهه مستمر، فنحن من هذه البيئة، نحن اهل الصحراء نعرف الفرق ما بين الحقيقة والسراب. ركض بعض اخواننا خلف السراب، فاتضح انه مجرد شعارات زائفة.

هل قدمت الكويت ورقة عمل معينة للقمة؟
- يسألونني عن الورقة الكويتية، لكنني اقول ان لا اوراق بل هو عمل استمر طوال السنة، مع لجان وزارية، عقدت اكثر من 40 اجتماعاً.

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برسائل خطية لجميع دول المنطقة تتعلق بقوات درع الجزيرة، هل تتضمن هذه الورقة مشروع تفعيل هذه القوات وزيادة عددها؟
- لدينا نموذج الناتو، في الناتو، لا توجد جيوش مجمعة في مكان واحد، بل قيادة. الورقة السعودية تعطي نماذج حول اي طريقة هي الامثل للدفاع عن اي خطر خارجي تجاه اي دولة من دول الجزيرة، ستحال هذه الورقة الى رؤساء الاركان، وسترفع الى القيادة السياسية في قمة الرياض.

لا مكان شاغرا في سد القيادة الكويتية


ماذا عما يسميه البعض بـ «ازمة الحكم»؟
- في أي بلد؟

في الكويت؟
- نحن لدينا امير حفظه الله، ولدينا ولي عهده، ورئيس حكومة يقوم بالمهام الدستورية الموكلة له، لا يوجد لدينا مكان شاغر من هذه الاماكن الثلاثة. لذلك اعتقد ان الصحافة تعمل على مبدأ ان «الرجل يعض كلب» هو خبر.

لكننا سمعنا اكثر من مرة كلاما صادرا عن بعض افراد العائلة الحاكمة؟
- هذا كلام دواوين نحن لدينا مجتمع سياسي متحرك ومتفاعل ومتواصل ويتضمن درجة عالية من الشفافية.

مشاكل عائلة كويتية


إذن لا يوجد خلاف بل تباين في وجهات النظر تم حسمه في تصريح لصاحب السمو وتبعه اجتماع رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد بالشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني ولقاءات اخرى لحصر هذا النقاش بين أبناء العائلة؟
- نحن في العائلة لدينا اطرنا في الحوار والنقاش ووسائلنا في تبيان وجهات النظر لبعضنا البعض، ونحن مستمرون على هذا النحو ما يكتبه الغير عنا، هو من شأنهم، ولكن اؤكد انه لا يوجد ازمة في عائلتنا، ولا توجد خلافات بالشكل الذي تتحدث عنه الصحافة، نحن عائلة فيها فقير وغني، وبعضنا في العائلة ليس لديه بيت، بعضنا متعلم وبعضنا غير متعلم.. بعضنا في الحكومة وآخر لا يريد ان يدخل الحكومة.. تماماً كأي عائلة كويتية.
مشاكلنا هي مشاكل كل عائلة كويتية عائلة آل الصباح عائلة كويتية لها وعليها كأي عائلة وكويتية أخرى. لذلك أقول ان لدينا في العائلة من ليس باستطاعته ان يملك بيتاً.
وهذه ليست مشكلة الدولة، بل العائلة ولذا لدينا صندوق لنحاول مساعدة بعضنا البعض.
هذه مشاكلنا كعائلة كويتية لدينا نظام دستوري يحدد التزامات الدولة تجاه هذه العائلة، منصوص عليها في المادة الرابعة فقط لا غير، وهو ان الامراء يكونون من هذه العائلة في ما عدا ذلك نحن مواطنون عاديون.

(الكويت محمد غبريس وهلا بطرس)

تاريخ النشر: الخميس 29/12/2005