سمير
12-29-2005, 07:28 AM
قرره لنكولن عام 1863 في الخميس الأخير من نوفمبر
واشنطن- هدى الصويغ
في القرن السابع عشر عندما بدأت هجرة الاوروبيين الى القارة الامريكية هربا من اضطهاد الكنيسة الانجليزية لهم، وهاجر بعضهم من بريطانيا الى الساحل الشرقي لولاية ماساتشوستس في امريكا، وكان ذلك على متن قارب خشبي سمي ماي فلاور May Flewer.
كانت رحلة المهاجرين في شهر نوفمبر من عام 1621، وكانت الرحلة شاقة وطويلة وتزامنت مع دخول فصل الشتاء الذي يتميز بالبرد القارس والامطار والثلوج التي اهلكت الكثير منهم.
ومن المثير في موضوع هذه الهجرة ان نجاة الامريكيين البيض الاوائل جاءت على يد اثنين من الهنود الحمر هما «ساموسيث» و«سكوانتو» اللذان شرعا في تعليم الاوروبيين البيض صيد الطيور والحيوانات والسمك وزراعة الذرة، لكن ساموسيث وسكوانتو وقبائلهما تعرضوا للابادة على ايدي الامريكيين البيض فيما بعد.
من هنا قرر الامريكيون الاحتفال بالنعمة ووجهوا الدعوة الى الهنود الحمر والقبائل التي ينتمون اليها للاحتفال واطلقوا على هذا الاحتفال «عيد الشكر»، غير انه وبمرور الوقت اقترف الاوروبيون البيض العديد من المذابح ضد الهنود الحمر وامضوا في قهرهم ودفعهم الطمع الى الاستيلاء على المزيد من اراضيهم حتى تحول الاحتفال بالنجاة من الهلاك الى حدث سنوي اعلنه الرئيس ابراهام لنكولن عام 1863 م عيداً رسمي للبلاد اطلق عليه «عيد الشكر» واصبحت امريكا تحتفل به في اخر خميس من شهر نوفمبر من كل عام.
في هذا اليوم تقوم العائلات الامريكية باعداد ما لذ وطاب من الاطعمة المتنوعة ويأتي في مقدمتها الديك الرومي وانواع مختلفة من البطاطا، ويعتبر عيد الشكر، عيدا قوميا وليس مناسبة دينية كما يعتقد الكثيرون وتعتبر هذه المناسبة من اكثر المناسبات التي تلم شمل الاسر والاصدقاء كما يعتبر عيد الشكر عطلة رسمية في الولايات المتحدة الامريكية ويحتفل به المسيحيون والمسلمون واليهود بنفس الصورة. وتغلق جميع المحلات والاسواق التجارية بالاضافة الى المؤسسات الحكومية وتتجمع الاسر والاصدقاء في كل انحاء، ويسافر في هذا العيد اكثر من 40 مليون امريكي جوا وبرا داخل الولايات للالتقاء باسرهم وتقدم الاكلات والاطباق الخاصة التي يتقدمها بالطبع الديك الرومي.
وتقدر الاحصائيات بانه في عيد الشكر يستهلك العالم حوالي 40 مليون ديك رومي في العام تذبح منها 11 مليون في اعياد الشكر وعيد الميلاد، وصلت اعداد الديوك في الولايات المتحدة عام 1975 نحو 124 مليون طائر واصبح عددها عام 2003 حوالي 269 مليون طائر اي بما يقدر بديك رومي واحد لكل مواطن امريكي داخل الولايات المتحدة حسب احصائيات دائرة الاغذية الامريكية.
ولا ينجو في عيد الشكر من الذبح سوى ديك رومي واحد يقدم هدية سنوية تقليدية للرئيس الامريكي في البيت الابيض، حيث يضع الرئيس يده ملامسا الطائر برفق ثم يصدر امرا رئاسيا بالعفو عنه واعادته الى المزرعة ليواصل حياته الطبيعية، وعفا الرئيس بوش حتى الآن عن خمسة ديوك منذ توليه منصب الرئاسة.
ومن مظاهر عيد الشكر أيضاً بانه يفتتح موسم الاعياد وهو الموسم الذي تفتح فيه المحلات والاسواق لساعات اطول وتعج بالحركة والنشاط، وبعد اليوم الذي يلي الاحتفال بعيد الشكر ياتي يوم الجمعة المعروفة باسم الجمعة السوداء«Black Friday» اكثر الايام التي يقبل فيها الامريكيون على التسوق والشراء حيث تقوم المحلات التجارية بتقديم تخفيضات تصل الى 80% في بعض الاحيان سعياً الى جذب اكبر عدد ممكن من المستهلكين، كما يعتبر عيد الشكر افضل المواسم لعرض الافلام الجديدة والمتميزة في دور العرض والتي عادة ما تتنوع بين ا لافلام العائلية والشبابية وافلام الاطفال.
اما بالنسبة للمهاجرين العرب فتختلط مشاعرهم في هذه المناسبات بين الحيرة والحنين الى الوطن ، فمنهم من يتأقلم مع المجتمع الامريكي ويصبح جزءاً منه، ومنهم من لا يزال يشعر بالغربة في الاحتفال بالاعياد الامريكية كعيد الشكر والكريسماس.
تاريخ النشر: الخميس 29/12/2005
واشنطن- هدى الصويغ
في القرن السابع عشر عندما بدأت هجرة الاوروبيين الى القارة الامريكية هربا من اضطهاد الكنيسة الانجليزية لهم، وهاجر بعضهم من بريطانيا الى الساحل الشرقي لولاية ماساتشوستس في امريكا، وكان ذلك على متن قارب خشبي سمي ماي فلاور May Flewer.
كانت رحلة المهاجرين في شهر نوفمبر من عام 1621، وكانت الرحلة شاقة وطويلة وتزامنت مع دخول فصل الشتاء الذي يتميز بالبرد القارس والامطار والثلوج التي اهلكت الكثير منهم.
ومن المثير في موضوع هذه الهجرة ان نجاة الامريكيين البيض الاوائل جاءت على يد اثنين من الهنود الحمر هما «ساموسيث» و«سكوانتو» اللذان شرعا في تعليم الاوروبيين البيض صيد الطيور والحيوانات والسمك وزراعة الذرة، لكن ساموسيث وسكوانتو وقبائلهما تعرضوا للابادة على ايدي الامريكيين البيض فيما بعد.
من هنا قرر الامريكيون الاحتفال بالنعمة ووجهوا الدعوة الى الهنود الحمر والقبائل التي ينتمون اليها للاحتفال واطلقوا على هذا الاحتفال «عيد الشكر»، غير انه وبمرور الوقت اقترف الاوروبيون البيض العديد من المذابح ضد الهنود الحمر وامضوا في قهرهم ودفعهم الطمع الى الاستيلاء على المزيد من اراضيهم حتى تحول الاحتفال بالنجاة من الهلاك الى حدث سنوي اعلنه الرئيس ابراهام لنكولن عام 1863 م عيداً رسمي للبلاد اطلق عليه «عيد الشكر» واصبحت امريكا تحتفل به في اخر خميس من شهر نوفمبر من كل عام.
في هذا اليوم تقوم العائلات الامريكية باعداد ما لذ وطاب من الاطعمة المتنوعة ويأتي في مقدمتها الديك الرومي وانواع مختلفة من البطاطا، ويعتبر عيد الشكر، عيدا قوميا وليس مناسبة دينية كما يعتقد الكثيرون وتعتبر هذه المناسبة من اكثر المناسبات التي تلم شمل الاسر والاصدقاء كما يعتبر عيد الشكر عطلة رسمية في الولايات المتحدة الامريكية ويحتفل به المسيحيون والمسلمون واليهود بنفس الصورة. وتغلق جميع المحلات والاسواق التجارية بالاضافة الى المؤسسات الحكومية وتتجمع الاسر والاصدقاء في كل انحاء، ويسافر في هذا العيد اكثر من 40 مليون امريكي جوا وبرا داخل الولايات للالتقاء باسرهم وتقدم الاكلات والاطباق الخاصة التي يتقدمها بالطبع الديك الرومي.
وتقدر الاحصائيات بانه في عيد الشكر يستهلك العالم حوالي 40 مليون ديك رومي في العام تذبح منها 11 مليون في اعياد الشكر وعيد الميلاد، وصلت اعداد الديوك في الولايات المتحدة عام 1975 نحو 124 مليون طائر واصبح عددها عام 2003 حوالي 269 مليون طائر اي بما يقدر بديك رومي واحد لكل مواطن امريكي داخل الولايات المتحدة حسب احصائيات دائرة الاغذية الامريكية.
ولا ينجو في عيد الشكر من الذبح سوى ديك رومي واحد يقدم هدية سنوية تقليدية للرئيس الامريكي في البيت الابيض، حيث يضع الرئيس يده ملامسا الطائر برفق ثم يصدر امرا رئاسيا بالعفو عنه واعادته الى المزرعة ليواصل حياته الطبيعية، وعفا الرئيس بوش حتى الآن عن خمسة ديوك منذ توليه منصب الرئاسة.
ومن مظاهر عيد الشكر أيضاً بانه يفتتح موسم الاعياد وهو الموسم الذي تفتح فيه المحلات والاسواق لساعات اطول وتعج بالحركة والنشاط، وبعد اليوم الذي يلي الاحتفال بعيد الشكر ياتي يوم الجمعة المعروفة باسم الجمعة السوداء«Black Friday» اكثر الايام التي يقبل فيها الامريكيون على التسوق والشراء حيث تقوم المحلات التجارية بتقديم تخفيضات تصل الى 80% في بعض الاحيان سعياً الى جذب اكبر عدد ممكن من المستهلكين، كما يعتبر عيد الشكر افضل المواسم لعرض الافلام الجديدة والمتميزة في دور العرض والتي عادة ما تتنوع بين ا لافلام العائلية والشبابية وافلام الاطفال.
اما بالنسبة للمهاجرين العرب فتختلط مشاعرهم في هذه المناسبات بين الحيرة والحنين الى الوطن ، فمنهم من يتأقلم مع المجتمع الامريكي ويصبح جزءاً منه، ومنهم من لا يزال يشعر بالغربة في الاحتفال بالاعياد الامريكية كعيد الشكر والكريسماس.
تاريخ النشر: الخميس 29/12/2005