جمال
08-24-2003, 09:52 PM
محمد علي الجعفري - السياسة
ويستمر مسلسل الرسائل الخائبة التي تعرضها علينا بين يوم وآخر القنوات الصدامية عفوا العربية, والحلقة الجديدة من هذا المسلسل وهي ذات طابع خاص ومشوق الى حد ما جاءتنا من على شاشة العربية - التي توسمنا فيها خيرا في بداية الأمر كي تكون المنافس الحر والبديل الحقيقي لقناة الجزيرة القطرية - تلك القناة الفضائية التي خلفتها حقبة البعث العفنة والتي جاءت بها واغنتها دولارات ابن العوجة كي تخدم مصالحه الإعلامية وليصبح لديه فيها أكثر من " غوبلز " واحد, لم تستطع هذه القنوات - خلال الفترة التي أعقبت سقوط صنم بغداد - رغم أمكانياتها الهائلة وخبرتها في حروب اخرى كحرب أفغانستان أن تحصل على معلومة صحيحة ودقيقة واحدة تنقلها للمشاهد العربي و للمشاهد العراقي المغترب والمتلهف لسماع أخبار بلده, فبالرغم مما تملكه تلك القنوات الفضائية من كوادر ضخمة من المراسلين وأشباه المراسلين الذين جاءت بهم من مختلف الدول العربية وجلهم من الفلسطينيين الذين تغنوا حبا »ببابا صدام« ورضعوا من دولاراته وقد أثمر ما زرعه صدام, فاليوم لديه شبكة كبيرة من المراسلين العاملين في أغلب القنوات الفضائية الذين مازالوا على عهدهم بالوقوف بجنبه حتى الرمق الأخير, أنهم فعلا" ليسوا بناكري جميل«.
لم تستطع هذه القنوات نقل الحقيقة كما هي وبكل موضوعية للمشاهد العربي الذي هو بعيد عن واقع الحدث ولا يعيشه بتفصيلاته, لذا كان يتوجب على تلك القنوات أن تنقل الحقيقة كما هي دون محاباة وتتواصل مع الحدث أينما كان دون الاعتماد على »شهود عيان« الذين أغلبهم من صغار السن (الأطفال) وتنقل بلسانهم المعلومة مباشرة الى مسامع المتلقي للخبر وهم حتى لا يعرفون مايقولون أو يبالغون بالوصف, و في أحيان كثيرة أخرى ينقل لنا الخبر حسب شاهد العيان هذا وهو أما ان يكون من المتسولين أو المتسكعين في شوارع بغداد وما يعرف بالمثلث السني, نعم النقل عن »شاهد عيان« لا يكون بالضرورة اختياريا ولكن يجب أن يكون تفضيليا, أن الوصول للحقيقة صعب ولا يتم من خلال التمني والوقوف على الأطلال فلابد من البحث عن الحقيقة أينما كانت وهذه هي مهمة الاعلام.
أما آخر فلتات تلك القنوات هي تلك الرسالة التي بعث بها عزة الدوري لصدام شقيقه في عالم الأجرام والهارب من وجه العدالة, وكل عراقي يعلم إن هذا الرجل (عزة أبو الثلج) مريض باللوكيميا ويحتاج لتغيير دمه بين فترة وأخرى ومن الصعب عليه أن يكون مختفيا لغاية الآن, فالرجل بحاجة الى مستشفى وليس أي مستشفى, فعملية تغيير الدم تحتاج لإمكانيات متطورة ولأطباء مهرة كي يقوموا بتلك العملية ولذا من الصعب أن يكون عزة ما زال متخفيا عن الأميركان, وأكاد اجزم انه بين ظهرانيهم ويتمتع برعايتهم الصحية المجانية له.
والسؤال هنا: الأ يكفي تلك القنوات استخفافها بعقول المشاهدين?
لقد عبثت بعقولهم طويلا وأوهمتهم وجعلتهم يعيشون نشوة النصر الزائف الذي تحطم على أسوار بغداد بعد دخول القوات الأميركية أليها واندحار فلول البعث وتلاشيها.
كفانا وقوفا على أطلال الماضي ودعونا نخاطب عقلية المشاهد العربي بكل موضوعية وجدية ومن دون حسابات شخصية نراعي فيها هذا الطرف أو ذلك, دعونا نبدأ من الآن في بناء قاعدة قوية ومتينة للأجيال القادمة على أساس الصدق والحب والعدل والتعامل مع الحقائق كما هي دون تزويق, فشباب المستقبل لهم حق علينا....... وأن التأريخ لا يرحم أحد.
* كاتب عراقي
محمد علي الجعفري *
ويستمر مسلسل الرسائل الخائبة التي تعرضها علينا بين يوم وآخر القنوات الصدامية عفوا العربية, والحلقة الجديدة من هذا المسلسل وهي ذات طابع خاص ومشوق الى حد ما جاءتنا من على شاشة العربية - التي توسمنا فيها خيرا في بداية الأمر كي تكون المنافس الحر والبديل الحقيقي لقناة الجزيرة القطرية - تلك القناة الفضائية التي خلفتها حقبة البعث العفنة والتي جاءت بها واغنتها دولارات ابن العوجة كي تخدم مصالحه الإعلامية وليصبح لديه فيها أكثر من " غوبلز " واحد, لم تستطع هذه القنوات - خلال الفترة التي أعقبت سقوط صنم بغداد - رغم أمكانياتها الهائلة وخبرتها في حروب اخرى كحرب أفغانستان أن تحصل على معلومة صحيحة ودقيقة واحدة تنقلها للمشاهد العربي و للمشاهد العراقي المغترب والمتلهف لسماع أخبار بلده, فبالرغم مما تملكه تلك القنوات الفضائية من كوادر ضخمة من المراسلين وأشباه المراسلين الذين جاءت بهم من مختلف الدول العربية وجلهم من الفلسطينيين الذين تغنوا حبا »ببابا صدام« ورضعوا من دولاراته وقد أثمر ما زرعه صدام, فاليوم لديه شبكة كبيرة من المراسلين العاملين في أغلب القنوات الفضائية الذين مازالوا على عهدهم بالوقوف بجنبه حتى الرمق الأخير, أنهم فعلا" ليسوا بناكري جميل«.
لم تستطع هذه القنوات نقل الحقيقة كما هي وبكل موضوعية للمشاهد العربي الذي هو بعيد عن واقع الحدث ولا يعيشه بتفصيلاته, لذا كان يتوجب على تلك القنوات أن تنقل الحقيقة كما هي دون محاباة وتتواصل مع الحدث أينما كان دون الاعتماد على »شهود عيان« الذين أغلبهم من صغار السن (الأطفال) وتنقل بلسانهم المعلومة مباشرة الى مسامع المتلقي للخبر وهم حتى لا يعرفون مايقولون أو يبالغون بالوصف, و في أحيان كثيرة أخرى ينقل لنا الخبر حسب شاهد العيان هذا وهو أما ان يكون من المتسولين أو المتسكعين في شوارع بغداد وما يعرف بالمثلث السني, نعم النقل عن »شاهد عيان« لا يكون بالضرورة اختياريا ولكن يجب أن يكون تفضيليا, أن الوصول للحقيقة صعب ولا يتم من خلال التمني والوقوف على الأطلال فلابد من البحث عن الحقيقة أينما كانت وهذه هي مهمة الاعلام.
أما آخر فلتات تلك القنوات هي تلك الرسالة التي بعث بها عزة الدوري لصدام شقيقه في عالم الأجرام والهارب من وجه العدالة, وكل عراقي يعلم إن هذا الرجل (عزة أبو الثلج) مريض باللوكيميا ويحتاج لتغيير دمه بين فترة وأخرى ومن الصعب عليه أن يكون مختفيا لغاية الآن, فالرجل بحاجة الى مستشفى وليس أي مستشفى, فعملية تغيير الدم تحتاج لإمكانيات متطورة ولأطباء مهرة كي يقوموا بتلك العملية ولذا من الصعب أن يكون عزة ما زال متخفيا عن الأميركان, وأكاد اجزم انه بين ظهرانيهم ويتمتع برعايتهم الصحية المجانية له.
والسؤال هنا: الأ يكفي تلك القنوات استخفافها بعقول المشاهدين?
لقد عبثت بعقولهم طويلا وأوهمتهم وجعلتهم يعيشون نشوة النصر الزائف الذي تحطم على أسوار بغداد بعد دخول القوات الأميركية أليها واندحار فلول البعث وتلاشيها.
كفانا وقوفا على أطلال الماضي ودعونا نخاطب عقلية المشاهد العربي بكل موضوعية وجدية ومن دون حسابات شخصية نراعي فيها هذا الطرف أو ذلك, دعونا نبدأ من الآن في بناء قاعدة قوية ومتينة للأجيال القادمة على أساس الصدق والحب والعدل والتعامل مع الحقائق كما هي دون تزويق, فشباب المستقبل لهم حق علينا....... وأن التأريخ لا يرحم أحد.
* كاتب عراقي
محمد علي الجعفري *