yasmeen
12-26-2005, 12:47 AM
مقابلة مع الرئيس اليمني في مدينة تقع على بوابات البحار أجاب فيها عن السؤال الكبير: لماذا لم يغتالوك حتى الآن?!
كتب - أحمد الجارالله
في عدن, ملتقى المحيط والبحار, الهندي, والأحمر, وبحر العرب, وفي مدينة تملك مفاتيح المضائق الستراتيجية, والبوابات المفضية الى اقصى شمال الكوكب الارضي وجنوبه, وفي مكان مفتوح الافق الى اقصى الشرق والغرب, وفي قصر رئاسي كان يحكم منه المندوب السامي البريطاني كل تلك البلاد... في هذه المدينة الرائعة السابحة بين زرقة البحار وزرقة السماء التقينا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, وداخل حديقة مفتوحة على الماء, رأينا الرجل في صحة جيدة, وفي شباب ناضر, واستمعنا منه الى كلام العارف المدرك لعباراته. ويبدو سره يكمن في نسيان الماضي, وكل ما حفل به من اغتيالات وحروب, وخلافات مع الجيران.
وتشعر الاˆن, من خلال ملافظه, وحركات شفتيه, وتنقلات بصره, وحركات عيونه القافزة, ان علي عبدالله صالح قد عاد الى ثقافته وقراءته, وانه بات يؤمن بان الاقتصاد أبو الأمن, ويريد ان يشغل الناس فيه... ويضحك الرئيس كثيرا عندما تعيد اليه ذكريات هذا الماضي, ومنها ان »الرفاق« في عدن اعترضوا على انشاء فندق بسبب منظره البورجوازي الذي لا ينسجم مع عقيدتنا, وكأنهم بهذا الرفض يريدون فندقا تسرح القطط والكلاب في محيطه وتأكل من قاذوراته, السياسية وغير السياسية, حتى يكون منسجما مع الثقافة الاشتراكية, ويرضى عنه ماركس ولينيين وهيغل!
وتكتشف وانت معه ان عيون علي عبدالله صالح مصوبة نحو المستقبل وبالذات مستقبل التنمية, وانه يشعر ان بلاده تحفل بالامكانات الكثيرة التي يمكن ان تفيد اليمن واليمنيين, وتفيد القادمين الى العمل في فرص البلاد الكثيرة. ويعترف الرئيس ان الثورات لها بعض اخطائها, كما اخطأت عهود الامامة, ويرى ان الخطأ هو الذي يقود الى الصواب, والصواب هو اصلاح واقع الحال بالتنمية, وبالتلاؤم مع خصائص اليمنيين القائمة على حب التجارة. وربما لهذا البلوغ في الوعي رأينا الرجل مرتاحا, يمشي الهوينا, وتحيط به مجموعة من اصحاب العقول المنسجمة, والمنسجم هو معها لانها تعرف الحدود التي يجب ان تتوقف عندها. الرئيس واصحاب هذه العقول يطمحون جميعا الى النجاح كفريق عمل, ولا يوجد بينهم من يملك افكارا مسبقة تجعله راغبا في الانقضاض على السلطة.
مكان إقامة علي عبدالله صالح في عدن محاط بترتيبات امنية تتطلبها ظروف الأمن العالمي الذي يعاني من الإرهاب, لكن عندما تدخل عليه ترى ان شعوره بالامان ليس مربوطا بهذه الترتيبات فهو لم يقتل احدا ولم يعذب احدا ولم يجند الاستخبارات والقناصة لاغتيال احد. لهذا هو مطمئن, وشفاف, ولا يلجأ الى ممارسة الديبلوماسية, التي هي فن الكذب, معنا تسأله بصراحة فيجيبك بجرأة, وليس عنده سؤال ممنوع او جواب مرفوع, ولم يطلب النشر او عدمه, وليس لديه ما هو محجوب.
حضر المقابلة زميلنا محمد زين, وعبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى اليمني, وعبده بورجي مستشار الرئيس للشؤون الإعلامية.
كتب - أحمد الجارالله
في عدن, ملتقى المحيط والبحار, الهندي, والأحمر, وبحر العرب, وفي مدينة تملك مفاتيح المضائق الستراتيجية, والبوابات المفضية الى اقصى شمال الكوكب الارضي وجنوبه, وفي مكان مفتوح الافق الى اقصى الشرق والغرب, وفي قصر رئاسي كان يحكم منه المندوب السامي البريطاني كل تلك البلاد... في هذه المدينة الرائعة السابحة بين زرقة البحار وزرقة السماء التقينا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, وداخل حديقة مفتوحة على الماء, رأينا الرجل في صحة جيدة, وفي شباب ناضر, واستمعنا منه الى كلام العارف المدرك لعباراته. ويبدو سره يكمن في نسيان الماضي, وكل ما حفل به من اغتيالات وحروب, وخلافات مع الجيران.
وتشعر الاˆن, من خلال ملافظه, وحركات شفتيه, وتنقلات بصره, وحركات عيونه القافزة, ان علي عبدالله صالح قد عاد الى ثقافته وقراءته, وانه بات يؤمن بان الاقتصاد أبو الأمن, ويريد ان يشغل الناس فيه... ويضحك الرئيس كثيرا عندما تعيد اليه ذكريات هذا الماضي, ومنها ان »الرفاق« في عدن اعترضوا على انشاء فندق بسبب منظره البورجوازي الذي لا ينسجم مع عقيدتنا, وكأنهم بهذا الرفض يريدون فندقا تسرح القطط والكلاب في محيطه وتأكل من قاذوراته, السياسية وغير السياسية, حتى يكون منسجما مع الثقافة الاشتراكية, ويرضى عنه ماركس ولينيين وهيغل!
وتكتشف وانت معه ان عيون علي عبدالله صالح مصوبة نحو المستقبل وبالذات مستقبل التنمية, وانه يشعر ان بلاده تحفل بالامكانات الكثيرة التي يمكن ان تفيد اليمن واليمنيين, وتفيد القادمين الى العمل في فرص البلاد الكثيرة. ويعترف الرئيس ان الثورات لها بعض اخطائها, كما اخطأت عهود الامامة, ويرى ان الخطأ هو الذي يقود الى الصواب, والصواب هو اصلاح واقع الحال بالتنمية, وبالتلاؤم مع خصائص اليمنيين القائمة على حب التجارة. وربما لهذا البلوغ في الوعي رأينا الرجل مرتاحا, يمشي الهوينا, وتحيط به مجموعة من اصحاب العقول المنسجمة, والمنسجم هو معها لانها تعرف الحدود التي يجب ان تتوقف عندها. الرئيس واصحاب هذه العقول يطمحون جميعا الى النجاح كفريق عمل, ولا يوجد بينهم من يملك افكارا مسبقة تجعله راغبا في الانقضاض على السلطة.
مكان إقامة علي عبدالله صالح في عدن محاط بترتيبات امنية تتطلبها ظروف الأمن العالمي الذي يعاني من الإرهاب, لكن عندما تدخل عليه ترى ان شعوره بالامان ليس مربوطا بهذه الترتيبات فهو لم يقتل احدا ولم يعذب احدا ولم يجند الاستخبارات والقناصة لاغتيال احد. لهذا هو مطمئن, وشفاف, ولا يلجأ الى ممارسة الديبلوماسية, التي هي فن الكذب, معنا تسأله بصراحة فيجيبك بجرأة, وليس عنده سؤال ممنوع او جواب مرفوع, ولم يطلب النشر او عدمه, وليس لديه ما هو محجوب.
حضر المقابلة زميلنا محمد زين, وعبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى اليمني, وعبده بورجي مستشار الرئيس للشؤون الإعلامية.