دشتى
12-25-2005, 07:05 AM
اعلن الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن قرب التوصل الى حل لاعتكاف وزراء الحزب وحركة «أمل»، كاشفاً عن انه في الأيام الماضية صار اكثر من لقاء واتصال بينه وبين رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري, وقال: «كانت هناك لقاءات مكثفة وحديث وتواصل, وأقدر ان أقول ان المناخ ايجابي ولكن حتى هذه اللحظة لا أقول اننا اخذنا قراراً (بالعودة الى الحكومة)», وتوقع وصول «المناقشات الى خواتيمها الايجابية في وقت لا يتجاوز اليومين المقبلين فيعيّد الناس مبسوطين»,
وأوضح ان المناقشات تدور حول عنوانين اثنين هما: «توافق التحالف الرباعي («أمل»، «حزب الله»، تيار «المستقبل»، الحزب التقدمي الاشتراكي) على المواضيع الأساسية قبل طرحها على مجلس الوزراء, والجو ايجابي في هذه النقطة, وسيعلن شيئاً من هذا القبيل»,
أضاف: «العنوان الثاني هو اصدار الحكومة بياناً يطلب من مجلس الامن الدولي الغاء ما لم ينفذ من القرار 1559 (نزع سلاح المقاومة) واعتبار هذا شأناً داخلياً لبنانياً (,,,) ونحن هنا نتفهم ظروف الاخوان, وهذا يناقش بما يؤدي الى طمأنتنا وعدم احراج الحكومة»,
وحول الموضوع السوري قال: «نحن متفقون على المقاومة ومزارع شبعا لكننا مختلفون على الموضوع السوري»,
ورأى ان هناك 3 خيارات: «نكمل على ما نحن عليه (,,,) ولبنان هو الخاسر الاول، نجتمع كلبنانيين ونعلن الحرب على سورية (,,,) ولبنان خاسر حكماً, او ايجاد حل بين لبنان وسورية (,,,) لخلق طمأنينة متبادلة», واوضح ان ذلك لا يعني تجاوز التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, وقال: «انا صديق سورية اقول: السوري لن يعود الى البلد, هذه المرحلة انتهت وانا مسؤول عن كلامي»,
وحول العلاقات مع الاطراف الداخليين قال ان «هناك تحضيراً للقاء مع رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون بعد معالجة الترتيبات التي تشكل عقدة (,,,) ونحن على طريق ان نلتقي قريباً جداً جداً», واضاف: «نتعاطى مع العماد عون كمرشح جدي وحقيقي للرئاسة الاولى، لانه يمثل من يمثل وله امتدادات, واذا تواصلنا اكثر وفهمنا بعضنا بعضاً افضل، فالامور ستتجه ايجاباً»,
ووصف العلاقة مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بأنها تشبه «الطقس البارد»، لكنه استدرك: «وليد بك بيمون (,,,) وانا حريص على العلاقات معه»,
وذكر ان النائب سعد الحريري «يلعب دوراً ايجابياً (,,,) وكنا نفضل لو كان في البلد لنتواصل اكثر», وامتدح موقف رئيس الجمهورية اميل لحود الذي رفض ترؤس جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في غياب وزراء «امل» و«حزب الله», وقال: «هذا موقف جيد وطبيعي»,
وقال ان اللقاء مع رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «وارد في اي لحظة»، داعياً الى تفاهم على مستوى القاعدة، واعتبر ان زيارة وفد الحزب لبكركي يأتي في اطار «التواصل الدائم معها»,
ونصح للبنانيين بأن يكون «الحوار الحاكم بيننا ولا نذهب الى اللغة السلبية», وقال: «إني اوصي بالا يعزل احد احداً, ولا يصح استغلال حادث لتصفية اي خط سياسي مصنف بأنه من اصدقاء سورية»,
ووصف اغتيال النائب جبران تويني بانه «جريمة بكل ما في الكلمة من معنى» واوضح ان الجريمة جعلت وزراء «امل» و«حزب الله» يذهبون الى «الاعتكاف وليس الى الاستقالة»، مشيراً الى ان الحزب منفتح على موضوع تشكيل محكمة ذات طابع دولي شرط ان تتوافر فيها «العدالة وعدم التسييس وعدم فرض شروط على لبنان»,
واعتبر ان الدعوة الى توسيع نطاق التحقيق الدولي يعبّر عن «عجز وفشل كبيرين», ولفت الى ان طرح الحزب حول السلاح الفلسطيني «يفك لغم الصدام»، مشيراً الى ان اولوية الحكومة يجب ان تكون «الحوار الوطني فلا تدير ظهرها لمن في الحكومة ومن هم خارجها»,
واشار الى ان الترسيم في مزارع شبعا «لا يمكن في ظروف الاحتلال», وايد ما ذهب اليه عون من قول ان المقاومة «موضوع حوار وطني»، رافضاً الانتقاد الموجه الى وزرا ء «امل» و«حزب الله» بأنهم يريدون تجاوز الدستور والقانون, واوضح انه يقبل بالخروج من الحكومة والذهاب الى المعارضة وانتظار الانتخابات النيابية المقبلة, مضيفا انه يقبل ايضا بوزراء شيعة «فالطائفة لديها كفاءات»,
ودعا الى جبه الجو المذهبي قائلا: «انها مشكلة حقيقية تتطلب انتباها من القيادات ووسائل الاعلام».
وجاء كلام نصرالله في حوار اجراه معه تلفزيون «المنار»، وفي ما يأتي اهم ما جاء فيه:
«حزب الله» وحركة «أمل» متهمان منذ فترة بسلوك سياسي ملتبس وغير مقنع ساهم في انزلاق البلد نحو عنق الزجاجة ، وآخر تجليات هذا السلوك تمثل بقرار تعليق المشاركة في الحكومة الأمر الذي فجر أزمة سياسية أدت إلى تعميق الانقسام والشرخ الداخلي، لماذا وصلتم إلى هنا؟
ـ لا أريد أن أحكام التوصيف السياسي لما تقدمت به, لماذا وصلنا إلى تعليق العضوية؟ طبعا في الأشهر الماضية لوجودنا في الحكومة كان هناك تعاون وإيجابيات والأمور ماشية بشكل طبيعي جدا في الحكومة، يوم الخميس الذي سبق يوم الإثنين أي يوم حادثة اغتيال النائب جبران تويني وجلسة مجلس الوزراء الإستثنائية، يطرح على جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال بند المحكمة الدولية، في الأول يحكى عن بند طلب التمديد للجنة التحقيق الدولية لمدة ستة إضافية أشهر قابلة للتمديد، وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» لم يكن عندهم مانع وقد صوتنا لمصلحة التمديد تأكيداً على أننا حريصون ـ مثل بقية اللبنانيين ـ على كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعرفة القتلة وبالتالي سوقهم إلى المحاكمة, هذا الأمر لا تراجع عنه ولا تسوية عليه ولا مجاملة فيه أو استهانة، وعودة عنه وهذا موقف وطني وهذا ليس تسليفا أو مقايضة وهذا موقف وطني وأخلاقي وديني وإنساني وقومي,
ورغم أنّه كان لدينا ملاحظات على أداء وعمل لجنة التحقيق الدولية وعبرنا عنها في بعض المناسبات، مع ذلك لا بد من استمرار التحقيق وتصحيح الملاحظات، فلتستمر لجنة التحقيق الدولية, الإخوان في الحكومة طرحوا من خارج الجدول الأعمال موضوع المحكمة الدولية, كان لنا سابقا نقاش حول الموضوع وقلنا أنه قد يكون لدينا تحفظ حول المبدأ ولكن يمكن أن نتجاوز تحفظاتنا عن المبدأ إذا فهمنا ما هي المحكمة الدولية، أنتم في الجلسة ومن خارج جدول الأعمال : لا يوجد نص ولا ورقة وليس مفهوما ما هي المحكمة الدولية وماهيتها وطبيعتها ومرجعيّتها القانونية والإدارية، على أي قانون سوف تقاضي وأي قانون سوف تحكم به، مثلا هناك قوانين تقبل الشاهد الواحد وقوانين تريد شاهدا واحدا ومعه قرينة حسية وهناك قانون يطلب شاهدين، على أي قانون سوف يتم الحكم، هل هناك إعدام أو لا ، هل هناك مؤبد في هذه المحكمة أم لا، كيف تشكل ومن يشكلها، اللبناني ما وضعه في هذه المحكمة والدولة اللبنانية ما علاقتها به، أي هناك مجموعة أسئلة يمكن إذا تمّ الإجابة عنها نمشي بها,,.
وبعد جدل طويل عريض وكان هناك إصرار قوي داخل الحكومة على التصويت لطلب محكمة دولية من مجلس الأمن وأن تخرج النقطتين مع بعضهما إلى مجلس الأمن: التمديد للجنة التحقيق لمدة ستة أشهر وطلب المحكمة الدولية, هذا الخميس قبل محاولة اغتيال النائب تويني.
سألنا لماذا الإستعجال، ميليس يقول أن التحقيق قد يطول ستة أشهر أو سنة أو سنتين ويقول لا عمل للمحكمة الدولية قبل انتهاء التحقيق، طلبنا المناقشة بطبيعة وقانون ومهام وتشكيل هذه المحكمة ونأتي بهذا الطلب إلى جلسة مجلس الوزراء من داخل جدول الأعمال بنص مكتوب ونناقش به ونصوّت عليه, بعد ثلاث ساعات نقاش، وفعلا يومها كان هناك قرار جدي من «أمل» و«حزب الله» أنّه إذا كان هناك إصرار على التصويت بدون الإجابة على هذه الأسئلة نحن نستقيل من الحكومة وليس تعليق العضوية، والإخوان هم أكثرية وبمقدورهم التصويت وأخذ القرار الذي يريدونه وإدارة البلد,,, بعد ثلاث ساعات من النقاش تمّ الإتفاق على التمديد للجنة التحقيق ونؤجل بحث المحكمة الدولية لمزيد من النقاش والتشاور وانتهت جلسة الخميس على خير.
بناء على جلسة الخميس جرى لقاء أولي بين المعاون السياسي الحاج حسين الخليل والنائب بهيج طبارة وطرحت مجموعة أسئلة، وسأل النائب طبارة عن هواجسنا فقلنا أن ليس لدى «حزب الله» أي هواجس ذات طابع حزبي أو فئوي أو طائفي أو شخصي، لا بالمحكمة الدولية ولا بلجنة التحقيق الدولية, والمحكمة الدولية يقال أنها محكمة خاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الحريري فلماذا يكون عندنا هواجس وحتى عندما سيطلبها مجلس الوزراء سيطلبها كمحكمة خاصة لمحاكمة المتهمين بقتل الرئيس الحريري ولا علاقة لها بأي أمر آخر جرى في لبنان، لا بالـ 1982 ولا بالثمانينات ولا بالتسعينات ولا فيما بعد, نحن نريد ضمانات أنّ هذه المحكمة ستحكم بالعدل وأن لا تجري تسويات سياسية على حساب قضية دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري,
من أحد الهواجس التي لدينا أنّه إذا كان مجلس الأمن سيعين المحكمة الدولية وسيضع قانونها وسيشكلها ويعين قضاتها، يعني للأمريكان الشرط الأساسي, من هو مندوب الأمريكيين في مجلس الأمن، هو جون بولتون، وهو الشخص الذي نشرت الصحف بيانا لمنظمة صهيونية أمريكية قبل كم يوم تشيد به وبإنجازاته التاريخية حيث كان له دور في إلغاء مساواة الصهيونية والعنصرية وأنه خلال فترة وجيزة لوجوده حاليا كممثل للولايات المتحدة في مجلس الأمن أنجز إنجازات لإسرائيل لم يعملها أي ممثل سابق للولايات المتحدة الأميركية ,,, إذا نحن عندنا خشية أنّه لربما قدر جون بولتون على التحكم برقبة البلد والمنطقة ,,.
وعن مقولة البعض أنّ مجلس الأمن تبنى وجهة نظر «حزب الله» وأعاد الكرة للحكومة اللبنانية بموضوع المحكمة الدولية، قال السيد نصر الله : «نحن كنّا نطرح شيئا منطقيا ونقول يا إخوان لا أحد يطلب شيئا مبهما وأنا لا أستطيع أن أصوّت على أمر مبهم,,,
جرى اللقاء الأول والنائب طبارة أراد مراجعة بعض الأمور القانونية، فاتفقنا على التواصل يوم الإثنين أو الثلاثاء ونحدد موعد ويكون اللقاء معي، جرت حادثة اغتيال النائب جبران تويني والتي هي جريمة بكل ما للكلمة من معنى وقد أدنّاها وندينها وندين كل الجرائم المماثلة, دُعِيَ إلى جلسة مجلس وزراء استثنائي واستجدت نقطة إضافية خبرنا بها قبل الجلسة بقليل، لا أعرف هل خبرنا بها متزامنا مع تبليغ سفراء الدول الكبرى أم قبل أم بعد، هنا لن أقول أمرا غير متأكد منه مئة بالمئة, لكن نحن خبرنا الموضوع متأخرين أنّ هناك نقطة عن طلب توسيع مهام لجنة التحقيق الدولية الحالية لتشمل محاولة اغتيال الوزير مروان حماده إلى جريمة اغتيال النائب جبران التويني أو تشكيل لجنة تحقيق جديدة لمتابعة هذه المهمة أي صار لدينا نقطتين، ونريد أيضا الحديث عن محكمة دولية اليوم ونريد أن نأخذ قرارا بذلك,,.
طبعاً يمكن أن تقول لي لماذا الخميس استقالة والإثنين اعتكاف، ذلك لأن ما حصل الإثنين جريمة كبيرة حصلت في البلد وحصل توتر سياسي وأمني كبير وليس من الحكمة أن تذهب إلى آخر الخط، تعلق العضوية وتفتح الباب للحوار والنقاش ونحن بالنهاية نتصرف ونأخذ بعين الإعتبار المصلحة الوطنية, بموضوع المحكمة الدولية في مجلس الوزراء قلنا يا إخوان طولوا بالكم إلى الخميس المقبل ويكون بين يدينا نص مكتوب.
أعيد التذكير بموقفنا عن المحكمة الدولية، لأنّه للأسف ما قيل خلال العشرة أيام جزء منه لا يعبّر عن حس المسؤولية، نحن نقول من يكشفه التحقيق متورطاً في جريمة اغتيال الرئيس الحريري يجب أن يحاكم وأن لا يجريَ تسوية بهذا الأمر، نريد من المحكمة ـ أي محكمة ـ أن تكون عادلة لكي لا نحاكم من ليس له علاقة ونضيع القتلة، اثنان أن لا تسيس، ثالثا أن لا تأتي هذه المحكمة بوصاية دولية على لبنان بمعنى أن لا تستغل المحكمة لفرض شروط والتزامات على لبنان هي ليست من مصلحته الوطنية, اليوم هناك حديث عن محكمة ذات طابع دولي ونحن منفتحون على النقاش وقلنا لهم رأينا ـ سواء رجعنا إلى الحكومة أو لا ـ لنرى ما هي المحكمة ذات الطابع الدولي وإذا تضمن هذه العناصر الثلاثة فنحن منفتحون على النقاش ويمكن لموقفنا أن يكون إيجابيا».
وعن القراءات غير الدقيقة لموقف حزب الله من المحكمة الدولية وأنه تهاون في التعامل مع دم الرئيس الحريري، قال: عند موافقتي على التمديد للجنة التحقيق الدولية رغم ملاحظاتنا عليها وعندما أقول أنه لا يجب أن يكون هناك تسوية وأنّه يجب أن يكون هناك محاكمة منصفة وتعاقب القتلة فهذا ينم عن حرص، لأنه أحيانا بالشائعات والتهويل والعجقة يحاسب البريء ويدان ويجهل الفاعل ويعفى عنه، هذا الموقف لا أبيعه لأحد وليس للمقايضة مهما كان أداء شركائنا أو أصدقائنا في الحكومة وبقية القوى السياسية من المقاومة وسلاح المقاومة «ببطلو بيزيدو بينقصو» هذا الأمر لا علاقة له، هذا ليس موقفا للمقايضة وهذا موقف منطلق من خلفيتنا العقائدية والدينية والأخلاقية والقومية والوطنية.
وعن قبول «حزب الله» بالتحقيق الدولي ثمّ يتحفظ محكمة ذات طابع دولي، أوضح أنّ موقف حزب الله معروف من التحقيق الدولي وفي البداية دعينا للجنة تحقيق سورية لبنانية وبعدها دعينا لتحقيق لبناني عربي، ولنا ملاحظات على التحقيق الدولي لكن لم نكن شركاء في السلطة وعندما دخلنا الحكومة كانت لجنة التحقيق الدولية موجودة وعند طلب التمديد للمحكمة الدولية مددنا لمحكمة موجودة وعبرنا عن ملاحظاتنا لكن أحببننا أن نتيح الفرصة أمام اللجنة وبهذا الأمر ـ حقيقة ـ أخذنا اعتبارات ومشاعر بقية أصدقائنا,
أضاف : نحن لم نطرح خياراً خاصّاً، الحديث جرى عن محكمة مختلطة لبنانية ودولية ومحكمة لبنانية عربية وجرى الحديث عن القضاء اللبناني وهناك جهات تحدثت عن محكمة لبنانية سورية، بالنهاية هناك خمس أو ست خيارات ونحن منفتحون على النقاش في كل هذه الخيارات، أنا لا أقول أريد هذه دون تلك، أنا أقول أي خيار من هذه الخيارات حاضرون لمناقشته ومنفتحون عليه بشرط أن تكون عادلة وعدم مسيسة وأن لا تفرض التزامات على لبنان ,
وعن طلب توسيع صلاحيات لجنة التحقيق لتشمل محاولات الاغتيال منذ استهداف الوزير مروان حماده حتى اغتيال النائب جبران تويني واعتراض حزب الله على هذه الخطوة؟ قال: قبل اغتيال النائب تويني حصلت العملية الفاشلة التي استهدفت الإعلامية مي شدياق والله نجّاها، يومها طالب أحد الوزراء بتوسيع مهام لجنة التحقيق الدولية لتشمل الجرائم من محاولة اغتيال مروان حمادة إلى محاولة اغتيال مي شدياق، يومها الإخوة في قيادة تيار المستقبل وقيادة الحزب التقدمي الإشتراكي اتصلوا فينا وقالوا يا إخوان نحن لسنا متبنين هذا الرأي وإذا طرح في الحكومة نتمنّى أن لا تصوّتوا على هذا الرأي، نحن نريد أن يظل اختصاص لجنة التحقيق الدولية باستشهاد الرئيس رفيق الحريري لأنّه إذا كبرنا الملف لن نخلص بعشر سنين، قلنا لهم لا مشكلة وبالتالي انتهى الموضوع، أتذكر يومها أن الحزب التقدمي الإشتراكي أصدر بيانا رسميا بهذا الموضوع .
إلى أن حصلت حادثة اغتيال النائب جبران تويني، موضوع بهذه الحساسية والأهمية ألا يحمل مناقشته الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس مع اعترافنا بهول الجريمة والمشاعر والعواطف، قلنا لهم أنّ هذا الأمر جديد وهذا الأمر بحاجة إلى نقاش ولدينا ملاحظة وملاحظتنا وطنية (,,,), الحكومة تطلع كلها وتقول أنّه إذا قتل أحد منكم أيها اللبنانيين نحن الحكومة اللبنانية لا نعرف من الفاعل و «وزت التهمة على سورية حكي سياسي»، ليس لدينا أي معلومة ولسنا قادرين على معرفة أي شيء ولا نقدر على منع القتل عنكم، نريد أن نذهب لمجلس الأمن لتوسيع مهام لجنة التحقيق الخاصة باستشهاد الرئيس الحريري أو أنشيء لنا لجنة جديدة لكي تكشف عن قتلة هؤلاء اللبنانيين,,, هذا إعلان فشل، هذه رسالة خطيرة جدا للبنانيين، هذا بدل استيعاب الشارع وإعطائه معنويات وأننا نبني أجهزتنا القضائيّة ونحن متضامنين سياسين, في أحسن دول العالم تحصل جريمة يبقى المحققون سنة وسنتين لكشفها إلاّ في لبنان يجب كشف هذه الجرائم في جمعة(,,,), نحن احتراما لدماء النائب جبران تويني وللمشاعر الغاضبة التي عبرت عن نفسها في الشارع ومراعاة للمصلحة الوطنية اكتفينا بتعليق العضوية ولم نذهب إلى الإستقالة التي كنّا ذاهبين إليها قبل كم يوم.
تتكلمون عن التدويل والبعض يعتقد ان مخاوفكم وهواجسكم غير واقعية وغير مشروعة، لماذا تبالغون في تصور امور لا علاقة لها بالواقع ؟
ـ عندما انجز قرار 1559 وضع ناظر لهذا القرار ،مع العلم ان كل القرارات الدولية التي لها علاقة في الصراع العربي الاسرائيلي لم يوضع لها ناظر للتنفيذ, ومنذ اصدر لارسن تقريره قلت ان لارسن هذا يتحدث في قانون الانتخاب وفي الشأن الداخلي ويطالبنا كل ستة اشهر كرؤساء ووزراء لاجراء الامتحان, ويسأل ماذا فعلتم في سلاح حزب الله وفي السلاح الفلسطيني؟ هذا ماذا يعني ؟ولماذا هذه الاسئلة من قبل لارسن ؟ ولماذا علي كل ستة اشهر ان اقدم تقرير الى السيد لارسن، حتى يقدمه الى مجلس الامن, انا اسأل هنا من أي موقع يريد لارسن ان يسألني عل هذه مساعدة ام حشر للبنانيين, انا اقول بكل صراحة هناك من كان يريد ان يدفع الامور نحو الحرب بين الجيش اللبناني والفلسطينيين .
من كان يريد ذالك ؟
ـ اولا الاسرائيليون ،ثانيا الذي يريد تنفيذ القرار 1559 كيفما يريد ؟
لماذا لا تراعون الفارق بين السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها ؟
ـ انا ميزت بين السلاحين وقلت يومها ان سلاح المخيمات نحن ضد نزعه، ولماذا نريد نزعه ؟هل لاجل اسرائيل وامريكا، وان هناك مطلب دولي ؟ اذا اردنا نزع هذا السلاح يجب كلبنانيين ان ننزعه في اطار حق العودة ؟ والا كيف علينا ان ننهي موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ،اما السلاح خارج المخيمات نحن مع حله لكن بالحوار .
حله كيف ؟
ـ نصل الى الحل بالحوار قبل ان نرسل الجيش الى هذه المواقع والفلسطيني اعتبر ان هذا الامر تحد له ولذلك جمد هذا الموضوع وقلنا للفلسطينيين اعملوا حوار مع الحكومة اللبنانية لحل هذا الموضوع .
لان هذا الموضوع في لبنان حساس جدا ولا يجوز ان «ندعس» على الالغام نتيجة انفعال او ضغط خارجي ؟
انا قلت في موضوع القرار 1559 ان هذا القرار ليس موافق عليه من قبل كل اللبنانيين واغلب القوى السياسية اعلنت رفضها له .
لماذا تقطعون الطريق امام توسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية وهذه المسألة تتعلق في الحياة والموت ؟
ـ لجنة التحقيق الدولية تشكلت بعد استشهاد الرئيس الحريري ،هل توقف القتل، ام زاد ؟ اذا الذي يقتل غير مكترث اذا كانت هناك لجنة ام لا, اذا لجنة التحقيق لوحدها لا توقف القتل، بدليل ان القتل الذي حصل بعد لجنة التحقيق ليس اقل من القتل الذي حصل قبلها ؟ اذا هذا لا يحمي، ما الذي يحمي ؟ هذا يمكن ان نحصره في الملف الامني.
من ينفذ جرائم الاغتيال في لبنان من وجهة نظر «حزب الله» ؟ ومن المستفيد ؟
ـ لا اعتقد ان احدا مختلف حول من المستفيد حتى من عندهم موقف حاد من سورية، فالاسرائيلي هو المستفيد الاول سواء له علاقة ام لا، لكن نحن في هذا الموضوع جميعنا نحلل ولا احد لديه معلومات بدءا من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولا الى اغتيال الاستاذ جبران تويني.
من الطبيعي جدا ان الاسرائيلي يريد ان ياخذ لبنان الى عداء مستحكم مع سورية ؟ فيأتي ليقتل اناسا على خصومة مع سورية لان التهمة ستوجه الى سورية بشكل مباشر ؟ وتلاحظون ان العمليات التي نفذت فيها احتراف عال وفيها مهنية فنية كبيرة , اليس هذا مؤشرا ؟ وكلما اتخذت اجراءات اكثر ضد سورية وضد اصدقاء سورية ،هذا يشجعه على ان يكمل.
وليد جنبلاط يقول ان النظام السوري يستهدف عددا من الشخصيات الغالبية النيابية وبعض حلفائها من اجل تغيير صورة المجلس النيابي تمهيدا لعودة الحكم السوري الى لبنان ؟
ـ جنبلاط عنده قراءة، وانا عندي قراءة، وقد تكون هناك قراءات اخرى, وانا احترم قناعته وتحليله ورأيه، لكن انا ماذا اقول، اقول انه في هذه القراءة هناك لغم انتبهوا ان يكون هناك لغم كبير يجري نصبه هنا ؟ في لبنانيين مسلمين ومسيحيين، في سياق هذا النقاش هل معقول ان اسرائيل تقتل فلانا وفلانا، انا اقول وقلت لهم، من غير اللائق ان نقول ذلك، وكانما نقول ان اسرائيل لا تقتل هؤلاء ؟ وهذه اهانة لهم ؟ ولماذا الاسرائيلي لا يقتلهم ؟ هل هم اصدقاء اسرائيل ؟ هل رفيق الحريري كان صديقا لاسرائيل ؟ وهو معروف دوره وتحدثت معه مطولا , ولماذا استبعاد اسرائيل نحن كمسلمين في القرآن نقول ان هؤلاء بني اسرائيل قتلوا انبياءهم وقتلوا المسيح وصلبوه كلنا يعرف ماذا فعلت الحركة الصهيونية في اوروبا اذا لماذا الاستبعاد ؟ ولماذا استبعاد اسرائيل ؟ ولماذا استبعادها ؟
وأوضح ان المناقشات تدور حول عنوانين اثنين هما: «توافق التحالف الرباعي («أمل»، «حزب الله»، تيار «المستقبل»، الحزب التقدمي الاشتراكي) على المواضيع الأساسية قبل طرحها على مجلس الوزراء, والجو ايجابي في هذه النقطة, وسيعلن شيئاً من هذا القبيل»,
أضاف: «العنوان الثاني هو اصدار الحكومة بياناً يطلب من مجلس الامن الدولي الغاء ما لم ينفذ من القرار 1559 (نزع سلاح المقاومة) واعتبار هذا شأناً داخلياً لبنانياً (,,,) ونحن هنا نتفهم ظروف الاخوان, وهذا يناقش بما يؤدي الى طمأنتنا وعدم احراج الحكومة»,
وحول الموضوع السوري قال: «نحن متفقون على المقاومة ومزارع شبعا لكننا مختلفون على الموضوع السوري»,
ورأى ان هناك 3 خيارات: «نكمل على ما نحن عليه (,,,) ولبنان هو الخاسر الاول، نجتمع كلبنانيين ونعلن الحرب على سورية (,,,) ولبنان خاسر حكماً, او ايجاد حل بين لبنان وسورية (,,,) لخلق طمأنينة متبادلة», واوضح ان ذلك لا يعني تجاوز التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, وقال: «انا صديق سورية اقول: السوري لن يعود الى البلد, هذه المرحلة انتهت وانا مسؤول عن كلامي»,
وحول العلاقات مع الاطراف الداخليين قال ان «هناك تحضيراً للقاء مع رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون بعد معالجة الترتيبات التي تشكل عقدة (,,,) ونحن على طريق ان نلتقي قريباً جداً جداً», واضاف: «نتعاطى مع العماد عون كمرشح جدي وحقيقي للرئاسة الاولى، لانه يمثل من يمثل وله امتدادات, واذا تواصلنا اكثر وفهمنا بعضنا بعضاً افضل، فالامور ستتجه ايجاباً»,
ووصف العلاقة مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بأنها تشبه «الطقس البارد»، لكنه استدرك: «وليد بك بيمون (,,,) وانا حريص على العلاقات معه»,
وذكر ان النائب سعد الحريري «يلعب دوراً ايجابياً (,,,) وكنا نفضل لو كان في البلد لنتواصل اكثر», وامتدح موقف رئيس الجمهورية اميل لحود الذي رفض ترؤس جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في غياب وزراء «امل» و«حزب الله», وقال: «هذا موقف جيد وطبيعي»,
وقال ان اللقاء مع رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «وارد في اي لحظة»، داعياً الى تفاهم على مستوى القاعدة، واعتبر ان زيارة وفد الحزب لبكركي يأتي في اطار «التواصل الدائم معها»,
ونصح للبنانيين بأن يكون «الحوار الحاكم بيننا ولا نذهب الى اللغة السلبية», وقال: «إني اوصي بالا يعزل احد احداً, ولا يصح استغلال حادث لتصفية اي خط سياسي مصنف بأنه من اصدقاء سورية»,
ووصف اغتيال النائب جبران تويني بانه «جريمة بكل ما في الكلمة من معنى» واوضح ان الجريمة جعلت وزراء «امل» و«حزب الله» يذهبون الى «الاعتكاف وليس الى الاستقالة»، مشيراً الى ان الحزب منفتح على موضوع تشكيل محكمة ذات طابع دولي شرط ان تتوافر فيها «العدالة وعدم التسييس وعدم فرض شروط على لبنان»,
واعتبر ان الدعوة الى توسيع نطاق التحقيق الدولي يعبّر عن «عجز وفشل كبيرين», ولفت الى ان طرح الحزب حول السلاح الفلسطيني «يفك لغم الصدام»، مشيراً الى ان اولوية الحكومة يجب ان تكون «الحوار الوطني فلا تدير ظهرها لمن في الحكومة ومن هم خارجها»,
واشار الى ان الترسيم في مزارع شبعا «لا يمكن في ظروف الاحتلال», وايد ما ذهب اليه عون من قول ان المقاومة «موضوع حوار وطني»، رافضاً الانتقاد الموجه الى وزرا ء «امل» و«حزب الله» بأنهم يريدون تجاوز الدستور والقانون, واوضح انه يقبل بالخروج من الحكومة والذهاب الى المعارضة وانتظار الانتخابات النيابية المقبلة, مضيفا انه يقبل ايضا بوزراء شيعة «فالطائفة لديها كفاءات»,
ودعا الى جبه الجو المذهبي قائلا: «انها مشكلة حقيقية تتطلب انتباها من القيادات ووسائل الاعلام».
وجاء كلام نصرالله في حوار اجراه معه تلفزيون «المنار»، وفي ما يأتي اهم ما جاء فيه:
«حزب الله» وحركة «أمل» متهمان منذ فترة بسلوك سياسي ملتبس وغير مقنع ساهم في انزلاق البلد نحو عنق الزجاجة ، وآخر تجليات هذا السلوك تمثل بقرار تعليق المشاركة في الحكومة الأمر الذي فجر أزمة سياسية أدت إلى تعميق الانقسام والشرخ الداخلي، لماذا وصلتم إلى هنا؟
ـ لا أريد أن أحكام التوصيف السياسي لما تقدمت به, لماذا وصلنا إلى تعليق العضوية؟ طبعا في الأشهر الماضية لوجودنا في الحكومة كان هناك تعاون وإيجابيات والأمور ماشية بشكل طبيعي جدا في الحكومة، يوم الخميس الذي سبق يوم الإثنين أي يوم حادثة اغتيال النائب جبران تويني وجلسة مجلس الوزراء الإستثنائية، يطرح على جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال بند المحكمة الدولية، في الأول يحكى عن بند طلب التمديد للجنة التحقيق الدولية لمدة ستة إضافية أشهر قابلة للتمديد، وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» لم يكن عندهم مانع وقد صوتنا لمصلحة التمديد تأكيداً على أننا حريصون ـ مثل بقية اللبنانيين ـ على كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعرفة القتلة وبالتالي سوقهم إلى المحاكمة, هذا الأمر لا تراجع عنه ولا تسوية عليه ولا مجاملة فيه أو استهانة، وعودة عنه وهذا موقف وطني وهذا ليس تسليفا أو مقايضة وهذا موقف وطني وأخلاقي وديني وإنساني وقومي,
ورغم أنّه كان لدينا ملاحظات على أداء وعمل لجنة التحقيق الدولية وعبرنا عنها في بعض المناسبات، مع ذلك لا بد من استمرار التحقيق وتصحيح الملاحظات، فلتستمر لجنة التحقيق الدولية, الإخوان في الحكومة طرحوا من خارج الجدول الأعمال موضوع المحكمة الدولية, كان لنا سابقا نقاش حول الموضوع وقلنا أنه قد يكون لدينا تحفظ حول المبدأ ولكن يمكن أن نتجاوز تحفظاتنا عن المبدأ إذا فهمنا ما هي المحكمة الدولية، أنتم في الجلسة ومن خارج جدول الأعمال : لا يوجد نص ولا ورقة وليس مفهوما ما هي المحكمة الدولية وماهيتها وطبيعتها ومرجعيّتها القانونية والإدارية، على أي قانون سوف تقاضي وأي قانون سوف تحكم به، مثلا هناك قوانين تقبل الشاهد الواحد وقوانين تريد شاهدا واحدا ومعه قرينة حسية وهناك قانون يطلب شاهدين، على أي قانون سوف يتم الحكم، هل هناك إعدام أو لا ، هل هناك مؤبد في هذه المحكمة أم لا، كيف تشكل ومن يشكلها، اللبناني ما وضعه في هذه المحكمة والدولة اللبنانية ما علاقتها به، أي هناك مجموعة أسئلة يمكن إذا تمّ الإجابة عنها نمشي بها,,.
وبعد جدل طويل عريض وكان هناك إصرار قوي داخل الحكومة على التصويت لطلب محكمة دولية من مجلس الأمن وأن تخرج النقطتين مع بعضهما إلى مجلس الأمن: التمديد للجنة التحقيق لمدة ستة أشهر وطلب المحكمة الدولية, هذا الخميس قبل محاولة اغتيال النائب تويني.
سألنا لماذا الإستعجال، ميليس يقول أن التحقيق قد يطول ستة أشهر أو سنة أو سنتين ويقول لا عمل للمحكمة الدولية قبل انتهاء التحقيق، طلبنا المناقشة بطبيعة وقانون ومهام وتشكيل هذه المحكمة ونأتي بهذا الطلب إلى جلسة مجلس الوزراء من داخل جدول الأعمال بنص مكتوب ونناقش به ونصوّت عليه, بعد ثلاث ساعات نقاش، وفعلا يومها كان هناك قرار جدي من «أمل» و«حزب الله» أنّه إذا كان هناك إصرار على التصويت بدون الإجابة على هذه الأسئلة نحن نستقيل من الحكومة وليس تعليق العضوية، والإخوان هم أكثرية وبمقدورهم التصويت وأخذ القرار الذي يريدونه وإدارة البلد,,, بعد ثلاث ساعات من النقاش تمّ الإتفاق على التمديد للجنة التحقيق ونؤجل بحث المحكمة الدولية لمزيد من النقاش والتشاور وانتهت جلسة الخميس على خير.
بناء على جلسة الخميس جرى لقاء أولي بين المعاون السياسي الحاج حسين الخليل والنائب بهيج طبارة وطرحت مجموعة أسئلة، وسأل النائب طبارة عن هواجسنا فقلنا أن ليس لدى «حزب الله» أي هواجس ذات طابع حزبي أو فئوي أو طائفي أو شخصي، لا بالمحكمة الدولية ولا بلجنة التحقيق الدولية, والمحكمة الدولية يقال أنها محكمة خاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الحريري فلماذا يكون عندنا هواجس وحتى عندما سيطلبها مجلس الوزراء سيطلبها كمحكمة خاصة لمحاكمة المتهمين بقتل الرئيس الحريري ولا علاقة لها بأي أمر آخر جرى في لبنان، لا بالـ 1982 ولا بالثمانينات ولا بالتسعينات ولا فيما بعد, نحن نريد ضمانات أنّ هذه المحكمة ستحكم بالعدل وأن لا تجري تسويات سياسية على حساب قضية دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري,
من أحد الهواجس التي لدينا أنّه إذا كان مجلس الأمن سيعين المحكمة الدولية وسيضع قانونها وسيشكلها ويعين قضاتها، يعني للأمريكان الشرط الأساسي, من هو مندوب الأمريكيين في مجلس الأمن، هو جون بولتون، وهو الشخص الذي نشرت الصحف بيانا لمنظمة صهيونية أمريكية قبل كم يوم تشيد به وبإنجازاته التاريخية حيث كان له دور في إلغاء مساواة الصهيونية والعنصرية وأنه خلال فترة وجيزة لوجوده حاليا كممثل للولايات المتحدة في مجلس الأمن أنجز إنجازات لإسرائيل لم يعملها أي ممثل سابق للولايات المتحدة الأميركية ,,, إذا نحن عندنا خشية أنّه لربما قدر جون بولتون على التحكم برقبة البلد والمنطقة ,,.
وعن مقولة البعض أنّ مجلس الأمن تبنى وجهة نظر «حزب الله» وأعاد الكرة للحكومة اللبنانية بموضوع المحكمة الدولية، قال السيد نصر الله : «نحن كنّا نطرح شيئا منطقيا ونقول يا إخوان لا أحد يطلب شيئا مبهما وأنا لا أستطيع أن أصوّت على أمر مبهم,,,
جرى اللقاء الأول والنائب طبارة أراد مراجعة بعض الأمور القانونية، فاتفقنا على التواصل يوم الإثنين أو الثلاثاء ونحدد موعد ويكون اللقاء معي، جرت حادثة اغتيال النائب جبران تويني والتي هي جريمة بكل ما للكلمة من معنى وقد أدنّاها وندينها وندين كل الجرائم المماثلة, دُعِيَ إلى جلسة مجلس وزراء استثنائي واستجدت نقطة إضافية خبرنا بها قبل الجلسة بقليل، لا أعرف هل خبرنا بها متزامنا مع تبليغ سفراء الدول الكبرى أم قبل أم بعد، هنا لن أقول أمرا غير متأكد منه مئة بالمئة, لكن نحن خبرنا الموضوع متأخرين أنّ هناك نقطة عن طلب توسيع مهام لجنة التحقيق الدولية الحالية لتشمل محاولة اغتيال الوزير مروان حماده إلى جريمة اغتيال النائب جبران التويني أو تشكيل لجنة تحقيق جديدة لمتابعة هذه المهمة أي صار لدينا نقطتين، ونريد أيضا الحديث عن محكمة دولية اليوم ونريد أن نأخذ قرارا بذلك,,.
طبعاً يمكن أن تقول لي لماذا الخميس استقالة والإثنين اعتكاف، ذلك لأن ما حصل الإثنين جريمة كبيرة حصلت في البلد وحصل توتر سياسي وأمني كبير وليس من الحكمة أن تذهب إلى آخر الخط، تعلق العضوية وتفتح الباب للحوار والنقاش ونحن بالنهاية نتصرف ونأخذ بعين الإعتبار المصلحة الوطنية, بموضوع المحكمة الدولية في مجلس الوزراء قلنا يا إخوان طولوا بالكم إلى الخميس المقبل ويكون بين يدينا نص مكتوب.
أعيد التذكير بموقفنا عن المحكمة الدولية، لأنّه للأسف ما قيل خلال العشرة أيام جزء منه لا يعبّر عن حس المسؤولية، نحن نقول من يكشفه التحقيق متورطاً في جريمة اغتيال الرئيس الحريري يجب أن يحاكم وأن لا يجريَ تسوية بهذا الأمر، نريد من المحكمة ـ أي محكمة ـ أن تكون عادلة لكي لا نحاكم من ليس له علاقة ونضيع القتلة، اثنان أن لا تسيس، ثالثا أن لا تأتي هذه المحكمة بوصاية دولية على لبنان بمعنى أن لا تستغل المحكمة لفرض شروط والتزامات على لبنان هي ليست من مصلحته الوطنية, اليوم هناك حديث عن محكمة ذات طابع دولي ونحن منفتحون على النقاش وقلنا لهم رأينا ـ سواء رجعنا إلى الحكومة أو لا ـ لنرى ما هي المحكمة ذات الطابع الدولي وإذا تضمن هذه العناصر الثلاثة فنحن منفتحون على النقاش ويمكن لموقفنا أن يكون إيجابيا».
وعن القراءات غير الدقيقة لموقف حزب الله من المحكمة الدولية وأنه تهاون في التعامل مع دم الرئيس الحريري، قال: عند موافقتي على التمديد للجنة التحقيق الدولية رغم ملاحظاتنا عليها وعندما أقول أنه لا يجب أن يكون هناك تسوية وأنّه يجب أن يكون هناك محاكمة منصفة وتعاقب القتلة فهذا ينم عن حرص، لأنه أحيانا بالشائعات والتهويل والعجقة يحاسب البريء ويدان ويجهل الفاعل ويعفى عنه، هذا الموقف لا أبيعه لأحد وليس للمقايضة مهما كان أداء شركائنا أو أصدقائنا في الحكومة وبقية القوى السياسية من المقاومة وسلاح المقاومة «ببطلو بيزيدو بينقصو» هذا الأمر لا علاقة له، هذا ليس موقفا للمقايضة وهذا موقف منطلق من خلفيتنا العقائدية والدينية والأخلاقية والقومية والوطنية.
وعن قبول «حزب الله» بالتحقيق الدولي ثمّ يتحفظ محكمة ذات طابع دولي، أوضح أنّ موقف حزب الله معروف من التحقيق الدولي وفي البداية دعينا للجنة تحقيق سورية لبنانية وبعدها دعينا لتحقيق لبناني عربي، ولنا ملاحظات على التحقيق الدولي لكن لم نكن شركاء في السلطة وعندما دخلنا الحكومة كانت لجنة التحقيق الدولية موجودة وعند طلب التمديد للمحكمة الدولية مددنا لمحكمة موجودة وعبرنا عن ملاحظاتنا لكن أحببننا أن نتيح الفرصة أمام اللجنة وبهذا الأمر ـ حقيقة ـ أخذنا اعتبارات ومشاعر بقية أصدقائنا,
أضاف : نحن لم نطرح خياراً خاصّاً، الحديث جرى عن محكمة مختلطة لبنانية ودولية ومحكمة لبنانية عربية وجرى الحديث عن القضاء اللبناني وهناك جهات تحدثت عن محكمة لبنانية سورية، بالنهاية هناك خمس أو ست خيارات ونحن منفتحون على النقاش في كل هذه الخيارات، أنا لا أقول أريد هذه دون تلك، أنا أقول أي خيار من هذه الخيارات حاضرون لمناقشته ومنفتحون عليه بشرط أن تكون عادلة وعدم مسيسة وأن لا تفرض التزامات على لبنان ,
وعن طلب توسيع صلاحيات لجنة التحقيق لتشمل محاولات الاغتيال منذ استهداف الوزير مروان حماده حتى اغتيال النائب جبران تويني واعتراض حزب الله على هذه الخطوة؟ قال: قبل اغتيال النائب تويني حصلت العملية الفاشلة التي استهدفت الإعلامية مي شدياق والله نجّاها، يومها طالب أحد الوزراء بتوسيع مهام لجنة التحقيق الدولية لتشمل الجرائم من محاولة اغتيال مروان حمادة إلى محاولة اغتيال مي شدياق، يومها الإخوة في قيادة تيار المستقبل وقيادة الحزب التقدمي الإشتراكي اتصلوا فينا وقالوا يا إخوان نحن لسنا متبنين هذا الرأي وإذا طرح في الحكومة نتمنّى أن لا تصوّتوا على هذا الرأي، نحن نريد أن يظل اختصاص لجنة التحقيق الدولية باستشهاد الرئيس رفيق الحريري لأنّه إذا كبرنا الملف لن نخلص بعشر سنين، قلنا لهم لا مشكلة وبالتالي انتهى الموضوع، أتذكر يومها أن الحزب التقدمي الإشتراكي أصدر بيانا رسميا بهذا الموضوع .
إلى أن حصلت حادثة اغتيال النائب جبران تويني، موضوع بهذه الحساسية والأهمية ألا يحمل مناقشته الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس مع اعترافنا بهول الجريمة والمشاعر والعواطف، قلنا لهم أنّ هذا الأمر جديد وهذا الأمر بحاجة إلى نقاش ولدينا ملاحظة وملاحظتنا وطنية (,,,), الحكومة تطلع كلها وتقول أنّه إذا قتل أحد منكم أيها اللبنانيين نحن الحكومة اللبنانية لا نعرف من الفاعل و «وزت التهمة على سورية حكي سياسي»، ليس لدينا أي معلومة ولسنا قادرين على معرفة أي شيء ولا نقدر على منع القتل عنكم، نريد أن نذهب لمجلس الأمن لتوسيع مهام لجنة التحقيق الخاصة باستشهاد الرئيس الحريري أو أنشيء لنا لجنة جديدة لكي تكشف عن قتلة هؤلاء اللبنانيين,,, هذا إعلان فشل، هذه رسالة خطيرة جدا للبنانيين، هذا بدل استيعاب الشارع وإعطائه معنويات وأننا نبني أجهزتنا القضائيّة ونحن متضامنين سياسين, في أحسن دول العالم تحصل جريمة يبقى المحققون سنة وسنتين لكشفها إلاّ في لبنان يجب كشف هذه الجرائم في جمعة(,,,), نحن احتراما لدماء النائب جبران تويني وللمشاعر الغاضبة التي عبرت عن نفسها في الشارع ومراعاة للمصلحة الوطنية اكتفينا بتعليق العضوية ولم نذهب إلى الإستقالة التي كنّا ذاهبين إليها قبل كم يوم.
تتكلمون عن التدويل والبعض يعتقد ان مخاوفكم وهواجسكم غير واقعية وغير مشروعة، لماذا تبالغون في تصور امور لا علاقة لها بالواقع ؟
ـ عندما انجز قرار 1559 وضع ناظر لهذا القرار ،مع العلم ان كل القرارات الدولية التي لها علاقة في الصراع العربي الاسرائيلي لم يوضع لها ناظر للتنفيذ, ومنذ اصدر لارسن تقريره قلت ان لارسن هذا يتحدث في قانون الانتخاب وفي الشأن الداخلي ويطالبنا كل ستة اشهر كرؤساء ووزراء لاجراء الامتحان, ويسأل ماذا فعلتم في سلاح حزب الله وفي السلاح الفلسطيني؟ هذا ماذا يعني ؟ولماذا هذه الاسئلة من قبل لارسن ؟ ولماذا علي كل ستة اشهر ان اقدم تقرير الى السيد لارسن، حتى يقدمه الى مجلس الامن, انا اسأل هنا من أي موقع يريد لارسن ان يسألني عل هذه مساعدة ام حشر للبنانيين, انا اقول بكل صراحة هناك من كان يريد ان يدفع الامور نحو الحرب بين الجيش اللبناني والفلسطينيين .
من كان يريد ذالك ؟
ـ اولا الاسرائيليون ،ثانيا الذي يريد تنفيذ القرار 1559 كيفما يريد ؟
لماذا لا تراعون الفارق بين السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها ؟
ـ انا ميزت بين السلاحين وقلت يومها ان سلاح المخيمات نحن ضد نزعه، ولماذا نريد نزعه ؟هل لاجل اسرائيل وامريكا، وان هناك مطلب دولي ؟ اذا اردنا نزع هذا السلاح يجب كلبنانيين ان ننزعه في اطار حق العودة ؟ والا كيف علينا ان ننهي موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ،اما السلاح خارج المخيمات نحن مع حله لكن بالحوار .
حله كيف ؟
ـ نصل الى الحل بالحوار قبل ان نرسل الجيش الى هذه المواقع والفلسطيني اعتبر ان هذا الامر تحد له ولذلك جمد هذا الموضوع وقلنا للفلسطينيين اعملوا حوار مع الحكومة اللبنانية لحل هذا الموضوع .
لان هذا الموضوع في لبنان حساس جدا ولا يجوز ان «ندعس» على الالغام نتيجة انفعال او ضغط خارجي ؟
انا قلت في موضوع القرار 1559 ان هذا القرار ليس موافق عليه من قبل كل اللبنانيين واغلب القوى السياسية اعلنت رفضها له .
لماذا تقطعون الطريق امام توسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية وهذه المسألة تتعلق في الحياة والموت ؟
ـ لجنة التحقيق الدولية تشكلت بعد استشهاد الرئيس الحريري ،هل توقف القتل، ام زاد ؟ اذا الذي يقتل غير مكترث اذا كانت هناك لجنة ام لا, اذا لجنة التحقيق لوحدها لا توقف القتل، بدليل ان القتل الذي حصل بعد لجنة التحقيق ليس اقل من القتل الذي حصل قبلها ؟ اذا هذا لا يحمي، ما الذي يحمي ؟ هذا يمكن ان نحصره في الملف الامني.
من ينفذ جرائم الاغتيال في لبنان من وجهة نظر «حزب الله» ؟ ومن المستفيد ؟
ـ لا اعتقد ان احدا مختلف حول من المستفيد حتى من عندهم موقف حاد من سورية، فالاسرائيلي هو المستفيد الاول سواء له علاقة ام لا، لكن نحن في هذا الموضوع جميعنا نحلل ولا احد لديه معلومات بدءا من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولا الى اغتيال الاستاذ جبران تويني.
من الطبيعي جدا ان الاسرائيلي يريد ان ياخذ لبنان الى عداء مستحكم مع سورية ؟ فيأتي ليقتل اناسا على خصومة مع سورية لان التهمة ستوجه الى سورية بشكل مباشر ؟ وتلاحظون ان العمليات التي نفذت فيها احتراف عال وفيها مهنية فنية كبيرة , اليس هذا مؤشرا ؟ وكلما اتخذت اجراءات اكثر ضد سورية وضد اصدقاء سورية ،هذا يشجعه على ان يكمل.
وليد جنبلاط يقول ان النظام السوري يستهدف عددا من الشخصيات الغالبية النيابية وبعض حلفائها من اجل تغيير صورة المجلس النيابي تمهيدا لعودة الحكم السوري الى لبنان ؟
ـ جنبلاط عنده قراءة، وانا عندي قراءة، وقد تكون هناك قراءات اخرى, وانا احترم قناعته وتحليله ورأيه، لكن انا ماذا اقول، اقول انه في هذه القراءة هناك لغم انتبهوا ان يكون هناك لغم كبير يجري نصبه هنا ؟ في لبنانيين مسلمين ومسيحيين، في سياق هذا النقاش هل معقول ان اسرائيل تقتل فلانا وفلانا، انا اقول وقلت لهم، من غير اللائق ان نقول ذلك، وكانما نقول ان اسرائيل لا تقتل هؤلاء ؟ وهذه اهانة لهم ؟ ولماذا الاسرائيلي لا يقتلهم ؟ هل هم اصدقاء اسرائيل ؟ هل رفيق الحريري كان صديقا لاسرائيل ؟ وهو معروف دوره وتحدثت معه مطولا , ولماذا استبعاد اسرائيل نحن كمسلمين في القرآن نقول ان هؤلاء بني اسرائيل قتلوا انبياءهم وقتلوا المسيح وصلبوه كلنا يعرف ماذا فعلت الحركة الصهيونية في اوروبا اذا لماذا الاستبعاد ؟ ولماذا استبعاد اسرائيل ؟ ولماذا استبعادها ؟